رفضت رئيسة الوزراء البريطانية <تيريزا ماي> استبعاد احتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، في حين أعلنت وزارة الدفاع نشر 350 جندياً احتياطاً لتفادي تداعيات هذا السيناريو الأمنية والاقتصادية.
وأبلغت الحكومة البريطانية البرلمان في الاسبوع الماضي أنها وجّهت باستدعاء 350 جندياً احتياطاً للمساعدة في مواجهة تداعيات <بريكست> دون اتفاق على صحة وأمن المواطنين البريطانيين، والاستقرار الاقتصادي للمملكة المتحدة، حيث سينشر الجنود انطلاقاً من 10 شباط (فبراير) المقبل، لفترة 12 شهراً قابلة للتجديد.
وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع، أنه تم استدعاء 10 بالمئة من إجمالي 3500 جندي احتياط هم على استعداد لدعم جهود الحكومة في سيناريو <بريكست> دون اتفاق، كما جاء في خطة وزير الدفاع <غافين ويليامسون> التي أعلن عنها في 18 كانون الاول ( ديسمبر) الماضي.
وواصلت <ماي> مشاوراتها مع المعارضة بحثاً عن تسوية حول <بريكست>، بعدما رفض النواب بغالبية ساحقة الاتفاق الذي تفاوضت بشأنه مع الاتحاد الاوروبي، وقررت عدم المشاركة في منتدى <دافوس> الاقتصادي الدولي، للتركيز على قضايا <بريكست>.
وفي حين دعا قادة الاتحاد الأوروبي الحكومة البريطانية إلى توضيح موقفها، فإن فرضية تأجيل انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم تعد مستبعدة، بينما ما زالت الحكومة منقسمة حيال التسويات التي يمكن القيام بها، خاصة بعدما نجت <ماي> بفارق ضئيل من مذكرة لسحب الثقة تقدم بها حزب العمال، في أول تصويت ضد حكومة بريطانية منذ 26 عاماً، حيث يشترط حزب العمال استبعاد احتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، لكن <ماي> قالت ان هذا الشرط مستحيل لأنه ليس من صلاحيات الحكومة استبعاد الخروج من دون اتفاق، فيما رفض زعيم العمال <جيريمي كوربن> بشكل قاطع لقاء <ماي>، ما دام لم يحصل على تأكيد من جانبها بهذا الصدد، وقال في خطاب أمام ناشطين في هيستينغس (جنوب شرقي إنجلترا): على <ماي> أن تتخلى عن خطوطها الحمراء، داعياً أيضاً إلى استبعاد احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
ودعا أكثر من 170 من شخصيات العالم الاقتصادي إلى إجراء استفتاء جديد في بريطانيا حول <بريكست>، وكتبوا في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة <التايمز> في الاسبوع الماضي أن الأولوية الآن هي لمنع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، ومن أجل القيام بذلك، الوسيلة الوحيدة الممكنة هي الطلب من المواطنين ما إذا لا يزالون يرغبون في مغادرة الاتحاد الأوروبي، الا ان الحكومة لا تعتقد أن استفتاءً جديداً هو الطريقة المناسبة للمضي في هذه العملية.