تفاصيل الخبر

مـاريـــــو باسيــــــــل: مـسـرحــيــــــة   ONE ANGRY MAN هـــــي أولاً بــرهـــــان لــنــفــســــــي وتــحــــــدّ لــهــــــا!

17/11/2017
مـاريـــــو باسيــــــــل: مـسـرحــيــــــة   ONE ANGRY MAN هـــــي أولاً بــرهـــــان لــنــفــســــــي وتــحــــــدّ لــهــــــا!

مـاريـــــو باسيــــــــل: مـسـرحــيــــــة   ONE ANGRY MAN هـــــي أولاً بــرهـــــان لــنــفــســــــي وتــحــــــدّ لــهــــــا!

 

بقلم عبير انطون

bbbb

­<كما لم تروه من قبل> هكذا يقدم غبريال يمين بطله ماريو باسيل على خشبة <مسرح المدينة>. الموقع الجغرافي للخشبة حتى، له أكثر من دلالة في مسيرة ماريو الذي يقصده الجمهور منذ اعوام طوال ليتمتع بسهرة ترفيهية لذيذة يدعوه فيها الى عالمه في الـ<بلاي روم> حيث الـ<ماريو ستايل> في كل شي. اليوم، <موال> ماريو كما وصفه لنا في مكان آخر، يغنيه على سجيته اطلاقا لعنان شخصية اخرى ووجه آخر يخبوان فيه بعيدين تماما عن ادوار وشخصيات عرف بها في اكثر من مجال، وذلك في عمل جديد <ليس للجميع>... وجهاراً يطلب ماريو ممن يتوجه ليلاقيه وفي ذهنه <ماريوكا> ألا يتكبّد العناء طيلة العروض العشرين المحددة من الخميس الى الاحد حتى 10 كانون الاول/ ديسمبر المقبل، فالمسرحية الكوميدية السوداء جدية ثقافية، تدخل الى عمق الذات الانسانية والفنية للممثل وتنقب فيها...

في عز انهماكه بالتمارين قبل الافتتاح الرسمي بمشاركة كل من سيرجيو كوليانا، يارا خوام وتينا عبيد، كان لقاء <الافكار> مع ماريو وسألناه اولا:

ــ لماذا عنونتم المسرحية بالانكليزية <ONE ANGRY MAN>... ونحن العرب جميعنا غاضبون؟

- ربما يعبّر العنوان باللغة الانكليزية عن فكري بطريقة واضحة علماً ان العنوان وحده باللغة الاجنبية وليس كامل المضمون. ربما انني ايضا <مفرنج> اكثر من غيري.

ويفكر لبرهة ثم يزيد:

 - ماذا كان يمكن أن أسميها بالعربية <واحد مأنغرة معو>؟

ــ لا شك بأنك اصبحت اكثر غضباً مع الاحداث المفاجئة التي تضع البلد في مهب التساؤلات.

- بكل تأكيد.

ــ كيف ولدت فكرة المسرحية؟

 - يخطر في بالي منذ مدة تقديم أمر مختلف في مسيرتي. التقيت بغبريال (يمين) وعرضت عليه فكرتي فأحبها. مددته بالأفكار التي تدور في رأسي وكان الاتجاه ان تكون قصة خفيفة لذيذة، الا انه دخل بها بعمق مختلف واعطاها ابعاداً أخرى قائلاً لي: <بدءاً من الآن هذه مسرحيتي وليست مسرحيتك>. رغبت في ان اخوض هذه التجربة من داخلي كممثل، مما انا اتأثر به وتحمست ودخلت التجربة.

ــ ألم تفكر بكتابتها، ولك باع في المسرح؟

- أردت نفسَاً جديداً في الكتابة. انا ماهر في وضع الاطار العام، في خلق الافكار وبلورتها الا انني لست ضليعاً في السيناريو المسرحي. العب المسرح منذ 14 عاماً في <كوميدي نايت> واعطي ما عندي، اردت ان آخذ هذه المرة. من الجميل ان يشترك احدهم بالعقل معك لإبداع فكرة فنية.

ــ هل كان وفياً لفكرتك؟

- لا، جعلها اكثر عمقا ورقيا. المسرحية غير تجارية وهي ستكون لنوع معين من الجمهور.

