بقلم وردية بطرس
هل تعلم مضار استهلاك أدوية الريجيم على جسم الانسان، وكيف تؤثر عليه سلباً؟ ففي يومنا هذا يلجأ العديد من الأشخاص الى استهلاك أدوية الريجيم للتخلص من الوزن الزائد والوصول الى الوزن المثالي دون اتباع اي حمية غذائية قاسية حيث انها تسدّ الشهية، لكن العديد من الأشخاص يستخدمونها دون معرفة كافية بمخاطر هذه الأدوية على صحة الانسان خصوصاً عند استهلاكها بدون استشارة او وصفة طبية.
اختصاصية التغذية كريستل عوكر وأهمية النظام الغذائي الصحي للتخلص من الـــوزن الــــــــــزائد
فالى اي مدى تؤثر أدوية الريجيم على جسم الانسان؟ وما هي أفضل الطرق لخسارة الوزن؟ وغيرها من الأسئلة حملتها <الأفكار> الى اختصاصية التغذية كريستل عوكر (لديها عيادة في انطلياس وطرابلس) وهي مسؤولة عن سلامة الغذاء في وزارة الصحة، والتي تنبّه كثيراً من مضار استخدام أدوية الريجيم بدون استشارة الطبيب لاسيما وانه قد تم مؤخراً سحب دواء ريجيم من الأسواق اللبنانية بعدما تبين انه يضرّ بصحة الانسان، ونسألها بداية:
ــ ما هي أفضل طريقة لانقاص الوزن بطريقة سليمة دون ان يؤثر ذلك على صحة الانسان؟
- ان النظام الغذائي هو أفضل علاج ودواء لجسم الانسان، إذ علاوة على ان اتباع نظام غذائي صحي يساعدنا على خسارة الوزن، فهو أيضاً يساعدنا على معالجة السكري والكوليسترول و <التريغليسريد> (الشحوم في الدم)، وحمض اليوريك، وتتحسن الفيتامينات وبشرة الوجه، ويقوي المناعة، والجهاز الهضمي، اذ يساعد بتنظيف الجسم من السموم، وارتفاع معدل الأيض <Metabolism> وهذا هو الهدف الذي نسعى إليه عندما ننصح باتباع نظام غذائي صحي، أما عندما نتناول دواء للتنحيف نكون بذلك نعالج مشكلة التنحيف فقط، إذ لا نأخذ الآثار الايجابية للتنحيف التي نأخذها بالنظام الغذائي انما نأخذ الآثار السلبية والتي هي عديدة، وأيضاً اذا كنا نتناول أدوية للسكري او الكوليسترول نكون بذلك نعالج مشكلة السكري ولكن لا نكون نعالج معها مشكلة الكوليسترول وحمض اليوريك، او نقوم بمعالجة البشرة او تقوية المناعة، ولذلك من الضروري ان نتبع النظام الغذائي الصحي. طبعاً هناك حالات طارئة يجب التوقف عندها اذ ينصح الطبيب بأن نأخذ دواء للريجيم، وذلك اذا كان مؤشر كتلة الجسم مرتفعاً جداً أي أعلى من 35 او في بعض الحالات اذا كان أعلى من 30، عندئذٍ ينصح الطبيب بتناول الدواء لفترة قصيرة ومحدودة من أجل تنحيف الجسم ليس الا لأن هناك مضاعفات عديدة لأدوية الريجيم وسنتطرق اليها خلال هذه المقابلة.
وأضافت:
- اعرف ان هناك العديد من الأشخاص حاولوا مرات عدة اتباع نظام غذائي ولكنهم فشلوا بذلك لذا أرادوا ان يحصلوا على نتيجة سريعة للتخلص من الوزن الزائد، ولكن يجب ان يدركوا جيداً ان النظام الغذائي هو أفضل وسيلة لانقاص الوزن، لأنه بذلك لا نخسر الوزن فحسب بل نستفيد من حسنات التنحيف، ويساعدنا ذلك لمعالجة مشكلة ارتفاع الكوليسترول و<التريغليسيريد> ونحسّن الفيتامينات في جسمنا وكذلك المناعة والبشرة والشعر الى ما هنالك... والجميع يعلم انه بعدما يتوقف الشخص عن تناول أدوية التنحيف ــ عدا عن مخاطرها المتعددة ابتداء من النقص في الفيتامينات الى ارتفاع ضغط الدم وانخفاض الضغط وصولاً الى الشلل وحتى الى الوفاة ــ يواجه مشكلة الا وهي انه يستعيد الوزن، وهناك سبب اضافي لكي لا نتناول أدوية الريجيم او التنحيف ان هناك مكونات تكون مخفية ولا تُذكر على غلاف الدواء، وبالتالي يجب ان ننتبه لكل دواء ريجيم جديد يُعطى لنا لأنه أحياناً تكون بداخله مواد غير مذكورة على غلاف الدواء لأنه لا منظمة الغذاء والدواء الأميركية ولا المختبرات في أميركا ولا في لبنان ولا في وزارة الصحة تقدر ان تقوم بفحص كل منتج للتأكد من ان المكونات المذكورة على غلاف الدواء هي نفسها بداخل المنتج.
