تفاصيل الخبر

معلومات عن عودة البحث لإعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات لضرورات أمنية ووطنية واقتصادية!

16/10/2015
معلومات عن عودة البحث لإعادة تأهيل وتشغيل مطار  القليعات لضرورات أمنية ووطنية واقتصادية!

معلومات عن عودة البحث لإعادة تأهيل وتشغيل مطار القليعات لضرورات أمنية ووطنية واقتصادية!

 

بقلم صبحي منذر ياغي

القليعات- وقد شكلت المطالبة بإعادة تشغيل مطار القليعات، <مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض> والعمل به <قضية وطنية>، وتحولت اشكالية بين من يرى في إعادة العمل في المطار مؤامرة أميركية تهدف لاستخدامه لغايات أمنية وعسكرية خاصة ضد سوريا، وبين من يعتبر ان تشغيل المطار من شأنه ان يحدث نهضة اقتصادية في منطقة الشمال، وفي لبنان عموماً، عبر المساهمة بتشغيل المئات من الموظفين وبالتالي المساهمة في احياء منطقة عكار من النواحي الاجتماعية والاقتصادية.

وكانت حكومات سابقة في لبنان وافقت على تشغيل «مطار رينيه معوض» في القليعات خلال احدى جلساتها بعد موافقة قيادة الجيش اللبناني على ذلك. كما وافقت على تشغيل مطار رياق في البقاع.

والدعوة لإعادة العمل بمطار القليعات سبقتها دعوات مماثلة لإعادة تشغيل مطار رياق في البقاع، وقد تقدم النائب السابق ايلي سكاف وكتلته النيابية عام 2007 بمشروع قانون لإعادة تشغيل مطار رياق، في حين ان ثمة من المح الى ضرورة إعادة ترميم مطار ايعات غربي بعلبك، واستخدامه للطيران الداخلي وخاصة مع سوريا.

 

ولادة المطارات اللبنانية

 

وحسب ما ورد في موقع الجيش اللبناني الالكتروني، ان الحلفاء كانوا في اول عهدهم يهبطون بطائراتهم في لبنان ضمن الفسحة القائمة بين جسر بيروت والدورة، وقد تسلموا فيما بعد مطار رياق العسكري الذي تم إنشاؤه من قبل الألمان في الحرب العالمية الأولى فوسّعوه، وأخذ الضباط الفرنسيون المتخصصون في الطيران يدربون عدداً من الشبان اللبنانيين على ميكانيك الطائرات. وفي العام 1933 أنشأ الفرنسيون مطاراً مدنياً عند منطقة بئر حسن في بيروت، وبعد إهمال هذا المطار، تم إنشاء مطار بيروت الدولي المدني عام 1950 الذي يُعرف اليوم بـ<مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولي>.

وجيه-البعريني 

مطارات صغيرة

وكان لدخول الإنكليز والديغوليين عام 1941 الأثر البارز في لبنان، إذ أنشأوا مطارات صغيرة في كلٍ من بلدة الإسطبل (جنوبي بلدة شتورة وقد استُخدم كمدرسة طيران عام 1956)، ومرجعيون، وإيعات بعلبك (شمالي غربي مدينة بعلبك وقد تم استخدامه في تمارين الهبوط والإقلاع للطائرات المكبسية ثم تعطلت مدارجه وأصبح يُستخدم لإجراء رمايات الطائرات جو- أرض)، ثم أنشأوا مطار القليعات..

 

القليعات

يقع هذا المطار في بلدة القليعات الساحلية وسط سهل عكار على بعد 105 كلم من بيروت و25 كلم شمالي مدينة طرابلس، وكان مديره زكائي الصلح والد السيدة مي عقيلة نقيب الصحافة عوني الكعكي، واستخدمت الدولة مطار القليعات في أواخر الثمانينات كمطار مدني بعد ان تعذر التواصل بين العاصمة وشمالي لبنان، فتم تجهيزه بما يؤهّله لاستقبال المسافرين. وشهد حركة هبوط وإقلاع ناشطة بافتتاح أول خط جوي داخل الأراضي اللبنانية، وكانت الطائرة الاولى التي استُخدمت في المرحلة الاولى من نوع <بوينغ 720> تابعة لطيران الشرق الاوسط ناقلة 16 راكباً من الشمال الى العاصمة اللبنانية، ثم سيّرت شركة <الميدل ايست> ثلاث رحلات أسبوعياً، وزادتها فيما بعد بمعدل رحلتين يومياً، وحددت سعر التذكرة آنذاك، ذهاباً وإياباً بـ28 الف ليرة للدرجة الاولى، و20 ألف ليرة للدرجة السياحية، وقد قُدِّر حينها أعداد المسافرين الذين استخدموا مطار القليعات آنذاك بنحو 300 راكب يومياً.

