تفاصيل الخبر

ليليان نمري: نحـافة الـمرأة انواع.. اكتشفوا اخطرها في مسرحيتي!  

11/03/2016
ليليان نمري: نحـافة الـمرأة انواع.. اكتشفوا اخطرها في مسرحيتي!   

ليليان نمري: نحـافة الـمرأة انواع.. اكتشفوا اخطرها في مسرحيتي!  

بقلم عبير انطون

IMG_0421

ابنة علياء و<شرنو>، لم تغب يوما عن بال المشاهد اللبناني الذي يرى في ضحكتها، التي تخفي الكثير ربما، بلسماً واملاً بحياة حلوة. صريحة الى ابعد الحدود، وكلامها لا ينبع الا من قلب يعرف تقلبات كثيرة بين الفرح والحزن والوحدة والمحبة الهائلة. على هامش جديدها على اكثر من جبهة التقينا بالفنانة ليليان نمري التي تقدم اليوم مسرحيتها <نحيفة>. العنوان كان لافتا، فماذا عن التفاصيل؟

هذا ما كشفناه في حديث <الافكار> مع الفنانة القديرة. وسألناها بداية:

ــ اللافت ان مسرحيتك الجديدة هي برعاية وزارة الثقافة وبدأت عروضها مع يوم المرأة العالمي، لماذا هذه الرعاية لـ<نحيفة>؟

- قدمت النص لوزارة الثقافة منذ حوالى اربع سنوات، لكن للأسف كانت الوزارة حينئذٍ في مرحلة تصريف اعمال، وتقدمت بها حتى اقدمها ليس في لبنان فقط بل لاحملها معي في جولة على مختلف الدول العربية لانها تتحدث بلسان النساء كافة، وتعرفون انني افتخر برفع اسم بلدي، لكن للاسف حالت الاضطرابات حينذاك دون تنفيذها. أتتني الموافقة، وأردت ان اطرّزها بأفكار ومواقف لا تعتمد على الكوميديا فقط انما تدخلها الدراما ايضاً. كذلك لا تقتصر المسرحية على تناول المرأة كموضوع بل انها تشمل الرجل والعائلة، كما انها تتضمن الكثير من المواقف الوطنية المبطنة.

وبإصرار تزيد ليليان:

- منذ عشرين عاماً وانا احلم بتأسيس مسرح خاص بي، أقدّم فيه سنوياً ولو عملاً صغيراً، وأكون فيه ربة العمل وقبطانه.

ــ بعودتك الآن الى خشبة المسرح، هل تتذكرين وقفتك الاولى عليه مع والدك <شرنو> بعمر الست سنوات؟

- وهل نسيت لحظة لأتذكر؟ اعود لهذه اللحظة في كل مرة تدور فيها الكاميرا او اعتلي الخشبة. لقد علمتني الكثير.

ــ عنوان <نحيفة> لافت، وهو الموضة التي تتسابق النساء الآن على الالتحاق بها، وقد لفتنا اكثر لأنه يأتي على لسان ممثلة جسدها مكتنز وكأن هناك اشارة الى حياتها هي، هل كانت لديك مشكلة مع النحافة؟

- لا أقصد هنا الجسد، نحيفاً كان ام مكتنزاً، بل ما أرمي إليه هو نحافة الفكر والثقافة. لا أريد ان يُفهم من كلامي على الاطلاق توجهي ضد عارضات الازياء او النساء اللواتي تهتمين بأجسادهن، لكن ما أردت قوله ان المرأة في الشرق ان لم تتوافر لديها بعض المواصفات الجمالية المحددة فانها لا تحظى بالفرص التي تستحقها. كذلك فإنني ادمج من خلال هذا الموضوع حكايات لاكثر من امرأة عرفن مشكلة مع السمنة، فدمجتها في هذه <الستاند اب> الكوميدي على المسرح وكأنها كلها حكايتي انا. في المسرحية اكثر من رسالة تحفز الوجدان على التفكير وتؤرجح المشاهد بين الضحك والبكاء.

ــ لفتنا انك تقدمين <الافيش> بفستان العرس الابيض، هل هذا كان حلمك الذي لم يتحقق؟

- أردت ان القي الضوء على كل الآنسات اللواتي بلغن مرحلة معينة من العمر ولم يحققن حلمهن بالزواج وكن يحلمن بارتدائه، لبسته عنهن في <الافيش>.

