في الوقت الذي يكون فيه هذا العدد قيد الطباعة وهو يوم الخميس 12 حزيران/ يونيو، يكون <المونديال> العالمي لكرة القدم قد انطلق في اولى مبارياته التي ستجمع البرازيل وكرواتيا عند الحادية عشرة مساء ومبروك للفائز.
انشغل اللبنانيون خلال الاشهر المنصرمة في كيفية التحضير لـ<المونديال> العالمي لكرة القدم والذي يُقام كل اربع سنوات من دون ان يسألوا انفسهم ما اذا كان في امكانهم متابعة تلك المبارايات التي ستُبث في اوقات مُختلفة خصوصاً وان أي وسيلة اعلامية وعلى رأسها تلفزيون لبنان لم تعلن حتى اللحظة حتمية نقلها للمباريات مباشرة من دون ان يتكلّف المواطن أعباء مادية تُضاف الى اعباء حياته اليومية الضاغطة هذه الأيام.
اين تكمن مشكلة نقل المباريات؟
حتى موعد طباعة هذا العدد لم يكن حق تلفزيون لبنان في نقل مباريات كأس العالم 2014 قد حسم بعد. لكن الأمور وبحسب القيّمين على التلفزيون الرسمي تسير الى حلحلة اذ ان العقبة الأساس المتمثلة بدفع تعويض لشركة <سما>، صاحبة الحق الحصري في توزيع بث ترددات <بي إن سبورتس>، ستُذلل، بحسب مصادر مطلعة على المفاوضات الآيلة إلى عرض <المونديال> على الشاشة الوطنية.. ولهذه الغاية، كان غادر مطلع الاسبوع الماضي رئيس مجلس إدارة التلفزيون طلال المقدسي اليوم الى خارج لبنان، في سياق مساعيه لايجاد الحل. وترجح المصادر في تصريحات لـ<الافكار> أن الإعلان عن نقل <المونديال> <لن يتم قبل التوصل الى الحل النهائي الذي يرضي شركة <سما>، والمتوقع أن يُبرم قبل موعد إنطلاقة <المونديال> بيوم واحد كحد أقصى.
ومن المعروف أن نقل تلفزيون لبنان لـ<المونديال>، من شأنه أن يكبد شركة <سما> خسائر كبيرة، كونها الوكيل المحلي لشبكة <بي إن سبورتس> التي تنقل حصرياً وقائع
<المونديال>، وتوزعه في الشرق الأوسط والعالم العربي، وقد دفعت الشركة مبلغاً كبيراً من المال مقابل الحصول على هذا الحق، وهي تسعى الى بيع الترددات للمنازل والمؤسسات خلال فترة بث <المونديال>. وعليه، فإن بث المباريات على شاشة تلفزيون لبنان، ستقطع اي تعامل بين المشتركين والشركة، ما يعود عليها بخسائر فادحة.
المقدسي لـ<الافكار>:
على استعداد لأن نكون على الهواء خلال ساعتين
ادارة تلفزيون لبنان تقوم بكل ما يلزم بالتعاون مع وزارة الاعلام لدرس إمكانية حصوله على بث <المونديال>. كذلك يفعل القيمون على شركة <سما> التي اشتر
ت حق النقل المباشر لـ<المونديال> من تلفزيون <الجزيرة>، وفي الوقت نفسه يتابع اصحاب شركات الكابلات المفاوضات التي تجرى في وزارة الاعلام لمعرفة كيفية التحرك والتصرف. وهنا يقول مدير عام تلفزيون لبنان طلال المقدسي ان <المجهود الذي نقوم به ليس وليد اليوم وانما بدأنا به منذ 5 اشهر مع وزير الداخلية السابق مروان شربل ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في خطوات أولية شهدتها دولة قطر. ونحن اليوم نستكمل ما بدأناه مع الحكومة السابقة والبحث بما يلزم مع الحكومة الحالية. ولكن يبقى ان يعرف المواطن اللبناني انه حتى الساعة لا يمكنني ان أنفي أو أؤكد حصول تلفزيون لبنان على حق النقل ما دامت المفاوضات لم تنتهِ ولم ترسُ على القرار النهائي>.
