تفاصيل الخبر

لماذا سامي الجميّل؟

04/05/2015
لماذا سامي الجميّل؟

لماذا سامي الجميّل؟

بقلم وليد عوض

   amine-samiالآباء يتخلون عن القيادة لأبنائهم. الرئيس كميل شمعون كان يعد لخلافته ولده داني، وعندما رحل داني عن هذه الدنيا في مؤامرة اغتيال، نقل دفة القيادة في حزب الوطنيين الأحرار الى كبير ولديه دوري نائب الشوف الآن. والرئيس صائب سلام، طيب الله ثراه، كان يحرص بين الوقت والآخر على أن يقول لطالب الرأي أو الوظيفة أو الخدمة: <شوف تمام>، والمغفور له الزعيم عبد الحميد كرامي اختار كبير أبنائه رشيد ليخلفه من بعده، فكان واحداً من رؤساء الحكومات التاريخيين في لبنان.

     والحالة نفسها تنطبق على سعد الحريري ثاني أبناء الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعدما انتقلت إليه زعامة والده الراحل.

   وكل من الزعيم وليد جنبلاط، والزعيم الشمالي ونائبه سليمان فرنجية أعلنا تسليم القيادة عما قريب للابن الشاطر عندهما. وليد جنبلاط اختار لخلافته ولده تيمور، وسليمان فرنجية اختار لخلافته ابنه طوني، وهما النائبان المقبلان في برلمان 2016.

   وتكر السبحة..

   شيخ الكتائب بيار الجميّل يدل على ولده المحامي أمين الجميّل (كان له مكتب في شارع الحمراء) كوريث لرئاسة حزب الكتائب، وهو الآن في صدد نقل رئاسة الكتائب الى ولده نائب المتن المحامي سامي الحائز على شهادة الدراسات العليا في القانون الدستوري من جامعة القديس يوسف، وإن كان في المكتب السياسي للحزب من يفضل أن يتأنى الرئيس الجميّل ولا يستعجل بتسليم الدفة الى ولده نائب المتن الشمالي. أي في المكتب السياسي صقور وحمائم. هناك من يعترض، ولو همساً، وهناك من يؤيد جهاراً نهاراً. فسامي الجميّل (35 سنة) كان لامعاً في برلمان طلاب الجامعة اليسوعية التي نال منها شهادة الحقوق ثم شهادات الدراسات العليا في القانون الدستوري. وكان لذلك <اللوبي> الذي تزعمه سامي الجميّل تأثيره في الحقل الطلابي، وفي الموقف من المتربصين بلبنان واللبنانيين، وأهم ما يمكن قوله عن سامي الجميّل أنه لم يأخذ أي موقف طائفي، أو يفرق بين لبناني ولبناني.

   وسامي الجميّل داعية حوار ومناقشة، ذهاباً من قول حكيم الاغريق <سقراط>: <إن الحياة لا تستحق الاعتبار إذا لم نقومها بالحوار والمناقشة>.

   وقد حرص سامي الجميّل على أن يتناول طعام الغداء، غداء عمل، في أحد مطاعم ساحة النجمة، مع نائب رئيس حزب الكتائب وزير العمل سجعان قزي الذي له حظوة عند الرئيس أمين الجميّل، فإن قوة حضور وزير العمل في المكتب السياسي لحزب الكتائب، رافعة مهمة لاسم سامي الجميّل كرئيس مقبل للحزب المتقادم العهد.

   وبرغم أن سامي الجميّل هو نائب المتن الشمالي، لا نائب كسروان، فقد استمسك بالبند الدستوري الذي يقول إن نائب أية منطقة هو نائب كل لبنان واللبنانيين، وشارك في تظاهرة الاحتجاج الكسروانية برئاسة رئيس اتحاد بلديات كسروان نهاد نوفل ضد معمل كهرباء الزوق وما يحمله من أخطار مميتة كمرض السرطان، ومما قاله في هذا التجمع: <إن الملف ليس كسروانياً فقط بل يعني كل اللبنانيين وكل المناطق في جبل لبنان وكسروان>.

   وتوجه الى أهالي كسروان قائلاً: <ليس هناك معمل كارثي بل باخرة كارثية و11 داخوناً جديداً>، ودعا الى إيجاد حل في أسرع وقت وإلا سنشهد على إبادة بشرية كسروانية، وانطلاقاً من خطورة هذا الملف سنتعاطى مع الموضوع بكل جدية وندعم كل تحرك يقف في وجهه>.

   وراهنوا منذ الآن على سامي الجميّل، وتيمور جنبلاط وطوني فرنجية!