تفاصيل الخبر

لولا دعم حزب الله لكان بشار الأسد قد وضع قدمه في أول طائرة و”رحل“  

22/04/2016
لولا دعم حزب الله لكان بشار الأسد  قد وضع قدمه في أول طائرة و”رحل“   

لولا دعم حزب الله لكان بشار الأسد قد وضع قدمه في أول طائرة و”رحل“  

بقلم علي الحسيني

محمد-عبد-الحميد-بيضون  

من لبنان الى القرى الحدودية، ومن هناك الى داخل الاراضي السورية ثم الى عمقها. هذه هي باختصار رحلة حزب الله الذي قرر في العام 2012 اي بعد عام تقريبا على اندلاع الثورة في سوريا، خوض غمار الحرب على تلك الارض الملتهبة تحت عناوين متعددة، بدأت بحماية القرى الحدودية الشيعية ثم المقامات الدينية إلى ان اصبح يُقاتل اليوم في العمق السوري مثل حمص ودمشق وحلب وادلب.

حزب الله تحت الضوء

بغض النظر عن التعليقات او الانتقادات التي تخرج من هنا وهناك حول سلاح حزب الله ودوره في الداخل والخارج او الاجندة التي يحملها هذا الحزب منذ نشأته وحتى اليوم، وبغض النظر عن التجاوزات التي ارتُكبت تحت راية هذا السلاح ومظلته في الداخل والخارج أيضاً، إلا أن الكُل يُجمع على قوّة هذا الحزب السياسية والعسكرية وقدرته على مُجاراة خصومه والوقوف من الندّ الى الندّ في وجه اعدائه. لكن السؤال الابرز الذي يطرح نفسه اليوم هو: ما الذي قام به حزب الله منذ ان قرر الدخول في الحرب السورية؟ وما هي الانعكاسات التي نجمت عن هذا التدخل بالنسبة الى مكانته او الى لبنان كبلد محايد اختار طريق النأي بالنفس عن كل ما يدور حوله حتى لا تطاله شرارة النار التي بدأت تلتهم المنطقة تحت مُسمى <الربيع العربي> الذي تحوّل بدوره الى شتاء عاصف اخذت رياحه كل ما صادفها في طريقها، قبل ان تسطع شمس نيسان وتكشف عن عورات حكام وانظمة بائدة وتفضح المحرمات التي تُرتكب بحق الشعوب المقهورة من دون التمييز بين طفل وامرأة وشيخ، والاصعب من ذلك كله، ان يُصبح الحزب المقاوم الذي سجل له التاريخ بأنه دحر أعتى الجيوش في المنطقة، شريكاً في هذه اللعبة التي ارتدت عليه من جوانب متعددة.

 

<قلبنا الميمنة على الميسرة>

 

مما لا شك فيه بأن تدخل حزب الله في سوريا كان له الاثر البالغ والقوي في بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم، والا لكان شأنه شأن بقية الرؤساء الذين اطاح <الربيع العربي> بهم مثل الرئيس الليبي معمر القذافي والتونسي زين العابدين بن علي واليمني علي عبد الله صالح والمصري حسني مبارك، والجميع يُدرك ان الاسد كان قبل تدخل الحزب قاب قوسين او ادنى من الرحيل، خصوصا بعد وصول المعارضة المسلحة في العام 2013 بقيادة <الجيش السوري الحر> الى مشارف القصر الجمهوري في دمشق، ذلك قبل ان يُصدر المرشد الايراني السيد علي خامنئي امره الالزامي بمنع سقوط الاسد مهما كلف الامر، فكان الاعلان الرسمي الاول للحزب بانه اصبح طرفاً اساسياً بهذه الحرب، ويومئذٍ القى احد قادة الحزب من الصف الاول كلمة خلال لقاء خاص مع كوادره وعناصره من ضمن ما جاء فيها: <لقد قلبنا الميمنة على الميسرة بعدما كاد الاسد يضع قدماً على اول سلم الطائرة لمغادرة سوريا>.

واليوم يسير حزب الله على الطريق نفسه اي حماية <عرش الاسد> ولو على حساب الشعب السوري الذي خرج بالملايين رفضاً لحكم دام اكثر من خمسين عاماً بين الاب والابن، كان لبطش المخابرات السياسية والعسكرية اليد الطولى في بقائه، على الرغم من ان القاصي والداني يعلم اليوم ان الحزب هو من يعطي جرعة اطالة العمر لنظام بشار الاسد من خلال مده بعناصر اكتسبت خبرة القتال في الجبال والوديان منذ الاجتياح الاسرائيلي للبنان، لكن من دون ان تُفلح هذه العناصر بفرض سيطرتها الكاملة على معظم الاراضي السورية نظراً للمواجهات الشرسة التي تقف في وجهها من قبل السوريين انفسهم ومن قبل مقاتلين آخرين وجدوا في سوريا ارضاً خصبة لاعلان جهادهم، خصوصا بعدما تحوّلت هذه الحرب بنظرهم الى حرب مذهبية فجاؤوا لنصرة السًنة اقله من وجهة نظرهم او بحسب ادعاءاتهم سواء كانت باطلة او مُحقة.

 

الخسائر تتعاظم والصرخات

عنصر-من-حزب-الله-على-جبهة-مخيم-اليرموكالى العلن

يوم بعد يوم تزداد خسائر حزب الله في سوريا وتتعاظم حتى وصل عدد عناصره الذين سقطوا حتى اليوم هناك الى اكثر من الف عنصر، مثلهم او اكثر من الجرحى، اذ لا يكاد يمر يوم الا وتعلن قيادة الحزب فيه عن سقوط عنصر او اثنين واحيانا مجموعات بكاملها، وهو ما ادى في نهاية المطاف وتحديدا بعد اربع سنوات على الانزلاق في هذه الحرب، الى خروج بعض الصرخات من داخل بيئة الحزب تطالبه بالكف عن ارسال الشباب للقتال في سوريا بعدما تحولوا الى صيد سهل بيد الجماعات الارهابية. وخير دليل على ان هذه الصرخات بدأت تاخذ طريقها الى اذان قيادات حزب الله هو سؤال سيدة بقاعية كانت توجهت به الى احد مشايخ المنطقة وهو قيادي في حزب الله: <هل يُعتبر ابني شهيداً يا سماحة الشيخ؟ لماذا لا ترسل ابناءك ليقاتلوا في سوريا وتحديداً ولدك رجل الاعمال المُكلّف بإعمار البقاع بدعم منكم؟>.

وفي سياق خروج الصرخات الى العلن تكشف سيدة كانت تنتظر زوجها خارج غرفته في مستشفى <الرسول الاعظم> بعدما أُصيب بجروح بليغة من جراء سقوط قذيفة بقربه اثناء مشاركته بالقتال في صفوف الحزب في سوريا والتي ادت ايضاً الى اقتلاع احدى عينيه، وتقول الزوجة في دردشة مع احد الصحافيين ان خسائر حزب الله بلغت حدود الـ 2000 عنصر، وتؤكد انها استقت معلوماتها من خلال رفاق زوجها الذين يسألون عنه باستمرار وهم ينتمون ايضاً الى الحزب وانهم هم الذين اخبروها عن الاعتراضات التي بدأت تخرج الى العلن وتحديداً من شقيقات وأمهات العناصر. وتسأل نفسها امام الصحافي: <شو دخلنا بسوريا؟ وما هي علاقتنا بسوريا؟ يا أخي أريد أن أفهم هل كُتب القهر والبكاء والحسرة على أهل الجنوب حتى اصبحنا كل يوم نشيّع شاباً او شابين واكثر؟>.

 

بيضون: ايران ارتكبت ثلاثة

انواع من المجازر

النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون يؤكد في حديث لـ<الافكار> ان حزب الله لن ينتصر في سوريا، فالمعركة هناك خاسرة وكل ما يبحث عنه الايراني اليوم ان يُقسم المنطقة او ان تكون له حصة مع اي نظام يأتي بعد الاسد. ولا بد من القول ان ايران وحزب الله ارتكبا في سوريا ثلاثة انواع من المجازر: جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية وجرائم ابادة، والشعب السوري لن يغفر لايران ولا لحزب الله دورهما في هذه المجازر، <ولقد حذرنا الحزب وأمينه العام مراراً وتكراراً بأن حربه في سوريا خاسرة ولن يخرج منها منتصراً، وقلنا له ابحث عن حلول سياسية وانظر الى مصلحة بلدك وشعبك وطائفتك>. ولا بد من الإشارة الى انه اذا سار الجميع اليوم ضمن الحل الروسي في سوريا، فسيكون ذلك الضمانة الأكبر لاسرائيل لأن الروسي منذ أن دخل سوريا اعلن ضمان أمن اسرائيل، واليوم كل ميليشيات ايران مع الحرس القوات-الخاصة-الايرانية-المعروفة-بالقبعات-الخضرالثوري يُقاتلون تحت مظلة الأمن الإسرائيلي.

واعتبر بيضون ان هذه المرحلة من اكثر المراحل التي شهد لبنان فيها فساداً وفوضى، واذا بقي الوضع على هذا المنوال فقد نشهد مزيداً من انحراف البوصلة نحو أزمات، لبنان في غنى عنها. مَن يعرف حزب الله يدرك انه ومنذ الخروج السوري من لبنان قد تحول الى المذهبية كونه يعتبرها حمايته الوحيدة ولم يعد يستطيع حماية نفسه من بوابة القضية الفلسطينية التي تبين انها تجارة مكشوفة، والحزب هو من عزل نفسه وهو من انتج الصراع المذهبي بين السُنة والشيعة، وهو الذي يضع الشيعة في مواجهة مع جيرانهم واخوانهم في الدول العربية، وهو من جعل من ابناء طائفته أعداء وخصوماً لمحيطهم العربي الإسلامي.

 

لماذا انجرف عناصر حزب الله الى العنف؟

  

هناك مقولة عسكرية تؤكد ان الجيوش النظامية وان طالت حربها اكثر من اربعين يوماً فهي حتما ستتحول الى ميليشيا سواء لناحية نوعية الحرب التي تخوضها او  لناحية التعامل مع سير المعركة، فكيف هو الحال بالنسبة الى الاحزاب والميليشيات، ومنها حزب الله الذي طالت حربه في سوريا اكثر من اربع سنوات؟ من نافل القول ان المجازر التي تُرتكب في سوريا لم تعد محصورة بفئة دون أخرى، إذ ان جميع الفئات التي تقاتل هناك وفي مقدمها النظام السوري، قد تلطخت ايديها بالدماء بعدما تحول جزء كبير من عناصرها الى ارهابيين يُقاتلون ويُقتلون باسم الدين والعقيدة متفلتين من الضوابط الدينية والأخلاقية، إما رغبة بالانتقام وإما حبّاً وتلذذاً بطرق التعذيب التي باتت تُبتكر وتتبدّل بين طرف وآخر.

واليوم يُجمع السوريون على ان المجازر التي تُرتكب في وطنهم هي بعيدة عن اهل البلد، ويحمّلون مسؤوليتها لاطراف خارجية وفدت الى بلادهم لتقاتل تحت مسميات عدة، مثل اعتبارها <أرض جهاد> على حد وصف التنظيمات المتشددة أو مسرح تهيئة لقيام الساعة وظهور المنتظر وذلك بحسب اعتقادات حزب الله وايران، وفي الحالتين يُبرر كل طرف جرائمه بحسب ما تستدعي ظروف حروبه، وان كانت كل الأطراف تجد لجرائمها مبررات من خلال الأساطير والتأويلات لكن مع اختلاف في المصادر والمرجعيات. ولذلك نجد ان العديد من عناصر حزب الله في سوريا انجرف بشكل غير مسبوق نحو العنف، حتى اصبحت ارتكاباتهم لا تقل فظاعة عن تلك التي تنفذها جماعات توصف بالمتشدّدة والتي تقوم بتصوير جرائمها بالصوت والصورة ومن ثم بثّها على شبكة <الإنترنت>. فهذا عنصر من الحزب يقف الى جانب جثة مقاتل ويطلب من صديقه التقاط صورة له اثناء اشعالها بالنار، ليبدو المشهد اقرب الى الخيال، وهو ما يُعتبر نمطاً جديداً في طريقة تعاطي عناصر حزب الله مع خصومهم وفي سلوكهم وتصرفاتهم، خصوصاً الاسير-محمد-ياسين-بيد-النصرةوأنهم لم يسبق لهم ان ارتكبوا افعالاً مُماثلة بحق جثث جنود اسرائيليين من قبل.

 

دكتورة فياض: حزب الله

يعتبر حربه مقدسة

حول انسياق عناصر حزب الله وراء موجة التنكيل بالأحياء وبجثث القتلى ومدى تأثيرها على سلوك الفرد منهم من الناحيتين النفسية والاجتماعية، تقول استاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية الباحثة السياسية الدكتورة منى فياض لـ<الافكار> ان الحرب بالنسبة إلى الجماعات المتشددة في سوريا بما فيها حزب الله تُشبه الى حد ما الاشخاص الذين يدّخرون كل ما قاموا بتجميعه خلال فترة طويلة لينفقوه على مأكلهم وشرابهم وانبساطهم في ليلة العيد. وكذلك هي الحال بالنسبة الى هؤلاء، فهم قد ادخروا غضبهم ونزعاتهم وغرائزهم منذ الصغر ليفرغوها جميعها في هذه الحرب. وتعتقد الدكتورة فياض انه قد لا تكون لدى المقاتل اية نزعة نحو العنف وارتكاب الجريمة، لكن عندما يرى آخرين يرتكبون امامه كل هذه الفظاعات، ينساق بشكل لاإرادي الى النزعة ذاتها الى ان تُصبح الامور بعدها امراً عادياً بالنسبة اليه، خصوصا ان حزب الله يعتبر حربه هذه في سوريا مقدسة، وقد حضّر لها منذ عشرات السنين من خلال تسويقه روايات تتحدث عن قرب ظهور المهدي المنتظر.

 

القتال من أجل المال

الجوع-في-مضايا-المحاصرة

وترفض فياض تطبيق مقولة ان الجيوش عندما تطول حروبها تتحول إلى ميليشيا تقوم بأفعال وارتكابات الجماعات المُسلحة، على واقع حزب الله، فبرأيها ان الحزب تربى ونشأ على اصول دينية وثقافية وادبية، وهو ينتمي الى مدرسة عقائدية رفعت شعار <هيهات منا الذلّة> في قتالها كما في حركتها الكشفية، ولذلك من المستهجن والغريب والمستنكر ان نرى عناصره ترتكب جرائم حرب في سوريا، خصوصاً انه لم تحصل امور مُشابهة خلال حروبهم مع اسرائيل. والأسوأ من هذا كله هو سكوت قيادته وعدم اصدارها أي فتاوى تمنع مواصلة عناصرها ارتكاب المجازر. وترى الدكتورة فياض ان هناك عناصر سواء من حزب الله او غيره لم تذهب للقتال في سوريا من منطلق عقائدي بل بهدف كسب المال، من دون ان ننسى ان البعض الآخر رأى في هذه الحرب متنفسا له لينتقم من الغير، اما بسبب تربيته الخاطئة داخل بيئة متزمتة تدعو باستمرار الى القتل والى تهيئة الأرض لظهور مُخلّصها الذي تؤمن به وذلك من خلال التخلص من المُفسدين، او بسبب نزعات انتقامية موجودة بداخله منذ الصغر، وحزب الله قد كسر المحرمات بذهابه الى سوريا بعدما دخلها لقتل الأبرياء والآمنين في بيوتهم.

 

الله يعين سماحة السيد نصر الله

  

إن توجّهت بسؤال لأحد عناصر حزب الله او مناصريه حول التجاوزات التي تُرتكب بين الحين والآخر في لبنان او سوريا، او عن دور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ردع هذه الاعمال التي تشوّه مسيرة الحزب في زمن صراعه مع العدو الاسرائيلي، فسيأتيك الجواب على النحو الآتي: <الله يعين سماحة السيد، على شو بدو يلحق حتى يلحّق، فجميع الملفات المتعلقة بالحزب بيده، من العراق الى اليمن فسوريا من دون ان ننسى لبنان وما يحصل فيه>. وصحة هذا الكلام تؤكده واقعة كانت قد حصلت منذ فترة حين استدعى السيد نصر الله نساء قياديات في الحزب للاجتماع بهن، واثناء الاجتماع راح يُفنّد لكل سيدة طريقة ونمط حياة عائلتها والبذخ والترف الذي تعيشه كل عائلة، حتى انه سمّى لكل واحدة منهن نوع السيارة التي تقتنيها وتوجه الى العديد منهن ليسألهن عن سيارتهن الرباعية الدفع وعن مصدر الاموال التي سمحت لهن بالعيش على هذا النحو. لكن بعد ذلك خرج من يقول ان السيد نصر الله يئس من هذه الحالة ومن فكرة ان بإمكانه اصلاح الاحوال، خصوصاً بعد تدخلات خارجية قيل انها ايرانية منعت استكمال التحقيقات مع بقية القياديين، خصوصاً بعد تهديد معظمهم بتقديم استقالتهم من حزب الله.

معاناة حزب الله سببها الاسرى

<نحن قوم لا نترك اسرانا في السجون>، جملة لطالما رددها السيد نصر الله في زمن الصراع مع اسرائيل في رد واضح على عدم تركه هذا الملف ومتابعته حتى النهاية، وبالفعل قد صدق نصر الله مع خروج آخر معتقل من السجون الاسرائيلية. ولكن حزب الله يواجه اليوم نوعاً جديداً من حرب الاسرى بينه وبين <جبهة النصرة> التي تؤكد مصادرها انها تحتفظ بين اربعة وخمسة اسرى من الحزب، ثلاثة منهم كانت قد اسرتهم منذ شهرين تقريبا عندما ضلوا طريق عودتهم في ريف حلب وهم: حسن نزيه طه المنحدر من منطقة الهرمل ومحمد مهدي شعيب من بلدة الشرقية الجنوبية وموسى كوراني من بلدة ياطر الجنوبية. كما يوجد اسير لدى <الجيش السوري الحر> يُدعى عماد عياد حيث يقول البعض انه خرج بموجب صفقة بين <الحر> وحزب الله. اما العنصر الاخير الذي كان قد وقع في الاسر منذ اسبوعين تقريبا فهو محمد ياسين الذي نعاه الحزب على انه شهيد قبل ان يعود ويتراجع بعد ظهوره في شريط مصور بثته <مؤسسة المنارة البيضاء> الناطقة باسم <جبهة النصرة> وقد ظهر فيه وهو يعترف انه خضع لدورات عسكرية تدريبية ليشارك بعدها في معارك احتلال القصير بريف حمص الشرقي، ومعارك رأس المعرة وفليطة وعرسال ورأس بعلبك وجرود القلمون، مؤكداً ان الحرس الثوري الإيراني يقود معركة ريف حلب الجنوبي حيث استقدم حزب الله والميليشيات العراقية والأفغانية قبل 7 أيام بهدف شن هجوم كبير لاستعادة بلدة العيس وتلتها الاستراتيجية. وتشكّل هذه الاعترافات احراجاً للحزب امام جمهوره الذي اعتاد ان يكون حزبه هو الجهة التي تأسر الاعداء وليس العكس.

