تفاصيل الخبر

مــــاذا تـعـلـمـيــــــــن عــــــن سـرطــــان الـمـبـيــــــض؟  

22/01/2016
مــــاذا تـعـلـمـيــــــــن عــــــن سـرطــــان الـمـبـيــــــض؟   

مــــاذا تـعـلـمـيــــــــن عــــــن سـرطــــان الـمـبـيــــــض؟  

بقلم وردية بطرس

Angelina_Jolie_by_Gage_Skidmore

ينشأ سرطان المبيض <Ovarian Cancer> نتيجة لنمو خلايا غير طبيعية في أحد المبيضين او في كليهما. وفي أحيان كثيرة يمكن شفاء سرطان المبيض لدى اكتشافه في مرحلة مبكرة. ولكن في معظم الحالات عند اكتشاف المرض يكون السرطان قد انتشر وتفشى.

وتقوم المبايض بانتاج الهرمونات الأنثوية <الاستروجين> و<البروجستيرون> ، وتقوم أيضاً بانتاج البويضات التي تعبر من المبيض خلال قناة <فالوب> لتصل الى الرحم، فاما يتم اخصاب البويضة بالحيوان المنوي ويحدث الحمل، أو لا يتم تخصيب للبويضة فتخرج البويضة من الرحم كجزء من الدورة الشهرية، وعندما تصل المرأة لسن اليأس فان المبايض تتوقف عن انتاج البويضات ويقل مستوى افراز الهرمونات الأنثوية.

ومن المقلق ان تكتشف المرأة انها او قريبة لها مصابة بسرطان المبيض... ويُعد سرطان المبيض خامس أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء بعد سرطان الثدي، سرطان الأمعاء، سرطان الرئة وسرطان الرحم. ويُعد سرطان المبيض الأكثر شيوعاً لدى النساء اللواتي تعرضن لانقطاع الطمث (عادة فوق سن الخمسين)، غير أنه يمكن ان يصيب النساء في أي عمر.

وبما ان عوارض سرطان المبيض يمكن ان تكون مماثلة لعوارض أمراض أخرى قد يكون من الصعب تمييزه. وهناك عوارض مبكرة مثل النفخة المستمرة، والآم في الحوض وأسفل البطن، وصعوبة في تناول الطعام، فاذا كانت المرأة تواجه هذه العوارض ولاسيما على مدى فترة طويلة من الزمن فيجب ان تستشير طبيبها.

وهناك أنواع عدة من سرطان المبيض، من ضمنها سرطان المبيض الظهاري الذي يصيب الطبقات السطحية للمبيض وهو النوع الأكثر شيوعاً، أورام الخلية الجرثومية وتنشأ في الخلايا التي تصنع البويضات. الأورام اللحمية وتتطور داخل الخلايا التي تحمل المبيضين معاً. ويُعد سرطان المبيض الظهاري الى حد بعيد النوع الأكثر شيوعاً.

ان السبب الدقيق لسرطان المبيض غير معروف، لكن يُعتقد ان هناك عدداً من العوامل المشتركة المُحتمل أنها تؤدي للإصابة به، مثل عدد البويضات التي تطلقها المبايض، وما اذا كانت هناك امرأة من عائلة المصابة قد أُصيبت بسرطان المبيض في الماضي، ومع ذلك فان واحدة فقط من أصل 10 حالات من سرطان المبيض لها صلة وراثية.

وتتوقف فعالية علاج سرطان المبيض على أشياء عدة مثل مرحلة السرطان والصحة العامة للمُصابة. ويتضمن العلاج عادة مزيجاً من الجراحة والعلاج الكيميائي.

وتستمر 90 بالمئة من النساء اللواتي تم تشخيص اصابتهن بسرطان المبيض في مراحل مبكرة بالحياة لمدة خمس سنوات. ويمكن ان يؤثر تشخيص الاصابة بسرطان المبيض على الحياة اليومية في نواح كثيرة، مع ذلك يتوفر الدعم للعديد من جوانب التعايش مع سرطان المبيض. وهناك طرق للكشف عن سرطان المبيض ولكن لم يتم اختبارها بشكل كامل حتى الآن.

