سيدتي الجميلة (اسم مسرحيتها مع فؤاد المهندس) لم تنتهِ طاقتها ولم تتوقف رغبتها عن العطاء ولم يتضاءل شغفها نحو التمثيل الذي لم تعد تتلقى فيه العروض.. شويكار (اسمها الأصلي شويكار طوب شقال) التي تنحاز للأجيال الجديدة وترى الجمال في كل شيء حولها، وتتحدث بأمل وبساطة ومرونة عن رؤيتها للفن وذكرياتها وتجاربها .. دردشنا معها فكان هذا الحوار.
ــ ما حقيقة اعتزالك الفن؟
- أنا أكره كلمة اعتزال ولا يوجد فنان يستطيع أن يطلق الفن أبداً طالما أنه قادر على العطاء، لكن يمكنني أن أقول إنها فترة اختيار أو تفكير وليست فترة اعتزال.
ــ وهل حقيقي أنك وافقتِ على المشاركة في فيلم <ليلة العيد>؟
- فعلاً السيناريو وصل إليّ قبل سبعة أشهر وأعجبني جداً، وقررت أن أقدمه لأنني من المعجبين بفن المخرج وائل احسان، لكن لم يتحدث إليّ أي شخص من طاقم العمل وحتى الاعتذار استخسروه. وأنا لا أستطيع التعامل مع هذه العقلية فلو كانوا من الآن بهذه <الهرجلة> ما الذي سيحدث لو بدأنا التصوير بالفعل. لذلك أعتذر عن العمل معهم لأن المنتج والمخرج لم يتصلا بي ولو حصل، فأنا معتذرة.
ــ ترفضين الفيلم لأنه لم يعجبك تعاملهم معك؟
- أنا لا أفهم كممثلة سوى أن أبسط حقوق الفنان الذي يتم إرسال نص له ليوافق عليه أن تتم مراجعته أو حتى الاعتذار لو كانت هناك مثلاً ظروف إنتاجية تمنع ذلك، لقد تربينا على دقة المواعيد والتنسيق وليس التهريج. وبالتالي أنا أرفض هذه السينما ولا أعرف كيف أتعامل معها.
حق الاعتذار
ــ لماذا مازلتِ ترفضين تقديم قصة حياتك في مسلسل سيرة ذاتية؟
- لم أفكر مجرد تفكير في كتابة مذكراتي، ولا يمكن أن أقدم سيرتي الذاتية لأنه لا يوجد بها شيء مشوق، ومن يريد معرفة قصة حياتي يراها على شاشة السينما من خلال أعمالي، فمذكراتي هي حياتي الفنية نفسها، وأنا لم أقم بأشياء خارقة لأكتبها، فكنت سيدة محترمة وربيت أولادي الثلاثة تربية جيدة وجعلتهم يحبون بعضهم بعضاً، وفي بيتي أنا مثل أي ست مصرية عادية .. فلماذا أكتب مذكراتي؟
ــ ما سر اعتراضك الدائم على وصف <فنان من زمن الفن الجميل>؟
- لأنه لا يوجد شيء اسمه الزمن الجميل والزمن الوحش، أنتم أيضاً تعيشون في الزمن الجميل لأن فيه أعمالاً عظيمة ومتميزة وكل زمن به الجيد والسيء، وأنا مستمتعة جداً بالعمل في الزمن الحالي مع الجيل الجديد.
عالمية منى زكي وأحمد السقا
ــ ذلك معناه انك معجبة بسينما الشباب؟
- نعم، وأتابع كل الأفلام وكل النجوم الجدد باستمرار وأرى الفيلم أكثر من مرة، فلا أحد يستطيع إنكار موهبة عدد كبير جداً من الجيل الحالي، فهناك نجوم ونجمات يستحقون العالمية، بل أراهم عالميين فعلاً مثل منى زكي وأحمد السقا وكريم عبد العزيز وشريف منير، كذلك هناك مؤلفون عباقرة مثل تامر حبيب وبلال فضل ومحمد حفظي، وكذلك من المخرجين يعجبني أحمد جلال ووائل إحسان وكاملة أبو ذكري. ولكن مشكلة السينما الحالية تتمثل في قلة السيناريوهات، فالأسماء التي ذكرتها قليلة ونحن نحتاج إلى جيل من المؤلفين أكبر بكثير، خاصة أن إمبراطور السيناريو وحيد حامد لا يكتب إلا كل ثلاث 3 سنوات فيلماً واحداً.