ــ هل يتجه الممثل الكوميدي وممثل <الشانسونييه> تحديداً الى اعمال درامية ليبرهن بأنه ممثل كفوء؟

- ربما. ولا تنسوا ان البرامج المسماة بـ<الشانسونييه> على الشاشات، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي اخذت كثيراً من درب المسرح الكوميدي الطريف بمفهومه التقليدي، فصار الجميع معلقاً وساخراً على اي حدث واية شخصية، اكان مطلقها محترفاً او انساناً عادياً. حتى برامج التلفزيون باتت تعتمد الانتقاد الساخر و<التقريق>، ولم يعد ضرورياً وجود الممثل المحترف الخاضع لاداء واصول محددة، ما يجعل الجمهور يفقد الحشرية لهذا المسرح. في <كوميدي نايت> وطيلة هذه الاعوام، وضعت نفسي مكان الناس وتكلمت على الخشبة من منظارهم بشكل فني قريب. مع <ONE ANGRY MAN> أخوض تجربة الفن للفن.

ــ ما هي الخطوط العامة للمسرحية وهل فيها اسقاطات او ­­­­­­اشارات للاوضاع اللبنانية ويومياتها، والبعض وصف ما يجري بعد الاستقالة المفاجئة لدولة الرئيس الحريري بالفيلم السينمائي؟

- لا، ليست هناك إشارات محددة للوضع اللبناني، انما هي مسرحية تنطبق على اي شخص في اي مكان او زمان، وقد اعرضها في فرنسا او الصين كما في لبنان من دون تغيير في مضمونها أو ظروفها. لا اتناولها من الزاوية التقليدية للفنان المتمرد، ويكون عادة الرافض الاول للكثير من العادات والتقاليد والاحداث فيحمل تمرده الى المسرح وينتقد ما يعيشه بطريقة ساخرة مضحكة للمتلقي، ومن سيأتيها من الجمهور من هذا المنظار فانه سيفاجأ سلباً ولن تعني له، بمعنى ان من يقطع تذكرة لـ<رجل غاضب> ممنياً نفسه بالتسلية والضحك فلن يخرج ممتنا علماً ان في العمل ضحكة ولكن بشكل مختلف.

ــ ما هو المحور الذي تدور حوله الشخصيات؟

- هي قصة فنان يعاني مع الحياة والمجتمع وما يدور من حوله. خرجنا من اللبناني المحلي الى ما هو عام وانساني.

ــ لماذا غبريال يمين تحديدا للتأليف والاخراج وهل فأجاته، بمعنى انه مسرحي عريق وقد تكون فكرته عما تقدمه ليست بالصورة المطلوبة؟

- تعرفت إلى غابريال بعد ان شاهدت مسرحية <حبلي> التي كتبها واخرجها في <مسرح المدينة>، وهو من كتب مسرحية <فينوس> الجريئة ايضا. اخبرته عن ميلي الى خوض تجربة جديدة وهو كما تعلمون يملك مفاتيح اللغة المسرحية وهو فعلاً مبدع في ادراة الممثلين، فأخرج مني مهارات وطاقات مخزونة لم اكن انا نفسي أعلم بها أو اتصورها فتعلمت معه التمثيل من زاوية جديدة ويبدو انني نجحت خاصة انه كان يثني عليها.

ــ يعني انه تفاجأ بك؟

- لم يكن يعرف مدى خبرتي، ولا يتناسب ذوقه مع النوع الذي اقدمه في <الشانسونييه> ولما شاهدني في مسرحي قال لي ان ما اقدمه ليس <شانسونييه> بالمعنى الصحيح للكلمة ولا هو مسرح لكنه كان متيقناً بحسب قوله بانني املك مهارات لم اظهرها او لم يساعدني أحد على اظهارها.

ــ ما أكثر ما لفتك فيه وهو أستاذ وتلميذ المسرحي الكبير ريمون جبارة والذي رافقه حتى أواخر ايامه؟

- لفتتني فيه ثقافته العميقة وكان منقباً جيداً في داخلي وكان هناك تبادل فني جميل بيننا. لقد اعاد الي شغفي بالمسرح الذي تخصصت به في الجامعة وتعلمت تقنياته وخضت تجاربه. غبريال لم يأخذ حقه بعد كفنان، وبشكل خاص ككاتب ومخرج.

<برافو> عادل...

ــ هل تريد ان تفتح مجالاً جديداً لعملك فتبرهن للمنتجين والمخرجين ان لديك ما هو ابعد مما قدمته كوميدياً؟

 - ربما... لكن اولا هو في اعماقي برهان لنفسي وتحد لها بأنني استطيع ان اكون ايضا في مكان آخر. هذا السؤال يحتل حيزاً مهماً وجميلاً من المسرحية وهو السؤال الذي يطرحه الفنان أي بطل قصة <رجل غاضب> على نفسه، وكأنها مناظرة بين الثقافة والتجارة... ما يطلبه الناس وما يريده الفنان، ولن افضح اكثر من ذلك.