وتجدر الاشارة الى ان التشخيص يتناول ما يقارب ربع مليون حالة اصابة بسرطان المبيض حول العالم سنوياً، مما يجعل منه السرطان الخامس الأكثر شيوعاً بين النساء والسبب السابع المؤدي للوفاة بالسرطان بين النساء حول العالم حيث تموت حوالى 140 ألف امرأة سنوياً في العالم جراء الاصابة به. أما في لبنان فهناك 171 حالة اصابة بسرطان المبيض سنوياً وفقاً للسجل الوطني للسرطان.

وتعتمد معالجة سرطان المبيض على المرحلة التي بلغها الورم، وعلى الحالة الصحية للمصابة بشكل عام. وتكون الجراحة ضرورية غالباً لازالة الورم. ويقوم الجراح خلال العملية باستئصال كامل الجهاز التناسلي للمرأة، عدا المهبل وذلك لضمان عدم بقاء اي أثر للسرطان. وتُسمى هذه العملية استئصال الرحم والمبيضين التام بالجانبين. كما قد يقوم الجراح أثناء العملية باستئصال العقد البلغمية والثّرب وهو طبقة دهنية تغطي معظم محتويات البطن. ويحدد الجراح أثناء العملية أيضاً المرحلة التي بلغها الورم، وتُدعى هذه العملية بالتصنيف. واذا كان السرطان قد انتشر كثيراً يقوم الجراح باستئصال ما يمكن استئصاله من الورم. وتُستعمل المعالجة الكيميائية أيضاً لمعالجة سرطان المبيض، وهي ترتكز على استعمال أدوية كيميائية لقتل خلايا السرطان. وتُعطى هذه الأدوية بعد الجراحة عادة وذلك لقتل أية خلايا سرطانية متبقية. كما يمكن اللجوء للمعالجة الكيميائية ايضاً في حال تعذر اجراء العملية الجراحية، وذلك للسيطرة على نمو الورم وتخفيف الألم وغيرها من عوارض سرطان المبيض. وتُعد المعالجة بالأشعة طريقة أخرى لمعالجة سرطان المبيض، وهي تقوم على استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل خلايا السرطان. ويُستأصل المبيض المصاب والبوق في الجهة المصابة فقط عند المصابات الشابات اللواتي ما زلن يرغبن بالانجاب. وقد تُؤخذ عينة من المبيض الآخر أيضاً للاطمئنان بأنه غير مصاب، وان السرطان قد استُؤصل تماماً.

