تفاصيل الخبر

 لـبـــــنان جـــــوا وارضـــــــا بخدمــــــــة مـــــــن يـستـكـشــف مـــعـــالــمـــــــــه الـخــلابــــــــــة!

24/05/2019
 لـبـــــنان جـــــوا وارضـــــــا بخدمــــــــة مـــــــن يـستـكـشــف مـــعـــالــمـــــــــه الـخــلابــــــــــة!

 لـبـــــنان جـــــوا وارضـــــــا بخدمــــــــة مـــــــن يـستـكـشــف مـــعـــالــمـــــــــه الـخــلابــــــــــة!

 

بقلم عبير انطون

من الجو او من على الارض بات يمكنك التعرف الى بيروت ومناطق لبنانية مختلفة بطرق غير تقليدية فيها الفريد والمميز. من الجو يمكنك اكتشاف لبنان عبر <ديسكوفر ليبانون باي بلاين> من خلال طائرة <سيسنا> صغيرة تقلك الى ربوعه عبر مسارات متعددة وتروج له شركة <ليب ادفايزر>، وعلى الارض من خلال باصات حمراء بطابقين اثنين تجوب بك الشوارع البيروتية لاستكشاف معالم مدينة عريقة بتراثها وتاريخها عبر 15 محطة تقلك اليها في نهار واحد تحت عنوان <سيتي سايت سينج>.

 فما اهمية المشروعين اللبنانيين المستقلين تماما الواحد عن الآخر، وأي متعة يقدمانها خاصة واننا على ابواب الصيف الجميل، الى من يتوجهان؟  ماذا اضافا على المشهد السياحي في لبنان، وما تفاصيل انطلاقتهما؟

مع المديرة التنفيذية والمؤسسة مع شركائها لـ<سيتي سايت سينج> السيدة فيفيان نصر والسيدة <سارة غيث> عن <اكتشف لبنان بالطائرة> وشركة <ليب ادفايزر>، كانت وقفة لـ<الأفكار> عند مختلف التفاصيل....

الباص الأحمر....

 

 مشروع رائد اطلقته السيدة فيفيان نصر مع شركائها عبر <سيتي سايت سينج> وباصاته الحمراء التي تتبختر مزهوة في شوارع بيروت تروي حكاية العاصمة لمن يستقلها. حول المشروع تحدثت نصر لـ<الأفكار>:

- نسافر جميعنا الى بلدان الغرب وحتى الى دول عربية كدبي مثلا وتطالعنا الباصات الحمراء على طريقة <هوب اون هوب اوف> لاكتشاف مختلف المعالم السياحية والتاريخية الموجودة في قلب المدينة، اذ ان اسهل الطرق للتعرف الى مدينة جديدة يسافر اليها الفرد منا أن يستقل هذه الباصات المجهزة بخارطة تبيّن المعالم المدرجة، وحيث يمكن للراكب فيها زيارة متاحف ومساجد وكاتدرائيات واماكن جذابة او مراكز تجارية ضخمة.

استقدمنا ثلاثا من هذه الباصات العالمية الى بيروت بحيث يمكن النزول والطلوع اليها طوال النهار بالبطاقة عينها. ويمكن للراكب الاستماع في الباص عبر جهاز سمعي، وباللغة التي يختارها (ستكون بست لغات: العربية والفرنسية والإنكليزية والاسبانية والروسية والصينية) الى تسجيل واف وتعليق مسهب مسجّل يتضمن المعلومات عن كل موقع للتعرف اليه والى تاريخه بشكل مفيد وممتع. وحركة الباص مرصودة عبر <جي بي اس> فلا تشكل زحمة السير أي مشكلة في ذلك، وان الـ<اوديو> لا يدلي بالمعلومات الا متى توقف عند المعلم المقصود.

