تفاصيل الخبر

مارسيل خليفة: الوطن منطلق نحو الهاوية ولا ننجّيه بتأدية النشيد الوطني!

26/07/2019
مارسيل خليفة: الوطن منطلق نحو الهاوية ولا ننجّيه بتأدية النشيد الوطني!

مارسيل خليفة: الوطن منطلق نحو الهاوية ولا ننجّيه بتأدية النشيد الوطني!

 

بقلم كوزيت كرم الأندري

 

         طارت أسئلتي. طارت المحاور. و<طرت> معها أنا... إلى حيث تشعر أنك <لست هناك، ولست هنا>، كما يقول صديقه الشاعر الفلسطيني محمود درويش. أردت (يا لسذاجتي!) أن أنكش تربته، فــــوجدتني أنكش تربتي، وأتــألم. ظننتني ــ لسذاجتي أيضاً ــ أستطيع أن أُخضعه لقواعد صحفية محدّدة: محور، سؤال، جواب، سؤال، جواب، ومن ثم محور جديد... فإذ به سحابة عشق تمطر على صحراء الروح كيفما شاءت! نعم. حدث لي هذا الشيء الرائع: تحدثت إلى مارسيل خليفة. إلى هذا الألمعي الذي ترك بصماته على صباحاتنا وليالينا. على أحلامنا الجماعية وتلك الحميمة. فتعالوا ندخل، معاً، في مداره لبعض الوقت، قبل أن نعود إلى هذه القاذورة من التفاهة والبشاعات...

عن ذاك الطفل الذي كان <يركض على طريق مثقوبة بنعل الحذاء> (الكلام له)، يقول خليفة: إن الصرخة التي تتعالى في أعماقي هي صرخة ذلك الكورس المدرسي، ولقد بحثت عن سحر تلك الأنغام في كل موسيقى وفي كل أغنية كتبتها. هي إيقاعات تنبعث من الأعماق. نغمٌ خفيّ في نفسي أيقظته، عبر الزمان، آلاف الوجوه وآلاف القصص وآلاف الأغنيات. تدربت على فتنة العزلة عندما خلوت إلى الشجر والصخر والبحر، وسكنتني فكرة السفر عندما أصبح الهواء ريحاً. أحسست بأن الأرض تطير وترقص، وأنا أدور في السماء حافي القدمين. أتذكر كيف كان صوت الريح يدخل في ثقوب قصب الغزّار على طريق المدرسة، وسرعان ما يتحوّل إلى نايات بأصوات متعددة. كان الصوت يستدرجني إلى شتاء كثيف يغطي السفوح، وكنت أطيع صوت القصب وأركض على طريق مثقوبة بنعل الحذاء. أركض لأبحث عن الصدى في مهابة فجر ريفي بامتياز، كي ألحق بالقداس قبل الدخول إلى الصف.

كان الله يولد تدريجيا من كلمات وصلوات وتراتيل في مدرسة الأخوة المريميين في ضيعتي عمشيت، التي كانت ملعبا للخيال. أمشي على طريق <القادومية> كل صباح بفرح الموعود بهدية، لا لأحفظ الدرس بل لأنشد في جوقة المدرسة. لم أكن

أنشّز في اللحن، فكان يسري في حنجرتي وينبض الإيقاع خفقة خفقة في قلبي. نجلس على كراسٍ مخصصة لنا وراء الـ<فرير> (الأخ)، فتأخذنا تلك التراتيل إلى الطرب وإلى الرب في آن. كنا نناديه <يا رب>، لكنه لم يكن يسمعنا، ولم يكن نداؤنا يحرّك سكوته.

ويتابع خليفة متغلغلاً في طيات طفولته: بعد عودتنا إلى منازلنا مساءً، كنا نكوّن حكاية الترنيمة ونحلم وفق الخيال المفتوح الذي لا يبلغ النهاية، فنصير جزءاً من الحكاية في عالم مسحور بالأنغام، لا يشبه شيئاً مما حولنا. هكذا سكنتني فتنة الموسيقى والغناء والإيقاع والحكاية. تلك الحكاية التي كان الضجر يفتح أبوابها في البيوت الصغيرة في الليالي الكالحة. كان الليل فقيراً أمام كانون الحطب ورائحة البلوط المشوي.