وكانت نجمة السينما الأميركية <انجلينا جولي> قد خضعت لعملية جراحية لاستئصال المبيضين وقناتي <فالوب> كاجراء وقائي من الاصابة بالسرطان. وكتبت <جولي> في مقال نشرته صحيفة <نيويورك تايمز> الأميركية انها أجرت الجراحة بعد ان أظهرت الفحوصات الطبية وجود <جين> يشكل خطورة من حيث احتمال الاصابة بسرطان المبيض بنسبة 50 بالمئة. وكانت <جولي> التي توفيت أمها بالسرطان قد أجرت قبل عامين عملية استئصال الثديين. وقالت: <ليس بسيطاً اتخاذ تلك القرارات، ولكن من الممكن التحكم والسيطرة على المسائل الصحية مباشرة. وقد اختارت <جولي> استئصال المبيضين وقناتي <فالوب> بعد اجراء فحوصات طبية، وقالت في مقالها بعنوان: <أنجلينا جولي بيت: يوميات جراحة> ان تحليل الدم أظهر عدداً من الدلائل التي تشير الى وجود التهاب في المبيض وهو ما يعطي دلالة على احتمال وجود مرحلة مبكرة من السرطان وقد نصحها الأطباء بإجراء الجراحة فوراً. وكتبت: <أشعر بما تشعر به الآف السيدات الآخريات. وقلت لنفسي علي ان أهدأ وان أكون قوية، ولا يوجد ما يدعو الى تصور أنني لن أعيش لرؤية أطفالي وهم يكبرون وانني لن التقي بأحفادي>. وأضافت: <اتصلت بزوجي في فرنسا، واستقل طائرة في غضون ساعات. والشيء الجميل في مثل هذه اللحظات في الحياة هو الوضوح الشديد. فأنت تعرف ما تعيش من أجله وما يهم. انه السلام النفسي>. وكان قد أظهر المزيد من الفحوصات الطبية عدم اصابة <جولي> بورم خبيث، لكنها اختارت استئصال المبيض بعد استشارة الأطباء. وأوضحت <جولي> انها لجأت الى الجراحة بحسب نصائح الأطباء بسبب التاريخ المرضي في عائلتها حيث أدى السرطان الى وفاة والدتها وجدتها وخالتها، قائلة: <لقد قام الأطباء بتشخيص اصابة أمي بسرطان المبيض وهي في سن 49 عاماً. وانا في سن 39 عاماً>. وأضافت بشأن جراحة استئصال المبيض انها أقل تعقيداً من استئصال الثديين ولكن تأثيرها أكثر صرامة وقسوة لأنها تجبر المرأة على الدخول في سن اليأس.

فما هي أسباب حدوث سرطان المبيض؟ وما هي عوارضه وسبل علاجه؟

عن العوارض يشرح البروفيسور محيي الدين سعود الاختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد والأورام السرطانية النسائية قائلاً:

- يصعب تحديد عوارض سرطان المبيض، وخصوصاً في المراحل المبكرة للاصابة، كما انه يختلط الأمر أحياناً بين عوارضه وعوارض حالات أخرى أقل خطراً نسبياً، مما قد يؤدي الى تأخير في التشخيص، ولسوء الحظ يكون المرض قد بلغ مرحلة متقدمة عندما يتم تشخيصه عند معظم النساء، وقد تشمل عوارضه: اولاً: الألم، والتورم في البطن او الشعور بالانتفاخ. ثانياً: عدم انتظام الدورة الشهرية. ثالثاً: فقدان الشهية او الغثيان (عوارض تظهر في مراحل أكثر تقدماً).

وأضاف:

- أما عوامل الخطر فهي: أولاً السن: يتم تشخيص معظم حالات سرطان المبيض لدى النساء بعد انقطاع الطمث. ثانياً التاريخ الشخصي لسرطان الثدي: النساء اللواتي كن مصابات بسرطان الثدي هن أكثر عرضة مرتين للاصابة بسرطان المبيض. ثالثاً: النساء اللواتي لديهن حالات عائلية سابقة للإصابة بسرطان الثدي او سرطان المبيض معرضات بصورة متزايدة لخطر الاصابة بالمرض. رابعاً: الانقطاع المتأخر للطمث او الحيض المبكر مرتبطان بزيادة خطر الاصابة بسرطان المبيض. خامساً: ان استخدام حبوب منع الحمل يُعتبر وقائياً الا ان المخاطر التي ترافق استخدام العلاج بالهرمونات البديلة خلال انقطاع الطمث لا تزال غير مؤكدة. سادساً: عوامل مرتبطة بنمط الحياة منها سوء التغذية والسمنة والتدخين.

وعن احتمالات الشفاء من سرطان المبيض يشرح قائلاً:

- ان احتمالات الشفاء من سرطان المبيض ضئيلة جداً، خصوصاً انه يتم تشخيص المرض في مراحله المتأخرة. ففي كثير من الأحيان تكون العوارض غامضة والتشخيص غير دقيق بحيث لا يتم اكتشاف اصابة الغالبية العظمى من المريضات الا في مراحل متأخرة من المرض. ويُشار الى سرطان المبيض باسم <القاتل الصامت>. ولكن في حال تم الكشف عن الاصابة في المراحل المبكرة، فيمكن ان تصل نسبة البقاء على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات الى 90 بالمئة.