وتضيف نصر:

- فلما يصل الراكب الى صخرة الروشة الشهيرة مثلا يعلمه الجهاز السمعي عنها، وكذلك الامر بالنسبة للرملة البيضا وكل منطقة او معلم يتوقف عنده. الجديد في هذا المفهوم انه ليس لدينا في لبنان باص للقيام بجولة سياحية استكشافية تتخللها

محطات عدة، علما ان هذا المشروع رائد عالميا وتجوب باصاته الحمراء شوارع 130 مدينة أوروبية وأميركية حول العالم للتعريف بحضارتها وتاريخها...

 وتشرح أكثر:

- عند اي معلم يمكن للراكب ان يترجّل، يشرب قهوته، يلتقط الصور التي يريدها، وبعد نصف ساعة او 40 دقيقة على الأكثر يصل الباص التالي ليقله الى متحف الجامعة الاميركية <اي يو بي اركيولوجي ميوزيوم> مثلا... واهم ما في الرحلة انها تجول على كل المتاحف، ويدخل حامل البطاقة المتحف الوطني اللبناني مجانا كما ويمكنه الاستمتاع بما يقدمه <متحف الأحجار الكريمة> الفريد، وبذلك يقضي الراكب نهاره متجولا بين المعالم السياحية والتجارية في قلب بيروت فرحا ومستفيدا في الوقت ذاته من المعلومات التاريخية والثقافية التي يكتسبها عن المدينة.

ينطلق الباص الاول لـ<ستي سايت سينج> من التاسعة والنصف صباحا من ساحة الشهداء ويستمر حتى الخامسة والنصف من بعد الظهر. انها ثلاثة باصات تسير الواحد تلو الآخر. من يستقله يشعر براحة غامرة بعيدا عن الزحمة والضجيج وهو مكيف بحسب احوال الطقس، يأخذ الداخل اليه الى مناظر ممتعة، وفي قلب بيروت يبرز التناقض الجميل ما بين البيوت القديمة والبنايات الحديثة. في الواقع نرى بيروت من منظار جميل جدا، وبعين جديدة بغير تلك التي نراها بها يوميا. هناك معالم نمر بجانبها نحن ابناء المدينة وسكانها ولا نتنبه لها. انا مثلا ابنة الأشرفية، ربيت في بيروت واكتشفت العديد من المعالم السياحية التي لم اكتشفها قبلا ولا كنت اعرف بها كالحمامات الرومانية تحت السراي او <ذي غاردن اوف فورغيفينيس> <حديقة المغفرة> خلف جامع الامين وكاتدرائية سان جورج. نرى مدينة تحت المدينة ونشعر وكأننا في روما.

البطاقة للاطفال حتى الخامسة هي مجانية، لتصبح بين السادسة حتى السادسة عشرة بعشرة دولارات وللراشد 33 دولاراً او 50 الفا، ويختلف السعر بالنسبة للمجموعات التي تضم أكثر من عشرة أشخاص فيضحي الثمن 25 دولاراً، كما يختلف ايضا للعائلات. لا يمكن القول بان السعر مرتفع، تقول نصر، فهذا ليس نقلا عاما، وبالنهاية السعر دولي، ونحن نملك رخصته في لبنان وملتزمون بالمعايير الدولية... الباصات تنطلق من ساحة الشهداء وسط العاصمة امام جامع الامين ولها 15 محطة تتوقف عندها وكل باص منها يتسع لـ65 شخصا.

الناس تفاعلت بشكل كبير مع الفكرة، وتردنا الاصداء الايجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يظهر مدى حماس الناس للتجربة، فهو موجه لابناء البلد تماما كما هو موجه للسائح، تقول نصر.

وعن دور وزارة السياحة تشرح:

- وقفوا الى جانبي، سهلوا طريقي بالنسبة الى البلدية والى المحافظة وامكنة التوقف او الانتظار للركاب. يلزمنا بعد حوالى الشهر لننتهي من الاشغال على الطريق واماكن توقف الباصات لنقل المشاركين بالرحلة. هذه الامور باشرنا بتحقيقها، ومشكور وزير السياحة على دعمه ووقوفه الى جانبنا بالرخصة وغيرها، ويكفي انه يعمل بجهد لجعل السياح يقبلون الى لبنان.

