تفاصيل الخبر

مـديــــر الـمـعـهــــد الألماني الـسـيـــــد “مــانـــــــي بـورنــاغــــــــي“: هـنـــاك 160 مـعـهـــد “غــوتــــه“ فـي أكثـــر مــن 93 بـلـــداً...!

21/12/2018
مـديــــر الـمـعـهــــد الألماني الـسـيـــــد “مــانـــــــي بـورنــاغــــــــي“:  هـنـــاك 160 مـعـهـــد “غــوتــــه“ فـي أكثـــر مــن 93 بـلـــداً...!

مـديــــر الـمـعـهــــد الألماني الـسـيـــــد “مــانـــــــي بـورنــاغــــــــي“: هـنـــاك 160 مـعـهـــد “غــوتــــه“ فـي أكثـــر مــن 93 بـلـــداً...!

 

بقلم وردية بطرس

معهد <غوته> هو المعهد الثقافي العامل في كافة أنحاء العالم والتابع للحكومة الألمانية. ويدعم المعهد تعلم اللغة الألمانية في الخارج. كما يدعم التعاون الثقافي الدولي ويقدم صورة شاملة لالمانيا عن طريق معلومات عن الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية في البلد. ويدعم البرامج الثقافية والتعليمية والحوار بين الثقافات ويتيح امكانية المشاركة الثقافية... وفي لبنان ينشط معهد <غوته> اذ ينظم ويدعم مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية لتمثيل الثقافة الألمانية ومن أجل تشجيع التبادل الثقافي الدولي. ومن خلال أنشطته اللغوية يقدم دورات لغة، بالاضافة الى برنامج امتحانات شامل. وتعتبر قاعة الميديا في معهد <غوته> في لبنان مكاناً للتعلم والالتقاء وتنظيم الأحداث، وتوفر معلومات حديثة عن الثقافة والسياسة والمجتمع في المانيا. بالاضافة الى ذلك يتم تنظيم الأحداث بانتظام بالتعاون مع شركاء لبنانيين. وتضم قاعة الميديا مخزوناً من وسائل الاعلام القابلة للاستعارة ومُتاحة للجمهور.

<بورناغي> يشرح نشأة المعهد وأهدافه

<الأفكار> قصدت معهد <غوته> في منطقة الجميزة وكان لها حديث مع مدير معهد <غوته> السيد <ماني بورناغي> ليطلعنا أكثر على نشأة المعهد وأهدافه ونشاطاته الثقافية والمسرحية والفنية ونسأله:

ــ ما هي أهداف معهد <غوته> الذي على أساسه نشأ في بلدان العالم بما فيه لبنان؟

- هناك 160 معهد <غوته> في أكثر من 93 بلداً ومن بينها لبنان. ان معهد <غوته> تابع للحكومة الألمانية. وتعود نشأة المعهد في لبنان الى العام 1955 اذ انه من أقدم معاهد <غوته>. أما أهداف معهد <غوته> فهناك ثلاث مهمات رئيسية: أولاً تسويق اللغة الألمانية كلغة أجنبية وهذا ما يقوم به المعهد في لبنان، لدى المعهد صفوف لتدريس الألمانية، اذ يتولى أساتذة المان تدريس الألمانية. وخلال السنة تكون الصفوف مليئة بالطلاب، وبالتالي الطلب على تعلم الالمانية كبير لأن الناس مهتمون للذهاب الى المانيا. ان دوافع اللبنانيين لتعلم الألمانية مختلفة، منها متابعة دراستهم في المانيا او لأنهم يحبون اللغة وأيضاً لديهم عائلات المانية او عائلات تقيم في المانيا ولهذا يحبون تعلم الالمانية للتواصل مع عائلاتهم وأقاربهم وما شابه... أو لأن هناك اهتماماً بدراسة الأدب الالماني ولهذا يتعلمون اللغة لكي يقرأوا الأدب الالماني باللغة الأصلية وليس المترجمة.