المكونات المخفية وغير المذكورة على غلاف أدوية الريجيم
ــ هلا شرحت لنا أكثر عن المكونات المخفية والتي لا تُذكر على غلاف أدوية الريجيم؟
- أولاً اود ان اقول للناس ان عليهم التنبه كثيراً عند استهلاك أدوية الريجيم لأن هناك مكونات مخفية والعديد من الناس يظنون انهم يتناولون منتجاً طبيعياً، اذ يقرأون على غلاف الدواء عن المكونات ويجدونها سليمة، وانما بداخلها قد تكون هناك مكونات مخفية وغير مذكورة على الغلاف والتي تسبب آثاراً سلبية، ولهذا نشدد على أهمية النظام الغذائي. ويجب ان يعلم الناس انه هذا الصيف قامت وزارة الصحة في لبنان بسحب دواء للريجيم ومنعت استهلاكه نظراً لمخاطره، وكان قد سبق ان أخذ العديد من الأشخاص هذا الدواء، ولقد مُنع استخدام هذا الدواء لثلاثة أسباب اذ بداخله ثلاث مواد كانت مخفية ولم تُذكر على غلاف الدواء.
ــ وما هي هذه المواد الثلاث؟
- المواد الثلاث هي الآتية: <Sibutramine> و<Phenolphthalin> و<Sildenafil> وسأشرح عن كل واحدة منها. ان الـ<Phenolphthalin> هي مادة كيميائية وليست مكوّناً مسموحاً باضافته الى الأدوية انما للأسف كانت موجودة بداخل المنتج او الدواء الذي منعت وزارة الصحة استهلاكه مؤخراً، وهي مادة مسرطنة وممنوعة من قبل <منظمة الغذاء والدواء الأميركية>، لأنه مع مرور الوقت يؤدي استخدامها للاصابة بمرض السرطان، وطبعاً تأكدت المنظمة من ذلك بعدما قامت بفحص المنتج في المختبر وتبين ان المكونات الثلاثة كانت موجودة بداخل الدواء ولذلك منعت استخدامه، والأمر نفسه في لبنان اذ قامت وزارة الصحة بفحص هذا المنتج وتبين ان الأمر صحيح ومنعت استخدامه وسحبته من الأسواق أيضاً.
وتتابع:
- بالنسبة للـ<Sibutramine> فهي مادة معروفة ولم تكن مذكورة على الغلاف ولكن تبين ان هذه المادة كانت موجودة بداخل الدواء الذي تناوله العديد من الناس والذين اساساً استعادوا أوزانهم، وهذه المادة تؤدي الى تزايد نبضات القلب بشكل سريع مما يؤدي الى ارتفاع الضغط، ومشاكل في القلب، وخصوصاً ان هناك اناساً يتناولونها مع أدوية أخرى فتتعارض معها ويؤدي ذلك الى الوفاة. أما الـ<Sildenafil> فهي مادة موجودة وتُستخدم عادة بـ<الفياغرا> وهي مسموحة من قبل <منظمة الغذاء والدواء الأميركية>، ولكن لم يكن مصرّحاً على دواء التنحيف انها موجودة بداخله، وهذا الأمر يؤدي الى مضاعفات لدى الشخص الذي يتناول أدوية مثل أدوية الضغط والسكري اذ ممكن أن تحدث معه مشاكل عديدة منها انخفاض الضغط بشكل كبير، وكذلك قد يؤدي الأمر الى الغيبوبة وأمور خطيرة جداً.
