1066 موسيقياً أعطوا ثقتهم للنجم هاني شاكر واختاروه نقيباً لهم على أمل انتقال الرقي المرتبط باسمه وبلونه الغنائي الى النقابة التي لطالما عانت أزمات، وجالت حولها وحول نقبائها السابقين موجة اتهامات.. وفي ظل سعادته بالفوز، وشعوره بالمسؤولية البالغة الواقعة على عاتقه، يتحدث هاني شاكر لمجلة <الأفكار> عن خطته التي وضع فيها جدولاً زمنياً لحل مشكلات الموسيقيين من بطالة وعلاج ومعاشات.
وبدأنا بالسؤال الأول:
ــ كيف شعرت حيال فوزك بمقعد النقيب؟
- في البداية، أحب ان أتقدم بالشكر لكل أعضاء الجمعية العمومية الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم، سواء الذين منحوني أصواتهم أو صوتوا لمصطفى كامل ومنير الوسيمي، وبالفعل كان الحضور مشرفاً لأنهم دافعوا عن حرية الرأي، وأقول لهم: أنتم أبطال لأنكم واجهتم الحرارة المرتفعة والإرهاق الشديد وشاركتم في الانتخابات، كما أشكر أيضاً بعض الإعلاميين الذين ساندوني وتحملوا مشقة ذلك اليوم وبالتأكيد لن أنسى أصدقائي الفنانين والموسيقيين.
ــ ما تفسيرك لغياب نجوم الغناء عن الانتخابات بالرغم من دعمهم الكامل لك؟
- بالتأكيد كل واحد فيهم له ظروفه الخاصة، لكنني أعذرهم جميعاً وأقدر طبيعة شغل المطربين والموسيقيين المرتبط بالسهر والحفلات والتسجيل في الاستديو، وأرى ان الوقت المحدد للانتخابات لا يتناسب تماماً مع طبيعة الموسيقيين، ومن المنطقي ان تمتد ساعات التصويت للعاشرة مساء حتى يتمكن أعضاء الجمعية العمومية من الحضور.
ــ ردّد البعض أنك غادرت مقر الانتخابات بعد وصول أنباء بتقدم مصطفى كامل؟
- غادرت لأنني أصبت بإرهاق شديد لكنني تركت أنصاري في مقر الانتخابات، حيث كان اليوم مرهقاً جداً في ظل حرارة الجو المرتفعة خاصة أنني بدأت يومئذٍ في وقت مبكر جداً.
أنت طوق النجاة
ــ قمت خلال الفترة الماضية بجولات في المحافظات استعداداً للانتخابات، فما هي أهم المشاكل التى رصدتها من قبل الموسيقيين؟
- في البداية الاستقبال الحافل للموسيقيين في الأقاليم جعلني أشعر بسعادة كبيرة جداً وحمّلني مسؤولية أكبر. هذا الشعور منحني دافعاً كبيراً لاستكمال المسيرة، ومنهم من قال لي: أنت طوق النجاة، وبصراحة شديدة يمر عدد كبير من الموسيقيين بظروف صعبة جداً خاصة بعد المشاكل التي عرقلت مسيرة النقابة خلال السنوات الماضية، والتي أثرت بشكل مباشر على أحوال الموسيقيين المادية، وتوجد أيضاً مشاريع كثيرة متوقفة ولم يتمكن أي شخص من اتخاذ قرار بشأنها بالرغم من أنها أفكار سديدة، وأتمنى ان يكون مجلس الإدارة الجديد متفاهماً ومتناغماً لأننا جميعاً في مركب واحد.
ــ ما هي أولوياتك النقابية بعد فوزك بمقعد النقيب؟
- بصراحة شاهدت عدداً من الموسيقيين <يقطعوا قلبك> بعد تقدم العمر بهم وعدم قدرتهم على العمل، في ظل معاش ضعيف من النقابة يصل إلى 100 جنيه شهرياً، والأصعب من ذلك ان عضو النقابة مطالب بأن يسافر إلى القاهرة خصيصاً لتسلم الشيك، مما يحمّله نفقات إضافية، وهذا لن يحدث مستقبلاً، لذلك سوف أقوم بعمل حصر للحالات الإنسانية والتي تحتاج إلى مساعدات مادية أو صحية لحين الانتهاء من عملية زيادة المعاشات، وسوف نحاول ان نرفع صوتنا إلى دولتنا العظيمة مصر والمسؤولين الكبار لحل هذه المشاكل، كما انني أنتظر تسلم النقابة من قبل محاسب قانوني مع أعضاء مجلس الإدارة الجديد حتى <أستلمها على بياض>.
ــ هل وضعت مشكلة العلاج في الاعتبار؟
- توجد لديّ أفكار كثيرة لحل مشكلة العلاج وهي التعاقد مع إحدى شركات التأمين الصحية الكبرى لتتولى مسؤولية علاج الموسيقيين دون حد أقصى ودون العودة إلى النقابة للحصول على خطاب أو خلافه. وقد أعددت قائمة بأسماء الفنانين الذين يحتاجون للعلاج لحل مشكلاتهم.
