تفاصيل الخبر

لبنانية من الجنوب حصلت على منحة الرئيس الفرنسي لدراستها عن الخلايا الجذعية

04/04/2014
لبنانية من الجنوب حصلت على منحة الرئيس الفرنسي لدراستها عن الخلايا الجذعية

لبنانية من الجنوب حصلت على منحة الرئيس الفرنسي لدراستها عن الخلايا الجذعية

صاحبة الاكتشاف تالا قانصو: نجحت في منع سرطان «الكولون » من الامتداد الى الكبد بقطع الدم عن الخلايا السرطانية

52e4197211b26---الدكتورة-تالا-قانصو كان فريق من العلماء اليابانيين قد ابتكر برئاسة البروفيسور الياباني «شينيان ياماناكا» الحائز على جائزة «نوبل» في الطب وبروفيسور في جامعة «كيوتو» اسلوباً جديداً لتنمية الخلايا الجذعية المحفزة المتعددة القدرات. ونجح هذا الفريق الذي يضم علماء من جامعات «كيوتو» و«اوساكا» و«كوبيه» في وضع اسلوب لتنمية الخلايا الجذعية المحفزة المتعددة القدرات دون استخدام الخلايا المغذية الحيوانية الاصل. وقد انحصرت الصعوبة الرئيسية في تنمية الخلايا الجذعية في صعوبة اعداد الخلايا المغذية وطول مدته، بالاضافة الى خطر الاصابة الجرثومية بعد زراعتها في جسم الانسان. لكن الاسلوب الجديد الذي اطلق عليه اسم «اسلوب خالٍ من الخلايا الجذعية المغذية يقضي باستخدام اجزاء من البروتين السكري «لامينين» ووسط غذائي اصطناعي يضم انواعاً مختلفة من الاحماض الامينية والفيتامينات.

ويرى العلماء ان هذا الاسلوب سيسمح لهم بتسريع عملية تنمية الخلايا الجذعية المحفزة المتعددة القدرات عشر مرات. يذكر ان البروفيسور «شينيان ياماناكا» نجح في العام 2006 لاول مرة في تاريخ البشرية بتنمية اول خلية جذعية محفزة متعددة القدرات من خلية عادية لجلد الانسان. وتستطيع هذه الخلايا ان تشكل خلايا لمختلف اعضاء الجسم، الامر الذي يتيح امكانية تنمية انسجة واعضاء للجسم من خلايا المريض نفسه لتبدل الانسجة والاعضاء التي فقدها بسبب المرض او الجرح.

وخلال السنوات الاخيرة، تمكن العلماء من صنع خلايا لاعضاء الجسم المختلفة. والمشكلة الرئيسية التي تواجهها هي امكانية استخدام هذه الخلايا في الطب اذ تشكل حافزاً كبيراً لتطور السرطان. وبناءً على ذلك، فاز «شينيان ياماناكا» والبريطاني «جون غوردون» بجائزة نوبل للطب للعام 2012 لاعمالهما الريادية على الخلايا الجذعية على ما اعلنت لجنة جائزة «نوبل»، ولقد كوفىء الثنائي لاكتشافهما ان الخلايا البالغة يمكن اعادة برمجتها لتصبح متعددة الاستعمالات، اذ اكتشفا ان الخلايا البالغة المتخصصة يمكن اعادة برمجتها لجعلها غير ناضجة مجدداً، فيصبح بالامكان تحويلها الى اي نسيج آخر في الجسم. وبالتــــالي مـــن خــــلال عـــــادة برمجــــة الخلايـــا البشرية قدم العلماء فرصاً جديدة لدراســـــة الامراض وتطوير الوسائل للتشخيص والعلاج.

قانصو و11 اختراعاً

وها هي ابنة الجنوب الدكتورة تالا قانصو ابنة التاسعة والعشرين من العمر تتمكن من احراز تقدم علمي طبي في مجال علوم الحياة في جامعة «نيس» في فرنسا، اذ قامت بتحويل الدهن في الجسم الى خلايا جذعية تتحول الى خلايا ناضجة، تتحول الى اي عضو في الجسم. ويعتبر هذا الابتكار من اهم الاختراعات الطبية للقرن الواحد والعشرين. وفي جعبة الدكتورة تالا قانصو 11 اختراعاً دونتها في مجلة «Cancer Letter» وحازت على براءة اختراع واعتراف عالمي عبر «POP MED» التي تجمع كل المخترعين.

التحقت الشابة تالا قانصو بجامعة «نيس» في فرنسا لتكمل تعليمها في علوم الحياة، واثبتت تفوقها منذ السنة الاولى فحازت على منحة الرئيس الفرنسي «Bourse Fleshee» والتي اثارت جدلاً. فكيف يمكن للبنانية ان تأخذ منحة مخصصة للفرنسي؟ ثم تخصصت تالا بـ«الخلايا الجذعية» وتركزت ابحاثها حول الخلية الجذعية داخل النخاع الشوكي التي تعطي عضلاً، وحصلت على شهادة الدكتوراة في البيولوجيا الجزيئية والخلوية (الخلايا الجذعية «IPS CELLES») بدرجة شرف.

وتعتبر الدكتورة تالا قانصو اصغر مخترعة علمية في هذا المجال بالنظر الى عدد الاختراعات التي قدمتها وطموحها العلمي لا حدود له.

