تفاصيل الخبر

معادلة جنبلاط الجديدة: "صفر مشاكل" وانفتاح مع "تنظيم الخلاف" مع البعيدين!

08/07/2020
معادلة جنبلاط الجديدة: "صفر مشاكل" وانفتاح مع "تنظيم الخلاف" مع البعيدين!

معادلة جنبلاط الجديدة: "صفر مشاكل" وانفتاح مع "تنظيم الخلاف" مع البعيدين!

[caption id="attachment_79395" align="alignleft" width="446"] رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يجول على المشايخ في الجبل ويرفع شعار
" تنظيم الخلاف" مع حزب الله[/caption]

 تدريجياً تقترب المسافة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله وسط تصميم الطرفين على اهمية اعادة الانتظام العام الى العلاقـــــــة بين الحزبين التي انتجت في الماضي القـــريب "هدنة " في الجبل والضاحية الجنوبية بحدودها مع ساحل الجبل، لا تزال مستمرة منذ احداث 7 ايار (مايو) 2008 وحتى اليوم تخرقها من حين الى آخر اصوات يسارع المسؤولون في الحزبين الى تطويقها ما يعني ان الاتصالات غير مقطوعة بين الطرفين. صحيح ان جنبلاط يسجل من حين الى آخر ملاحظات على مواقف يطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لكن الصحيح ايضاً ان هذه الملاحظات لا تتجاوز عنوان "تنظيم الخلاف" الذي يرفعه جنبلاط عندما يتحدث عن علاقته مع حزب الله او مع اي حزب آخر. فالزعيم الدرزي قرر ألا يكون على "عداء" مع أحد، وإن كان يعطي لكل فريق حجمه وواقعه ويتصرف على هذا الاساس. ذلك ان العلاقة مع تيار "المستقبل" تتحسن يوماً بعد يوم والبعض يقول إنها عادت كما كانت قبل ان يتعكر صفوها قبل اشهر. والتواصل مع حزب "القوات اللبنانية" تجدد بعد طول انقطاع وبدت طبيعية زيارة النائبين اكرم شهيب ونعمة طعمة الى معراب. اما العلاقة مع "التيار الوطني الحر" فهي تتحرك ببطء منذ ان دشنها جنبلاط بزيارة قصر بعبدا ولقاء الرئيس ميشال عون، واتبعها بزيارتين متتاليتين للنائب والوزير السابق غازي العريضي موفدا من "البيك" تمهيداً للقاء يتوقع ان يحصل قريباً مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أما مع حركة "أمل" فلا يشعر جنبلاط بأي حرج إن وصفها بأنها من افضل العلاقات خصوصاً بينه وبين الرئيس نبيه بري الذي يكثر جنبلاط من المدح بــ "حكمته" و "وطنيته" و "درايته" وغيرها من النعوت الايجابية....

 ولا يخفي المسؤولون في الحزب التقدمي الاشتراكي ان "تنظيم الخلاف" بين الحزب وحزب الله هو من اولويات المرحلة الراهنة لأن لا قرار اشتراكياً بالتباعد عن قيادة المقاومة مهما اختلفت الآراء السياسية، بل على العكس يريد الزعيم الدرزي تحقيق الاستقرار العام في لبنان كما حصل في الجبل لأن لبنان يمر في ظروف صعبة ودقيقة تتطلب حداً ادنى من الخلافات بين ابنائه، وهو صارح ابناء الجبل في الزيارات التي قام بها في الاسبوعين الماضيين بخطورة ما يجري على الساحة اللبنانية بالتزامن مع اوضاع اقتصادية صعبة وظروف مالية قاهرة وحالات اجتماعية تتراجع يوماً بعد يوم. لذلك من الواضح بالنسبة الى جنبلاط ان الاستقرار العام هو اولوية، ولا بد من اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالمحافظة على هذا الاستقرار وعدم اضاعة اي فرصة لتثبيته. من هنا اتى موقفه الرافض لقطع الطرق، لاسيما "طريق الجنوب" في خلده والجيه للتأكيد على التوجه الايجابي الذي ينتهجه في المرحلة الراهنة.

طريق الجنوب

 في المقابل، نظر حزب الله بايجابية الى موقف جنبلاط في رفضه قطع الطرقات، وهو ما اكد عليه في اثناء لقاءاته واتصالاته مع قوى سياسية وحزبية وامنية، وأبدى قلقه من قطع الطريق الساحلية الى الجنوب، وتحديداً في برجا والجيه والناعمة وخلده، ويعتبره يؤسس لفتنة، لأن المقاومة ترى في هذا الطريق ممرها الى الجنوب، وسبق لها، وهددت بأنها ستفتح اي طريق يقفل بوجهها، وما يسري على اوتستراد الجنوب، ينطبق على طريق البقاع، والاتصالات البرية، توازي الاتصالات السلكية ( سلاح الاشارة)، الذي حصلت أحداث 7 ايار(مايو) 2008 بسبب قرار الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة، والذي كان جنبلاط من المؤيدين له، او المحرضين لاتخاذه، وفق ما اعلن هو بنفسه في ما  بعد لازالة شبكة الاتصالات.

 الا انه وبالرغم من موقف جنبلاط الرافض لقطع الطرقات، ومنع انزلاق لبنان نحو فلتان امني، فإنه في المقابل، لديه ملاحظات حول أداء حزب الله، وخطاب أمينه العام التصعيدي والذي يجب عليه ان يأخذ بالوضع المالي والاقتصادي والمعيشي الذي وصل اليه لبنان، والذي بدأ يهدد الامن الاجتماعي، الذي سينفجر اعمالاً تخريبية في الشارع، برزت مظاهرها في 6 و 11 حزيران (يونيو) الماضي، وهي مستمرة ولم تتوقف، اذ يهم جنبلاط ان يسود الهدوء الساحة الداخلية، وفتح حوار عقلاني دون عواطف، اذ يؤكد لمحازبيه وأبناء الجبل الذين يلتقيهم، ان المرحلة ليست عسكرية، وهي مختلفة كلياً عن ما حدث في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، بل لمواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي لا أفق قريباً لحلها.

 ويلخص قريبون من جنبلاط المعادلة التي يرغب بتحقيقها راهناً، بأنها تقوم على سياسة "صفر مشاكل"، لكنه في المقابل لا يقبل بأن "يستوطي حيطه" أحد، وأنه على الاخرين ان يلاقوه في توجهه ولو تحت شعار "تنظيم الخلاف" كل طرف من موقعه السياسي المختلف عن الطرف الآخر لاسيما في مسائل استراتيجية مثل العلاقة مع سوريا او سلاح المقاومة او مسألة المحاور الاقليمية والدولية!.