تفاصيل الخبر

"ما بدنا حدا يجوع" مبادرة إنسانية أطلقتها "كاريتاس لبنان" لتوزيع الحصص الغذائية والدواء للناس في زمن "الكورونا" 

09/04/2020
"ما بدنا حدا يجوع" مبادرة إنسانية أطلقتها "كاريتاس لبنان" لتوزيع الحصص الغذائية والدواء للناس في زمن "الكورونا" 

"ما بدنا حدا يجوع" مبادرة إنسانية أطلقتها "كاريتاس لبنان" لتوزيع الحصص الغذائية والدواء للناس في زمن "الكورونا" 

 

بقلم وردية بطرس

[caption id="attachment_76777" align="alignleft" width="235"] بيتر محفوظ كاريتاس تقدم المساعدات لمختلف الطوائف والفئات دون أي تمييز[/caption]

 

المنسق العام لشبيبة "كاريتاس" بيتر محفوظ : 800 متطوع ومتطوعة في قسم شبيبة كاريتاس يعملون على مدار الساعة لتلبية احتياجات الناس في مختلف المناطق اللبنانية .

 في ظل الظروف الصحية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب انتشار فيروس "كورونا" وايماناً منها بروح التعاون والتضحية والعطاء قررت رابطة كاريتاس لبنان توزيع ما يقارب الـ 1200 وجبة غذائية على كل محتاج ضمن الأراضي اللبنانية بطريقة صحية وآمنة تراعي معايير وزارة الصحة العالمية. وما تقوم به شبيبة "كاريتاس" في هذا الوقت بالذات عمل إنساني جبار، إذ يعمل المتطوعون والمتطوعات ليلاً ونهاراً لتوضيب وتوزيع الحصص الغذائية للبنانيين في مختلف المناطق اللبنانية.

 بيتر محفوظ  يشرح المبادرة

 ولنعرف أكثر عن كيفية العمل من حيث توضيب الحصص الغذائية وتوزيعها على العائلات اللبنانية تحدثنا مع المنسق العام لشبيبة كاريتاس لبنان بيتر محفوظ وسألناها:

[caption id="attachment_76779" align="alignleft" width="333"] والوقاية عندهم تبقى الأساس[/caption]

 ـ  يعاني اللبنانيون من الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب قبل انتشار فيروس "كورونا"، ولكن مع انتشار هذا الفيروس تبين أن قسماً كبيراً من العائلات يعاني بسبب الفقر والعوز. فإلى اي مدى زاد الوضع سوءاً في لبنان لتطلقوا مبادرة "ما بدنا حدا يجوع"؟

_ تعمل" كاريتاس" دائماً على توزيع الحصص الغذائية على الناس وايضاً تقديم الخدمات الصحية، ولكن مع انتشار فيروس "كورونا" وملازمة الناس في بيوتهم بدون عمل ومدخول، أطلقنا مبادرة (ما بدنا حدا يجوع) لتوزيع الحصص الغذائية على البيوت خصوصاً للمسنين، وايضاً للعائلات التي ليس لديها مدخول. هذه الحملة تعمل لتأمين احتياجات الناس في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلد. وكل حصة غذائية تحتوي على حبوب، ورز، وسكر، وحليب للاطفال، وزيت، ومعلبات، وشوكولا وعصير للاولاد، ومواد التنظيف والتعقيم. إذ كل حصة تكفي عائلة مؤلفة من أربعة او خمسة أفراد لمدة أسبوعين.

 ـ  ذكرت تقارير كثيرة بأن نسبة الفقر في لبنان ازدادت في الفترة الأخيرة. فهل من ارقام؟

  _ بالفعل زادت نسبة الفقر في لبنان في الفترة الأخيرة، إذ إن 50 في المئة من اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر. ولم يحصل ذلك الآن مع ظهور فيروس "كورونا" بل كان لبنان في الاساس يعاني من أزمة اقتصادية منذ سنوات، فالكثير من الشركات أقفلت، وخسر اللبنانيون وظائفهم ولم يعد لديهم مداخيل لإعالة عائلاتهم، إضافة الى ان نسبة البطالة ارتفعت كثيراً، فكانت الضربة قاسية على الناس، فرب الأسرة الذي يعمل سائق أجرة لم يعد قادراً على العمل بسبب حظر التجول للحد من انتشار الفيروس، وأيضاً رب الأسرة الذي يقبض يومياً لإعالة أسرته لم يعد بإمكانه

[caption id="attachment_76781" align="alignleft" width="188"] يحضرون المساعدات للمحتاجين[/caption]

أن يعمل ليوفر لأولاده ما يحتاجونه من طعام وما شابه... فكل هذه الامور أدت الى تفاقم المشكلة وازدياد نسبة الفقر في لبنان.

 ـ اليوم لم يعد الفقر محصوراً في منطقة معينة بل نرى هناك عائلات من مختلف المناطق تعاني من العوز والفقر، من خلال تواصلكم مع الناس هل هناك مناطق معينة تعاني أكثر من غيرها؟

_ هذا صحيح لم يعد الفقر محصوراً في منطقة معينة، فمنذ أن أطلقنا مبادرة (ما بدنا حدا يجوع) اي منذ 17 آذار (مارس) الماضي تلقينا اكثر من 30 الف اتصال من الأهالي، ولقد لبينا حوالي 3 آلاف اتصال لأنه كما تعلمين أن" كاريتاس" لديها قدرة محدودة. هناك عوز وفقر في مختلف المناطق اللبنانية ولكن اكثرها حرماناً وفقراً هي عكار وطرابلس وبرج حمود والدكوانة وغيرها...طبعاً الأزمة التي يمر بها البلد والعالم ككل كبيرة جداً ولطالما عملت كاريتاس على تقديم المساعدات للناس، ولكن الآن تحاول قدر المستطاع تلبية احتياجات الناس، وطبعاً اهل الخير يساعدون بهذا الخصوص.