ــ وانت تقدم المسرحية للصحافيين تمنى عليك ممثل وزير الثقافة الا <تهجر الترفيه> لأن الناس في لبنان بأمس الحاجة له. الا توافقه الرأي؟

- لن اترك الترفيه بالطبع. هذه المسرحية ستعرض لعشرين عرضاً فقط من دون ان تتوقف الـ<كوميدي نايت>، وقد اعود اليها بحماس اكبر بعد ان تكون <ONE ANGRY MAN> قد غذتني فنياً. الفنان بحاجة الى ان يغذي نفسه وروحه حتى يعود اجمل واقوى ويستمر في الابداع. هي بالنسبة لي مغامرة مختلفة.

ــ المسرحية من انتاجك وغبريال؟

- لا، هي من انتاجي الشخصي فيما النص والاخراج لغبريال يمين. وانا لا اراهن على عودتها بالربح مالياً. انه تحد ورفعته. بدل ان اشتري سيارة <بورش> جديدة مثلا او لوحة فنية نادرة جيّرت النقود الى هذا العمل.

ــ نلاحظ توجه عدد من الممثلين المعروفين بالكوميديا الى ادوار درامية، مؤخراً عادل كرم مثلا. هل هي موجة؟

- لا اعرف ان كان يمكن تسميتها كذلك. لقد سمعت ان عادل قام بدور موفق في فيلم جميل واقول له <برافو>. سمعت عن <قضية 23> الكثير من التعليقات الايجابية وان المخرج زياد دويري طرح عملاً جيداً وأنوي مشاهدة الفيلم طبعاً. من الاهمية بمكان للفنان ان يخوض في مجالات جديدة ومختلفة، ولم نعد بعمر نكتفي فيه بـ«التقريق> وتقديم الترفيه و<الشانسونييه> علماً انني في <كوميدي نايت... On The Road> قفزت خطوة صوب المسرح عن قصة اثنين يتوجهان الى البحر وابتعدت فيها عن انتقاد السياسيين والاعلاميين، وهي مستمرة بنجاح.

ــ ما دور مصمم الرقص مازن كيوان في <رجل غاضب>؟

- يساعدنا في تصميم رقصة فيها وفي التنقل على الخشبة وهو ايضا محترف وبارع.

حس من فوق!

 

ــ هل من مشاريع جديدة بعد المسرحية، تلفزيونية او سينمائية وكنت برزت مقدماً في برنامج <الليلة جنون> على الـ<ام تي في> سابقاً؟

- للتلفزيون سبق ان صورت حديثاً دوراً مع الفنانة السورية امل عرفة في مسلسل <سايكو> بدور <عاصي> صاحب كازينو ويستغل احدى المطربات التي تهوى الشهرة رغم محبته لها، ثم تعيش قصة حب جديدة تغير مجرى حياتها. وكان من المفترض ان يعرض في رمضان الفائت، والآن يدور الحديث معي حول فيلمين لبنانيين.

ــ هل انت راضٍ عن السينما اللبنانية؟

- هناك افلام جيدة طبعا. بالنهاية ان كل عمل فني يتطلب مجهوداً، والفن السابع ليس سهلاً في بلد لا بنية اساسية للسينما فيه، وفي هذا المجال يعتبر الاجتهاد أمراً يُحيى صاحبه عليه خاصة ان لا مقدرة انتاجية عالية.

 ــ بدأت الانتقادات اللاذعة تسمع بصوت مرتفع حول البرامج الترفيهية الانتقادية على اختلافها من هشام الى عادل وبيار، والبعض ممن تناولتهم هذه البرامج ممتعض جداً، حتى انهم يلوحون برفع دعاوى قضائية. ماذا تقول في ذلك؟

- هذا النوع من البرامج يتطلب ابتكاراً وقدرة عالية. في الخارج يشارك في الاعداد عشرون كاتباً ومنتجاً حتى <يصفى> و<يفلتر> و<يغربل> في النهاية ما يجب ان يكون على الشاشة... في لبنان اتفهم الشباب الذين يضطرون الى كتابة حلقاتهم واعدادها في خلال يومين تحت ضغط الوقت والادارة، وهذه نتيجة لأزمة الانتاج المالية في ايامنا. برأيي يجب ان يكون <الحس> من الادارة، من فوق، حتى تكون هذه الانتقادات مدروسة وموضوعية.

ــ لو طلب اليك تقديم برنامج مماثل فهل توافق؟

- لا أدخل فيه لأنني لست محاوراً جيداً. انا اجيد التمثيل والاخراج والتقديم لنوع معين من البرامج ولا اجد نفسي جالساً احاور.