تفاصيل الخبر

ما بين بيروت والرياض!

05/03/2020
ما بين بيروت والرياض!

ما بين بيروت والرياض!

بقلم الوزير السابق والنائب نعمة طعمة 

 

قد أكون من المحظوظين الذين واكبوا نهضة المملكة العربية السعودية، وأيضاً إنّني لسعيد حيث عشت في كل الظروف التي عاشتها المملكة.

فمنذ بداية السبعينات تقلّبت وصولاً إلى اليوم ظروف كثيرة عليّ وعلى الإخوة السعوديين والمقيمين على أرض مملكة الخير والعطاء...

ففي منزلي في جدة لم تكن حينذاك كهرباء بل مولّد كهربائي، وكنّا نشرب من <الزير> المياه الباردة... لتتوالى التحوّلات والفورة الإنمائية والإعمارية حيث أصبحت المملكة العربية السعودية دولةً عصرية تضاهي دولاً كثيرة، وكلّ ذلك بفعل حكمة حكّامها وسياستهم الرشيدة، وما <خطّة عشرين ثلاثين> التي وضعها وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلا نظرة ثاقبة ورأي سديد، إذ بدأت هذه الخطة تعطي ثمارها بفعل المتغيرات الأخيرة حيث نشهد على فورة سياحية ورياضية وثقافية وفنية وفي كل المجالات...

إنّها المملكة لم تتبدّل ولم تتغيّر منذ أن وطأت قدمايَ أرضَها، مملكة القانون والعدالة والإصلاح... ونظرة قيادتها إلى أبنائها وتطلّعاتهم وآمالهم ومستقبلهم.

الآن في وطني بلد الأرز الأمور مغايرة كليّاً، السياسات الاعتباطية والعشوائية ما زالت قائمة، فلا خطط مدروسة ولا نظرة ثاقبة لهذا المشروع وذاك، ما أغرقنا بالفساد والهدر وصولاً إلى ما نشهده حاليّاً من انهيار مالي واقتصادي وبطالة وهجرة للشباب نتاج تلك السياسات العقيمة...

منذ سنوات وأنا أطالب بإنشاء المجلس الأعلى للتخطيط، ولا من يسمع ويجيب، فهذا المجلس هو الأساس لبرمجة عمل وزارات الدولة وإداراتها، فإذا أتينا بوزير للتخطيط أو التصميم فسيأتي الخلف ويضع خططاً جديدة ونبقى ندور في حلقة مفرغة، لقد طالبت مراراً وتكراراً إنّما على من تقرأ مزاميرك يا داوود؟!

دعوتُ إلى أن تتحوّل الحكومتان السابقة والحالية إلى حكومة طوارئ اقتصادية اجتماعية عنوانها الانكباب على قضايا الناس وهمومهم... وأيضاً وأيضاً ما من أحد يسمع...

فيما أعود إلى الرياض وجدة والمملكة، فأرى المزيد من الخطط المدروسة والحكمة في التعاطي مع سائر الملفات...

وأعود إلى بيروت وألتقي بالناس وهم هاجسي وبإعلاميين، فلا أسمع إلا عن فضائح وهدر وفساد... فالسؤال: إلى متى؟

أما آن لهذا الفجر أن ينبلج ويخرج لبنان من أزماته ومآسيه؟

ارحموا هذا البلد وناسه.