ويتابع:

- الهدف الثاني من انشاء معهد <غوته> هو التبادل الثقافي وهذا هو الهدف المشترك لمعهد <غوته> في كل البلدان... اذاً المهمة الثانية من أهداف المعهد هي خلق حوار فكري وتبادل ثقافي بين المانيا وأوروبا والبلدان المضيفة وبهذه الحالة أعني لبنان. وينظم المعهد نشاطات متعددة تمثل الثقافة الالمانية في لبنان ولكن أيضاً لخلق منبر للفنانين اللبنانيين والألمان حيث يلتقون من أجل التعاون والانتاج والعمل معاً، اي انه حوار موجه من أجل التبادل الثقافي. وهذا ما نقوم به في كل أنواع الفنون من الرسم والموسيقى والرقص والتصميم والفن البصري الى ما هنالك... أما الهدف الثالث فهو الإعلام والعمل المكتبي،  فلدى المعهد مكتبة، ولكن نركز أيضاً على الإعلام الرقمي اذ يتوافر في المكتبة <آيباد> ليتسنى للجميع التعرف على الأدب

الالماني ومعلومات عن المانيا.

نشاطات المعهد الثقافية والفنية

ــ ما هـي الأنشطـــة التـي اهتم بهــــا المعهـــد على مـدار السنـوات الماضيـــة؟

- أولاً يجب التذكير هنا ان المعهد لم يغلق أبوابه حتى في أيام الحرب، اذ ان الزملاء الذين تولوا ادارة المعهد منذ انشاء المعهد حاولوا ان يستمروا بالعمل حتى في أصعب الظروف ولكن طبعاً بموارد محدودة، وهذا دليل على مدى أهمية لبنان بالنسبة للمعهد، وأيضاً أهتمام المانيا بالحفاظ على التبادل الثقافي بين البلدين. لا نقدر ان نقول ان المعهد اهتم بنشاط او حدث واحد، بل اهتم بنشاطات متعددة، ولكن المعهد لا يقوم بحدث كبير بل بنشاطات صغيرة ولهذا تكون هذه النشاطات موجهة لمجموعة معينة من الناس... مثلاً لا يقوم المعهد بمهرجان كبير كل سنة يحضره ألف شخص اذ هذه ليست الطريقة التي يعمل بها المعهد، بل لدينا مبادرات صغيرة. بالنسبة الي يسعدني العمل في لبنان، اذ تسلمت ادارة المعهد منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، وأحب العمل في بلد مميز مثل لبنان.

ويتابع:

- نبدأ بالبرنامج الثقافي اذ يسعى المعهد لتنظيم <Event > او حدث كبير يحضره جمهور كبير، ولكن أيضاً نؤمن بامكانات ابداعية في هذا البلد، ونريد ان ندعمها، وبالتالي لا ينظم المعهد حدثاً يحضره فقط جمهور واسع بل يهدف الى دعم الفنانين اللبنانيين. وبالتالي لدينا نوعان من الأحداث: واحد للجمهور وواحد لمجموعة متخصصة مثل الفنانين. وواحدة من الأمثلة اود ان اتحدث عنها هو برنامج محترف يُدعى <Artists in Residency Program> وهو فرصة للفنانين ان يأتوا الى لبنان، اذ لدينا برنامج معين يدعى <Backstory the Film Residency> وهو برنامج للفنانين من العالم العربي والمانيا وتحديداً لصانعي الافلام، لقد أطقلنا مع شركائنا <Beirut Art Residency> و<سينما ميتروبوليس> برنامج <Backstory the Film Residency> وهو لصانعي الافلام القادمين من دول عربية والمانيا في شق مسيرتهم المهنية فنوفر لهم ظروف عمل تحفّز على الابداع. وأيضاً نعطي دورات فنية متقدمة لصانعي الأفلام الذين يمضون شهرين في لبنان وذلك لتحسين قدراتهم من جهة ولخلق حوار فكري وفني بين العالم العربي والمانيا ولبنان. وبالتالي يمضون شهرين في لبنان ويحصلون على <Master Classes>  من قبل مدراء لبنانيين معروفين على سبيل المثال: رانيا اسطفان، وغسان سلهب، اذ يعطي برنامج ارشادي لصانعي الأفلام، وبعدما ينتهون من مشاريع الأفلام ويعودون الى بلدانهم نقوم بعرضها في لبنان، فتُعرض الأفلام مثلاً في متحف سرسق من ثم يُدار نقاش حولها.

وهناك برنامج يُدعى <Beirut Short Stories> او مشروع <قصص بيروت>، وهو مشروع موجّه نحو المواهب الشابة المتميزة في مجال الكتابة التي تقيم في لبنان وتكتب بلغتها الأم اللغة العربية.

