تفاصيل الخبر

لـيـلـــــة رأس الـسـنــــــة كـــــانـت دامـيـــــــة والإســـــلام بــــــراء مــن أفـعــــــال الإرهـابـيــيــــــن!

13/01/2017
لـيـلـــــة رأس الـسـنــــــة كـــــانـت دامـيـــــــة  والإســـــلام بــــــراء مــن أفـعــــــال الإرهـابـيــيــــــن!

لـيـلـــــة رأس الـسـنــــــة كـــــانـت دامـيـــــــة والإســـــلام بــــــراء مــن أفـعــــــال الإرهـابـيــيــــــن!

 

بقلم علي الحسيني

ارهاب-داعش-----3

تعرضت عدة مدن وعواصم عربية وأوروبية، لأعمال إرهابية، في الساعات الأولى لعام 2017، ما بين تفجيرات وهجمات مسلحة، بالإضافة إلى وقوع بعض الحوادث التى خلفت وراءها عشرات الضحايا ما بين قتلى وجرحى بإصابات خطيرة، لتستقبل تلك الدول العام الجديد بالاتشاح بالسواد والحزن على ضحاياها، وكان من بين تلك الدول كل من تركيا، والصين، والعراق، واندونيسيا، وايطاليا، والبرازيل.

العام الجديد يُستقبل بالدماء

 

مدينة اسطنبول التركية، كانت اولى المُدن التي تعرضت مطلع العام الجاري لهجوم مسلح على ملهى ليلي استهدف المحتفلين برأس السنة، وأسفر العمل الإرهابي عن سقوط 39 قتيلاً، بينهم 16 أجنبياً، كما أصيب 69 شخصاً آخرون وفقاً لوزير الداخلية التركي، فيما تم التعرف على هوية 21 جثة. اما في مدينة يولين في مقاطعة شنشي شمال غربي الصين، فقد وقع انفجار فى مرحاض عام، أسفر عن مصرع شخص وإصابة سبعة أشخاص تم إخراجهم من تحت أنقاض المرحاض بواسطة رجال الإنقاذ. كما انفجرت صباح أول ايام السنة قنبلة بدائية الصنع وسط مدينة فلورنسا الإيطالية، ما أسفر عن إصابة شرطي واحد. وفي البرازيل، اقتحم مسلح احتفالاً في منزل ليلة رأس السنة، وقتل 11 شخصاً قبل ان يعود وينتحر. وفى ناحية القادسية جنوب غربي محافظة النجف، نفذ مسلحون يستقلون سيارة دفع رباعي، هجوماً إرهابياً، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وقد بدأ الهجوم بتفجير انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين مستهدفين نقطة أمنية، فيما تمكن مسلحون من الدخول إلى مركز الناحية وقاما بفتح نيران أسلحتهم الرشاشة على المدنيين.

ما هو الإرهاب؟

يُعتبر الارهاب وسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي، لكن لا توجد لديه أهداف متفقاً عليها عالمياً ولا ملزمة قانوناً، وتعريف القانون الجنائي له بالإضافة إلى تعريفات مشتركة للإرهاب تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف، ويكون موجهاً ضد أتباع دين أو مذهب أو شخصية سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة غير المدنيين. وثمة دراسات عن الارهاب تقود الى ان تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة، وهو عُنف متعمد تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد أهداف غير مقاتلة ويهدف عادة للتأثير على الجمهور. واليوم تحتل تركيا المرتبة الاولى لناحية الاستهدافات الارهابية التي تطال البلدان وتحديداً الاوروبية او المُطلة على القارة الأوروبية، ويتوقع المتخصصون في الشأن التركي، أن تزداد الهجمات الارهابية في ظل السياسة المتقلبة التي تسير عليها الدولة التركية برئاسة <رجب طيب أردوغان> الذي اهتز عهده بالعديد من الخضات الارهاب-يدهس-في-نيس----2الامنية وليس آخرها محاولة الانقلاب الفاشلة التي ادخلت تركيا في المجهول.

