تفاصيل الخبر

لوحـــــات السيـــــارات الجديـــــدة هــــل تـوقــــف الـتـزويـــــر وتـضـبـــــط فـوضـــــى الـسـيــــــــر الـعـارمـــــــة؟!

16/02/2018
لوحـــــات السيـــــارات الجديـــــدة هــــل تـوقــــف الـتـزويـــــر  وتـضـبـــــط فـوضـــــى الـسـيــــــــر الـعـارمـــــــة؟!

لوحـــــات السيـــــارات الجديـــــدة هــــل تـوقــــف الـتـزويـــــر وتـضـبـــــط فـوضـــــى الـسـيــــــــر الـعـارمـــــــة؟!

 

بقلم طوني بشارة

IMG-20180208-WA0004

تفاقمت مخالفات المواصفات الرسمية للوحات التسجيل في لبنان، إلى حدّ أنها باتت تمثّل «ظاهرة» تستدعي المعالجة... يحار المتابعون من أين يبدأون بسرد المخالفات، فبعض المواطنين يعمدون إلى وضع لوحة مزيّفة على سيارتهم لغايات جرمية كالاحتيال والسرقة والسلب، والبعض آخر يضعها تماشياً مع غرض «التشبيح» فيغيّر لونها ويعدّل حجمها، ومنهم من يضع «إشارته» الخاصة.

 كثيرة هي المخالفات التي ترتكب بدافع «التميّز» عن الغير، أما في ما يخصّ تزييف اللوحات العمومية الحمراء فحدّث ولا حرج، آلاف اللوحات تعمل على الخط «دون حسيب أو رقيب»، وقد أوردت تقارير أمنية عدداً من الاعتداءات التي ظلّ مرتكبوها «مجهولين»، منها حادثة سلب فتاة عشرينية من سائق تاكسي في العشرينات من عمره في تشرين الماضي، وحادثة سلب واعتداء على سيدة خمسينية من 3 شبان في ايار/ مايو 2017 حيث أصعدوها إلى سيارتهم وسلبوها ما تحمل من أموال وذهب قبل أن يخلوا سبيلها في منطقة نائية على طريق كسروان، فأبلغت القوى الأمنية بالحادث وزودتهم برقم لوحة تسجيل السيارة، فبوشرت التحريات عن صاحب اللوحة في السجلات الرسمية لكن دون نتيجة فظلّ الفاعل «شبحاً» مجهولاً اذ صنع هو لوحته الخاصة «شغل يديه» برقم وهمي ثم وضعها على سيارته.

كما أن بعض أصحاب السيارات الذين يضعون لوحات مزيّفة، يقومون بسلوكيات مخالفة لقانون السير، فتعمد الجهات الامنية إلى تحرير ضبط بمبالغ مالية بحقهم، معتمدين بذلك على الرقم الذي يرونه مكتوباً على اللوحة، لكنهم يكتشفون بعد مدة أن محضر المخالفة تحوّل إلى شخص آخر، فتدرك الجهات المسؤولة عندئذٍ أن الأول كان يضع لوحة مزيّفة أي منسوخة عن لوحة سيارة أخرى.

تجاوزات عديدة دفعت الجهات المعنية للسعي الدؤوب من اجل ايجاد حل للفلتان الحاصل فدعوا الى استبدال اللوحات بلوحات اخرى قيل انها اكثر امانا... تدبير جعل اكثر من صاحب مليون و900 ألف سيارة مسجلة ملزمين باستبدال اللوحات خلال مدة تنتهي منتصف العام المقبل، ولكن هل إن قرار تبديل اللوحات جاء مشتركاً مع الميكانيك هذا العام؟ وهل أن جميع المواطنين سيستفيدون من تغيير لوحاتهم وخصوصا السائقين العموميين، على اعتبار أن «اللوحات الآمنة هي ضمانة لهم كونها تمنع التزوير وتضبط السير على الطرقات>؟ وما هي تكلفة تبديل اللوحات وهل ستبلغ كما قيل 15 ألف ليرة كرسم عن كل لوحة؟ وهل ستعود أرباحها إلى خزينة الدولة؟ وتلك اللوحات هل هي الأفضل على الإطلاق إذ يستحيل تزويرها؟ وما صحة IMG-20180208-WA0003 انها تتميز برقم تسلسلي وتُمنح لسيارة واحدة فقط فلا يمكن نزعها أو تركيبها في أي مكان آخر؟

أسئلة عديدة للإجابة عنها قابلت <الأفكار> صاحب ومدير مركز جبيل المعتمد لتغيير اللوحات جوزيف نصر ، كما التقت نقيب سائقي السيارات العمومية في جبل لبنان منصور سيلفا.

نصر وآلية تركيب النمر

 

بداية افادنا جوزيف نصر مدير وصاحب المركز المعتمد في جبيل للحصول على النمر الجديدة ان آخر مهلة لتغيير النمر هي منتصف 2019، وكل شخص للتمكن من تغيير نمرة سيارته عليه الحصول على بون من النافعة لقاء دفع مبلغ 33000 ليرة لبنانية، ويتضمن هذا البون رقماً سرياً ومعلومات خاصة بصاحب العلاقة وبيانات متعلقة بالسيارة، وبعد الحصول على البون يتوجه صاحب العلاقة نحو أي مركز معتمد، يبرز البون ويوقع عليه ويعطي أصحاب المركز صورة عن الهوية وصورة عن دفتر السيارة ومن ثم يحدد شكل النمرة، علما ان النمر الموجودة لدى كل مركز تحمل في اسفلها ولجهة اليمين ارقاماً محددة من قبل الجهات المعنية بتغيير النمر، وبعد اختيار شكل النمرة نتولى مهمة وضع رقم السيارة على النمرة، ومن ثم ندخل على النظام المعتمد الرقم السري ورقم النمرة والرقم العائد للسيارة، علما ان الرقم الموجود أساسا على جهة اليمين في اسفل النمرة وبعد ادخال رقم السيارة والمعلومات العائدة لصاحبها يمكّن القوى الأمنية من معرفة كافة التفاصيل التي تم انزالها على النظام المعتمد، وهنا لا بد من الإشارة الى ان النمرة لا تسلم باليد بل يتم تركيبها من قبلنا، وكل ذلك يتم تحت مراقبة الجهات المعنية التي الزمت المراكز بتركيب كاميرات داخل المراكز وخارجها، وتابع نصر ان النظام تم تجهيزه بطريقة متطورة اذ بامكانه قراءة البون الأساسي فقط ويكشف كل محاولة تزوير قد تتم من قبل الأشخاص 20180208_133511وذلك بمجرد عرض البون على النظام المعتمد، فلا يمكن تسجيل البون الا لمرة واحدة، وكل شخص لسبب او لآخر أضاع لوحة من لوحات سيارته لا يمكنه الحصول على لوحة أخرى الا بعد ابلاغ القوى الأمنية عن فقدانه لاحدى اللوحات ويأخذ معه محضر التحقيق ويتوجه الى مركز النافعة ليستحصل على بون جديد، وعلى أساس هذا البون يتم إعطاؤه لوحة جديدة بدل اللوحة التي فقدها.

نصر والتزوير

ــ في أبو ظبي مثلا كما في الدول الأوروبية لا يمكن اطلاقا فك النمر الا من قبل المراكز المعتمدة، كما ان أي محاولة لفك النمرة تعطي انذاراً للجهات المعنية وتحدد مكان محاولة الفك مما يعرض صاحب السيارة للمساءلة، هل هذا الامر متوافر في لبنان؟

- في لبنان بإمكان أي شخص فك النمرة خارج المركز ونزعها عن السيارة، تلك التي تم أساسا تركيبها من قبلنا، وحتى فكها وتركيبها بطريقة غير شرعية على سيارة أخرى، ولكن القوى الأمنية وبمجرد قراءة الرقم الموجود على اسفل النمرة بإمكانها معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بصاحب النمرة وبالسيارة الأساسية العائدة لها.