يبعد مطار القليعات 7 كلم عن الحدود السورية - اللبنانية شمالاً، ويمتد على مساحة 5.5 مليون متر مربع موزعة على الشكل الآتي: الجزء الجنوبي وتبلغ مساحته 3.25 مليون متر مربع للمطار، والجزء الشمالي وهو المنطقة الإستثمارية وتبلغ مساحتها 2.25 مليون متر مربع، ويرتبط بشبكة طرق دولية ساحلية وداخلية. كما ان المطار مجهَّز بمدرّج طوله 3200 متر قابل لزيادته 400 متر إضافي، وعرضه 60 متراً، ومجهز بطول مواز لطول المدرج، وتتوافر فيه تجهيزات بنائية ومستودعات للوقود وهنغارات للصيانة وقطع غيار وأجهزة اتصال ورادار. هذه الإمكانات تؤهل مطار القليعات ليكون رافداً ومساعداً لمطار بيروت الدولي في مجال الرحلات السياحية والتجارية، وتجعله قادراً على تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية والسياحية في عكار والشمال.

كان مطار القليعات القريب من الحدود اللبنانية السورية، ملكاً لشركة <IPC> للنفط، تستعمله طائرات صغيرة ينتقل فيها المهندسون والموظفون والعمّال التابعون لهذه الشركة بين لبنان والدول العربية. وفي العام 1966، تسلّم الجيش اللبناني هذا المطار وشرع بتوسيعه وتحديثه، ليصبح قاعدة جوية اعتُبرت آنذاك من أحدث القواعد الجوية في المنطقة. وبموجب اتفاقية عُقدت بين الدولة اللبنانية والدولة الفرنسية، تم شراء طائرات <ميراج> وأُرسل طيارون وفنيون لمتابعة دورات في فرنسا على هذه الطائرات. وفي بداية العام 1968، أنهت العناصر دوراتها وعادت الى لبنان، حيث صدرت أول مذكرة تشكيلات بالطيارين والفنيين خالد-زهرمان من قاعدة رياق الجوية الأم الى قاعدة القليعات الجوية بانتظار وصول الطائرات.

ومن الذكريات المهمة التي انطبعت في تاريخ هذا المطار ذكرى انتخاب رينيه معوض رئيساً للجمهورية اللبنانية في قاعدة القليعات الجوية يوم 5/11/1989، وبعد استشهاده سُمّي المطار بـ<مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض> بموجب قرار مجلس الوزراء تاريخ 11/12/1989.

 

 < الشعب يريد افتتاح المطار>

 

والمطالبة بإعادة فتح مطار القليعات وتشغيله بدأت منذ ان انطلقت مجموعة من الشباب في منطقة الشمال في ربيع 2013، وتحت شعار <الشعب يريد افتتاح مطار القليعات>، وبادرت الى رفع هذا الشعار الانمائي على صفحة < الفايسبوك>، مطالبة المعنيين بالتحرك لتنفيذ هذا المطلب الحيوي، متمنية <ان يخرج من شمال لبنان ربيع عربي من نوع آخر بنيته الاساسية الإنماء والتنمية، بعيدا عن السياسة وزواريبها>.

الا ان اوساطاً في قوى الثامن من آذار ابدت يومذاك معارضتها لمشروع افتتاح المطار، واعتبرت ان <رياح المؤامرة> تكمن في مشروع فتح هذا المطار، وان هناك مشروعاً أميركياً لإعادة تأهيله وتشغيله بأسرع ما يمكن.