وإذ أكد المقدسي أن التحدي كبير وما اقوم به عمل وطني وليس تجارياً، ولا أريد الضرر لشركة <سما> التي لديها حقوق وأتفهم وضعها، لكن حق المواطن اللبناني يفوق الحقوق الحصرية والعقود، وكشف أن تلفزيون لبنان حصل على موافقة مبدئية لبث المباريات وأن المساعي لم ولن تتوقف وتقودها اعلى المرجعيات في البلد.اما عن قدرة تلفزيون لبنان على دفع 6 ملايين دولار كتكلفة لنقل المباريات بحسب ما تتناقل بعض الاوساط الاعلامية، فقد شدد المقدسي على اننا لم نسمع بهذا الرقم من قبل، حتى اننا لم نتطرق الى الشق المالي بقدر بحثنا عن امكانية الحصول على حق البث. نحن نعمل جاهدين لكي يحصل كل لبناني على حق مشاهدة <المونديال> مجانياً. ان تلفزيون لبنان جهّز نفسه كلياً للتعاطي مع هذا الحدث بتركيب الهوائيات والكابلات اللازمة بحيث أصبح بمقدور الموظفين والتقنيين ان ينقلوا البث المباشر خلال 48 ساعة، وهذا انجاز بحد ذاته.
وفي خطوة قد تُعتبر حتمية منح تلفزيون لبنان حق البث المباشر، لفت المقدسي الى ان <التلفزيون على أتم استعداده لتلقّي البث ونقل <مونديال> البرازيل، حيث تم تركيب الصحون والكابلات، وهو على استعداد لأن يكون عل
ى الهواء خلال ساعتين متى حصل على موافقة قطر، فلا يخفى على أحد أن هذا الحدث العالمي من شأنه أن يعيد أمجاد <تلفزيون لبنان> ويضعه في المقدمة، وبما أن شركة <سما> لديها عقد نافذ مع تلفزيون <الجزيرة>، فإنه في حال حصول اتفاق مع التلفزيون الرسمي فإن الأخير سيطلب ويتمنى على تلفزيون <الجزيرة> أن يعوّض على شركة <سما> المصاريف التي تكبّدتها، لأن هذا العمل اعلامي أكثر من كونه تجارياً>.
ولا ينسى المقدسي ان ينقل عن وزير الاعلام اللبناني قوله شخصياً في اتصال معه من داخل مكتب امير قطر <مبروك>. وانا اقول: <كلام الامير أمير الكلام>. ويُذكر ان المقدسي كان دعا منذ ايام قليلة المسؤولين الى صرف السلفة المالية الموقعة منذ 31 تشرين الاول/اكتوبر 2013 بقيمة مليار و500 مليون ليرة لهذا الغرض.
<سما>: نحن الناقل الرسمي والوحيد
من جهته اكد حسن الزين المدير التنفيذي لشركة <سما> أنّ مؤسسة <BeInSports> هي الناقل الرسمي والوحيد لمسابقة كأس العالم في لبنان والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشركة <سما> هي الوكيل الحصري لتوزيع قنوات <BeIn> في لبنان، وحتى الساعة، فإن مشاهدة كأس العالم ستتم عبر شاشة <BeIn>، شارحاً أن <شركة <سما> هي الوكيل الحصري لتوزيع قنوات <BeInSports> بواسطة الكايبل في لبنان وهي تفتخر بالإنجاز الذي حقّقته في هذا المجال كون المشاهد اللبناني سيكون في استطاعته مشاهدة كأس العالم بثمن هو الأدنى بالنسبة للمنطقة العربية اي مئة دولار فقط، وهي شركة متخصصة في حقوق الملكية الفكرية. ولفت إلى أنّ توزيع القنوات سيتم بواسطة شركات البث المرخص لها من قبل الدولة اللبنانية وشبكات الكايبل.
مصادر لـ<الأفكار>: هذا ما سيحصل
وفي المعلومات التي حصلت عليها <الافكار> انه في حال امتلكت الشاشة الوطنية حق البث، وهو متوقع، فستنقل مباشرة عن <بي إن سبورتس>، ولن تأخذ الصور مباشرة من المصدر، كما فعلت في <مونديال> 1998 يوم استعانت بالمعلق الرياضي المصري الأشهر مدحت شلبي للتعليق على <المونديال>. كما وانه في <مونديال> البرازيل الحالي، ستنقل المباريات <بلوغو> <بي إن سبورتس> و<لوغو> <تلفزيون لبنان> معاً، وبالتعليق المرافق في الشبكة القطرية. أما الاختلاف، فسيكون بحداثة معدات البثّ، كون <بي إن> تبث بتقنية HD الفائقة الجودة، في وقت لم يعلن تلفزيون لبنان عما إذا كان سيبث بالتقنية نفسها.