ــ هل تذهبين الى السينما؟
- طبعاً أشاهد كل الأفلام وأحب أن أرى أي فيلم بمفردي حتى أستطيع أن أحكم عليه جيداً، وأراه بعين المشاهد العادي.
ــ هل تعتقدين أن السينما تجاهلت النجوم الكبار لفترة ثم عادت للجوء إليهم مرة أخرى؟
- السينما لم تتجاهل النجوم الكبار فقط، بل تجاهلت نفسها، فقبل 8 سنوات لم تكن هناك سينما أصلاً ولولا الشباب الذين تحمسوا لتقديم ما هو أفضل ما كنا شاهدنا هذا التطور الجميل.
الست هانم
ــ تجربتك مع المخرج خالد يوسف كيف تراها شويكار؟
- خالد يوسف فنان محترم لديه رسالة ومؤمن بها، و كان له الفضل في طرح قضايا العشوائيات رغم أنه لم يقدم كل القذارة الفعلية بها التي لا يصدقها عقل.
ــ طوال مسرحية <أنا وهو وهي> البطل لا يقول للبطلة سوى <يا ست هانم>، فكيف ترى شويكار ألفاظ الأفلام ومسلسلات رمضان؟
- مصيبة سوداء! وأتساءل لماذا ننقل هذه القاذورات للفن؟ هل لجمال هذه الألفاظ؟ لماذا نضع هذه القذارة في أذن المشاهد؟ أقول لناقلي هذه الألفاظ اتقوا الله! شيء مقزز أن ننقل لغة فاسدة ليرددها الناس ويكفي السباب الذي نسمعه في الشوارع.
ــ رغم الألفاظ هل أعجبتك مسلسلات رمضان؟
- كان فيها أعمال جيدة جداً مثل <سجن النسا> و<تفاحة آدم> وغيرهما من الأعمال ولا أرغب في نسيان أحد.
ــ ومن هي الممثلة التي أعجبتك؟
- ريهام عبد الغفور <محصلتش> ولا أصدق التحول الفني والعبقرية التي وصلت إليها خلال ثلاث سنوات متتالية وقدمت أعمالاً شديدة التنوع وكسرت قالب البنت الطيبة، أنا أدعي لها، وبصراحة خايفه عليها من الحسد.
ــ ومن هو النجم الذي يضحكك؟
- هاني رمزي وأحمد حلمي وأشرف عبد الباقي محترمون في الكوميديا التي يقدمونها.
ــ قدمتِ الكوميدي والتراجيدي، فبأي مدرسة تصنفين نفسك؟
- أعتقد أن الفنان لا بد أن يقدم كل شيء، فهو ممثل. وبالنسبة لي كان هذا سهلاً جداً، فإذا حكى لي أي إنسان حكاية مؤثرة أو محزنة سأبكي فوراً لأنني حساسة جداً.
ــ ولكن لماذا اقتصرت تجاربك الكوميدية على الأعمال المشتركة مع فؤاد المهندس؟
- ولماذا أقدمها مع أي فنان آخر ما دمت قدمتها مع الأستاذ؟
ــ كيف ترين الكوميديانات الآن؟
- ضحكت وهي تسألني : هل عندنا كوميديانات أصلاً؟ أين الرواية التي تلعب بطولتها كوميديانة، فمثلاً هالة فاخر شربات لكن لا توجد لها نصوص جيدة، وأرى أيضاً منى زكي كوميديانة رائعة وخاصة بعد أن شاهدت لها <خالتي فرنسا>.