ــ رغم ان نقابة الموسيقيين تعتبر الأكثر دخلاً بين النقابات لكنها تواجه مشاكل مالية كثيرة؟
- هي بالفعل نقابة غنية جداً، لكن يوجد خطأ في توزيع الموارد وعدم صرفها لمستحقيها، وعدم البحث عن إمكانية زيادة الموارد أيضاً وكيفية البحث عن آلية لإنهاء البطالة التي أثرت على عدد كبير من الموسيقيين خلال الفترة الماضية، كل هذه الموضوعات تدور في عقلي.
توقيف بعض المطربين
ــ خلال السنوات الماضية، تم إصدار قرارات كثيرة بوقف عدد من المطربين عن الغناء دون تحقيقات؟
- هذا الأمر لن يحصل إلا وفقاً لقانون النقابة، ولن يصدر قرار بوقف مطرب على أقل خطأ إلا لو كان هناك خطأ مخل بالشرف، وتوجد لجنة قانونية في النقابة تقوم بالتحقيق وتبحث عن القرار وليس قرار النقيب بمفرده أو مجلس النقابة، لكن لا بد ان يتم تفعيل القانون.
ــ ماذا عن غياب سوق الحفلات ؟
- بالتأكيد عودة <ليالي التلفزيون> و<أضواء المدينة> من أولوياتي، واحتضان الأصوات الجديدة التي تحتاج إلى من يساندها ويدعمها. وستتم إقامة حفلات لصالح النقابة، وبصراحة شديدة أعجبت بالفكرة جداً وتحمست لها، على ان تتم إقامة حفلات في كل محافظة، وسوف أتبرع بأجري في كل الحفلات، فالإيراد نصفه للنقابة والآخر للجمعيات الخيرية، وأثق تماماً بأن هناك عدداً كبيراً من المطربين سوف يرحبون بالمشاركة في أعمال الخير.
إسفاف الأغاني
ــ وكيف ستواجه النقابة الإسفاف؟
- هناك وقفة قوية ستكون مع هذه النوعية من الأغنيات، وسوف نخاطب المسؤولين في الدولة لوقف هذه المهزلة للارتقاء بالذوق العام واحترام المشاهد والأجيال الجديدة، الفن خطير جداً وسلاح لا بد ان يتم استغلاله بشكل صحيح، وهذا الإسفاف لا يقتصر على الأغاني فقط بل المسلسلات التي أصبحت موضة، نشاهد شتائم وضرباً وهيرويين، بل يعلمك كيفية التعاطي وخلافه، ولا أعلم ما جدوى الدراما في ذلك؟!
ــ كيف ترى انتشار أغاني المهرجانات الشعبية خاصة مع اتهامها بإفساد الذوق العام؟
- ليس دور النقابة ان تفرض حظراً على شيء ولكن هو دور المصنفات الفنية، والمصنفات هي من تستطيع التنسيق لإخفاء هذه الظاهرة.. فنحن بلد أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.
ــ داخل النقابة الكثير من الصراعات، فكيف ستواجه الانقسامات والتكتلات؟
- خلافات النقابة انعسكت سلباً على أعضائها.. وأنا أفتح مكتبي للجميع وأتمنى ان نبدأ صفحة جديدة بعيدة تماماً عن أي خلافات شخصية، وسوف أسعى إلى لمّ شمل الموسيقيين، مصطفى كامل حبيبي وعشرة عمر 
منذ زمن بعيد، وسوف أحاول حل كل الخلافات، لنبدأ صفحة جديدة مع إيمان البحر درويش، وننهي أي خلافات تعيق النقابة عن تقدمها.
ــ هل جرى بينك وبين مصطفى كامل أي اتصال منذ ترشيحك لمنصب النقيب؟
- عندما قدمت طلب الترشح داخل مقر نقابة الموسيقيين، التقيته صدفة وجلسنا معاً وتحدثنا في بعض الأمور، وأيضاً التقينا أثناء الانتخابات وتحدثنا في جو مفعم بالحب والود.
ــ كيف ستنسق بين كونك نقيباً للموسيقيين والتزاماتك الفنية؟
- ان شاء الله سأضع خطة محكمة لذلك، لأن الالتزامات محددة، خاصة وانني انتخبت على أساس ان الأعضاء أحبوني في البداية كفنان، وأنا بشكل شخصي لا أستطيع ان أخذل جمهوري، وبالتأكيد سوف ألتزم بجدول حفلاتي، كما انني تعاقدت مؤخراً مع المنتج طارق عبد الله، وبدأت الاستعداد لـ<ألبومي> الجديد، بل بدأت بتسجيل عدد من الأغنيات.
ــ مـــا الـــــذي دفعــــــك مــــن البدايــــة للــــتفكير في تــــرشيح نفســــك ؟
- طول عمري لم أفكر في ان أرأس نقابة الموسيقيين الى ان تلقيت اتصـــــالات كـــــثيرة مــــــن أصدقـــــائي الموسيقيين والمطربين وطالبوني بالترشح لمنصب النقيب. وفي النهاية، رضخت لطلباتهم وتقدمت بأوراقي واخترت شعار <نقيب بحجم أحلامنا>. فالموسيقيون طالبوني بالترشح منذ خروج حسن أبوالسعود من النقابة، لكن القرار كان صعباً جداً ويحتاج إلى دراسة وتأنٍ، وبالفعل عندما وجدت الوقت مناسباً قررت خوض التجربة الآن.