وأضافت:

- تقوم الشركة حاليا بالتعاون مع الاوتيلات ووكالات السفر بتسويق الفكرة، ويبدو انها تتجه في المنحى الايجابي، وقد لا ينحصر امر الباصات في بيروت اذ ان المرحلة المقبلة ستشمل مغارة جعيتا، التلفريك - وجبيل. اما للمناطق الثانية البعيدة فلا

يمكن السير بها من منطلق <هوب اون هوب اوف> بل في رحلات يومية لنهار يمضيه المشارك في الرحلة يعود بعدها الى حيث انطلق.

وتنهي نصر:

-  المشروع هذا الذي يشاركني فيه ثلاثة رجال وسيدتان كاستثمار شخصي لنا هو حلم كل اللبنانيين. هو فخر لنا جميعا وينشرح قلبي كما كل الناس الذين يرون الباصات تتبختر في الشوارع إذ نشعر بان العاصمة ارتفع مستواها السياحي الى مستوى عالمي وبتنا نشبه انفسنا بدول اوروبا ودول الخارج من الناحية السياحية. فنحن نملك تاريخا يعود الى خمسة آلاف عام، وعاصمتنا تدمرت وتعمرت 7 مرات والناس لا تعرفها. بيروت هي طائر الفينيق وسيبقى هذا الطائر محلقا اسمه في كل دول العالم.

ومن الجوّ....

انطلقت فكرة <ديسكوفر ليبانون باي بلاين> او <اكتشف لبنان بالطائرة> منذ عشر سنوات، تقول سارة غيث والطائرة عبارة عن طائرة <سيسنا> صغيرة الحجم تتسع لثلاثة أشخاص. تبدأ الجولة من بيروت وتكمل بحسب المدة والاتجاهات، جونية او الشوف او فاريا أو شكا أوالارز وتعود وفق مسار ووقت معين. نقطة الانطلاق هي دائما مطار بيروت وتكون العودة اليه.

وتابعت قائلة:

 - صحيح ان المشروع أطلقناه منذ عشر سنوات، الا أنه يعرف رواجا أكبر اليوم مع الترويج له ومعرفة الناس به، كما انها باتت تستعلم عنه بشكل أكبر.

يتراوح سعر الجولة ما بين الثلاثمئة والخمسمئة دولار بحسب الرحلة ومدتها ما يعتبر مرتفعا نسبيا، وهذا ما نقلناه عن عديدين أشاروا الى ذلك، فضلا عن تساؤلهم حول منع التصوير من الطائرة. التبرير للأمرين يأتينا من غيث:

- ربما ثمن البطاقة مرتفع، لكن لا تنسوا ما هو مطلوب، فالمطار <يشرج> الـ<باركينغ> فضلا عن سعر الفيول والاجر الذي يتقاضاه قبطان الطائرة المتخصص، هذا بغير الدخول والتخليص داخل للمطار، والتأمين على الحياة، وهذا كله مشمول بسعر بالبطاقة المدفوعة للرحلة. أما موضوع التصوير في المطار او من الطائرة فيعود المنع لإدارة المطار بذلك.

 ومع وعود المسؤولين بصيف واعد سياحيا ما يؤمن عددا أكبر من محبي استكشاف لبنان بالطائرة، تقول غيث:

 - التعويل الكبير يبقى على اللبنانيين انفسهم، ومن يأتون بنسب كبيرة هم مثلا الاشخاص الذين لم يركبوا طائرة في حياتهم من قبل، او من يعدّون مفاجأت متنوعة لاحبابهم او الاصحاب. ونقدم ايضا لمن يرغب درسا أوليا عن عمل القبطان وقيادته للطائرة فيتعلم مبادئها الأساسية من الكابتن ويمتد الدرس لساعتين ونصف الساعة يعيش في خلالها تجربة أن يكون قبطانا. في الساعة الأولى يشرح القبطان للمتعلم على الارض، ثم يأتي التطبيق في قلب الطائرة، وتخصص نصف ساعة لتعليمه حالات الطوارئ مثلا، ويكون هذا الدرس بمثابة حصة تعليمية اولية لاختبار محبة الشخص وميله الى ان يكون قبطان طائرة، واذا ما عرف اهتماما للأمر فانه يتابعه لحيازة شهادة في مجاله لاحقا.