 ـ كيف يتم توضيب الحصص الغذائية وتوزيعها على الناس؟ وهل تقومون بتوزيعها على البيوت لكي لا يحدث تجمعات أمام مراكز كاريتاس وبالتالي قد تنتقل العدوى بينهم؟

_ نعتمد على طريقتين من حيث توزيع الحصص الغذائية على الناس. الطريقة الاولى هي القيام بتوصيل الحصص الى المنازل. والطريقة الثانية هي نقل الحصص الغذائية بواسطة (بيك آب)  الى ساحة البلدة او المنطقة لكي يحصل عليها الناس وطبعاً من خلال التنسيق مع البلدية لكي لا يحصل تجمعات في المكان، بل يأتي كل شخص لوحده منعاً للاختلاط وانتقال العدوى من شخص لآخر. كما لدينا 10 مستوصفات لأن الدواء أساسي مثل الغذاء.

 800 متطوع ومتطوعة

[caption id="attachment_76778" align="alignleft" width="333"] متطوعو كاريتاس يعملون باندفاع لمساعدة الناس[/caption]

-  كم يبلغ عدد المتطوعين والمتطوعات في قسم شبيبة "كاريتاس"؟

يتألف قسم الشبيبة من 800 متطوع  ومتطوعة، ولكن ليس جميعهم يتنقلون ويوزعون المساعدات العينية، إذ لدينا قسم طوارىء مدرب للقيام بهذه الأمور اي يكونون على اتصال مباشر مع الناس، وهناك قسم يقومون بالعمل داخل مراكز "كاريتاس". ويتراوح عمر الشباب المتطوعين والمتطوعات بين 14 و 34 سنة. هناك اندفاع كبير من قبل الشبيبة للتطوع ، وما زلنا نتلقى طلبات للتطوع وهذا خير دليل على أن هذا الجيل يحب العطاء والعمل الانساني. أما بالنسبة لعدد المتطوعين ككل فهو 3000، من بينهم 800 متطوع ومتطوعة في قسم الشبيبة.

-  كيف استطاعت هذه المؤسسة من مواصلة نشاطها وعملها الانساني على مدى سنوات بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان على جميع الصعد؟

 _ كاريتاس هي جهاز كنسي أي تابعة للكنيسة الكاثوليكية، إذ إن الكنيسة الكاثوليكية تقدم الدعم لها ، وهي تقدم  المساعدات لمختلف الطوائف والفئات دون أي تمييز. بالنسبة لـ "كاريتاس" فإن الانسان المحتاج يحظى برعاية واهتمام هذه المؤسسة بغض النظر عن لونه أو دينه. كما لدينا دعم أساسي من الناس لكي تستمر كاريتاس بعملها ونشاطها، والمحسنون هم من مختلف الطوائف والمناطق سواء في لبنان او في الخارج. الوضع صعب جداً إذ إننا نعمل على مدار الساعة لتلبية احتياجات الناس، فهناك عائلات ليس لديها ثمن ربطة خبز، وبالتالي نحاول قدر الإمكان تأمين احتياجات الناس.

[caption id="attachment_76780" align="alignleft" width="333"] ويحملونها الى الشاحنات لتوزيعها[/caption]

ـ هل تتلقى كاريتاس مساعدات من مؤسسات وجمعيات؟

_  تتلقى كاريتاس مساعدات سواء من أفراد او مؤسسات وجمعيات، وهذا أمر جيد خصوصاً في وقتنا هذا حيث المعاناة كبيرة. اتمنى ان تكون الجهود موحدة وان يكون هناك تنسيق بين الجميع لكي تصل الحصص الغذائية بالتساوي الى الجميع.

ـ هل هناك اندفاع من قبل الشباب للتطوع في" كاريتاس"؟

_ يقبل الشباب للتطوع في"كاريتاس لبنان" باندفاع فيبدون اهتمامهم بالتطوع في هذا الوقت لمساعدة الناس قدر الإمكان. من جهتنا نوفر لهم المستلزمات الوقائية حفاظاً على صحتهم وسلامتهم. إذ يتم تقسيم المتطوعين والمتطوعات الى مجموعات، وكل مجموعة تعمل لمدة خمسة أيام من ثم يلتزمون بالحجر في مراكز كاريتاس لمدة 15 قبل الذهاب إلى منازلهم لحماية أهاليهم، وطبعاً يتوفر لهم كل ما يحتاجون اليه خلال فترة الحجر، هكذا تسير الامور مداورة. بالتالي نهتم كثيراً بهذه الأمور ونتقيد بكل المعايير المطلوبة لكي يتمكنوا من القيام بعملهم بدون ان يشكل ذلك اي خطورة على سلامتهم. وبهذه الطريقة نحمي كل المتطوعين والمتطوعات. ونأمل أن يدعم الناس الذين تسمح امكانياتهم المادية بدعم كاريتاس لكي تواصل نشاطها وعملها في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد.