تفاصيل الخبر

لــــور عـبــس: ”كـــورال الجامعـــة اللبنانيـــة“ يـعـكـــس التنــوع اللبنانــي وفـي تـــأسيـســه اكـثـــر مــن رسالــــة!

09/12/2016
لــــور عـبــس: ”كـــورال الجامعـــة اللبنانيـــة“ يـعـكـــس  التنــوع اللبنانــي وفـي تـــأسيـســه اكـثـــر مــن رسالــــة!

لــــور عـبــس: ”كـــورال الجامعـــة اللبنانيـــة“ يـعـكـــس التنــوع اللبنانــي وفـي تـــأسيـســه اكـثـــر مــن رسالــــة!

 

بقلم عبير انطون

1

لفتوا الانظار في عرض عيد الاستقلال في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي فاستحقوا التحية. انشادهم اعاد للرسميين الموجودين، كما للبنانيين المتابعين عبر شاشاتهم، تراث لبنان الجميل بأصواتهم، وشحذوا الهمم حتى وصلت اصداؤها الى القمم المحروسة بعلم الوطن وزنود جيشه البطل. شابات وشبان، محجبات ومن دون حجاب وقفوا جنباً الى جنب، في صورة بهية عن الوطن الجامع كمثل جامعتهم الام، الجامعة اللبنانية التي يأتون منها، تحت العين الساهرة للدكتورة لور عبس، والتي كان معها لقاء <الافكار>.. فسألناها بعد النجاح:

ــ كيف وجهت الدعوة الى <كورال الجامعة اللبنانية> لإحياء العرض العسكري غناءً وموسيقى في عيد الاستقلال الثالث والسبعين؟

- ولدت المشاركة من الرسالة التي تتشارك فيها المؤسسة العسكرية والجامعة اللبنانية. فالجامعة اللبنانية جامعة وطنية تضم سبعين الف طالب من مختلف الطوائف والمناطق والشرائح الاجتماعية. من هذا المنطلق، ارتأت مؤسسة الجيش التي لي شرف التعاون معها منذ سنوات مع <كورال الكونسرفاتوار الوطني>، ان تتعاون هذه المرة مع <كورال الجامعة اللبنانية>، والتي تعكس بتنوعها الى حد كبير، تنوع المؤسسة العسكرية التي تضم تحت جناحيها كل اللبنانيين، وقد تم التعاون في التنظيم من الفه حتى يائه مع القيادة وتعرفون أنها تشرف على ادق تفصيل في الاستعراض.

وأضافت:

- لقد ادينا جميعنا من عمق قلوبنا اذ كانت الفرحة فرحتين: اولى بوصول شخص كالعماد عون الى سدة الرئاسة وجميعنا فرحون بفخامته ومتأملون بعهده، وثانياً لأن فخامته يتمتع، واعرف الامر عن كثب، بذوق فني رفيع لا يقل عنه ابداً حس وذوق قائد الجيش العماد جان قهوجي، والذي اشرف على التفاصيل وساهم في عملية اختيار البرنامج، بحيث طلب ان يتضمن الحدث تكريماً لكبار الفنانين اللبنانيين، وهي ليست المرة الاولى في هذا الاطار، إذ اذكر هنا انه قبل سنوات الفراغ الرئاسي كرمنا الفنان القدير وديع الصافي، ومن قبله الاخوين رحباني وغيرهم.. لهذه السنة كانت لفتة الى الفنان الكبير الراحل حديثا ملحم بركات، كما كانت اغنيات للرحابنة وايلي شويري وصباح وعمالقة بلدنا الكبار.

وتزيد عبس بحماسة:

- هنا، لا بد من توجيه تحية كبرى الى <أوركسترا> موسيقى الجيش لتعاونهم، وللتعب والاستيقاظ باكرا للتمارين والامر غير جديد عليهم، كما اوجه التحية ايضا لاعضاء <الكورال> الذي أُلزموا بالاستيقاظ عند الثالثة فجراً في بعض الايام حتى يتم اللقاء من جميع المناطق صباحاً للتمارين. ففي البداية كانت الاصوات تتمرن في مجموعات منفصلة في الفروع الموزعة، ثم انتقلنا الى مرحلة التمارين في مجمع الحدث مع اقتراب توقيت العرض، حتى وصلنا في النهاية الى التمارين من ساحة الاحتفال. هذه المشاركة ستكتب في مسيرة اعضاء <الكورال> جميعهم كذكرى لا تمحى عاشروا فيها العسكر واختبروا ما يعيشونه، وما يقدّمه هؤلاء من طاقة في العرض العسكري.

 

<عسكرك جايي>...

 

ــ اشرت الى معرفتك بذوق فخامته، اي الأغنيات الأحبّ الى قلبه؟

- لقد واكبت الجنرال عون في المراحل الصعبة والمؤثرة بصوتي. ما من اغنية بعينها مفضلة لديه، مع تمييزه لأغنية <لبنان عسكرك جايي>، إلا ان ما يهمه اولا هي الروح التي تبعثها الاغنية في سامعها. اعرف ان فخامته يفضل الموسيقى الكلاسيكية وهو يتذوق بشكل كبير التوزيع الموسيقي <الأوركسترالي> وهذا ما قدمناه في العرض العسكري. صحيح ان الاغنيات كانت شعبية بغالبيتها من <موعدنا ارضك يا بلدنا>، الى <طلعنا على الضو>، <يسلملنا لبنان> و<زرعنا تلالك يا بلادي> وغيرها بمرافقة <اوركسترا> الجيش التي اعطت النبض، فتزاوج الجانب التراثي الشعبي الفولكلوري مع البعد <الأروكسترالي> الرائع. تعرفون ان <اوركسترا> موسيقى الجيش لا تضم الآلات التي تعزف المقامات الشرقية، فآلاتها تناسب الموسيقى العسكرية، ومن هنا تم التعاون مع العازف المبدع كلاوديو دعيبس الذي يرافقنا دائماً على <الكيبورد>، وكانت نتيجة الدمج رائعة.

ــ كم من الوقت استغرقت التمارين للاحتفال؟

- لقد تفاجأنا جميعاً بانتخاب الرئيس ولم نكن مستعدين للعرض العسكري، وكان امامنا 25 يوماً لنفكر وننظم ونتمرن، الا انني بحكم الخبرة التي املكها استطعت تسريع الخطوات اذ اعلم ما يستلزمه <الكورال> وما 3سيطلب منه.

ــ كيف تأسس <كورال الجامعة اللبنانية>؟

- تم التأسيس في العام 2015 بالتعاون ما بيني وما بين لجنة من الجامعة، واعضاء <الكورال> يتشكلون من اساتذة وطلاب وموظفي الجامعة اللبنانية، الذين يتمرنون في مقرات عدة من فروع الجامعة في بيروت والجنوب وقريباً في الشمال والبقاع. طرحت الفكرة يومئذٍ على رئيس الجامعة اللبنانية السابق الوزير عدنان حسين فلقيت اهتماماً كبيراً. باشرنا بها، وتشكلت لجنة على رأسها العميد جان داوود وهو عضو بمجلس الجامعة ومفوض الجامعة لدى الحكومة مع باقة من الأساتذة ساهموا في تأسيس <الكورال> وتنظيمه. والفكرة التي اردنا ابرازها من خلال <الكورال>، انه باجتماع الطاقات وتضافرها بين مختلف فروع الجامعة اللبنانية نصل الى نتيجة مميزة ما يعكس صورة جميلة عن المؤسسات الوطنية العامة، ويشكل قدوة ومثالاً.

ــ كم عضوا يضم <الكورال> اليوم؟

- يتشكل <الكورال> حالياً من سبعين عضوا سينضم اليه قريباً عشرون متدربا فنصل الى التسعين. في الاحتفال شارك خمسة وأربعون فقط بحكم المكان المتاح، اذ انه لوجستياً لم يكن بالإمكان التوسع اكثر. فالى جانب نصب الشهداء الذي له خصوصيته ولا يسمح الا بالابتعاد عنه عشرة أمتار، كانت هناك بعض الاشغال التي جعلت رقعة العرض العسكري تضيق عن السنوات السابقة، فاضطرت المهندسة كاتيا عيد بالتعاون مع ضباط مديرية التوجيه وبإشراف مديرها العميد علي قانصوه الذي حضن العمل بمحبة ان يحددوا المساحة المخصصة لـ<الكورال> بـ45 مغنيا و21 عازفاً.