.. وللبنان حصة من الارهاب

لم يكن اليوم الأوّل من العام الجديد، يوماً عادياً في حياة اللبنانيين ولا تاريخ يُمكن المرور عليه من دون التوقف عند كافّة تفاصيله. في لحظة من الزمن تتوقف الحياة ويمتد الألم ليطال كل فئات الشعب اللبناني ومذاهبه وطوائفه، بعدما تسلّلت رصاصات الغدر الى أجساد شُبان في ربيع العمر ذنبهم أنهم أرادوا أن يستقبلوا العام الجديد بمسحة فرح وبمساحة صغيرة من الأمل، فإذ بإرهابي يحول المكان كله، إلى بحيرة من الدماء اختلط لونها ورائحتها، بمضيق جسر <البوسفور> الذي عجز عن انقاذ 39 ضحيّة وجرح 65 آخرين، جمعهم ملهى <رينا> في تركيا ليلة رأس السنة.

في لحظة من الزمن، يحول إرهابي <داعشي> فرحة المُحتفلين في العام الجديد داخل ملهى في اسطنبول، إلى هدف لرصاصات غدره التي راح يطلقها عشوائياً على أجساد كانت ممتلئة بالحماسة وكانت تنتظر عامها الجديد بفرح خاص، فإذ بالإجرام يحولها إلى ألم عام وقهر ادخل الغصة والدمعة إلى كل منزل في لبنان على استشهاد ثلاثة شُّبان هم: الشابة ريتا شامي والشابان الياس الورديني وهيكل مسلّم <العريس>، فيما أصيب ستة آخرون بجروح هم: فرنسوا الاسمر، نضال بشراوي، ميليسا بابالاردو، ناصر بشارة، جهاد عبد الخالق، وبشرى الدويهي. وقد عادوا جميعهم الى لبنان.

غياب النظرة الموحدة حول الارهاب

يدين القانون الدولي الإرهاب الصادر عن أنظمة سياسية أو أفراد، ويطالب الدول بضرورة الامتناع عن تأييد النشاطات الارهابية أو مساعدتها، بل انه يدعو الى مكافحته بكل الوسائل ويحدد العقوبات في حالة ممارسته سواء أكان مرتكبوه أفراداً أو دولاً أو منظمات سياسة، وقد استند القانون الدولي إلى عدد كبير من الاتفاقات الدولية التي تدعو إلى ذلك، منها: اتفاق منع إبادة الجنس واتفاقيتا طوكيو ومونتريال حول إدانة الأعمال المخالفة للقانون على متن الطائرات واتفاق إدانة خطف الدبلوماسيين، واتفاق إدانة احتجاز الرهائن، واتفاق منع التعذيب، واتفاق إدانة القرصنة البحرية، واتفاق الأشخاص المحميين دولياً. ويضاف إلى ذلك العديد من البيانات التي صدرت عن الهيئات الدولية أو القرارات المتعلقة بالموضوع وهذا يؤكد على أن القانون الدولي شمل في احكامه ارهاب الفرد وارهاب الدولة وأكد على وجوب انزال العقوبة بالاثنين معاً، من-ضحايا-ملهى-الرينا-اسطنبول----1وحرص على أن يحظر على الدولة ممارسة الإرهاب أو القيام بما يخالف القانون الإنساني الدولي ولا سيما اتفاقيات جنيف الرابعة عام 1949 تحت أي ذريعة كانت واستجابة لأي سبب أو حافز أيا يكن نوعه. لكن بسبب عدم وجود تعريف موحد للإرهاب متفق عليه من قبل المجتمع الدولي، كثرت المحاولات الفردية من الدول والفقهاء لتعريفه فتعددت التعاريف واختلفت الدول في موقفها من مفهوم الإرهاب، فقد عرف الإرهاب بأنه أي عمل عنف منظم يهدف إلى خلق حالة من اليأس أو الخوف بقصد زعزعة ثقة المواطنين بحكومتهم أو ممثليها، أو بقصد تهديم بنية نظام قائم أو بقصد تدعيم أو تعزيز سلطة حكومة قائمة. كما تم تعريفه بأنه أي عمل منظم يستعمل فيه العنف أو التهديد باستعمال العنف لخلق جو من الخوف بقصد القمع والإكراه أو بقصد تحقيق أهداف سياسية.

