تفاصيل الخبر

لبنان في الجولة الـ13 لمفاوضات استانا: تفـعـيـــل عــودة الـنازحـيـــن الـسوريـيـــن الــى بـلادهـــم وتـأكـيـــد لـبـنـانـيـــة مـــزارع شبعــــا وتـــلال كـفـرشـوبـــا!

02/05/2019
لبنان في الجولة الـ13 لمفاوضات استانا: تفـعـيـــل عــودة الـنازحـيـــن الـسوريـيـــن الــى بـلادهـــم  وتـأكـيـــد لـبـنـانـيـــة مـــزارع شبعــــا وتـــلال كـفـرشـوبـــا!

لبنان في الجولة الـ13 لمفاوضات استانا: تفـعـيـــل عــودة الـنازحـيـــن الـسوريـيـــن الــى بـلادهـــم وتـأكـيـــد لـبـنـانـيـــة مـــزارع شبعــــا وتـــلال كـفـرشـوبـــا!

 

قبل أقل من مرور شهر على المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> في موسكو، بدا ان ثمار القمة اللبنانية ــ الروسية بدأت تظهر في مجال التنسيق السياسي والديبلوماسي، في انتظار الانتقال في الملف الأكثر أهمية بالنسبة الى لبنان، أي ملف عودة النازحين السوريين الى بلادهم، من مرحلة التخطيط والتنسيق الى مرحلة التنفيذ ولو التدريجي...

الثمرة السياسية تمثلت بالقرار الذي اتخذه المشاركون في الجولة الثانية عشرة من مفاوضات <الاستانا> حول الوضع في سوريا ويقضي بدعوة لبنان والعراق الى حضور الاجتماع المقبل لفريق المفاوضات التي ستعقد في عاصمة كازخستان في شهر تموز (يوليو) المقبل، وذلك بصفة مراقبين كونهما دولتين مجاورتين لسوريا. وأتى هذا القرار تنفيذاً لما  اتفق عليه الرئيسان عون و<بوتين> خلال قمة موسكو باقتراح من وزير الخارجية الروسي <سيرغي لافروف> الذي طرح الفكرة خلال المحادثات الموسعة التي ضمت الجانبين اللبناني برئاسة الرئيس عون والروسي برئاسة الرئيس <بوتين>.

 

<لافروف>: واشنطن

تعطل <استانا>

وتقول مصادر ديبلوماسية ان الوزير <لافروف> توسع خلال المحادثات الثنائية في عرض ما آلت إليه الاتصالات من أجل تحريك الحل السياسي للأزمة السورية، وروى باسهاب العراقيل التي تواجه كل تقدم يتحقق في هذا المجال، لاسيما من الجانب الأميركي الذي يريد لآلية جنيف بإشراف الأمم المتحدة أن تكون هي الأرضية الصالحة للاتفاق على الحل السياسي. يومها أشار <لافروف> ــ وفق المصادر نفسها ــ الى ان ادارة الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> لا تريد أن يكون لإيران أي حضور أو دور أو مشاركة خلال البحث في الملف السوري وذلك تنفيذاً لسياسة العزل التي تريد واشنطن معاقبة طهران من خلالها بعد وصول الخلافات بين الدولتين الى حدود تجاوزت كل المعقول. إلا ان <لافروف> لم يعط الادارة الأميركية أي حق في تعطيل مفاوضات <الاستانا> بسبب <الفيتو> على إيران، خصوصاً ان طهران موجودة في سوريا أسوة بغيرها من الدول التي دخلت الساحة السورية وشاركت بشكل أو بآخر في الحرب الدائرة منذ العام 2011، بما في ذلك الوجود الأميركي، الأمر الذي لا تريد موسكو أن يكون سبباً في تعطيل مفاوضات <الاستانا>. وأشار <لافروف> خلال عرضه الى التجاوب الذي تبديه الدولة السورية سواء في موضوع اللجنة الدستورية التي ستتولى وضع دستور جديد لسوريا يشكل قاعدة ثابتة للحل، أو سواء التجاوب مع الطلبات الروسية لتعديل بعض الأنظمة والقوانين وخفض بعض الاجراءات الأمنية والتدابير الاحترازية. وفي رأي <لافروف> أن هذه النقاط الايجابية التي حركت ملف مفاوضات <استانا> يمكن أن تؤسس لايجاد حلول عملية لمعضلة النازحين السوريين في الدول المجاورة لسوريا، ولاسيما لبنان والأردن.

وتضيف المصادر ان هذا العرض قاد الى الحديث عن الجهد الروسي لإنجاح مفاوضات <الاستانا>، فاقترح <لافروف> أن يكون لبنان حاضراً في هذه المفاوضات كمراقب وليس كطرف مباشر في الأزمة السورية كونه اعتمد سياسة <النأي بالنفس>، فرحب الرئيس <بوتين> بالفكرة وعرضها على الرئيس عون والوزير باسيل فوافقا على أساس ان لبنان معني في الملف السوري وفي قضية النازحين ويطالب بعودتهم الآمنة الى سوريا خصوصاً ان المناطق التي باتت آمنة تجاوزت نسبتها الـ90 بالمئة ويمكن عودة سكانها إليها.