 وكان مسؤولو حزب الله قد توجسوا شراً من الزيارة الخاصة التي قام بها وفد عسكري من السفارة الأميركية في بيروت منذ سنتين وبعيداً عن الاعلام لقاعدة القليعات الجوية في عكار والواقعة بالقرب من الحدود السورية، وما اذا كانت هذه الزيارة بغية التمهيد لاستخدام قاعدة القليعات من قبل الجيش الأميركي، او ان هناك مشروعاً أميركياً لاستخدام مطار القليعات لأغراض عسكرية أميركية، وللاسهام في ضرب الاستقرار السوري تحت غطاء <نقل المساعدات> الى المنكوبين السوريين.

مطار-رياقحاجة وطنية

اوساط في قوى الرابع عشر من آذار اعتبرت تشغيل <مطار الشهيد رينيه معوض> حاجة وطنية وانمائية وانسانية، وأنه طبيعي ان يكون الدافع لهذا المشروع التخلص من السيطرة والقبضة الأمنية التي يفرضها حزب الله على <مطار الشهيد رفيق الحريري> (مطار بيروت)، حيث ان عناصر الامن في حزب الله تراقب المسافرين والزوار، وترصد التحركات الدبلوماسية والسياسية، فضلاً عن وجود عدد كبير من عيون وآذان حزب الله داخل المطار، من حمَالين، الى موظفين، الى مراقبين، وهؤلاء ينشطون في إطار جهاز أمني خاص بمراقبة المطار وينسقون مباشرة مع ضابط أمني في سفارة اقليمية، ولحزب الله القدرة على إقفال طريق المطار وفتحها متى شاء، كما حصل خلال أحداث 7 أيار/ مايو 2008، ثم ان مطار بيروت لم يعد مطاراً آمناً، اذ يكفي ان نذكر ان مدارج المطار وطائراته تقع تحت رحمة صواريخ ومدافع الجبهة الشعبية - القيادة العامة في مناطق الناعمة -  الدامور.

وكان النائب السابق مصطفى هاشم قد اعتبر ان «إعادة تشغيل مطار رينيه معوّض في القليعات، حجر الزاوية في إنماء منطقة عكار والشمال، وتأمين آلاف فرص العمل».

فيما رأى عضو كتلة <المستقبل> النيابية النائب خالد زهرمان أن <ما هو مستغرب في الموضوع هو ربط افتتاح المطار بالعبث بالاستقرار الداخلي، وكأن تأمين لقمة عيش العكاريين أصبح يقض مضاجع البعض ويهدّد مطامعه واستقراره>.

 

تقرير أميركي

وحسب مذكرة أميركية سابقة حملت الرقم <08BEIRUT686>: <ان مطار القليعات تحوّل مطاراً عسكرياً لدولة لا تملك من الطائرات العسكرية سوى الطوافات، ويتمّ تشغيل المطار خلال ساعات النهار فقط، بينما يحتاج مطار القليعات إلى معدّات الملاحة والأمن والتشغيل الأرضي>. ووفق ما جــــاء في المــــذكرة الأميركيـــــة السريــــة <ان مطــــار بيروت غير آمـــن وهو عرضـــة للاستيــــــلاء الفوري من قبل حزب الله كما ثبت في 7 أيار/ مايو 2008 و23 كانون الثاني/ يناير 2007 عندما أُغلق من قبل الحزب بطريقة فعّالة عبر وضع حواجز على الطرقات، واتضح أنّ حزب الله في طور تركيب بوابات دائمة بما يسمح بفتح طريق المطار وإقفالها حسب رغبته>.

واضافت المذكرة: <موقع المطار في ضاحية بيروت الجنوبية يضعه في عقر دار حزب الله، وكذلك موقعه على الواجهة البحرية يحدّ من الطرقات المؤدية إليه والتي يمكن إغلاقها بسهولة، فضلاً عن أن خدمة توصيل وقود الطائرات تتم بواسطة الشاحنات، وخلال الأشهر الماضية حصلت حوادث محددة من الخروقات الأمنية في المطار>.

الا ان الأميركيين يعتبرون انه في ظل كل هذه المشكلات، لا يُعتبر مطار القليعات بديلاً مثالياً لمطار بيروت. فموقعه عرضة لمسار الرياح، وعندما تكون الأخيرة غير مؤاتية، يجب الدخول إلى لبنان عبر المجال بقايا-ابراج-مراقبة-في-مطار--ايعاتالجوي السوري.