الاسلام براء من الإرهاب

منذ بداية ثمانينات القرن الماضي والساحة الإسلامية تعج بتيارات وتنظيمات ترفع راية الإسلام والجهاد ضد أعداء الأمة واقامة الخلافة، لكن التيارات هذه، لا تقتل إلا المدنيين والعزل المسلمين والثوار والجماعات الأخرى بالدول المناوئة والمقاومة للنفوذ والطغيان الأميركي والإسرائيلي كسوريا وجنوب لبنان وفلسطين والعراق وإيران والصومال واليمن، ولا يوجد أي تنظيم منهم وجه سلاحه صوب إسرائيل أو أي يهودي أو أميركي ألا في حالات نادرة غالباً ما نجدها حالات عليها الكثير من علامات الاستفهام، فعدد القتلى والجرحى في العمليات التي تقوم بها ضد القواعد والأهداف والمنشآت والسفارات الأميركية والغربية يكون محدوداً جداً والخسائر تكون محدودة وكأن كل شيء تم وفق حسابات دقيقة بعمليات محسوبة ومحسوب مقدار خسائرها المادية والبشرية.

 ويحدث ان هذه المنظمات والتيارات التي تتاجر بالشعارات الإسلامية، قد أنشأتها بعض الأجهزة الأمنية والمخابراتية سواء اسرائيلية او انكليزية او اميركية، كما حدث عندما أنشأ وسهل وأطلق العنان الرئيس الراحل أنور السادات في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات العمل لهذه التيارات ليحارب بهم الشيوعيين في الجامعات المصرية والرافضين لمعاهدة كامب ديفيد التي اقامها مع إسرائيل. ففي الثمانينات تم أنشاء تنظيم القاعدة على يد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لمحاربة الروس في أفغانستان، وعندما انتهت الحرب في أفغانستان عاد الكثير من هؤلاء <المجاهدين> إلى بلدانهم فقامت السلطات باعتقالهم بالتنسيق مع الأميركان وإصدار أحكام مشددة عليهم، والبعض الآخر قام الأميركان باعتقالهم وإيداعهم بسجن <غوانتنامو> بعد أن أدوا المهمة المطلوبة منهم، فأفسدوا وقتلوا في بعض الأحيان الكثير من أرواح المسلمين والمدنيين العزل وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.

 

ارهاب <جبهة النصرة> و<داعش>

 أما <جبهة النصرة> لأهل الشام فهي منظمة تنتمي للفكر السلفي الجهادي، تم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الأزمة السورية بتمويل عربي وتسليح أميركي وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى الثورة وأقساها على جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. وتضم <جبهة النصرة> عناصر من السوريين وهي مطعمة كذلك بعناصر عرب وأتراك وأوزبك وشيشانيين وطاجيك وقلة من الأوروبيين الذين قاتلوا سابقاً في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها.

اعترض ابو بكر البغدادي علناً على سلطة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ورفض الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وتركِ سورية لـ<جبهة النصرة>. وقد ظهر تسجيل صوتي للبغدادي يعلن فيه أن <جبهة النصرة> هي امتداد له، وأعلن فيها إلغاء اسمي <جبهة النصرة> ودولة العراق الإسلامية تحت مسمى واحد وهو الدولة الإسلامية في العراق والشام. بعد ذلك بفترة قصيرة ظهر تسجيل صوتي لأبي محمد الجولاني يعلن فيه عن علاقته مع دولة العراق الإسلامية لكنه رفض فكرة الاندماج وأعلن مبايعة تنظيم القاعدة في أفغانستان، وعلى الرغم من ذلك فإن للدولة الإسلامية و<جبهة النصرة> العديد من العمليات العسكرية المشتركة، ودبت بعد ذلك الخلافات بينهما وبدأت المعارك بين الطرفين في كانون الثاني العام 2014. والجميع يعلم، مدى البطش والارهاب الذي يمارسه هذين التنظيمين في كل من العراق وسوريا ولبنان، وترويجهما لمعتقدات وممارسات خاطئة ينسبونها الى الاسلام الذي هو بكل تأكيد، براء منهما ومن افعالهما وسياستهما الاجرامية بحق اصحاب الديانات السماوية.

