تفاصيل الخبر

لقاح الكريب لا يحمي من الاصابة بالكريب مئة بالمئة ولكنه يساعد في خفض خطورة المضاعفات!

25/10/2019
لقاح الكريب لا يحمي من الاصابة بالكريب مئة بالمئة ولكنه يساعد في خفض خطورة المضاعفات!

لقاح الكريب لا يحمي من الاصابة بالكريب مئة بالمئة ولكنه يساعد في خفض خطورة المضاعفات!

بقلم وردية بطرس

يتغير فيروس الكريب والانفلونزا بشكل مستمر اما بشكل تدريجي مع مرور الزمن او بشكل مفاجىء، لذلك فان الحصول على لقاح الكريب لا يضمن 100 بالمئة عدم الاصابة بالعدوى ثانية. بشكل عام فان لقاح الكريب سيحمي 70 بالمئة من الأفراد الذين يحصلون عليه. وتشير الدراسات الى ان الحصول على اللقاح يقلل من خطر الاصابة بالعدوى ثانية بنسبة 40 الى 60 بالمئة. ففي كل عام يتم تطوير لقاح الكريب بحيث يزود حماية طويلة الأمد ضد أنواع مختلفة عدة من سلالات فيروس الانفلونزا. بالنسبة لأنواع اللقاح يتم الحصول على لقاح الكريب غالباً على شكل حقنة في عضلة الذراع او بالنسبة للأطفال الصغار يتم اعطاء حقنة لقاح الكريب في عضلة الفخذ كما يتوافر لقاح الكريب على شكل حقنة تحت الجلد بالنسبة للأفراد من عمر 18 لغاية 64. ويوفر لقاح الكريب حماية ضد فيروس الانفلونزا. ويكون اللقاح اما غير النشط (اي تم قتل فيروسات الانفلونزا قبل استخدامها في اللقاح) او اللقاحات المصنعة (اي لا يحتوي اللقاح على فيروس الانلفونزا)، في وقت تنصح مراكز الأبحاث والسيطرة على الأمراض بالحصول على لقاح الانفلونزا بالنسبة للأفراد الذين يبلغون من العمر 6 أشهر وأكبر، مع بعض الاستثناءات: الأطفال بين عمر 6 أشهر و 8 سنوات قد يحتاجون الى جرعتين من لقاح الكريب خلال الفصل الواحد. وأفضل وقت للحصول على لقاح الكريب هو نهاية شهر تشرين الأول (اكتوبر). وبعد الحصول على لقاح الكريب يحتاج الشخص أسبوعين من الزمن حتى تتنشط الأجسام المضادة لديه التي ستحمي الجسم ضد فيروس الانفلونزا.

الدكتور نديم كنج وعوارض الكريب!

 

فما هي عوارض الكريب؟ وماذا عن لقاح الكريب؟ وهل من آثار جانبية للقاح الكريب؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في الأمراض الصدرية الدكتور نديم كنج وسألناه عن العوارض التي تظهر عند اصابة الشخص بالكريب فيقول:

- اولاً الكريب العادي يؤدي الى العوارض الآتية: ارتفاع الحرارة وألم في الحلق وسيلان الأنف ويتبعه السعال وقد يؤدي الى بعض المضاعفات مثل التهاب القصبات الهوائية او الرئة. هناك اكثر من 200 فيروس معروف ويسبب الكريب. ولكن علمياً ان الانسان الذي يلتقط اكبر عدد من الفيروسات تصبح مناعته اقوى من شخص لا يلتقط فيروسات الكريب. كما ان الشخص الذي يلازم المنزل ولا يعرض نفسه للفيروسات يكون اكثر عرضة للالتقاط الفيروس بشكل اسرع من غيره. علماً ان الناس يظنون بانه كلما جنّب الانسان نفسه التعرض للبرد فلن يُصاب بالكريب وهذا امر غير صحيح. كما انه يجب ان يدرك الناس بأنه لا دواء فعالاً ضد الكريب اذ عندما يُصاب الانسان بالكريب ننصحه بتناول أدوية مسكنات تعمل على تخفيض الحرارة كما ننصح بشرب السوائل وان يرتاح في منزله لبضعة ايام حسب حالته.

