تفاصيل الخبر

ما أحوجنا الى ”مهاتير محمد“ عربي!

28/06/2019
ما أحوجنا الى ”مهاتير محمد“ عربي!

ما أحوجنا الى ”مهاتير محمد“ عربي!

 

بقلم وليد عوض

يستحضرني رئيس وزراء ماليزيا <مهاتير محمد> عند الحديث عما يسمى <صفقة القرن> التي مهّد لإنطلاقتها اقتصادياً عبر ما يسمى <ورشة البحرين> يوم الثلاثاء الماضي، عندما نطق بكلمة الحق ولم يتورع عن وصف الكيان الاسرائيلي الغاصب بأنه دولة لصوص دون خوف من الجبار الاميركي الذي تتحكم الصهيونية بإدارته، وقال: <لا يمكنك الاستيلاء على أراضي الآخرين، وإقامة دولة عليها، وكأنك تعيش في دولة لصوص>، على عكس بعض الدول العربية والاسلامية التي تتسابق لكسب الود الاسرائيلي والتطبيع مع هذا الكيان في السر والعلن ومجاناً على حساب القضية الفلسطينية والقدس وهي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

فهذا الرجل يصف اليهود بأنهم <معقوفو الأنف>، مبيناً أن عدد الذين قتلوا من اليهود في ما يعرف بـ<الهولوكوست>، غير صحيح، وأنه أقل مما تعلنه إسرائيل بكثير، معتبراً ان جذور الإرهاب تنبع من عام 1948 عندما تمت مصادرة أراضي الفلسطينيين من قبل إسرائيل وذبح الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أرضهم، كما تمت مصادرة منازلهم ومزارعهم بالقوة، في وقت لم تقم حكومته اي علاقة مع دولة الكيان، لا بل منعت دخول سباحين اسرائيليين الى اراضيها للمشاركة في بطولة للسباحة العالمية ما يجعلنا نتمنى ان يكون لدينا <مهاتير> عربي على غراره يشعرنا بالعزة القومية والكرامة الوطنية.

و<مهاتير محمد> البالغ من العمر 94 عاماً هو رابع رئيس وزراء لماليزيا، و تسلم رئاسة الحكومة عام 1981 لمدة 22 عاماً بعدما مارس السياسة منذ صغره لمدة 44 عاماً برغم انه كان طبيباً ناجحاً عمل على معالجة الفقراء بالمجان، ليقوم بعدها بمعالجة مرض وطنه الفقير ويرعاه ويخاف على مصلحته ليرفع وطن المستضعفين والفقراء الى مصاف نمور اسيا، ويعود عام 2018 ليترأس الحكومة بعد فوز حزبه في الانتخابات العامة بهدف اجتثاث الفساد الذي عشش في الادارة خلال عهد الحكومات السابقة، ليعتبر في نظر العالم من انجح رؤساء الوزراء بعدما تميَّزت فترة حكمه بالنمو الاقتصادي وازدهار البنية التحتية في بلاده، مما حولها من دولة فقيرة إلى مصاف الدول المتقدمة، بعدما نهض بماليزيا من العدم، ما جعله بطلاً في نظر شعوب الدول النامية، خاصة وانه رفض أي تدخل خارجي في سياسات وطنه، حتى إنه رفض ان تقاد ماليزيا من قبل صندوق النقد الدولي او تفرض عليها وصايته، وحقق انجازات اقتصادية مهمة بفضل استراتيجية الانتعاش الاقتصادي التي اتبعها عقب الأزمة الاقتصادية الآسيوية في عام 1998، والاصلاحات التي قام بها والسلوك الاخلاقي الذي مارسه في حكمه لأنه كان صاحب قضية ومبادىء وضمير، وتميز بأمانته في تأدية رسالته لما فيه خير بلاده، وحاز العديد من الجوائز والأوسمة المحلية والدولية، من ضمنها: جائزة <جواهر لال نهرو> للتفاهم الدولي عام 1994، وجائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 1997، ليرشح عام 2007 لجائزة نوبل للسلام لدوره في إعادة إعمار البوسنة والهرسك عقب الحرب الطائفية التي شهدتها.

فتحية لـ<مهاتير> على كل موافقه، ويا ليت لدينا في أوطاننا العربية <مهاتير> لا بل <مهاتيرات> لننعم بالاستقرارالسياسي والأمني والمالي والاقتصادي والكفاية وبالعزة وعدم الخضوع للاملاءات الخارجية وعدم التفريط بالحقوق الوطنية والقومية أو الجنوح نحو التطبيع المجاني.