 

حتى الدعم الايراني لم ينجح

اسرى-حزب-الله-الثلاثة-بيد-النصرة

بعد الهزائم التي ألحقها المقاتلون في ريف حلب بجيش النظام وحزب الله والميليشيات العراقية والافغانية المدعومة من الحرس الثوري الايراني وبغطاء جوي روسي، استقدمت ايران خلال الاسابيع الماضية وحدات من <الكوماندوس> تابعة للجيش الايراني ومعروفة بـ<القبعات الخضر>، لكن حتى هذه الوحدات لم تُفلح بتحقيق انتصارات على طول خطوط المواجهة الامامية حيث سقط لها ما لا يقل عن ثلاثين ضابطاً برتب عالية واكثر من خمسة عشر عنصراً، وذلك في اقل من اسبوعين، وعلى الرغم من نعي الوكالات الايرانية الرسمية لبعض هؤلاء القتلى، زعم قائد <القبعات الخضر> العميد أحمد بوردستان ان هؤلاء <الكوماندوس> يؤدون مهمات استشارية ولا دور لهم في المهمات القتالية. وعقب هذا الانكسار الواضح تردّدت معلومات عن سحب حزب الله المئات من عناصره الذين يقاتلون في سوريا الى الضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. وقيل ان الانسحاب الجزئي اتى تنفيذاً لاتفاق روسي - اميركي، يقضي بدعم العملية السياسية جدياً في سوريا، ومن ضمنها انسحاب حزب الله وتثبيت الهدنة. وتؤكد مصادر ان الحزب في المقابل لن ينسحب من القرى الحدودية التي دخلها مثل مضايا والزبداني والقصير ولا حتى من دمشق إلا بعد تنفيذ الاتفاق بكامله والذي يقضي بخروج جميع الميليشيات من سوريا على ان يكون هو آخر المغادرين.

 

أبرز قادة حزب الله الذين سقطوا في سوريا

 

من بين أبرز قادة حزب الله الذي سقطوا في سوريا عماد مغنية الذي قضى بطريقة ملتبسة، وجهاد مغنية الملقب بـ<جواد>، ومحمد ناصيف شمص الملقب بـ<أبي العباس>، وحسن حسين الحاج الملقب بـ<أبي محمد الإقليم>، ومهدي حسن عبيد الملقب بـ<الحاج أبو رضا>، ومحمد حسن صفا الملقب بـ<الحاج أبو حسين صفا>، وحسن علي جفال وهو قائد قوات النخبة في حزب الله، ومحمد علي نعمة الملقب بـ<أبي ياسر>، وحسن كنعان الملقب بـ<أبي علي النبراس>، وعباس ابراهيم حجازي، وفوزي أيوب، وعلي خليل عليان الملقب بـ<أبي حسين ساجد>، وعبد الله جعفر قائد العمليات في الزبداني، ومحمد أحمد عيسى الملقب بـ<أبي عيسى>، ومحمد علي حسن الملقب بـ<أبي الحسن> والذي استشهد في القنيطرة على يد اسرائيل.

 

.. وأخيراً مفاوضات مع <جبهة النصرة>

 

بعد هذا الكم الهائل من العناصر والقادة الذين سقطوا لحزب الله في سوريا، تكشف مصادر موثوقة لـ<الافكار> ان الحزب دخل خلال اليومين الماضيين بمفاوضات جدية مع <جبهة النصرة> حول ملف الاسرى بين الطرفين، خصوصاً وان لدى الحزب ما يُقارب الخمسين اسيراً من <جبهة النصرة> معظمهم تم اسره في القلمون، وقد اضافت <جبهة النصرة> بنداً واحداً ضمن شروط التسلم والتسليم، وهو ضمان ممر آمن لها من القلمون الى الداخل السوري. وتجزم المصادر انه في حال لم يتم التوافق بين الطرفين، فسيعمد حزب الله الى شن هجوم كبير وواسع على <جبهة النصرة> في الجرود للتضييق عليها ولجعلها توافق على عملية التبادل.