تفاصيل الخبر

مبادرة جعجع فاجأت 14 آذار... كما ترشحه لكنها «حررته » من مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي!

26/06/2014
مبادرة جعجع فاجأت 14 آذار... كما ترشحه لكنها «حررته » من مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي!

مبادرة جعجع فاجأت 14 آذار... كما ترشحه لكنها «حررته » من مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي!

جعجعإذا كانت وفاة والد رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع المرحوم فريد جعجع قد حوّلت لقاءات <الحكيم> من إطارها السياسي الى إطار اجتماعي لمواساته بفقد والده طوال الأسبوع الماضي، حيث حضر الى معراب حلفاء وخصوم للقيام بالواجب الإنساني، فإنها لم تحجب الحديث عن المبادرة التي كان الدكتور جعجع قد أطلقها بداية الاسبوع الماضي حين وسع مروحة الخيارات الرئاسية أمام مؤيديه ومعارضيه على حد سواء من خلال اقتراحه الإفساح في المجال أمام التفاهم على مرشحين رئاسيين اثنين، غيره وغير العماد ميشال عون، لإخراج الاستحقاق الرئاسي من <عنق الزجاجة> الذي أُدخل فيه منذ ما يزيد عن شهرين وتسبب بتعطيل الانتخابات الرئاسية وحلول الفراغ في قصر بعبدا بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان.

وعلى الرغم من أن مبادرة جعجع لم تعطَ مداها في ردود الفعل سواء من قوى 8 آذار أو من حلفاء جعجع في 14 آذار، إلا أنها دلّت على وجود رغبة لدى رئيس القوات اللبنانية في الافساح في المجال أمام آخرين لخوض المعركة الرئاسية من خارج الأقطاب الموارنة الأربعة، وصولاً الى الاتفاق على مرشحين اثنين أو أحد الذين قال جعجع ان البطريرك الماورني مار بشارة بطرس الراعي أدرجهم في لائحة أعدها، على الرغم من صدور بيان عن بكركي (وليس عن البطريرك شخصياً) بنفي هذه الواقعة. وإذا كانت مصادر في 14 آذار تقول إن مبادرة جعجع زادت منسوب الضغط على العماد عون المتهم من قبل هذه القوى بتعطيل الانتخابات الرئاسية، فإن ثمة من يرى في صفوف 14 آذار أن جعجع بمجرد طرحه هذه المبادرة انتقل من مرحلة الى أخرى، أي من مرحلة دعم وصول مرشح من 14 آذار الى مرحلة تأييد وصول مرشح وسطي أو من خارج الاصطفافات لتقصير مرحلة الفراغ في الموقع الرئاسي الأول من جهة، والحؤول دون وصول عون من جهة أخرى.

رفع مسؤولية التعطيل

ولاحظت مصادر معنية ان الدكتور جعجع أراد من خلال طرحه <رفع المسؤولية عنه> وإسقاط الحملات التي استهدفته والتي ركزت على أنه سبب تعطيل الانتخابات الرئاسية، علماً أن إمكانية التعاطي مع هذه المبادرة تبقى شبه معدومة في ظل إبقاء الوضع على حاله، بين تأكيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على استمرار ترشيح عضو <اللقاء الديموقراطي> النائب هنري حلو، واستمرار تريث العماد عون في إعلان ترشيحه رسمياً، على الرغم من إعلان أكثر من قيادي في 8 آذار  أن <الجنرال> هو المرشح الوحيد لهذه القوى. وذهبت هذه المصادر الى حد القول ان الدكتور جعجع يدرك أن مبادرته لن تلقى الصدى الذي يريد، وانه كان من الافضل عدم الانسحاب من المعركة - وإن كان هذا الانسحاب مشروطاً بالاتفاق على مرشح ثالث - والاستمرار في الترشيح لـ<كشف> مواقف حلفائه ولاسيما منهم تيار <المستقبل> والرئيس سعد الحريري.

إرباك في 14 آذار

وفي هذا الإطار، أخذت مصادر في 14 آذار على جعجع <تفرده> في ترشيح نفسه ثم في تقديم مبادرته من دون التشاور المسبق الذي تفرضه دقة المرحلة، ما أظهر هذه القوى <غير متماسكة> في مقاربتها للاستحقاق الرئاسي، وغير قادرة على إدارة المعركة الرئاسية مشاركة أو انسحاباً على نحوٍ يحافظ على قدرتها على المناورة والتفاوض مع <الفريق الآخر> والحصول على مكاسب محددة تعوضها أي تنازلات يمكن أن تقدمها في الملف الرئاسي، علماً أن طرح مرشحين من خارج صفوف 14 آذار يجعل مكوناتها تتنصل من الالتزام المعنوي بين بعضها البعض، ويفسح في المجال أمام إمكانية حصول <اختراقات> لصالح الفريق الآخر، إضافة الى أن تلويح جعجع بتأييد مرشح وسطي من لائحة البطريرك الثلاثية الأسماء، يعني في رأي مصادر فاعلة في 14 آذار أن خيار الذهاب في معركة وطنية للانتقاء بين مشروعين سياسيين متناقضين لم يصل الى نهاية إيجابية طالما أن البديل هو وسطي. من هنا، تضيف المصادر نفسها انه كان من الأفضل ألا يطلق جعجع هذه المبادرة منفرداً قبل التأكد من أن المرشح غير المعلن، أي العماد عون، سيقوم بمبادرة مماثلة لصالح <الخيار الثالث> الذي لا اتفاق بعد حول هويته أو الجهة التي يمكن أن تذكيه.

وثمــــة مـــن يــــرى في صفـــــوف <الآذاريــــــين> ان جعجــــع أراد مـــن خلال مبــــادرته غير المنسقة سلفاً مع قوى 14 آذار أن يقدم نفسه رقماً أساسياً في المعادلة وأنه صاحب القرار في 14 آذار، عندما يتعلق الأمر باستحقاق مسيحي كالاستحقاق الرئاسي، إضافــــة الى رغبــــة غــير معلنــــة لديـــــه بالانفتاح أكثر على البطــــريرك الراعــــي مـــن خـــــلال إعلانـــــه تأييـــــد أحــــد الأسماء التي طرحها البطريرك وربما تأييد البطريرك الراعي نفسه ليكون رئيساً للجمهورية!