ــ بماذا يمكن ان نتحدث عن سياق المسرحية وتقدمينها بمفردك على خشبة <مترو المدينة> طيلة ساعة وعشر دقائق؟

- تخبر المسرحية عن المهن التي تنقلت بينها المرأة التي اتكلم عنها والتي فيها الكثير من تجربتي. كما انني اتناول ايضاً موضوع المرأة المتزوجة وما تعانيه، وذلك من خلال اطار عام وهو توجهي الى خياطة لتفصل لي فستاناً، فأبدأ هنا باخبار القصة وما فيها متنقلة من موضوع الى آخر. الحقيقة انني تأخرت جداً في <البروفات> فأنا لم ابدأها الا قبل بضعة ايام على العروض ولم أكن أعرف ان تفاصيل صغيرة تتطلب وقتا كبيراً، من اجازة الامن العام الى الدعاية و<الأفيش> والاكسسوار، خاصة أنني اشرف على كل شيء بنفسي. كذلك، تتخلل المسرحية اغنيتان بسيطتان تطلبتا وقتاً للتسجيل. صحيح انني من كتب النص الا انه توجب حفظا وتركيزاً كبيرين. لا فلسفة في المسرحية، وهي قريبة من الناس، وتعرفون انني عفوية الا انني اعطي كل أمر حقه، وقد حرصت على <التلوينة> التي تجعل المسرحية للعائلة كلها، والرجل موجود وان في الظل.

قصة حب..

 

ــ لا نراكِ كثيراً على المسرح وكان آخر ما قدمته مسرحية <ايامك يا بطل> مع الاب فادي تابت؟

- صحيح وقبلها <ديل اور نو ديل> ايضاً. تُطرح علي عروض كثيرة لا ارى فيها بصمة خاصة، كما انني بعيدة نوعا ما عن مسرح <الشانسونييه>. ارغب بنصوص مختلفة، لا ابتذال فيها ولا تكون من دون معنى.

ــ بغير المسرحية نجدك ايضاً في فيلم <بينغو> الكوميدي، ماذا تخبريننا عن دورك فيه؟ وافتتاحه بات وشيكاً ايضاً..

- للأسف لن اكون في حفل الافتتاح لتزامنه مع عرضي المسرحي، الا انه فيلم جميل وأدعو الجميع الى مشاهدته، وسوف اشاهده لاحقاً من الصالة مع الجمهور لارصد ردة فعلهم، وهذا ما افعله دائما في الاعمال التي اشارك بها. الفيلم عائلي، خفيف، سليم الفكرة والرسالة، والعب فيه دور الجارة التي تؤجر بيتها لاحد الشبان (فؤاد يمين) وهو يتأخر عن دفع الايجار ويعاني من ضيقة مادية ويتم على هذه الخلفية تناول قصة حي لبناني وكيفية مساعدة الجيران لبعضهم البعض.. وأريد ان انوه هنا ببطلة الفيلم، ابنة المخرج ايلي معلوف والتي أتوقع لها مستقبلاً زاهراً، فهي مشروع نجمة لانها قدمت عملاً جميلاً، وتعرفون انه بوجود اولاد في الفيلم فان تعاطف الجمهور وتفاعله يكونان كبيرين.

ــ شاهدناك ايضاً على الشاشة الصغيرة مؤخراً من خلال مسلسل <قصة حب> والتي عُقدت فيه البطولة لنادين الراسي، باسل خياط وماجد المصري، ما الذي اقنعك بالدور حتى وافقت عليه؟

- أثبت من خلال هذا المسلسل ان ما من دور كبير او صغير، بل ان كل ممثل هو بطل الدور الذي يؤديه. دور <كاتيا> بالرغم من قصره ترك بصمة لدى الجمهور حيث انتقلت فيه هذه الصبية من الحياة البسيطة في معيشتها ولباسها و<الدقة القديمة> الى اخرى <مودرن> <مش فارقة معها>.. هذا الدور لم اقدمه سابقاً.