أصحاب المحطات:
نرفض تحميل المواطن أي عبء
صاحب احدى شركات الكابلات يقول: <نحن نتابع عن كثب المفاوضات والاجتماعات التي يعقدها المسؤولون وتحديداً في وزارة الاعلام لنبني على الشيء مقتضاه. لكن نحن نرفض ان يدفع المواطن اللبناني تكلفة مشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم، هذه اللعبة لطالما كانت للفقراء قبل الميسورين، لذلك نتمسك بأن تبقى المشاهدة مجانية دون ان يتكلف المواطن قرشاً واحداً>، مشيراً الى ان التوجه هو بنقل المباريات على تلفزيون لبنان مجاناً واسقاط الحديث عن دفع المشترك 100 دولار لمتابعة <المونديال> او شراء جهاز لنقل المباريات تبلغ كلفته 300 دولار>. وإذ يبدي معظم أصحاب شركات الكابلات تفاؤلهم بعدم زيادة اعباء اضافية على اللبنانيين لمشاهدة حدث عالمي، فهم برأيهم مستعدون لدفع قسم من التكاليف كما جرى في العام 2006 من جيوبهم دون استردادها من المواطن لأنه ببساطة غير قادر على دفعها. وهم وبحسب تجاربهم السابقة يؤكدون ان مسار المفاوضات متجه الى حصول الدولة اللبنانية على حق البث مجاناً بالتفاوض مع دولة قطر كما جرى في العام 2010.
هكذا يتحضر اللبنانيون للعرس الكروي
ارتفعت رايات وأعلام الدول المشاركة في كأس العالم في كل مكان. على شرفات المنازل وعلى الأسطح وكذلك السيارات في الوقت الذي اختفت فيه اعلام الاحزاب السياسية بشكل لافت. انه زمن الاخلاق الرياضية والمسيرات السيّارة و«الزمامير> والويل لمن يخرج فريقه من البطولة باكراً فلا يعود له الحق بـ<التزريك> للأصحاب والاقارب.
يبدو ان معظم اللبنانيين معنيون بالدول التي يشجعونها وبفوزها أكثر بكثير من سكان هذه الدول أنفسهم، وربما لا تحصل كل هذه الطقوس الكروية في بلدان المشاركين كما تحصل في لبنان لدرجة تبدو فيها الامور وكأن موضوع التشجيع هو عدوى أو فيروس يصيب كل المناطق اللبنانية والجماهير. فالحال لدى الكبار والصغار هو نفسه عند النساء والرجال. الجميع في حالة ترقب لما ستكون عليه النتائج. ولم يكتف الكثيرون بتأييد الفرق المتنافسة من خلال الاعلام المرفوعة في كل مكان بل تعداه الأمر إلى استعمال <أكسسوارات> وهواتف وحتى ملابس عليها رايات كأس العالم. أما في مقاهي منطقة <الطريق الجديدة> فقد استكملت الاستعدادات بشكل كامل حيث يتوقع اصحابها حصول إقبال غير مسبوق خلال فترة كأس العالم خصوصاً تلك التي ستُقام خلال الامسيات ويبدي هؤلاء ارتياحهم لعودة الأمن الى مناطقهم وقد استقدموا لهذه المناسبة أيضاً مزيداً من النراجيل التي تحمل شكل أعلام الدول المشاركة اضافة الى فناجين الشاي والصحون.
عصام معتوق صاحب مقهى <مسا الورد> يقول إنّ أجواء كأس العالم رائعة، وهي عادة تجذب كثيرين من المتابعين، وخلال سعينا من الآن إلى مواكبة هذا الحدث الرياضي العالمي، واجهنا بعض المشكلات أهمها الاشتراكات و
ما يترتب عليها من أموال باهظة تدفع لوكلاء المحطة الناقلة <BeInSports> أما بالنسبة إلى مواقيت المباريات فلا مشكلة، إذ إنّ المقهى يفتح أبوابه لمحبّي كرة القدم طوال الليل، بما أنّ بعض المباريات تقام عند الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت بيروت. ويتابع معتوق قائلاً: <كأس العالم متعة، وأنا شخصياً أشجّع منتخب البرازيل، وتحضيراً لهذه البطولة، قمنا بتجهيز ديكور جديد يتناسب مع الأجواء، فالناس يتوافدون إلينا من كل حدب وصوب، لبنانيون وأجانب، لذلك وضعنا أعلام الدول المشاركة على أبواب المقهى، ولزيادة الانسجام والحماسة، سيلبس طاقم العمل بزّات المنتخبات كنوع من إضفاء المتعة على هذا الحدث الرياضي>.