ــ كيف نبدأ الحديث معك عن فؤاد المهندس؟
- إذا أردنا الحديث عن فؤاد سنحتاج أياماً وشهوراً ومزيداً من الورق حتى نعطيه حقه، وباختصار شديد فؤاد شخص محترم مثقف مخلص في عمله وبيته، لديه ضمير وحس واع وفهم كبير، لا يحب الهزار الخارج عن الحدود. كان منظماً جداً جداً في منزله وفي عمله. سبب زواجي به كانت لبنى عبد العزيز عندما تقدم لي عريس آخر وسألتها عن رأيها، فقالت: تزوجي فؤاد فسيكون أباً لابنتك وفعلاً حدث هذا وأحببته حباً لم تحبه امرأة لرجل أبداً، وكان فارق السن بيننا 18 عاماً، وبينه وبين أمي 7 أيام، كان هو أصغر منها، أما زواجنا فكان محترماً، وحتى الانفصال كان محترماً لأنه كان يتسم بالطيبة الشديدة، وبعد الانفصال كنت ازداد حباً له يوماً بعد يوم ولم أتركه أبداً.
ــ ما الذي لا يعرفه الناس عن المهندس وتعرفينه أنت كزوجة وحبيبة وشريكة في العمل؟
- البعض يتخيل أنه كان رجلاً مرحاً وكوميدياً طوال الوقت وهذا غير صحيح، هو كان إنساناً طيباً ولكنه كان دقيقاً جداً في معاملاته.. هو رجل مثالي ويعشق النظام ويحلم بالكمال.
ــ ألم تفكري يوماً في إجراء عملية تجميل؟
- مطلقاً، لكنني قد أقوم في يوم بعملية لتقليل وزني، أما ملامحي فلم أقم أبداً بتغييرها لأن الناس أحبتني بهذا الشكل وكبرت معهم وكبروا معي، ولو غيرت ملامحي لصاروا يشعرون بالغرابة وباختلافي عمن يعرفونها.
ــ هل صحيح انك لا تفضلين مشاهدة أفلامك عند عرضها؟
- أنا لا أشاهد أفلامي أبداً، ولا حتى مجرد مشهد واحد فقط، وكان الفنان العظيم الراحل محمود مرسي كذلك، وعندما سألته عن السبب قال لي إنه لا يعرف لكنه لا يحب أن يرى نفسه على الشاشة، وأنا كذلك .. حتى المرآة لا أحب أن أرى نفسي فيها إلا نادراً.
ــ كيف ترين المسرح حالياً وأنت واحدة ممن شاركوا في تكوينه؟
- لا يوجد مسرح الآن، فجلال الشرقاوي لا يعمل إلا قليلاً، وحتى سمير غانم وعادل إمام توقفا، وأنا لم أكن أتمنى هذا، فالمسرح له معزة خاصة في قلبي وأتمنى ازدهاره وعودته مرة أخرى.
ــ كيف ترين مستقبل مصر اليوم؟
- للأسف لست متفائلة على الإطلاق، فالخراب الذي وصلت إليه الأحوال في مصر كبير، وبصراحة أنا خائفة عليها لأن الإصلاح يحتاج لسنوات وسنوات.. وقد أكون عندئذٍ قد رحلت عن هذه الدنيا. كما أشعر بالرعب من عدد رجال الشرطة الذين تغتالهم أيادي الإرهاب كل يوم. ثانياً أهالي العشوائيات وهم للأسف شباب المستقبل كيف سيأتي جيل من الشباب يعيش في هذه الظروف غير الآدمية.. المستقبل يحتاج لعلم وصحة وثراء وليس للجهل والفقر والمرض النفسي والعضوي.
ــ أنتِ ممثلة وتعيشين في حي راق كيف تصل لك معلومات عن العشوائيات؟
- من الأشخاص الذين يعملون عندي، وعندما احتك بهم في الشارع أرى وأسمع ألفاظاً وقصصاً مشينة.
ــ ماذا تقولين عن الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
ربنا يعينه على مشاكل مصر.. لديه هم كبير جداً.