 

مشروع <قصص بيروت> القصيرة

 وعن مشروع <قصص بيروت> القصيرة يشرح:

- ان هذا المشروع موجه نحو المواهب الشابة المتميزة في مجال الكتابة التي تقيم في لبنان وتكتب بلغتها الأم اللغة العربية. لقد علمنا ان عدد الأشخاص الذين يكتبون باللغة العربية قليل ولهذا وضعنا برنامج <قصص بيروت> القصيرة الذي هو برنامج تدريب أساسي لتعزيز الكتابة باللغة العربية عند الشباب والكتّاب الناشئين ليقدموا قصصهم القصيرة، وأقيمت ورش عمل تولت ادارتها الكاتبة والمترجمة السورية ديما ونوس المقيمة بين بيروت وباريس. وفي أعقاب ورش العمل تقوم لجنة من الحكام متخصصة في بيروت بالاطلاع على النصوص المكتوبة التي تكوّنت في اطار الورش وتختار 10 كتّاب، ثم تختار 3 قصص من بين القصص العشر، وتترجمها الى اللغة الألمانية والانكليزية، ثم تقدمها في معرض <فرانكفورت> للكتاب، وكل ذلك لدعم المواهب الشابة لتعزيز الكتابة باللغة العربية.

ــ وماذا عن اهتمام المعهد بالنشاطات المتعلقة بالأفلام والمسرح والموسيقى؟

- ينظم المعهد <German Film Week> اذ تُعرض أحدث الأفلام الألمانية وذلك بالتعاون مع سينما <ميتروبوليس>، وندعو صانعي الأفلام والممثلين وغيرهم لمشاهدة هذه الأفلام. وفي هذا الاطار لدينا تعاون مع سينما <ميتروبوليس> ضمن برنامج يُدعى <Beirut Talents> وهو برنامج تدريبي لصانعي الأفلام من العالم العربي، الذين يقصدون بيروت ويشاركون في ورش العمل والصفوف وغيرها على مدى خمسة أيام ويحصلون على شهادة حول كيفية تحسين مؤهلاتهم كصانعي أفلام... كما أقام المعهد معرضاً ضخماً في بداية سنة 2018، وتحديداً في شهر نيسان (أبريل) للفنان الالماني <Sven Marquardt> وهو مصور ولكن أيضاً حارس دخول في نادي <بيرغهين> الشهير لموسيقى <التكنو>، فهو شخصية مشهورة جداً، اذ قمنا بدعوته لزيارة لبنان للمشاركة في معرض للصور بالأسود والأبيض في مستودع قديم في الكرنتينا على مساحة ألفي متر مربع. ولأن <سفين> يأتي من خلفية الموسيقى الالكترونية قال إنه رأى ان هناك امكانات ابداعية ضخمة في الموسيقى الالكترونية في لبنان، ولهذا قمنا بتنظيم ورش عمل ل <دي جي> لكي يتمكنوا لاحقاً من القيام بجولة موسيقية في المانيا. وبالطبع قمنا بدعوة أشخاص من المانيا لاننا نريد ان نقدم فرصة مهنية للبنانيين لاداء عرض في المانيا وبالتالي يتم الحوار والتبادل بين الطرفين اي اللبناني والالماني.

وأضاف:

- مؤخراً بالتعاون مع مهرجان <Zoukak Sidewalks>  أو <أرصفة زقاق> قمنا بدعوة المخرج المسرحي <Milo Rau> ــ الذي كتبت عنه <نيويورك تايمز> انه من أهم المخرجين المسرحيين في العالم ــ لمشاهدة فيلمين وعمل مسرحي في مسرح <مونو> والمسرحية بعنوان <Breivik’s Statement>. ولدينا برنامج يُدعى <Psychogeographic Exploration Beirut> ودعونا الفنان يوسف تابتي من المانيا وقد تعاون مع المهندس المعماري اللبناني راني الراجي حيث جمعا قصصاً عن برج حمود والجوار وحولاها الى معرض. كما انتهينا من مشروع آخر يُدعى <تشويش> وهو مهرجان أقيم في <بروكسيل>، والقاهرة، وتونس، وبيروت. ومشروع <تشويش> هو تجّمع أصوات نسوية من الدول العربية وأوروبا لخلق مساحة للحوار تتيح تبادل المعرفة والخبرات النسوية، ويشمل برنامج <تشويش> عروضاً أدائية ومسرحية، وحوارات ومحاضرات، وقراءات، وعروض أفلام، ومعرضاً فنياً وحفلات موسيقية.