وعن انتقال العدوى من الشخص المصاب الى الآخرين يشرح:

- أحياناً تنتقل العدوى من الشخص المصاب الى الأشخاص المحيطين به دون ان يعلم بأنه مصاب بالعدوى لانه لا تظهر العوارض في الحال وبالتالي تنتقل عدوى الكريب من الشخص المصاب الى شخص آخر حتى قبل ان تظهر العوارض لديه، ولهذا عندما تنتقل العدوى بين الناس قد تظهر العوارض بعد يوم او يومين من التقاط الفيروس حتى لو تقيد بالارشادات الصحية والوقائية مثل الكمامة الى ما هنالك. وطبعاً ننصح دائماً بالنظافة لتجنيب الشخص التقاط الفيروس، وبعدم استعمال اغراض الشخص المصاب بالكريب، وغسل اليدين، والابتعاد عن المصاب بالكريب لان الفيروس ينتقل عبر الرذاذ والعطس ومصافحة اليدين، ولهذا تنتقل العدوى في فصل الشتاء بشكل اكثر لان الناس يكونون في اماكن مغلقة مما يساعد على انتقال العدوى بينهم اكثر.

بعض حالات الانفلونزا يودي الى الوفاة!

ــ في بعض الحالات عند الاصابة بالانفلونزا قد يودي الأمر الى الوفاة فماذا يحدث بهذه الحالة؟

- يجب التنويه هنا الى ان فيروس الانفلونزا قد مر بمراحل عدة منذ آلاف السنين، ولكن لا يمنع بان هذا الفيروس خطير وممكن ان يؤدي الى الوفاة في بعض الحالات: فمثلاً ان الأشخاص المسنين معرضون للوفاة اكثر من غيرهم، وايضاً الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص البدينين لان المناعة لديهم ضعيفة ولا يقدرون ان يتحملوا كبقية الأشخاص، كما ان الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل امراض القلب والكلى والانسداد الرئوي والرئة معرضون للوفاة اثر اصابتهم بالانفلونزا. الانفلونزا يثير الرعب في نفوس الناس لانه يلحق الضرر بخلايا الجسم كثيراً وتكون الحرارة مرتفعة جداً كما يثير أوجاعاً في الحلق وغيرها اكثر مما يسببه الزكام. لقد عُرف الانفلونزا عبر التاريخ انه وباء اودى بحياة ملايين الناس وفي السنوات الأخيرة ظهرت انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور وغيرها... اما في لبنان فالأمر مختلف اذ لا يشكل وجود حالات الانفلونزا بمعنى الوباء بل نكتشف بعض الحالات لانه بالنهاية عندما ينتشر هذا المرض يصيب الملايين، وفي لبنان كما تعلمين ان عدد السكان يُقدر تقريباً بأربعة ملايين، وبالتالي يختلف الأمر عن البلدان التي يقطنها عشرات الملايين. وكما انه معروف عن فيروس الانفلونزا ان جيناته تتحلى بقدر عال من الذكاء وكل فترة تتغير جيناته ولهذا لا تقدر الوسائل الطبية ان تمنعه.

ويتابع:

- يجب توضيح أمر ما: هنا لا تكون المشكلة متعلقة بالفيروس فقط بل ان هناك أمرين: وضع الشخص الصحي والميكروب. فأولاً اذا كان لدى المصاب بالكريب مشاكل صحية يجب ان يقصد الطبيب واذا تطلب الأمر يجب اجراء فحص الدم لنرى عما اذا كان هناك التهاب ما. ولكن ما يحدث في لبنان ان الناس يأخذون المضادات الحيوية عند اصابتهم بالكريب بينما في بلدان العالم لا يحدث ذلك فمثلاً في سويسرا لا توصف المضادات الحيوية لكل حالات الكريب، اذ لكل حالة دواء او علاج خاص، بينما عندنا يهرع الناس لتناول الأدوية كما يشاؤون ظناً منهم بأن ذلك سيشفيهم وبهذه الحالة لا تتم المحافظة على الميكروبات الجيدة في جسم الانسان التي تحميه وبالتالي تقل المناعة لديه ولا يقدر ان يقاوم الميكروبات او الفيروسات التي تدخل الى جسمه. اذاً صحة الشخص لها دور، فإذا كان مصاباً بالسكري او برونشيت مزمن يستدعي الأمر زيارة الطبيب لاخضاعه للعلاج المناسب اذ لا يمكن التساهل مع الكريب في هذه الحالة.

لقاح الكريب وارشادات وقائية!

