أكّد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، أنه لا يمكن للولايات المتحدة تطبيق آلية معاودة فرض العقوبات على إيران، لأنها انسحبت من الاتفاق النووي، وقال في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ75 يوم الثلاثاء الماضي، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا لن تقبل بانتهاكات إيران لاتفاق 2015 النووي، مؤكداً أن حملة الضغوط القصوى التي تتبعها الولايات المتحدة فشلت حتى الآن في منع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار وضمان عدم قدرتها على حيازة أسلحة نووية.
وأوضح "ماكرون" أن تطبيق آلية معاودة فرض العقوبات من شأنه أن يقوض وحدة مجلس الأمن وجميع قراراته وسيجازف بزيادة التوتر الإقليمي، مشدداً على ضرورة وضع إطار عمل ضمن اتفاق 2015 النووي لضمان ألا تحوز إيران أسلحة نووية مطلقاً ويتصدى أيضاً لبرنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار.
كما اعتبر "ماكرون" أن الأمم المتحدة بيتنا المشترك، في حال فوضى على غرار عالمنا اليوم ، مؤكداً أن التحرك ضد وباء "كوفيد – 19" يجب أن يتم في إطار هذه المؤسسة، وقال إن أسسها تتآكل، وجدرانها تتداعى أحياناً بفعل ضربات من قاموا بأنفسهم ببنائها، من دون أن يسمي دولاً، ولكن مستهدفاً بشكل غير مباشر الولايات المتحدة في ظل إدارة دونالد ترمب التي نأت بنفسها منذ ثلاث سنوات من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، معتبراً ان خطوطاً حمراء اعتقدنا أنه لم يكن ممكناً خرقها قد رفعت: حرب للضم، استخدام الأسلحة الكيميائية، الاعتقال الجماعي مع الإفلات من العقاب... إن حقوقاً اعتقدنا أنها مكتسبة انتهكت، ونظامنا الدولي الذي بات أسير نزاعاتنا لم يعد يقوى على فرض عقوبات على هذه الخروق، في وقت يغذي الوباء الخوف من الانحدار، وحكاية العجز الجماعي، أريد أن أقول أمراً بوضوح تام: في مواجهة حال الطوارئ الصحية، والتحدي المناخي، وتراجع الحقوق، يتوجب علينا، الآن وهنا، التحرك.
وشدد "ماكرون" على أن ذلك يجري مع من يريدون، ومع من يقدرون، مع استغلال كل المساحات الممكنة للتعاون، من دون أن يضيف تفاصيل، وقال: أؤمن من جهتي بتعددية الأطراف التي تفعل، أكثر من الأقوال، مشيراً إلى الإنجازات التي تحققت في مواجهة الوباء في أوروبا وأفريقيا وفي منظمة الصحة العالمية.