بقلم وليد عوض
أمس الخميس كانت الأعلام الأميركية والأعلام الروسية ترفرف فوق سوار مدينة <بروكسيل> احتفالاً بالقمة الأميركية ــ الروسية والقادة الأطلسيين. ورجلان يعنياننا في هذا الباب: <دونالد ترامب> و<فلاديمير بوتين>، وبصمات كل منهما في ما يتم تحضيره للبنان والشرق العربي. حقبة من الزمن تذكرنا بتاريخ الجبهة اللبنانية التي استجمعت فيها القوى المسيحية والمارونية بصورة خاصة قدرتها اللبنانية بعدما انشطرت الجبهة عن السلطة في لبنان.
كان هناك اعتقاد لدى الطوائف المسيحية بأن الحكم في لبنان فقد بصماته المسيحية وتحول الى دولة ضمن دولة، ولكن الرئيس سليمان فرنجية، رحمه الله، أنزل المعطف المسيحي عن كاهل الجبهة، وقال للعالم إن المسيحيين في لبنان لم يفقدوا رصيدهم وانهم عبر الجبهة اللبنانية التي كانت تجتمع في كسروان ما زالوا أسياداً في اللعبة اللبنانية، رغم تناقص عددهم بسبب كثرة الهجرة وقلة الزواج. وكان مؤتمر عرمون هو الضفة السياسية المقابلة للجبهة اللبنانية، وإن كانت بلون اسلامي ــ مسيحي.
فماذا يمكن انتظاره من الرئيس الأميركي <دونالد ترامب>؟ وماذا يستطيع الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> أن يفعل وخصوصاً في سوريا التي تملك فيها روسيا أكثر المفاتيح؟
بطبيعة الحال لن يتضمن البيان الذي سيصدر عن قمة <بروكسيل> أية إشارة الى لبنان، مع ان القمة أولت الشأن اللبناني الاهتمام المطلوب دون اعلان، ووسعت البيكار بحيث تناولت منطقة الشرق الأوسط ككل، ولم تدخل في التفاصيل إلا في كواليس المباحثات. وما يريده <ترامب> كما تنطق سفيرته في لبنان <اليزابت ريتشارد> هو لبنان ديموقراطي مؤهل لمحاربة الارهاب على طول الخط.
وما يريده <فلاديمير بوتين> هو لبنان غير التابع للادارة الأميركية والعثور لروسيا على موطئ قدم في لبنان، فلا تكون في عزلة كما كانت الحال عام 1969 مع فضيحة طائرة <الميراج> الفرنسية المكشوف عليها بعيون عسكرية روسية، وهي المرحلة التي سبقت انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بفارق صوت واحد ضد حاكم مصرف لبنان الياس سركيس، وكان لافتاً استنكاف رئيس مجلس النواب صبري حمادة عن جلسة الاقتراع فحل مكانه نائب رئيس مجلس النواب ميشال ساسين، وبردت بذلك الهمة العسكرية لمقاتلين زغرتاويين تجمعوا في ساحة المجلس النيابي.
قمة <بروكسيل> تريد لبنان حراً من أي التزام سياسي دولي، ومنفتحاً على كل التيارات في العالم.
والباقي يتوقف على حكام لبنان ولاسيما رئيس الوزراء سعد الحريري!