20180211_112952ــ مما يعني ان إمكانية التزوير ما زالت قائمة؟

- في لبنان إمكانية التزوير تشمل كافة الأمور (العملة ــ بطاقات الائتمان...) مما يعني ان من السهل تزوير النمر، ولكن النمرة المزورة لا تحمل في اسفلها ولجهة اليمين رمزاً معيناً (وهو رمز موجودة عليه بيانات عائدة لصاحب العلاقة ولسيارته) مما يعني ان القوى الأمنية وبعد تدقيقها بالنمر يمكنها كشف عملية التزوير، وهنا لا بد من التذكير بأننا كمراكز معتمدة حصلنا من قبل الجهات المعنية على اعداد محددة من النمر وعليها ارقام تختلف من مركز الى اخر، مما يجعل بإمكانها ومن خلال النظام الذي تم اعتماده معرفة اعداد النمر التي استعملها كل مركز كما بإمكانها معرفة كل نمرة اين تم تركيبها ومن قبل أي مركز، مما يعني ان التزوير يتم بالتأكيد من خارج المراكز المعتمدة.

ــ هناك شائعات عديدة مفادها ان الرادار لا يلتقط النمر وان الجهات الرسمية ستلجأ الى تغييرها لكونها تسهل عملية التعقب من قبل العدو الصهيوني، فما صحة هذه الشائعات؟

- شائعات مغرضة اطلقها ويطلقها كل من تضرر من النظام المعتمد لتركيب النمر، فالرادار اصبح بإمكانه التقاط النمر بشكل اسرع لكون الأرقام تتم طباعتها بصورة اكبر، كما ان النظام المعتمد موصول مباشرة بالجهات الرسمية المعنية ولا اعتقد ان الجهات المعنية ستسمح بشكل او بآخر بعملية القرصنة او اخذ المعلومات من قبل العدو.

ــ ماذا عن الإشكالية المتعلقة بالنمر المعتمدة للسيارات العمومية؟

- رئيس لجنة النقل والأشغال النيابية النائب محمد قباني أوضح المسألة وأشار بأن الشركة التي تتولى عملية تصنيع النمر صممت وعن طريق الخطأ غير المقصود النمر العائدة للسيارات العمومية ومن ثم عمدت الى تصحيح الخطأ واعتمدت اللون الاحمر لنمر السيارات العمومية.

 

20180208_184045 سيلفا ومشكلة النمر للسيارات العمومية

بدوره رئيس نقابة مكاتب النقل في جبل لبنان منصور سيلفا أوضح بأن هذا النظام المعتمد لا يلغي اطلاقا عملية التزوير ولا يضبط عملية المضاربة ولا يحل مشاكل السيارات العمومية، فالتزوير سيستمر والمزاحمة والغش واعتماد الرقم نفسه على اكثر من سيارة سيبقى قائما على اعتبار ان كل شخص بإمكانه فك وتركيب النمر وبسهولة، وأكد بان النقابة طالبت باعتماد اللون الأحمر للسائقين العموميين لان الشكل الذي تم اعتماده يجعل الزبون غير قادر على التمييز بين السائق العمومي والسائق الخاص مما يعرقل عمل السائقين العموميين، فطالبنا بتصحيح الخطأ وسيتم اعتماد النمرة الحمراء بالكامل للسيارات العمومية، على اعتبار اننا كنقابة نعاني من مشاكل عديدة وطالبنا ونطالب بضرورة إيجاد حل لمشاكلنا والا سنعمد للاضراب والتظاهر.

وتابع سيلفا:

- وبالعودة الى قضية النمر فالمشكلة ما زالت قائمة طالما انه بإمكان أي كان فك النمر وتركيبها على السيارات بنفسه، علما ان التزوير في لبنان أمر وارد في ظل وجود محترفين في مجال التزوير.