كم كبرنا! كم كنا ملائكة حين صدقنا التراتيل، وحين آمنّا بأننا سوف نطير إلى السماء! كل ما في الأمر أنني لم أعد أصدق! رائحة الليمون تعيدني إلى الطفولة على شاطئ البحر، أبحث عن جدي وعن سمكة هاربة من صنارته الكهلة... أمشي خفيفاً كي لا أوقظ الـ<فرارات> (الأخوة) وأقفل باب الجوقة. هنا، كسر عصفور شباك الصف لنتبعه إلى الحقل القريب. وهناك، حملت فراشات صباحية طريق مدرستي. كم كان ذلك الحلم أصدق من هذا الواقع الذي لم يغيّر أحلامنا! هذا المساء، لا أريد شيئاً. تحررت الأغنيات من عبث الحروب وامتلأت بأوراق النوتة. النشيد يبحث عن طفولته. عندما انطفأ التصفيق الكثيف في افتتاح مهرجان بعلبك ليلة الخامس من الشهر الجاري، وجدت نفسي عارياً من <كلنا للوطن>، وصرخت <تصبحون على وطن>. عزفت وغنّيت كي أحب أكثر. كي أشرح ما يقوله النشيد <الوطني>.

 

إنمسخت الأعمال إلى وعظ سياسي

 

وعن الالتزام يقول مارسيل خليفة: في محاولة لتبسيط الأفكار الغنائية التي انتعشت أثناء الحرب، وقد سُمّيت بالالتزام أو بالأغنية السياسية وكانت التسمية موفّقة كونها كانت قويّة الوقع، إنهالت على الناس القصائد <السياسية> والأغاني الملتزمة وجعل <النقاد> من الالتزام قسطاساً في الحكم، فراحوا يرددون اللفظة في كل سطر. وفي غمرة هذا الالتزام، إختلط الأمر على السامع والمؤلف. فكلاهما ناقم، كلاهما يريد بلورة نقمته، وكلاهما يتشوّف للتأمل في صورة عصره وجماعته منعكسة في فنّه، فخُيّل إليهما أن <الالتزام> يحقق ذلك. هكذا انمسخت الأعمال إلى ضرب من الوعظ السياسي، فبدا أن القضية جماعية لا فردية، وأن الفنان هو من استطاع أن ينطلق عبر ذاته وينصهر في المجموع.

لكن في الواقع، الفرد مغلق على نفسه، منكمش، متهرّب، ما دام لا ينطلق ولا ينصهر. الالتزام معناه أن يضم الفنان صوته إلى صوت الكورس. أن يشارك في المأساة على صعيد الشغب. أما من يقف جانباً، ليقول غير ما يقوله الكورس، فيُعتبر نشازاً وفرديا ومغلقا. هكذا رحنا، بكثيرٍ من الحماسة، نصرخ ونذكّر بما نقاسيه كل يوم، دون أن نوضح القضية، ودون أن نتغلغل إلى الخفايا والبواعث المعقّدة والأكاذيب المُحكمة وراء ستر السياسة والنظريات الدعيّة. وبدلاً من النفاذ إلى الدقائق النفسية اللامحدودة والقوى المغيِّرة والمطوِّرة، إستسلمنا إلى المباشرة السطحية.

القلق ميزة الأبطال

 

ويوضح مارسيل خليفة كيفيّة ممارسته الالتزام بالقول: حاولت أن ألتزم منذ العمل الأول كما أفهم الالتزام، فدمجت في إنتاجي الفكر والشعور في أعمق مستواهما. الوجود العميق لا يعني الوجود وسط الضوء الكاشف، ولا الادعاء بالزعامة والفطنة السياسية والتلاشي في أعنف التيارات العامة. فالانزواء والكتابة بصمت قد يكشفان منابع، تعكس الفترة التي يعيشها الإنسان على مستوى أعمق من الانتاج الذي لا يبعد خطوة واحدة عن خطاب رجل سياسي أو عن كلام الجريدة اليومية. في هذين الانزواء والكتابة إلتزام، بعيداً من التجنّد لأي قضية بطريقة سطحية.