وتضيف ليليان:

 - كثيرون لاموني على قبولي الدور بمساحته الصغيرة على الرغم من اقتناعي به، وتأكدوا ان لا دور يرضي غرور الممثل وهو يطمح دوماً الى الاعلى، لكن احياناً، نشارك في عمل لأن الفريق او المنتج او المخرج او الكاتب او الدور يروق لنا. لم اعمل مع المنتج زياد شويري منذ عشر سنوات، وكان العمل ايضاً مميزاً مع المخرج فيليب اسمر وورق الكاتبة نادين جابر.

ــ ما هي الادوار التي كسرت الصورة النمطية عن الممثلة ليليان نمري التي وضعت في إطار الأدوار المهضومة والطيبة واللذيذة، والتي عُرفت بها طويلاً؟

- أولها <رمح النار> مع المخرج السوري نجدت انزور حيث كنت تلك التي تجلد الحريم في البلاط الملكي، كذلك لا يمكنني الا ان اذكر الادوار الرائعة التي لعبتها في نصوص الكاتب شكري انيس فاخوري واعتبره من اهم الكتاب اللبنانيين. فقد اديت دوراً مميزاً في مسلسل <غداً يوم آخر> من اخراج ايلي فغالي، وآخر جميلاً ايضاً في مسلسل <امرأة من ضياع>، وفي هذا السياق أذكر ايضا مسلسل <مش ظابطة> لكلوديا مرشيليان الذي يتناول قصة عائلة، وهذه القصة مفقودة نوعاً ما في مسلسلاتنا، واعتبر دوري فيه من اجمل الادوار بعد <الدنيي هيك>، وأنا اتأسف بأن محطة الـ<ام تي في> لا تعيد هذه المسلسلات الحلوة على شاشتها.

<بينغو>..

ــ وفي السينما كانت لك ادوار مميزة ايضاً، ولا ينسى الناس اداءك الجميل في فيلم <البوسطة> للمخرج فيليب عرقتنجي..

- وقبله ايضاً فيلم <ويست بيروت> للمخرج المبدع زياد الدويري. دوري في <البوسطة> شكّل بكل تأكيد علامة فارقة في مسيرتي الفنية وقد غير نظرة المخرجين الي، ففيه لعبت الدراما ورقصت وغنيت، وبعده عُرض علي اكثر من سيناريو في هذا المجال. أشكر ربي على ما قدمته وصدقوني انني ارفض في كل سنة دوراً او اثنين  أشعر بأنهما لا يقدمان لي جديداً.

ــ من ترين فيها من الجيل الجديد وجهاً واعداً في الكوميديا؟

- للأسف لا أرى احداً. هناك وجوه كوميدية نسائية طريفة ومحبوبة، وهناك من تقدمن التقليد بشكل جيد مثل بونيتا سعاده مثلاً، لكن اين المجال لإبراز هذه الموهبة في دور بطولي؟ وما هي الفرص التي ستُقدّم لها؟ وهناك صبايا من بدأن بالكوميدي، فانقلبت حياة الجمهور الى دراما لانهن لم ينجحن ولم يكن مهضومات..

ــ اي من المسرحيين تتابعينهم وتحرصين على مشاهدة اعمالهم؟ ماريو باسيل.. الفرق الاخرى؟

-لا أتابع شخصاً او فرقة معينة، وعندما يسنح لي الوقت انوّع في المشاهدة. اشاهد ماريو باسيل بغض النظر عن الآراء المختلفة حول ما يقدمه، وهو بالطليعة ومن الاوائل في شباك التذاكر. وسأبوح لكم بسر أنني تقصدت طوال عام ونصف العام ان لا أشاهد اية مسرحية حتى لا اتأثر باي مشهد وانقله الى مسرحيتي ولو بعقلي الباطني. حتى اثناء مشاهدتي للتلفزيون او الافلام، عندما أقع على ما يشبه ما كتبته في نصي عن <نحيفة> اعود وأشطبه اذ لم ارد اي تكرار لفكرة او موقف.

 

<ام العبد>.. و<أبو صطيف>!

liloــ نصل ايضاً الى حلقات <ابو العبد> التي تُبث عبر قناة <او تي في> وتلاقي نسبة مشاهدة عالية حتى في الإعادة، فكيف تقاربينها؟

- الفكرة طريفة، فهي تقدم نكات <ابو العبد> وزوجته بشكل خاطف وسريع. نصور حلقات جديدة وستُبث كل يوم قبل نشرات الاخبار، في <سكتشات> لا تكرار فيها لاي من النكات السابقة.