البروفيسور-محي-الدين-سعودوبالسؤال عن أهمية الكشف المبكر يقول:

- الكشف المبكر يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة الا ان عوارض سرطان المبيض قد تكون غامضة في البداية وغير محددة مما يصعّب امكانية التشخيص المبكر. وقد يصعب تحديد عوارض سرطان المبيض في المراحل المبكرة للاصابة، كما ان الأمر يختلط أحياناً بين عوارضه وعوارض حالات أخرى أقل خطراً نسبياً مثل اشتراكات في الجهاز الهضمي، بالاضافة الى ذلك يُسجل غياب فحص معين او اختبار بسيط للكشف الدقيق والموثوق عن امكانية الاصابة بسرطان المبيض. علماً، ان الاطلاع على تزامن وتكرار بعض عوارض المرض قد يساهم في الكشف المبكر عنه. وتتضمن العوارض التي يجب مراقبتها: التورم، الانتفاخ المستمر في البطن، الألم في البطن، عدم انتظام الدورة الشهرية، فقدان الشهية، الارهاق، التغير في حركة الأمعاء مثل الامساك او الغازات الزائدة، نزف مهبلي غير طبيعي.

وبالنسبة لادارة سرطان المبيض والعلاج يقول البروفيسور محيي الدين:

- تختلف الخيارات العلاجية وفقاً لمرحلة تقدم الورم السرطاني، اي حجمه وموقعه، وما اذا كان قد انتشر في أجزاء أخرى من الجسم، ووفقاً للحالة الجسدية للمصابة. وتقتصر خيارات علاج سرطان المبيض عامة على الجراحة والعلاج الكيميائي. وتخضع معظم النساء اللواتي أصبن بسرطان المبيض لعملية جراحية كجزء من العلاج الأولي، في محاولة لازالة أكبر قدر ممكن من الورم السرطاني، ويُعرف هذا الاجراء في بعض الأحيان بجراحة تقليص الورم غير ان فعالية الجراحة تتوقف على مدى انتشار السرطان.

ويتابع قائلاً:

- أما العلاج الكيميائي فيمكن اللجوء اليه بعد الجراحة لتقليل فرص عودة السرطان. وفي حال كان السرطان قد انتشر في أجزاء أخرى من الجسم، فيمكن للعلاج الكيميائي ان يساعد في تخفيف العوارض، وتحسين نوعية الحياة، واطالة العمر قدر الامكان. وبما ان جميع النساء تقريباً يخضعن للجراحة كجزء من العلاج الأولي، فلا يزال العلاج الكيميائي بعد الجراحة يوصف كعلاج الخط الأول. ويمكن وصف عقاقير العلاج الكيميائي عن طريق الوريد (مباشرة في الدم) شفوياً. وفي حالة سرطان داخل الصفاق حيث يُعطى العلاج الكيميائي من خلال أنبوب يدخل مباشرة الى البطن. والفكرة من وصف العلاج الكيميائي داخل الصفاق هي ان كمية العلاج الكيميائي التي قد تصل الى الورم تكون أكبر منها من خلال مجرى الدم. ويمكن اللجوء الى العلاج الكيميائي كعامل منفرد، لكنه يتم وصفه الآن بشكل متزايد بالاشتراك مع علاجات كيميائية أخرى بهدف زيادة الفعالية. وللأسف تعاود الاصابة بسرطان المبيض غالبية النساء اللواتي أصبن به وتم اكتشافه في مراحل متأخرة حيث يبقى الخيار الوحيد المتوافر هو المعالجة بواسطة المزيد من العلاج الكيميائي، ويتوقف اختياره على مرحلة تقدم الورم وعدوانيته ومدة الفترة الزمنية قبل الانتكاسة.