سنرتاح من السياسة والسياسيين
وعلى عكس محمد الذي يريد ان ينسى هموم السياسة يقول ابن منطقته الحاج فؤاد <جميل جداً أن يكون اللبنانيون مشجعين ومهتمين بكرة القدم وبكأس العالم بالتحديد وبمبارياتها وفعالياتها، لكن الأجمل أن تبقى هذه الاهتمامات ضمن حدود المعقول وألا تصبح هي الشغل الشاغل لبلد بأكمله عن الهموم المعيشية والاجتماعية في بلد كلبنان متخم بالأزمات على مختلف الصعد. جميل جداً أن نلجأ من فترة إلى أخرى إلى ما يُسلينا ويبعد عنّا شبح السياسة، ولكن الأجمل ألا نترك التفكير بوطننا ومستقبلنا رهينة بأيدي الساسة ونتحوّل عن ذلك للتفكير في أي شيء وغالباً ما لا يكون لنا فيه لا ناقة ولا جمل كما يحصل اليوم في موضوع كأس العالم>. ويُضيف: في كل هذه المعمعة للرايات والأعلام والتشجيعات، لم ألمح العلم اللبناني حاضراً البتة وكأنه علمٌ لدولة أخرى. صحيح ان لبنان ليس مشاركاً في كأس العالم ولكنه كان مشاركاً في كأس آسيا وفي التحضيرات لكأس العالم ولم نر ضجة تشجيعية من الشعب اللبناني لفريق بلده الذي من المفترض أنه يمثله ويمثل وطنه لبنان.يتقن اللبنانيون فن الانقسام حتى في الرياضة، لكنه يبقى انقساماً اقل ضرراً من الانقسام السياسي اذ ان الجميع ضمن هذه المعمعة على علم مُسبق ان هناك فريقاً وحيداً سوف يُحرز بطولة العالم في نهاية المطاف اذ لا مجال للتعادل مهما كلّف الامر. وهنا يقول ابن منطقة البسطا محمد عتيق عن اللحظات التي يعيشها مع اصحابه وأقاربه خلال الشهر الكروي، <نحن اللبنانيين نجد في كأس العالم فرصة لكي ننسى أو نتناسى هموم السياسة والسياسيين والمشاكل التي وضعونا ووضعوا البلاد فيها ونشاهد ما نرغب فيه بدل مشاهدة السياسيين الذين احتلوا الشاشات بالقوة وفرضوا أنفسهم علينا بالقوة رغم اشمئزاز الشعب اللبناني منهم ومن تصرفاتهم>.
لغة الحرب وحسرة على الزمن الجميل
<شو يا جواد خبروني انك اسباني مظبوط؟ ايه مظبوط>. <بس وحياتك ما إلكن خبز هالسنة لأن الكتيبة الالمانية حاضرة للانقضاض عليكن والله لنخليكن تترحموا على زمن هتلر>. حوار بين صديقين في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية يختصر الاصطفافات الكروية بشكل عام، لكن ما يُميّز <التزريكات> في هذه المنطقة عن بقيّة المناطق العبارات التي يستخدمها الشباب والتي تُعبّر عن واقع الحياة التي يعيشونها. فعلى سبيل المثال يقول حسين ديب لشقيقه علي <والله بدنا نولّع البلد بس تربح البرازيل> فيجيبه الاخير: مع كل هدف بتسجلو المانيا رح ينزل الفرقيع على راسكن متل الرصاص ويمكن تسمعوا اصوات القذائف كمان>.
أمّا العم مهدي الرجل الثمانيني من منطقة الشيّاح فلا يرى بمشجعي اليوم سوى شباب متحمس للألوان فقط وليس للعب الجميل والنظيف <في زماننا كنا ننتظر اللاعب <بيليه> كمن ينتظر ثروة، فمجرد رؤيته يداعب الكرة بين رجليه وعلى رأسه كان كافياً لإثارة شعوب العالم كلها، كان اللعب نظيفاً غير خاضع لبازارات <المافيا> العالمية ولا للاتحاد الدولي او اخطاء الحكّام المتعمدة، والاجمل ان معظم الأهالي لم يكونوا يملكون تلفازاً، فكنا نشاهد المباريات من خلال نوافذ الجيران او ان يضع احدهم تلفازه في دار المبنى. كان لكأس العالم متعة خاصة لا تُشبهها تلك المباريات التي تُقام اليوم حيث معظم الجيل الجديد يذهب الى المقاهي <للبصبصة> فقط>.