غير أن الشق الأهم في ضرورة الفعل الوجودي، يتابع خليفة، هو ولا ريب <القلق>. إن القلق الفردي، سواء كان وجودياً منتهياً إلى العدمية أو إلى تمجيد <الخالق>، يشكّل الدافع الأهم في عملية الخلق. الأبطال يتميّزون بالقلق أكثر من الالتزام، وهذا القلق أمر شخصي فردي داخلي، ينتهي إلى فعل يؤثر أو لا يؤثر في الآخرين. قد يؤدي هذا القلق إلى التزام سياسي أو لا يؤدي، إلا أنه يتأثر، في معظم الحالات، بعشرات العوامل من أحاسيس دينية وإلحادية وغربة وفقر ومرض وتهتّك وإدمان وتمرّد...

وأضاف خليفة: أعتقد بأن الالتزام يرفض الخضوع للبرامج النظرية أو المفروضة. القلق أو الرفض عامل مهم في الإبداع وفي عدم التهرب وكشف حقيقة الوضع الإنساني والتمرّد على الظلم والعنف... فالتمرّد لا يعمل بدافع الواجب المقرّر، بل بدافع الأمانة للتمرد الشخصي، بهدف الحفاظ على قيم الكرامة الفردية. هو يستهدف المجموع المبهم أكثر مما يستهدف الفرد المحــــدد. قضيــــة الفــــن هــــي قضيــــة الإنسان، بكل ما فيه من تعقيد في السلوك والتفكير والشعور والبواعث والأهداف والعلائق.

رخو، مصطنع ومائع

 

هناك الكثير من الفن <الفردي> وغير <الملتزم>، وليس لنا أن نرضى عنه لأنه رخو ومصطنع. هو ينطق بلسان مائع، يقول مارسيل خليفة. يتناول زبد العواطف ولا يجرؤ على الغوص فيها. يكتفي بالظواهر، يجبن في مواجهة النتن، ويعجز عن بلوغ القلب لضعف اللفظ، فيقف حائلاً دون حقيقة الإنسان. بمجرد أن يعيش الفنان، اليوم، في هذه الفترة الصعبة الناقمة المتجسسة على خصوصياته، والمريعة بالفقر والجوع والقهر والقتل، لا بد من أن يتمرّد وينتصف إلى كيانه الفردي وإلا فقد وجهه وملامحه. يتحتّم هذا التمرد كلما اشتدّ الصراع السياسي، وهو الآن على أشدّه. فقد طغت السياسة على حياتنا طغياناً أخذ علينا كل مسلك، وغمر بيوتنا وشوارعنا وكل زاوية من حياتنا، بحيث لم نعد نرى إلا من خلال هذا الطغيان. نحن بأمس الحاجة إلى شيء من سلامة الفكر، إلى شيء من الصحو، نرى من خلاله ما الذي يحدث لأنفسنا ولأفراد مجتمعنا. فقد أدى الاضطراب السياسي إلى قلقلة مريعة في القيم وتمزّق شديد في النفس. علينا أن نكون متيقظين.

وأردف خليفة: الوسائل الجماعية طاحنة للذهن. إذاعات، جرائد، مجلات، تلفزيونات، <ميديا> حديثة... بطل من يحاول أن يقف على رجليه إزاء هذا السيل... نحن نقاسي شحاً في الإبداع وعلينا أن نخصّب هذه التربة، ونهيب بشبابنا أن يتأملوا وينتجوا.