واستطردت قائلة:

- لا صبايا <قبطان> في مشروع <ديسكوفر ليبانون باي بلاين> حتى الآن، مع امكانية تأمين قبطان- سيدة لتسلم الطائرة ان تمّ طلب ذلك، وكلهم مؤهلون تأهيلا عاليا بايجازات رسمية تسمح لهم بقيادة الطائرة ولو كانت من الحجم الصغير، فهنا حياة القائمين بالجولة، لا يسمح بأي تهاون بها.

الحجز قبل 3 أيام...

يطلب لمن يرغب بتجربة <ديسكوفر ليبانون> التقدم برغبته هذه الى الشركة قبل ثلاثة أيام عمل لنحصل له على التصريح المطلوب، وعليه ان يصطحب بطاقة هويته او جواز سفر صالحاً لأكثر من 6 اشهر وان يجيب عن بعض الاسئلة من سكن ورقم هاتف الخ... تقول غيث.

وأضافت:

- ارتفاع الطائرة تحدده طبيعة لبنان وطبيعة الرحلة. لم تسجل أية حادثة حتى اليوم في الشركة والهدف الأول القيام بجولة ممتعة فيها المغامرة والاثارة فوق الربوع اللبنانية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، أما التحليق بالطائرة عاليا فانه ليس الهدف اطلاقا، والأمر مرهون بحسب الجولة اكانت فوق الجبل او البحر، او حتى فوق مكان منبسط، كمثل طلب الطائرة للتقدم بطلب زواج بطريقة غير تقليدية أو حتى لمناسبة معينة الخ... عندها يضطر القبطان الى الانخفاض الى مستوى معين، وهذا ما حصل عدة مرات وشكّل مفاجأة سارة جدا...

لا صعوبات مالية تواجه المشروع حتى أن نجاحه شجع شركتين أخريين على القيام بالمثل، وهدف <ليب ادفايزر> المروج له، يبقى القيام برحلات ممتعة، مع توجيه الراغبين الى ما يمكنهم القيام به. الرحلات بالطائرة ليست يومية، وهي تتعلق بالطقس وكمية الحجوزات، وفي الشتاء الممطر والعاصف تتوقف تماما. كما ويمكن للرحلات ان تكون في النهار او في الليل، واجملها في الليل التوجه الى منطقة جونية حيث الخليج والاضاءة المتلألئة في حين يكون ذلك صعبا ليلا الى الارز او فاريا مثلا...

حتى نبقى!

من خلفية سياحية تأتي سارة التي تسعى الى تحقيق أفكار جديدة في قلب لبنان <حتى نفرح ونبقى به كلبنانيين نعمل فيه>. والى جانب <اكتشف لبنان بالطائرة>، فإنها تشير ايضا الى مشروع آخر هو <هوت اير بالونز> أيضا، وهو عبارة عن بالون حراري يرتفع عاليا بركابه. عنه تقول:

- حتى اليوم نسيره في منطقة <الوردة المزار - كفرذبيان> ونحاول الحصول على تصريح لنطلع من البقاع ايضا، وتمتد الجولة حول كفرذبيان مدة نصف ساعة. ويطلب الـ<هوت اير بالونز> او المنطاد ايضا للمهرجانات والمدارس حيث يرتفع البالون بالهواء الساخن وهو مربوط بحبل في هذه الحال، بعكس ما هو عليه في كفرذبيان، وهو يتسع لأربعة اشخاص، وتلعب عوامل الطقس والأمور التقنية دورها في اطلاقه من عدمه. التجربة فيه ممتعة حقا!