ــ كيف تختارون الاصوات التي تنضم الى <الكورال>؟ وهل عدد الاناث اكثر كما لاحظنا؟

- هناك لجنة متخصصة من موسيقيين وفنيين يقومون باختيار الاصوات من خلال اوقات استماع نعلن عن مواعيدها في الكليات لنختار على ضوء ما نسمعه، ونعطي اكثر من فرصة، فيغني المتقدم اولا ما يختاره بنفسه، ثم ما نطلبه منه لمعرفة مجاله الصوتي، واحيانا نطلب من المتقدمين التمرن والعودة الينا. بالنسبة لعدد الاناث فانه اكبر ونعمل على تشجيع الذكور للمشاركة في <الكورال>.

 ــ هل يتمرن أعضاء <الكورال> في الفروع المختلفة على البرنامج عينه، واي آلات ترافقكم؟

- بمبادرة شخصية مني، وانطلاقاً من محبتي للجامعة امرن بعدة مناطق، من الجنوب الى بيروت، بالتعاون مع الاستاذ خالد العبد الله، العازف الجميل الصوت أيضا. بالنسبة الى الآلات، تعرفون قدرات الجامعة المحدودة، ونحن الآن بصدد تقديم طلب لآلات ترافقنا في التمارين من بيانو و<كيبورد>. انا اواكبهم على عودي والامر عينه بالنسبة الى الاستاذ خالد العبد الله كما ان طلابا من اعضاء <الكورال> يعزفون على بعض الآلات الايقاعية والوترية فيأتون بها للتمرينات، وفي المناسبات ترافقنا الفرقة الموسيقية المختارة للاحتفال فتجري التمرينات معها قبل الموعد الرسمي.

 

<الكونسرفاتوار>.. والشعراء

ــ انت استاذة في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، بأي اختصاص؟

- احمل الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها، كما احمل شهادات عليا في الموسيقى، وأنا مزوّدة بتاريخ مهني في <الكونسرفاتوار الوطني> امتد طوال 16 عاماً، تسلمت خلالها رئاسة قسم الغناء الشرقي. ولما تفرغت في الجامعة اللبنانية العام 2014 كان لا بد لي من ترك المنصب قانونا، فبقيت رئيسة وعميدة فخرية للغناء الشرقي الحديث.

 ــ اي مناسبات في اجندة <الكورال> بعد؟

- بقدر ما نكثف جهودنا فاننا سنشارك في مختلف المناسبات، واشكر هنا مجلتكم على الحس الوطني الذي اولته بالاهتمام بـ<كورال الجامعة اللبنانية>، كما أشكر إذاعة لبنان التي افردت فيها الاعلامية انجليك مونس مساحة أيضاً للحديث عن <كورال للجامعة الوطنية> الذي يؤسس للمرة الاولى، اذ يعز علينا بالنسبة لهذه المؤسسة الرسمية، التي تحتضن مختلف ابنائها بتسجيل رمزي وتقدم لهم افضل الاختصاصات على الرغم من موازنتها الضئيلة، الا تتطور من كافة النواحي، احداها <الكورال>. بالنسبة الى المشاركات، خاصة بعد النجاح في حفلة الاستقلال، فقد تم توجيه الدعوات الينا من قبل بلديات عديدة ادهشت بالفكرة والاداء، كما ان لنا دعوات من اهل البيت، اي من مختلف فروع الجامعة اللبنانية لاحياء مناسبات وطنية ودينية، بينها قريباً عيد الميلاد المجيد الى غيرها من الاحتفالات الدينية لدى مختلف الطوائف. نحضر ايضاً احتفالاً لكلية الحقوق في الفرع الخامس في صيدا دعانا اليه مديرها الدكتور علي فتوني وكان من اوائل الداعمين والمشجعين، كذلك مدير مجمع العلوم الدكتور شوقي صليبا الذي هو من المتعاونين والمشجعين جداً. ولا يمكنني هنا الا ان اذكر دعم الرئيس الحالي للجامعة الدكتور فؤاد ايوب الذي يواكب الفكرة ويعطي الزخم اللازم لمختلف الحركات الثقافية في الجامعة التي تطل على العالم من بوابة هذه الانشطة، كما مختلف العمداء والمدراء الذين يقدمون لنا مقراتهم وكلياتهم لنتمرن فيها.

2 

<الكونسرفاتوار الوطني>

وتلحين القصائــــد

 ــ ننتقل الآن الى الشق الشخصي من فنك، ما جديدك على هذا الصعيد؟

- لقد استحوذ <الكورال> على معظم وقتي الى جانب تعليمي في كلية الآداب، فاعضاء <الكورال> سرقوني من نفسي وانا سعيدة جدا بهذه السرقة. لا زلت الحن قصائد شعراء العصر الحديث بينهم الشاعر ايليا ابو ماضي، فوزي المعلوف، ابو قاسم الشابي الى غيرها من القصائد التي كنت لحنتها وغنيتها مع <الأوركسترا السيمفونية الشرقية> في <الكونسرفاتوار>.