كما أنّ دفاعات محيط المطار باتت قديمة وغير فعّالة، ومع ذلك يبقى مدرج مطار القليعات في حالة جيّدة بعد أن تم تصليحه عقب الأضرار التي خلفتها حرب تموز/ يوليو 2006، ولكنّه غير ملائم من ناحية الطول (3050 متراً) للطائرات التجارية الضخمة.

ولكن، ما هي متطلبات تشغيل هذا المطار في الوقت الحالي؟ وما هي أهداف إعادة تشغيله والفوائد التي سيجنيها الشمال ولبنان من هذا الأمر؟

عضو كتلة <المستقبل> النيابية النائب خالد زهرمان قال <إن إعادة تشغيل مطار القليعات كان همّ <كتلة عكار> منذ مجيئها الى الندوة البرلمانية. فهذا المطار ينعش الحركة الاقتصادية، وقد تمّ إنشاء هيئة لتنمية المطار بعد جهود بذلها الرئيس سعد الحريري و<كتلة عكار>، ولكن الهيئة لم تحقق نتيجة لأنه لا يوجد قرار سياسي بفتح المطار، بسبب وجود معارضة إقليمية لهذا الأمر، و<مطار رفيق الحريري الدولي> رهينة فئة لبنانية معينة، وقد تكرر قطع طريق مطار بيروت الدولي، ونأمل ان يترسخ الإقتناع لدى الناس بأهمية مطار القليعات، وخاصة بعد أن تمّ قطع طريق مطار بيروت الدولي عدة مرات. وتشغيل مطار القليعات لا يستدعي <تربيحنا جميلة>، وإعادة تشغيله لا تحتاج الى الكثير من المال والوقت، ولا تكلف الدولة كثيراً، وتقوم الهيئة الناظمة لإدارة المطار بتقديم عروض لتأتي شركات خاصة بغرض استثمار المطار، ونطالب بتشغيل جزء من مطار رياق للاستعمال المدني، ونظراً لوجود مطار رياق بين الجبال، فيمكن استعماله للطيران الداخلي ولاستعمالات معينة أخرى>.

وتابع زهرمان: <يمكن ان تصبح المطارات في لبنان صلة وصل مع مطارات منطقة الشرق الاوسط، ويجب إنشاء منطقة اقتصادية في محيط مطار القليعات، وقدرة استيعاب هذا المطار كبيرة، وموقعه أفضل من موقع مطار بيروت، وحوله مساحات واسعة غير سكنية، بينما حول مطار بيروت بقعة سكنية، ويمكن للمطار توفير 5000 فرصة عمل لمنطقة عكار، كما يساعد على توفير فرص عمل غير مباشرة من خلال تحريك العجلة الاقتصادية في المؤسسات والمحلات القريبة منه. ونأمل ان يُرفع <الفيتو> عن إعادة تشغيل المطار، ولكنْ هنالك عائق يتمثل بأن المدرج أُنشئ على أساس اتجاه الرياح، إما الى البحر وإما الى الداخل، حيث يمكن ان تمر الطائرة فوق الأراضي السورية مما قد يتسبب بمشكلة>.

وأكد النائب السابق وجيه البعريني انه يؤيد تشغيل مطار القليعات خارج إطار النزاعات بين سوريا ولبنان، والنزاعات المحلية، وكونه يفيد المنطقة، وأن أي مشروع يقوم على إثارة الخلافات لا يدوم.. <نحن أول من طالب بتشغيل مطار القليعات، وقد دَعونا لهذه الغاية وزير النقل السابق غازي العريضي الذي قام بتفقده، وكان هنالك خلاف مع سوريا قبل الأزمة السورية منذ العام 1992 حول تشغيل مطار القليعات بسبب مرور الطيران فوق الأراضي السورية. المهم تأمين الرؤية السياسية الموحّدة حول الأمور، ونحن يجب ان نلتقي دائماً على الخير لهذا البلد..>.

فهل يتحقق الحلم ويُعاد العمل في مطار القليعات، وكذلك في مطاري رياق وايعات؟ ويدرك الجميع ضرورة إبعاد الإنماء عن الصراعات والتجاذبات السياسية؟