ــ وهل فقدان الوزن يؤدي الى الوزن المثالي؟
- عندما نقول خسارة الوزن فلا يعني ذلك ان الشخص يصل الى الوزن المثالي، اذ بمجرد ان يخسر من 5 الى 10 بالمئة من الوزن ستتحسن صحته خصوصاً اذا كان مصاباً بأمراض، وتظهر النتيجة من خلال انخفاض مستوى السكر في الدم وزيادة تجاوب الجسم مع هرمون <الأنسولين> وهنا أتحدث عن المصابين بالسكري، اذ نلمس هذا الأمر بانخفاض ضغط الدم وكذلك بانخفاض مستوى الكوليسترول والشحوم في الدم، وبالتالي 5 الى 10 بالمئة من فقدان الوزن هي كافية ان تحسّن صحتنا ونلمس هذا الأمر بسرعة... في النهاية، الجميع لديه هاجس بأن يقوم بانقاص الوزن، وكل شخص يسعى لأن يتخلص من الوزن الزائد لكي تكون صحته جيدة ولتحسين مستوى الكوليسترول و <ثلاثي الغليسريد>، انما اجمالاً أدوية الريجيم هي آخر الحلول وننصح بها بعد سن الثلاثين وبعد استشارة الطبيب.
أنواع أدوية الريجيم
وعن أنواع أدوية الريجيم تشرح:
- بالنسبة لأدوية الريجيم فهي تُقسم الى قسمين: قسم يعمل على الشهية والشبع، وقسم يعمل على امتصاص الدهون، ولكن على كل شخص الا يلجأ الى استعمال أدوية الريجيم الا بعد استشارة الطبيب، وان يتقيد بالتعليمات لأن لديها أضراراً كبيرة مثلاً ان <Benzphetamine> يسبب ارتفاع الضغط. طبعاً كل شخص يتفاعل جسمه بطريقة مختلفة، فهناك أناس يُصابون بأضرار خفيفة والبعض الآخر بأضرار كبيرة، وهناك من تظهر لديه العوارض فوراً فيما البعض الآخر بعد فترة طويلة.
ــ وما هي أضرار أدوية الريجيم على جسم الانسان؟
- تعمل الأدوية الموجودة على أمرين: اما تزيد نسبة الحرق في الجسم وتقطع الشهية، واما تخفف من امتصاص الدهون في الجسم وتبطىء تفريغ المعدة اي يبقى الطعام في المعدة لفترة أطول وهذا يعزز الاحساس بالشبع. اجمالاً كل الأدوية لديها العوارض نفسها وتتراوح بين الصداع، والدوخة، والتعب، ونشاف الفم، والغثيان، والتقيؤ، والامساك، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع دقات القلب، والعصبية، وممكن ان يُصاب الكبد بمشاكل خطيرة، او حتى قد يؤدي الأمر الى اصابة الشخص بالشلل او الوفاة اذ يتوقف القلب عن الخفقان نتيجة زيادة دقات القلب بشكل سريع.
وتتابع:
- ومن الآثار السلبية للأدوية التي تقلل الشهية وتزيد الاحساس بالشبع: اولاً ان <Bensphetamine> يسبب ارتفاع ضغط الدم، والعصبية، ودقات القلب، ونشاف الفم، والارق، والامساك. كذلك فان الـ<Diethypropio> وهو أيضاً يعمل على خط الشهية والاحساس بالشبع، ممكن ان يسبب ارتفاع ضغط الدم وان يؤدي الى الصداع، وارتفاع دقات القلب، والارق ونشاف الفم والامساك. اما <Lorcaserin> وهو يعمل أيضاً على الشهية والاحساس بالشبع، فمن الممكن ان يؤدي الى الصداع، والدوخة، والغثيان، ونشاف الفم، والتعب، والامساك، وأود ان اركز هنـــا علـــــى ان هـــــذا الدواء يسرّع دقات القلب بشكل كبير، ممـــــا يعنـــــي انــــه يجب على الشخص الذي يتناول هذا الــــدواء ان يــــراقب دقـــــات قلبــــــه. وان <Naltorexone> والـ<Bupropion> يعملان أيضاً على خط الشهية والاحساس بالشبع، وأيضاً ممكن ان يؤديا الى الصداع، والامساك، والتقيؤ، والغثيان. كما ان <Phentermine> وهو يعمل أيضاً على خط الشهية والاحساس بالشبع، يؤدي أيضاً الى الصداع وارتفاع ضغط الدم، ونشاف الفم، والعصبية، والامساك، وهنا أتحدث عن الأشخاص الذين حتى لو لم يكونوا مصابين بارتفاع الضغط فممكن ان يحدث معهم ارتفاع الضغط.
وتتابع:
- بالنسبــــــــــــــــة لـ<Phentermine> و<Topiramate> فيعملان أيضاً على الشهية والاحساس بالشبع ويؤديان الى الأرق، ونشاف الفم، والدوخة، والامساك، ويشعر الشخص وكأن ابراً توخزه، ويتغير احساسه بالتذوق اي عندما يتناول الطعام لا يتذوق بالطريقة الصحيحة، ويُمنع استعمال هذا الدواء خصوصاً اذا كانت المرأة تريد ان تنجب طفلاً لأنه يؤدي لاعاقات عند الطفل، وحتى لو توقفت السيدة عن تناول الدواء، فسيتبين الأمر لاحقاً لذا عليها الا تستعمل هذا الدواء اذا كانت مقبلة على الزواج والانجاب.