المكتبة المتنقلة

ــ وماذا عن المكتبة المتنقلة؟

- يعمل المعهد أيضاً مع الأولاد ضمن <Cultural Education> اذ يركز على الأولاد ليس فقط في بيروت بل في كل أنحاء البلد في البقاع وطرابلس وصيدا وغيرها، وما نقوم به انه لدينا <Mobile Library Bus> وهي مكتبة متنقلة تضم ثلاثة آلاف كتاب باللغة العربية، اذ تقدم مجموعة كبيرة من الكتب والأنشطة للأطفال والشباب. وتهدف المكتبة المتنقلة الى تحسين مهارات القراءة لدى الأطفال والشباب، وتعزيز قدراتهم الابداعية وتوفير امكانية حصولهم على فرص التعليم بشكل مستدام.

ــ بالنسبة لصفوف اللغة الالمانية ما هو عدد الطلاب الذين يتعلمون الألمانية؟

- تجدر الاشارة هنا الى انه مؤخراً أصبح لدى المعهد صفوف للأطفال لتعلم الألمانية. هذه السنة يبلغ عدد الطلاب الذين يتعلمون الألمانية في المعهد 1200 طالب وطالبة. والأشخاص الذين يتعلمون اللغة الالمانية يخضعون للامتحان للحصول على الشهادة وهي معترف بها رسمياً. ولدى المعهد قاعة <الميديا> التي تجمع بين المكتبة والمسرح. اذ تضم المكتبة تقريباً ثلاثة آلاف كتاب باللغة الألمانية والعربية والفرنسية والانكليزية. ولدينا المكتبة الالكترونية وهي النسخة الافتراضية من مكتبة

معهد <غوته> وهي تسمح للشخص باستعارة ملفات ميديا رقمية.

ــ هل من مشاريع جديدة يعمل المعهد عليها؟

- لدينا برنامج كبير أطلقناه منذ بضعة أسابيع لتعزيز قطاع التصميم في لبنان، ويُدعى البرنامج <فن تصميم> او <The Art of Designing> ويهدف برنامج <فن تصميم> الى بناء مقاربة متكاملة لدعم مجال التصميم الابداعي في لبنان في مختلف مجالات التصميم سواء التصميم الغرافيكي والتخطيطي، التصميم الصناعي وتصميم المفروشات، التحريك والرسم التصويري، تصميم الأزياء، التصميم الحرفيّ والطباعي، التصميم الداخلي. وبالتالي يعمل البرنامج لدعم ومساعدة المصممين لبناء أعمالهم الخاصة بهم والانطلاق الى سوق العمل... وأيضاً ما نعمل عليه الآن مدرسة <Bauhaus> وهي مدرسة للهندسة المعمارية والتصميم نشأت في المانيا منذ مئة سنة، وتصادف السنة المقبلة مئوية انشاء <باوهاوس> في المانيا ونحضر لها. لقد كان لـ<باوهاوس> تأثير كبير على الفن والهندسة المعمارية والديكور والتصميم الخارجي والطباعة وتصميم الغرافيك. ويُعتبر اسلوب <الباوهاوس> في التصميم من أكثر تيارات الفن الحديث تأثيراً في الهندسة والتصميم في الفن المعاصر.

ويختم قائلاً:

- نؤمن ان الفن والتصميم والتعليم يبني جسوراً بين البلدان وبين المجتمعات وبين الشعوب، وأيضاً يخلق حواراً وتبادل ثقافي. نحن على قناعة بأن للفن تأثيراً كبيراً على صعيد التفاهم المتبادل، ومعرفة الآخر، ولهذا نقوم بكل ذلك في المعهد لكي يتواصل الناس فيما بينهم، ولكسر التحيّز والحكم المسبق. بالنسبة الي فأعتبر تجربتي كمدير لمعهد <غوته> في لبنان على مدى أكثر من ثلاث سنوات مميزة جداً.