 

الدول البوليسية لم تخلق إبداعاً

 

لقد أفقنا فأدركنا، لا تأخّرنا السياسي والاجتماعي فحسب، بل تأخرنا في التعبير عن النفس الذي هو من معايير الوعي السياسي والاجتماعي. أحاول أن أصوّر شخصية بلادنا ونفسيّتها. أتغلغل إلى أعماق روحها، وأسجّل أحلامها وكفاحها وبحثها عن الحرية والسعادة. لا تزال <إنسانيتنا> إنسانية التغاضي وغض النظر، وقصصنا مرآة لهذه <الإنسانية> التي تخشى الجهر والتورّط. إنسانية ناقصة لأن من شيمها البارزة الجبن.

وتابع مارسيل خليفة: لم أتخوّف يوماً من الضغط السياسي أو الاجتماعي، وهذا بالضبط مصدر مهم من مصادر البوح. هذه القطبية في الحياة بين الجماعة والفرد، بين المؤمن والمشكك، بين القانع والثائر، بين المتهرّب والمتورّط، بين الإيمان بالطائفة والإيمان بعزة النفس، بين النشيد والوطن... هذه القطبية كانت منشأ الشد والتوتر ومنشأ الصراع الخلاق. لم يعرقلني عدم توفّر الحرية السياسية، وما من شك في أن الدول البوليسية لا تخلق إبداعاً. فهي تخلق جواً من الخوف والتوجّس يعيش فيه الناس إلى أن يعتادوه ويألفوه، فيصبح الجبن العقلي ميزة من ميزات حياتهم من دون أن يشعروا بذلك.

وعن موسيقاه وأغنياته يقول خليفة: هي ليست من صنع الخيال. ما هي إلا انعكاسات أو رموز لحقيقة ما عشته في وطن <الإشعاع والنور>. الوطن منطلق نحو الهاوية، ولا أعتقد أننا ننجّيه بتأدية النشيد الوطني! إنتبهت إلى أن الموسيقى تقولني فيما لا يستطيع اللسان. تفتح الخيال على آخره. ترويه بمائها وتطلق فيه خيوط الشمس، كالهمس في صورة عاطفية تتسلّل، توقد في دامس النفس شمعتها، ودمعتها أدفأ من دموع الحزن. تقول النغمات ما لا تقوله الكلمات، فترسل صعقة الكهرباء في القلب. عادلة هي الموسيقى. تلقي بين يديك النوتات لتكوّن العالم من حولك. لتشيّد الصور التي أنت صانعها من حطامك. تألفها وتجهلها كسرّ الحياة فيك. كامرأة تعشقها من صنع خيالك. للموسيقى أسوارها، ولي دهشتي أتسلقها كي أطل على ما أسمع. كنت للموسيقى رفيقاً. على الصحبة تعاهدنا. أفهمها وتفهمني. أطلبها وتطلبني. ما أرحب الرؤية في حضرتها.

 

تعبت من السفر والطيران والمدن والناس

وأنا في الطائرة وأمتلئ بفراغ السماء، يقول خليفة، أملأ الوقت بالكتابة والقراءة والتأمل بغيمة في البعيد ترافق الطائرة في عبورها، وتلمع بألوان الشمس الساطعة من حمراء إلى بيضاء إلى بنفسجية، ثم تنطفئ وتتبعثر وتطير في الهواء. تعبت من السفر والطيران والمدن والناس. أنظر إلى وجوه الركاب. كل واحد عنده قصة. يحمل أناه ويطير باتجاه الريح. فراغ كبير نطير فيه. نملؤه بثقلنا وثقل أمتعتنا وثقل الطائرة الكبيرة. سفر طويل في أقاصي المعمورة. ربما قطعت دهراً من الساعات في الطائرات. لا يتغيّر شيء في الفضاء. كأننا لا نطير. كأننا نقف في نقطة ما. أنام أحياناً في الطائرة وأحلم بالقاعة التي سأعزف فيها. مئات المقاعد باللون النبيذي تُحملق فيّ بصمت. أختار مقعداً وسط القاعة وأنتظر مهندس الصوت ليأتي و<نجرّب الصوت>، ثم تبدأ الحفلة فالتصفيق، وصولاً إلى إقفال الستارة ثم فتحها للتحية.