 

 خطر الارهاب على العالم العربي

الخبير-الاستراتيجي-العميد-امين-حطيط----3

 بات ملف الارهاب يشكل خطراً جسيماً على كل المجتمعات العربية والغربية، بعدما اصبح يتنقل من بلد الى آخر تحت عناوين دينية متطرفة، لا تحوي إلا القتل بأبشع أنواعه ليحصد الضحايا البريئة. ويُذكر انه كان للبنان مشاهد مماثلة عاشها سابقاً عبر تفجيرات السيارات في منطقة الضاحية وسقوط الابرياء، ثم المشهد الذي عاشته بلدات بقاعية حدودية واخرى في الشمال. اما على الصعيد الغربي، فقد عاشت فرنسا بدورها اصعب لحظات الموت، من خلال عمليات الدهس التي طالت ابرياء في مدينة نيس خلال احتفالهم بالعيد الوطني الفرنسي، وكان سبق ذلك سلسلة اعتداءات شهدتها بلدان في العالمين العربي والاوروبي، وعلى ما يبدو فإن الارهاب مستمر حتى بات هاجسه مسيطراً على العالم بأسره، لأنه يتنقل من دون أي رادع له خصوصاً وان عنوانه، عمليات انتحارية لا يستطيع احد ايقافها.

 

هاجس الارهاب يُسيطر

على لبنان

في غضون ذلك تنقل مصادر امنية بأن هاجس الارهاب يسيطر على لبنان اليوم، لكنه مستعد لكل ما يمكن ان يطرأ، وليلة رأس السنة الماضية، كانت خير مثال بحيث برز وضع امني لافت سيطر على كل البلاد مخافة وقوع أي عمل ارهابي، في ظل معلومات وردت عن إمكانية حدوث أي خلل امني في تلك الليلة التي مرت بسلام على لبنان، فضلاً عن تحذيرات تلقتها القوى اللبنانية بضرورة حفظ أمن السفارات العربية والغربية وتوخي الحذر الشديد، على أثر انقسام الدول العربية والغربية بين مؤيد ومعارض للثورة وللنظام السوري، فباتت سفارات تلك الدول معرضة لعمليات تفجيرية انتحارية لإشعال الوضع الامني حتى ذروته، مع نصائح تتلقاها يومياً المراجع الامنية اللبنانية من جهات اوروبية تبدي مخاوفها من الوضع الامني.

وتشير المعلومات الامنية الى ان معظم السفارات الغربية والعربية في لبنان، كانت طلبت قبل فترة الاعياد الاخيرة، دعماً من الاجهزة الامنية اللبنانية لزيادة العناصر المولجة حمايتها، على أثر تكاثر الارهابيين من مختلف الفصائل والمنظمات الاصولية الخطيرة التي تنفذ اوامر بعمليات انتحارية على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة التي تقوم بها السلطات اللبنانية، إلا ان هذه الطرق لا يستطيع احد ردعها حتى ولو وصلت الاجراءات الى اقصى الحدود، كون الانتحاري يُمكن ان يتسلل في أي وقت بين الجموع من دون ان تُلاحظ هويته او نيّته بالانتحار.

هل حزب الله منظمة إرهابية؟

مؤخراً صنّف البرلمان العربي خلال القمة الإسلامية التي اختتمت أعمالها في اسطنبول حزب الله كجماعة إرهابية، الا ان الحزب لم يعر هذا التصنيف اي اهتمام وهو الذي تساءل بعد القرار على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله: <من ايمتى نحنا مش ارهابيين بنظر بعض الدول العربية؟>.

الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط يُشير في هذا الصدد إلى انه لا يعتبر ما صدر عن الهيئات الدولية والإقليمية بأنه صدر عن هيئات مختلفة، إنما هو قرار واحد اتخذته السعودية ضد حزب الله ومحور المقاومة، وقامت بفرض هذا القرار على تلك الهيئات، فكل ما صدر من قرارات بهذا الصدد عن الجامعة العربية أو عن منظمة التعاون الإسلامي أو البرلمان العربي، هي في الحقيقة قرار واحد، وباختصار هو قرار السعودية ضد حزب الله.

ويُضيف حطيط: حزب الله نشأ وسلاحه في وجه إسرائيل، والمنظومة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية المعنية بأمن اسرائيل اتخذت القرارات الدولية من أجل حرمان حزب الله من امتلاك السلاح الذي يستعمله ضد إسرائيل، وعلى الرغم من كل القيود والحصار التي شاركت فيه كل الدول العربية إلا أن الحزب استمر بطرقه الخاصة، يراكم ويكدس الأسلحة التي باتت ترعب وتخيف إسرائيل، مما حرم إسرائيل حرية القرار بخوض حرب ضد المنطقة. كما واننا نُلاحظ بأن العرب اليوم في حالة انقسام عمودي، فهناك فئة تقاتل وتقاوم إسرائيل وتسجل كل سلوك وتصرف تقوم به إسرائيل ضد القضية العربية، من احتلال وحصار وضم وتهويد ويقوم بإحصاء هذه المسائل على إسرائيل، وهناك معسكر آخر يتحالف مع إسرائيل يسلم لها بالاحتلال وينظم معها المشاريع، فمن البديهي أن تكون مكونات كل معسكر على خلاف مع مكونات المعسكر الآخر. استنفار-الاجهزة-الامنية-اللبنانية-خلال-فترة-الاعياد------4وحزب الله حزب مقاوم لإسرائيل ومن يدعمها سواء مادياً او معنوياً.

 

<اردوغان>.. هل انقلب السحر

 على الساحر؟

معظم المحللون السياسيون، اتهموا الرئيس التركي بأنه اوّل من دعم الارهاب يوم فتح له حدوده للدخول الى سوريا وبأنه من اوائل الذين دعموا الحركات الاسلامية بالمال والسلاح في مواجهة النظام السوري. لكن وبعد ان تحولت تركيا الى ارض جهاد بعدما كانت <ارض نصرة> للحركات الاسلامية، لا بد من العودة الى كلام قاله <اردوغان> قبل عام حول الارهاب وتعريفه له.

يقول <اردوغان> ان أرواح مئات الآلاف من المسلمين تزهق بذريعة الحرب على <داعش> الذي يخوض حرباً من أكبر الحروب على المسلمين في التاريخ مستخدماً خطاباً ورموزاً اسلامية، تحول صراع القوى المتستر بذريعة الحرب على <داعش> في سوريا الى مسرحية تراجيدية يلعب فيها الجميع أدواراً ويلهثون خلف تمثيل الأدوار. فبرأيه أن الحقيقة الوحيدة في هذه المسرحية هو ان ضحاياها من الأطفال والنساء والشيوخ هم ضحايا حقيقيون وغير وهميين، على حد تعبيره.

وقال: هناك دول تقول انها تستهدف <داعش>، لكننا نرى أن 10في المئة من عملياتها الجوية تستهدف تنظيم <داعش>، و90 في المئة تستهدف المجموعات المعارضة للنظام، بينهم إخوتنا التركمان، فقد قُتل ما يزيد عن 400 ألف إنسان بريء في سوريا، وتهجير 12 مليون من منازلهم ووطنهم، والمؤسف والمؤلم هو أن تلك المنظمات الإرهابية الموجودة في المنطقة، تتغذى بشكل مكشوف أو مخفي من المصادر نفسها. لكن اليوم، ماذا عسى ان يقول الرجل الذي وصف يوماً بـ<الطيّب> بعدما اصبحت بلاده نقطة استهداف دائمة للارهاب الذي موّله ودعمه وسلّحه وأعطاه كل هذا الحيّز، قبل أن ينقلب السحر على الساحر؟