أسباب البدانة

وعن سنوات الدراسة، تقول الدكتورة تالا قانصو:

- أمضيت اكثر من عشرة اعوام في البحث والتحليل الطبي، قدمت بحثاً علمياً حول سرطان «الكولون» المنتقل الى الكبد وهو مرض لا علاج له ابداً، اذا كان منتشراً بنقاط متعددة. وهذا منحني شهادة الدكتوراة في السنة الأولى من الماجستير، وقد تسجل باسمي رغم الاعتراض على الامر: كيف يمكن لتلميذة ان تسجل اختراعها باسمها؟ يقوم الاختراع على قطع الدم عن الخلايا السرطانية ووصله بالخلايا الصحيحة عبر مادة «VGF» التي تخرجها الخلية، تذهب لخلية الدم تعطي الاوامر ببث الدم وتزودها به وتموت الخلية ويتخلص الجسم منها بشكل طبيعي. لقد بدأ تطبيق هذا الاختراع في مستشفى «نيس» للامراض السرطانية وسيبدأ تعليمه للاطباء خلال عامين بعد ان اثبت نجاحه.

وعن الاختراع الذي جرى تطبيقه على الجرذان، تشرح الدكتورة تالا قانصو:

- يقوم الاختراع الذي جرى تطبيقه على الجرذان على اخذ الخلايا الدهنية وتحويلها الى خلايا ناضجة، يمكن له ان يكون كبداً، قلباً، أو عضلاً، يزرع داخل الجسم حيث المرض المراد علاجه، من خلال جهاز يوضع داخل احد الاوعية الدموية، ولان هذه الخلايا من جسد المريض، فلا يوجد اي احتمال برفض الجسم لها. وتطور هذه التقنية يساعد على حل كل مشاكل الطب، من يحتاج عضلة قلب، كبد، قلب يعاني من سرطان وغيرها من الامراض، ويجري التحضير اليوم لانشاء بنك دولي لهذه الخلايا.

وعن أبحاثها حول اسباب البدانة تشرح:

- لقد قدمت دراسة حول اسباب البدانة «السمنة الزائدة» وتوصلت الى انها وراثية تنتقل من الام للاولاد، ووثقت هذه الرؤية العلمية في فصل من كتاب حول البدانة، ويُدرس اليوم في جامعات فرنسا وانكلترا في السنوات الدراسية الثانية والثالثة وهو صادر عن دار النشر «سبرينغلر»، ويحكي عن الخلية الجذعية التي تعطي الخلية الذهنية من بداية خلقها حتى تموت مروراً بالبدانة «الزائدة الضعف» والضعف الزائد وما يلحقها من امراض السكري والقلب.

التداوي الذاتي

وعن عودتها مؤخراً الى لبنان وبحثها تقول:

- عدت الى لبنان لاعمل على تسجيل اختراع اخر لي في الجامعة الاميركية التي ارسلت بطلبي. سيتركز البحث على سرطان الدم «اللوكيميا». ان هذا الابتكار سيكون الاهم لانه سيجري على اخذ الخلايا من جسم المريض لنحولها الى خلايا يداوي فيها المريض نفسه. سأكون اول شخص يطبقها في لبنان كما ان الجامعة الاميركية في بيروت متشجعة كثيراً والاختراع الذي اتوصل اليه هنا سيطبق في لبنان. إن بحثي العلمي في لبنان اهم لانه يجري على اخذ الخلايا من اشخاص مرضى، وهذا تحدٍ كبير اخوضه لان قلة في العالم تعمل على خلايا مريضة. وساعدني في الامر ان هناك تسهيلات في لبنان عكس فرنسا اذ يصعب جداً اخذ خلايا من اشخاص مرضى. وقد يكون هناك تعاون مختبري بين لبنان وفرنسا لسهولة الحصول على الخلايا.

وتتابع:

52e4195fb628d---الدكتورة-تالا-قانصو  

- آمل ان احظى بدعم اقله في المختبر لان الابحاث تحتاج الى اموال طائلة، اود ان انجح في الجامعة الاميركية في بيروت، وآمل ان لا اجبر على العودة الى فرنسا، احب ان ابقى وأجري ابحاثاً واعيش في لبنان. حلمي ان اطبق هذه التقنية في كل مكان فطموحي كبير، ولا حدود له طالما الانسان يملك اسئلة سيبقى باحثاً عن الاجوبة.

وأضافت:

- وفي لبنان سيجري افتتاح ماجستير «خلايا جذعية» في الجامعة اللبنانية، ولكن للاسف تغيب الابحاث العلمية عن الجامعة ما دفعني للقول: ماذا ينقص الجامعة اللبنانية لكي لا تتقدم لتضم دكاترة مبدعين ومهمين وهذه من كبرى المشاكل؟ اوجه رسالة الى كل باحث علمي ان يكون له هدف، ان يكسر كل الحواجز ليصل الى طموحه العلمي، دون ان نستثني الجامعة اللبنانية فندعوها لكي تعلم الطالب كيف يبحث عن المعلومة، ان تدفعه للتفكير والتحليل والا لن يكون هناك مخترعون، فتنمية الوعي ليست فقط عبر ادرس بل افكر واحلل. نأمل ان يحظى الاشخاص المبدعين في لبنان بالتشجيع والدعم لكي يرقى لبنان الى مصاف العظماء في العلم، لان بلدنا مفعم بالطاقات العلمية... فهل ستعمل الدولة اللبنانية على دعم طاقات ابنائها لكي يرفعوا اسم لبنان عالياً ام سيدعونهم يغادرون البلاد لتحقيق اهدافهم وانجازاتهم في بلد آخر حيث يحتضنهم ويقدم لهم الدعم اللازم لتقديم افضل ما لديهم في مجال العلم والابحاث؟