أصحو على غيمة صغيرة تذوب في الفضاء المجهول. تصل الطائرة وأصل معها إلى باريس، المدينة التي عشت فيها تسع عشرة سنة، والتي فيها أصدرت أولى أسطواناتي <وعود من العاصفة>. كنت خارجاً، يومها، من ظلم الميليشيات، فتهجّرت من ضيعتي الساحلية حيث وُلدت وترعرت. مات أبي ولم يسمحوا لي بدفنه. أخذوه الجيران، عند الغروب، ودفنوه في تربة الصنوبر العالية. وبعدما فُتحت المعابر، عدت إلى الضيعة ووضعت وردة على تربته. بكيت لوحدي مرارة المنفى والهجرة. ما هذا الوطن؟ وطن الهمّ والشتيمة واليأس. <أنا يوسف يا أبي>، غنّيت هذا النص لمحمود درويش، فأدخلتنا الأغنية قصر العدل بتهمة تحقير الشعائر الدينية، وقامت الدنيا ولم تقعد! هل جنيت على أحد عندما قلت <إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدَين>؟

عندما يحضر الحب أستعجل وأفترس الريح

عن مكانة أمّه ماتيلدا في حياته، هي التي فُجع بفقدانها باكراً فتخبّط لسنوات قبل أن <يتصالح> مع فكرة الموت، يقول مارسيل خليفة: أحنّ، في قرارة نفسي، إلى العودة إلى رحم أمي من جديد، حيث النور والطمأنينة. هي سر أسرار الكون، وبين يديها مفتاح الأبدية. هي لا تتبدل. هي سادنة الحياة ورحيق القلب. هي الكينونة التي لا تنتهي. وحدها الأم تجثو أمام هيبتها مفردات الحب وتتساقط على ذكراها لغة الرثاء. أمي نجمة ضائعة في السماء، ولقد فقدت بفقدانها فرصتي الأخيرة.

وعن <ريتا> محمود درويش، التي تشبه <ريتاه>، يقول: أخذتني <ريتا> إلى أسئلتي الأولى وإلى أغنيتي الأولى. أخذتني ولا تزال إلى حب لا شفاء منه. في كل مرة أحتار في أية آلة موسيقية تتلألأ <ريتا>. في مذاق المتعة الخارق. حين أعود إلى <ريتا>، أعيد الصورة الموسيقية إلى عناصرها الأولى. إلى أغنيتي البسيطة التي غنيتها مرة تلو مرة، باختلاف وحنين إلى استمرار الحب وامتداده عبر الزمن. ملء قلبي بكاء مالح على جمال العشق، كحال الوردة العفوي.

أنا مؤمن بالحب، يتابع مارسيل خليفة. أذهب إليه. على ليله ألقي السلام في سحابة فجر سريع، وبكلمات تطوي المسافات بحثاً عما ضاع. الحب يرافقني بسخاء. لا أملك من لغة الأنبياء غير مفردة يتيمة: حُب. الحب لحظة شغف تنتشلني وأنتشلها. الحب يكسر شوكة قرفي من الواقع وخوفي منه. كل القصة قصة حب. الحب خفيف كالروح. الحب عذوبة موجعة. أريده أغنية والعة. المنطق يجهله والشرح لا يهمني. عندما يحضر الحب، أكون مستعجلا على كل شيء وأفترس الريح. أحرق يدَيّ الذاهلتين بنوره الساطع. الحب أُخذة. الحب جوع إلى ذوبان. عذبٌ كضوء سراج. مالحٌ كالدمع.

وختم الرائع مارسيل خليفة: أصغي إلى الصمت، بعد أيام عاصفة في مهرجان بعلبك، حيث كانت ليلة من نور! هل ثمة صمت؟ نعم، وفي الموسيقى أيضاً علامات صمت يُحسب لها حساب. أحتاج إلى الموسيقى كي لا أتعب أكثر. هنا، في قريتي، كل شيء تغير. طعم الهواء تغير وعدد الشجر تغير مع ازدياد المباني العشوائية... أريد أن أبقى صبياً مجنوناً، صديقاً للموسيقى ورائحة الورد والحلم والأمل والحقيقة. أكتب لأرتوي.