ــ هل لحنت لغيرك؟

 - حتى الآن كلا، واذا طلب مني أبحث في الأمر بناء على الكلام والصوت بعد اختباره.

ــ هل تصدر هذه القصائد في اسطوانات؟

- لما غنيتها حملتها عبر <يوتيوب> اذ ليس هدفي الربح منها، ومن يهوى الاستماع اليها فهي متاحة وهذا يسعدني لأن فيها عملاً موسيقياً <اوركسترالياً> وحصة كبيرة لـ<كورال الكونسرفاتوار الوطني> الذي يضم طاقات مبدعة، وتعرفون انهم طلاب اختصاص يبلغ عددهم نحو الثمانين وقد اشركتهم في الاغنيات اذ نقوم بحوارات غنائية جميلة، بينها اذكر مثلاً اغنية كتبها الشاعر هنري زغيب <من صوتي كلو بندهلك> وهناك الحوارات التي تحمل الرسائل الانسانية والوطنية. واذا ما تم تحليل هذه الاغنيات وموسيقاها نجدها مصاغة بشكل دقيق جداً.. <فيها ثقل موسيقي كبير>.

ــ كيف تقيمين وضع <الكونسرفاتوار الوطني> اليوم وانت ابنته على مدى أعوام؟

- الأمور تسير بشكل جيد مع مديره الحالي بالتكليف الدكتور وليد مسلم وهو يعطيه من وقته وطاقته، واتمنى ان نجتاز المعايير الطائفية في هذا البلد ويصبح مسلم رئيس <الكونسرفاتوار>، وحتى لو كنت من الأسماء المرشحة فهذا لا يعني انني اتمنى تركه للمنصب.

ــ هذا يعني أنك لا زلت مرشحة للمنصب؟

- هناك مساحة وعلاقة مع <الكونسرفاتوار> تجعلني ابقى على هذا الترشيح لأنني اعرف محبة عائلة <الكونسرفاتوار> لي فقد عشت معهم ما يقارب العشرين عاما، وانا داخلة بلعبته وقادرة على تفهم متطلباته، وبالنهاية مهما كان اسم الشخص الاهداف تبقى واحدة.

ــ هل يتعارض ذلك مع كونك أستاذة متفرغة في الجامعة اللبنانية؟

- لا، ويصير الأمر نوعاً من التنسيق الاداري بين المؤسسات العامة.

 ــ ما اول ما تعملين عليه في <الكونسرفاتوار> لو توليت رئاسته؟

- حتى مع افتتاح فروع لـ<الكونسرفاتوار الوطني> في مختلف المناطق اللبنانية، فإن الكثيرين من الاهالي يشتكون من عدم قبول اولادهم، ويعتقدون ان في الأمر وساطة لقبول هذا او ذاك، والصحيح ان لا اماكن تتسع للجميع فيصار الى اختيار العدد القليل من الاكفأ للاماكن المحدودة، خاصة للآلات التي يكثر عليها الطلب. من هذا المنطلق اسعى اداريا الى توسيع <الكونسرفاتوار> حتى لا يقال لاي طالب موسيقى ان لا مكان له، خاصة وان الكلفة المادية زهيدة تبلغ 250 ألف ليرة ما يزيل عبئاً عن كاهل الاهل (وهناك 50 ألفاً للمالية)، والسبب الثاني هو ان المعاهد الخاصة على الرغم من انتشارها الكبير واهمية بعضها خاصة على المستوى الجامعي، فانها لا تخرّج عازفين محترفين، اذ انها قد تقدم لهم كما <الكونسرفاتوار> الكثير من المواد والعلوم النظرية الا انها لا تخرّج عازفين ماهرين او <كونسرتيست> كمثل المتخرجين من <الكونسرفاتوار> بحيث يتطلب الاختصاص الاقصر من سبع الى عشر سنوات وما فوق لنيل الشهادة أكان في العزف الشرقي او الغربي، لذلك يبقى <الكونسرفاتوار> وحده مؤهلاً لتخريج عازفين محترفين بكل ما للكلمة من معنى.