ــ ألم تصلكم انتقادات بسبب تناولكم لهذه الشخصية البيروتية دون غيرها؟

- في البداية بلى، وصلتنا انتقادات عديدة الا اننا لم نعتبرها منطقية لان شخصيات كل من <ابو العبد> وزوجته وصديقه <ابو صطيف> دخلت في تراثنا، وباتت بمنزلة شخصيات لبنانية عامة اباً عن جد، والجميع يعرف عن <قبضاي الحي> الذي يخشاه الجميع فيما يخاف هو من زوجته. لم نأت بالنكات من بنات خيالنا، كلها موجودة ومعروفة، هناك بعض الأمور طورناها للسياق الكوميدي، وجديدنا اننا ادخلنا شخصية <عبد> المتعلق جداً بأمه والتي بات المشاهدون ينتظرونها. النكات لا إسفاف فيها لاننا كلنا كفريق نرفضه، واذا كانت النكتة او الطرفة التي نتناولها قوية نخفف منها لأننا نعرف ان نسبة عالية جداً من الاولاد تتابعنا.

ــ من يحضّر النصوص؟ وما سر هذا التناغم الكبير مع <ابو العبد> ميشال بو سليمان؟

- لا كتابة للنصوص.العمل يقوم على التحضير والارتجال. اما بالنسبة لعلاقتي بكل من ميشال بو سليمان ومايكل ابو كسم (عبد) فمردها الى العلاقة الانسانية والعائلية والمودة التي تجمعنا وكاننا نعرف بعضنا منذ مئة عام، ونحن نعمل كفريق من دون ان يقول واحد منا <انا البطل>.

ــ هل تعتبرين انك، وسابقاً والديك الفنانين علياء نمري و<شرنو> رحمهما الله اخذا حقهما فنياً في لبنان؟

 - لم يعطيا حقهما طبعاً وأنا <مش سئلانة عن حقي>، محبة الناس عوضتنا عن كل شيء، والحرب كانت العدو الاكبر للفنانين. انا اعمل منذ ثلاثين عاماً واكثر في الفن ولم أجد من يوفيني حقي المادي والمعنوي، ويضعون اسمي في <الجنيريك> بعد المبتدئات. كم من مرة وضعت ذلك كشرط في العقد الذي ابرمه ولا يُنفذ. عمري الآن 56 عاماً قضيت معظمها في الفن، ماذا يضر لو يُكتب <بالاشتراك مع ليليان نمري>؟ ألا ينصفني الأمر ولو معنوياً؟ بأي حال الناس وحدها من يقدر والحمد لله في هذا الجانب انا مكتفية جداً. اقدّر ان الفنانين الجدد يريدون ان يصنعوا اسمهم لكن هل يكون ذلك على حساب من لهم تاريخهم الفني؟

ــ تحدثت عن العائلة في مسرحيتك <نحيفة>، هل ليليان نمري نادمة على انها لم تكوّن عائلة هي ايضاً؟

- بكل تأكيد وأقولها في المسرحية على الملأ، كنت اتمنى لو كانت لي بنت مهضومة تكمل الطريق او ولد يغير حياتي. احياناً اندم، خاصة عندما اعود من التصوير وأجد نفسي وحيدة، لكن حياة الفنانة صعبة للزواج. تقدم لي الكثيرون إلا ان ابي كان يعاني من المرض ومن بعده أمي وكان علي الاعتناء بهما. لطالما أرادت والدتي ان اتزوج لكنها بعد تدهور صحتها قالت لي ذات مرة: <منيح اللي صار هيك كي تعتني بنا>.

ــ هل انت مع الام العزباء؟

- لا أنا <دقة قديمة>، وعندي خطوط حمراء كثيرة. لست مع المساكنة ولا مع نظرية الام العزباء. ولو اردت ذلك من كان ليمنعني؟ انها تربيتي وانا مقتنعة بها. لست نادمة وقد شقيت طريقي بنفسي متكئة على محبة اهلي وجمهور تساوي عندي الكثير..