بين الاناث والطليان حكاية غرام
معظم الاناث في لبنان لا يمتلكن ادنى فكرة عن لعبة كرة القدم لكن مجرّد ان تسأل احداهن عن فريقها المفضل فستجيب على الفور انه الفريق الايطالي، وعن سبب اختيارها لهذا الفريق دون سواه فيكفي ان تُشير الفتيات الى جمال <الطليان> وأناقتهم المُفرطة. حنان هي احدى مُشجعات الفريق الايطالي تكاد لا تُفرّق بين كلمة <تسلل> ورمية <ركنية> او حتى <ضربة جزاء>، ولدى سؤالها عن سبب تشجيعها للفريق الايطالي بادرت على الفور الى سؤالنا: هل رأيتم عيون <مالديني> وشكله الجميل؟ عنجد <جغل>. والجميل في هذا الاستحقاق ان مشجعي كرة القدم في لبنان باتو يستعملون ضمير المتكلم للتحدث عن المنتخبات التي يحبّذونها، فمشجع البرازيل او المانيا يقول مثلاً: <سنفوز بكأس العالم على أرضنا> وكأنه مواطن يتحدر من تلك البلاد.
أما أصحاب محال بيع القمصان، فقد وجدوا في كأس العالم باب فرج لهم. محمد قانصوه، تاجر في الأربعين من عمره في منطقة البرج، عبّر بدوره عن انتظاره هذا الاستحقاق وقال: <إن مباريات كأس العالم أنقذت متجر الألبسة الذي أملكه من الإفلاس. إذ بدأ الازدياد على طلب قمصان إيطاليا وألمانيا وفرنسا والبرازيل من الآن. ولاقت هذه القمصان التي يبلغ ثمن الواحد منها 20 ألف ليرة، إقبالاً كثيفاً>. ويضيف: غالبية الناس كانوا يشترون بزّات لفريقي إيطاليا وألمانيا، لكن الوضع الآن تغيّر، فالجميع أصبح يريد ثياب المنتخب الأرجنتيني أو البرازيلي وكذلك البرتغالي، لولعهم بـ<كريستيانو رونالدو>، ويتمنّى لو يطول وقت كأس العالم لأكثر من شهر.
ماذا سيفعل السياسيون؟
أزمات البلد السياسية، الحرب السورية وغيرها، ستتحوّل إلى مواضيع درجة ثانية من حيث الأهمية، عوضاً عن جملة قالها أحد السياسيين وهي: سيتمحور الحديث حول هدف جميل أو خطأ تحكيمي أو لمحة فنية قدّمها أحد اللاعبين. المعارك الكبرى سيكون مكانها على شاشات التلفاز التي تنقل مباشرة ما يدور في بلاد <السامبا>. ولا شكّ في أن السياسيين الذين يرغبون في إيصال صوتهم إلى الناس بدأوا يدرسون جدول مواعيد المباريات لكي لا يضيعوا في مجاهل ملعب <استاديو ناسيونال> أو غيره من ملاعب البرازيل. فعلى سبيل المثال فإن رئيس حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع سيصير أكثر قرباً من الغالبية الساحقة من أبناء الضواحي الجنوبية لأنه من مشجّعي منتخب البرازيل مثل أغلبية أبناء الضاحية، ومثله النواب قاسم هاشم وهادي حبيش الذي يؤكد ان جدتــــه من أصول برازيلية، ويقال ايضاً ان رئيس مجلس النـــــواب نبيـــــه بــــــري مــن مشـــجعي الفريـــــق البرازيــــلي. بـــــدوره يُشجع النائب سامي الجميل المنتخب الارجنتيني والنائب زياد القادري
المنتخب الالماني، اما وزير الصحة وائل ابو فاعور فهو من مشجعي المنتخب الايطالي لكونهم اهدوا الكأس في العام 1982 الى منظمة التحرير الفلسطينية.
احسم نصرك في البرازيل
مع بدء صافرة الحكم كإعلان لبداية <المونديال> سوف تغيب المناكفات السياسية وسوف يتبدل معها العديد من الشعارات التي كانت قد رُفعت طوال الفترة الماضية وعلى رأسها عنوان أغنية <احسم نصرك في يبرود> الذي تحوّل الى <احسم نصرك في البرازيل>.