حقق زعيم حركة <الى الامام> المرشح الوسطي <إيمانويل ماكرون> فوزاً كبيراً على منافسته رئيسة الجبهـــــة الوطنيـــة اليمينية المتطرفـــــة <مـارين لوبــان>، وأصبح الرئيس الثامن للجمهورية الفرنسية الخامسة في نهاية الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية يوم الأحد الماضي بعد فوزه بنسبة 66,10 في المئة مقابل 33,90 في المئــــة لمنافسته من مجمــــل الــــذين اقترعوا والذين وصلت نسبتهم الى 65.3 في المئة من الناخبين المسجلين وعددهم حوالى 47 مليون ناخب وأصبح سيد <الاليزيه> لمدة 5 سنوات خلفــــاً للرئيس الاشـــتراكي الحالي <فرنسوا هولاند>.
واعتبر <ماكرون> لدى احتفاله بالفوز في ساحة <اللوفر> ان صفحة جديدة تفتح بالنسبة إلى فرنسا، آملاً في أن تكون صفحــــة الأمـــــل والثقة المستعادين ، معتبراً ان ضمان أمن الفرنسيين أمر لا هوادة فيه، مشيراً إلى أن فرنسا ستكون في طليعة المعركة ضد الإرهاب. وقال: <سأعمل على حماية مصالح فرنسا الحيوية، ورسالتها، والدفاع عن وحدة مصير أوروبا>.
ووجه <ماكرون> الشكر لأنصاره، قائلاً: <أعطيتمونا ثقتكم وهذا شرف كبير ومسؤولية كبيرة.. شكراً لكم من صميم قلبي على اختياركم لي رغم الصعوبات، وأريد في هذا المساء أن أحيي منافستي السيدة <لوبان>، أعرف الانقسامات التي دفعت المواطنين للتصويت للأحزاب المتطرفة، أعرف ذلك واستمع إليها، وسأعمل على المساواة وعلى أمنكم ووحدة الأمة.
وأكد <ماكرون> أنه سيدافع عن فرنسا ورسالتها وصلتها بأوروبا، وقال: هذا المصير المشترك، أتعهد أليكم، بالتأكيد على القيم المشتركة ونسج الصلات بين أوروبا وشعوبها، متوجهاً إلى العالم بالتحية، مشيراً إلى أن فرنسا ستكون حريصة على السلام وميزان القوى، وأن بلاده ستكون في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب دون كلل أو ملل سواء 
داخل الأراضي الفرنسية أو خارجها.
بدورها اعترفت <لوبان> بهزيمتها وتمنت النجاح للرئيس الجديد في مواجهة التحديات الكبرى في مقابل إشادتها بما وصفتها بنتيجة تاريخية وكبيرة لحزب الجبهة الوطنية، وأعلنت في بيانٍ مقتضب اتصالها بـ<ماكرون> للتهنئة، وقالت: <إن النسبة التي حصلت عليها في الانتخابات لم يسبق لها مثيل>، وإن <الجبهة الوطنية ستكون قوة المعارضة الرئيسية>، معلنة أنها ستقـــــود حزبهــــا إلى الانتخابــــات التشريعية المقررة في حزيران/ يونيو المقبل ، مشددة على أنه يتعيّن إعادة إطلاق حزب <الجبهة الوطنية> لكي يجدد نفسه بصورة جذرية لتلبية توقعات الشعب الفرنسي.
وفي إطار ردود الفعل الداخلية والدولية، هنأ الرئيس <هولاند> المرشح الفائز وقال: <ان فوز <ماكرون> أظهر رغبة معظم الناخبين في التوحد حول قيم الجمهورية>، فيما قال رئيس الوزراء الفرنسي <برنار كازنوف> إن الشعب الفرنسي اختار أن يبقى في قلب أوروبا.
ورحب رئيس المفوضية الأوروبية <جان كلود يونكر> بفوز <ماكرون> معتبراً أن الفرنسيين اختاروا مستقبلاً أوروبياً.
كما رحب رئيس المجلس الأوروبي <دونالد توسك> بدوره، بقرار الفرنسيين المؤيد لمبادئ <حرية، مساواة وأخوة>.
وهنأت رئيسة الوزراء البريطانية <تيريزا ماي> <ماكرون> بفوزه معتبرة أن فرنسا أحد أوثق حلفائنا ونتطلع للعمل مع الرئيس الجديد بشأن نطاق واسع من الأولويات المشتركة.
وكتب الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> على تويتر <أهنئ <إيمانويل ماكرون> على فوزه الكبير اليوم برئاسة فرنسا. أتطلع بشدة للعمل معه>.
واعتبر المتحدث باسم المستشارة الألمانية <انجيلا ميركل>، أن انتخاب <ماكرون> رئيساً لفرنسا هو انتصار لأوروبا قوية وموحدة.
ووجـــــه الــــــرئيس الصينـــــي <شــــي جين بينــــغ> رسالــــــة تهنئـــــة إلى <مــــــاكرون> مؤكـــــداً أن باريس وبكين تتشاركان مسؤولية كبيرة حيال السلام والتنمية في العـــــالم، مبديــــاً استعـــــداد الصـــــين للعمل مع فرنسا بهدف دفع الشراكة الاستراتيجية الفرنسية الصينيــــة إلى مستــوى أعلـــــى.
وهنأ الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> الرئيس <ماكرون> بانتخابه رئيساً لفرنسا واكد جاهزية موسكو للتعاون البناء المشترك، مؤكداً له أهمية التغلب على انعدام الثقة المتبادل وتضافر الجهود لضمان الاستقرار والأمن.