وعن فئة الأدوية التي تعمل على حفظ امتصاص الدهون في الجسم تشرح:
- هناك <Orlistat> وهي فئة ثانية تعمل على حفظ امتصاص الدهون من الجسم، اي عندما يأكل الانسان الطعام لا يمتص الجسم كل الدهون، وهذا يؤدي الى خفض امتصاص الفيتامينات لأن هناك فيتامينات خصوصاً <ADEK> تذوب بالدهون، وعندما يأخذها الانسان فيأخذها من مصادر بداخلها دهون، وعندما لا تُمتص هذه الدهون فسيحدث معه انخفاض بامتصاص الفيتامينات، وهذا سينعكس سلباً على الجسم وعلى كل وظائفه. وتؤدي هذه الفئة من الأدوية الى غازات واسهال، وقد تبين للخبراء انه بعدما كانوا يعتبرون هذا الدواء من ابسط الأدوية اصبحوا يكتشفون ان مشاكله كبيرة، اذ يُصاب الكبد مع استخدام هذا الدواء، ولكن لا تظهر المخاطر عند الجميع فور استعماله لكن تظهر أضراره لاحقاً. وكما ذكرت هناك الأدوية التي تعمل على ابطاء تفريغ المعدة من الطعام مما يولّد الاحساس بالشبع، من ضمنها الدواء الذي يُدعى <Liraglulide> وهو يؤدي الى الدوخة والتقيؤ والتهاب في البنكرياس.
عوارض استعمال كل هذه الأدوية
ــ وهل تظهر العوارض عند استعمال كل هذه الأدوية؟
- اذا سمح الطبيب باستعمال هذه الأدوية فإنه يقوم بذلك بعدما يتأكد بأن لا مخاطر لها على الشخص، وهناك أدوية يُنصح بها لمدة اسبوع اي لمدة قصيرة جداً لأنه بعد هذه المدة من الممكن ان تحدث عند الشخص أمور خطيرة، خصوصاً مشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم، واذا كان لدى الشخص افراط بوظيفة ونشاط الغدة الدرقية فيُمنع من استخدامها، او اذا كانت لدى الشخص مشاكل قلب او ضغط فحتى الطبيب لا ينصح ويُمنع من استخدامها في الأساس، وهناك أدويــــة يمكـــــن استخدامهـــــا لفــــترة أطـــــول من اسبوع ولكنهـــــا تتطلب مراقبة دائمة ودقيقة مع الطبيب لكل النواحي مـــــن نبضــــات القلب، والفيتامينات في الجسم، وضغط الدم.
ــ وهل يتفاعل كل جسم مع الأدوية بطريقة مختلفة؟
- كل شخص قبل ان يتناول هذه الأدوية عليه ان يفكر بأمر الا وهو كيف يتفاعل الجسم بطريقة مختلفة مع الدواء، فهناك أمور بسيطة وأخرى خطيرة، ومن الممكن ان تتراوح المخاطر وتختلف بين شخص وآخر، اذ ان البعض قد يتعرض للشلل فيما البعض الآخر لأضرار في الكبد، والغثيان، والامساك، والاسهال، ودقات القلب السريعة، والدوخة، وضغط الدم، والصداع، وربما يرى الشخص ان جاره قد تناول دواء للريجيم ولم يواجه اية مشكلة فيعتقد انه لن يصيبه شيء أيضاً اذا تناول ذلك الدواء، ولكنه لا يعلم انه قد يتعرض لشلل او لارتفاع ضغط الدم او الالتهاب في البنكرياس، لذا يجب ان ينتبه ان كل جسم يتفاعل بطريقة مختلفة، حتى ان المخاطر لا تظهر فوراً فأحياناً تظهر بعد سنتين او ثلاث سنوات من تناول الدواء.
وتختم الاختصاصية عوكر قائلة:
- بالنهاية نشدد على أهمية النظام الغذائي، وعلى ان هناك مكونات غير مذكورة على غلاف الدواء او المنتج وتكون اما مسرطنة واما تؤدي للاصابة بالسكتة القلبية والشلل، وبالتالي يجب استشارة الطبيب واختصاصية التغذية قبل استهلاك تلك الأدوية، ونقول دائماً عندما نخسر الوزن نحافظ على الصحة، ولكن اذا خسرنا الوزن ولم نحافظ على صحتنا فلا نستفيد من كل ذلك.