ــ ولماذا يرى البعض ان لقاح الكريب غير فعال وأحياناً تكون له آثار جانبية؟

- ان لقاح الكريب يُوصف لحماية الشخص من الزكام بينما هو في الأساس لقاح الانفلونزا وبالتالي لا يؤثر على الكريب بل على الانفلونزا، ولان فيروس الانفلونزا يتغير كل فترة لهذا لم يستطع اللقاح ان يؤثر بطريقة نهائية على وجود الانفلونزا في العالم. وهناك محاولات كثيرة لتطوير اللقاح. فلقاح الانفلونزا مختلف عن بقية اللقاحات المعروفة منذ سنوات طويلة مثل لقاح شلل الأطفال والحصبة والجدري، فان اللقاحات لهذه الأمراض قد اعطت نتيجة، ولكن بما يتعلق بالانفلونزا فهي ليست فعالة مئة بالمئة. وبالرغم من ان التوصيات التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية وهي واضحة في هذه المسألة ان اللقاح يُنصح به لمن تجاوز سن الخامسة والستين وللأشخاص المصابين بأمراض مزمنة وأيضاً الذين يعملون في مراكز صحية، ولكن هناك خطأ شائع بأن اللقاح هو ضد الكريب بينما الصحيح هو ان اللقاح هو ضد الانفلونزا وهذا الأمر يجب التنبه له.

وبالسؤال عن التعرض لفيروس الكريب يقول:

- التعرض لفيروس الكريب سيستمر لمدى الحياة ولكن في فصل الشتاء تزداد نسبة التعرض والاصابة بالفيروس اكثر من بقية الفصول نظراً لوجود الناس في اماكن مغلقة مما يساهم بانتقال الفيروس من شخص لآخر. وفي كل سنة سيكون هناك فيروس جديد ويثير الخوف في نفوس الناس، وطبعاً تتخذ الاجراءات الوقائية في مطارات العالم عندما يصبح الفيروس مرضاً وبائياً كما حصل في السنوات الأخيرة مع ظهور فيروسات انتشرت بسرعة بين البلدان نظراً لانفتاح الشعوب على بعضها البعض والسفر من بلد لآخر اكثر من الماضي حيث كان يبقى الفيروس محصوراً في منطقة معينة او بلد معين. والتوقعات بأن تكون هناك فيروسات جديدة كبيرة، كما ان المناعة تقل اكثر فأكثر في يومنا هذا بالرغم من تقدم العلاجات وذلك لأسباب وعوامل عديدة تتعلق بنمط حياة الانسان والتدخين وعدم النوم بشكل صحيح والتوتر وكثرة تناول أدوية المضادات الحيوية وتعرض الانسان لمواد كيميائية ومسرطنة، كذلك فان متوسط عمر الانسان ازداد اكثر مما كان في السابق ما يجعله عرضة للاصابة بأمراض عديدة وبالطبع للاصابة بفيروسات الكريب بشكل اكبر، اذاً كلما ازداد عمر الانسان يصبح عرضة لالتقاط الفيروسات بما فيها فيروسات الكريب التي تتجاوز المئتي نوع وبالتالي سيظل عرضة لالتقاطها خصوصاً في يومنا هذا حيث التواصل بين الناس اكثر من الماضي سواء في اماكن العمل او المجمعات او المطارات الى ما هنالك.

ــ وهل من ارشادات وقائية؟

- طبعاً النظافة امر ضروري ولا بد منه لانها تقي الانسان من العديد من الأمراض والجراثيم بما فيها فيروسات الكريب، وايضاً يجب التنبه لأمر مهم الا وهو استخدام المواد المعقمة، ولا بديل عن الماء والصابون فالصابون يقضي على الفيروس ولهذا ننصح دائماً بغسل اليدين بالصابون خصوصاً بعد استعمال اغراض الآخرين. ويجب ان يعلم الشخص بان البرد لا يسبب له الزكام او الكريب بل الفيروس، فأحياناً يرتدي الانسان ثياباً دافئة ويتوقى كثيراً وبالرغم من ذلك يُصاب بالكريب وتكون العوارض شديدة لانه التقط الفيروس وليس بسبب الطقس البارد، وبالتالي يجب على كل شخص ان يعرف هذه الأمور والا يأخذ بآراء ومفاهيم مغلوطة يتناقلها الناس منذ عشرات السنـــــــــــــــــــــــين وهي ليست دقيقة وليست مبنية على اسس علمية وطبية، وتبقى الوقاية خيراً من قنطار علاج.