لماذا غاب لبنان عن

الجولة 12؟!

 

يقول مصدر ديبلوماسي لبناني تعليقاً على غياب لبنان عن اجتماع الأسبوع الماضي انه لم يكن في الامكان دعوة لبنان الى اجتماع <الاستانا> الذي عقد الأسبوع الماضي، ذلك ان الأمر يحتاج الى موافقة الدول المشاركة على هذه الدعوة، وعليه لم يشارك لبنان في الاجتماع الأخير الذي حمل الرقم 12 الذي تركز البحث فيه على مسألة تشكيل اللجنة الدستورية السورية، ولبنان غير معني بها مباشرة لأن المهم كان التزام الدول الضامنة أي روسيا وتركيا وإيران، المحافظة على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، إضافة الى التزام مبادئ الأمم المتحدة وأهدافها، وهذا ما حصل بالفعل مضافاً إليه إدانة المجتمعين لاعتراف الولايات المتحدة الأميركية بسيادة اسرائيل على الجولان المحتل. كذلك فإن لبنان غير معني بتأكيد المجتمعين على رفض أي محاولات لخلق <حقائق> جديدة على الأرض بذريعة مكافحة الارهاب، وكذلك الاتفاق على التصدي لـ<المخططات الانفصالية> التي تهدف الى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها والأمن القومي لدول الجوار.

 

سببان للمشاركة

في <استانا ــ 13>

 

إلا ان المصدر الديبلوماسي اللبناني أكد لـ<الأفكار> ان لبنان سيشارك حتماً في المحادثات المقبلة في شهر تموز (يوليو) بصرف النظر عما سيكون عليه مستوى تمثيله، لأن ذلك مرتبط مباشرة بمستوى تمثيل سائر المشاركين سواء على مستوى وزير الخارجية أو مستشاريه أو على مستوى سفير. ويشدد المصدر على ان الجولة الـ13 من مفاوضات <الاستانا> ستشهد مشاركة لبنان نافياً بذلك أن يكون لبنان تعرض لضغوط خارجية بهدف الحؤول دون مشاركته في تلك المفاوضات، ولن يكون لمثل هذه الضغوط ــ إذا ما حصلت ــ أي تأثير على القرار اللبناني لأن بيروت باتت معنية بالمشاركة في هذه المفاوضات لسببين اثنين أساسيين:

ــ السبب الأول، هو مقاربة المجتمعين والدول الضامنة في <الاستانا> لملف النازحين السوريين الذي يريد لبنان أن تكون له أولوية في المعالجة، وقد تفاهم على ذلك مع الجانب الروسي في قمة موسكو في 26 آذار (مارس) الماضي. علماً ان عدد النازحين السوريين لا يزال على حاله إذ ان حالات العودة الطوعية لم تشمل سوى 180 ألف نازح تقريباً في وقت بلغ فيه عدد النازحين ما يزيد عن مليون و600 ألف نازح، بينهم أعداد من النازحين تعبر خلسة يومياً من المعابر الحدودية غير الشرعية والتي بلغ عددها أكثر من 110 معابر. وتسجل التقارير الأمنية عبور نحو 100 شخص يومياً من معبر واحد أمكن رصده خلال الأسابيع الماضية، فكيف إذا أضيفت المعابر الأخرى غير الشرعية وكانت نسبتها مماثلة. وسيقارب لبنان في <الاستانا> في تموز (يوليو) المقبل ملف النازحين من زاوية الانخراط في عملية متكاملة ومنظمة لعودة النازحين وفق الآلية التي وضعها الأمن العام اللبناني ونالت موافقة الجانب الروسي خلال الاجتماعات التنسيقية التي عقدت في بيروت بإشراف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

ــ أما السبب الثاني فيعود الى العامل المستجد المتعلق بالقرار الأميركي بوضع الجولان تحت السيادة الاسرائيلية الذي لم يحظ بأي تأييد دولي لكن تل أبيب تعمل على جعله أمراً واقعاً. ولبنان، وفق المصدر نفسه، معني بهذا الأمر المستجد لأن أجزاء من أراضيه تقع في منطقة الجولان ومنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي لن يقبل لبنان بأن تصبح ضمن السيادة الاسرائيلية، وهذا ما التزمته القرارات الدولية، وقرارات جامعة الدول العربية على مختلف مستوياتها. وقد حمل الرئيس عون هذا <الهم> خلال زيارته الى موسكو وشرح للمسؤولين الروس <لبنانية> مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ورفض أي مساس بها خصوصاً ان بين هذه الأراضي ما تعود ملكيته الى لبنانيين، وهو مثبت في سجلات الدوائر العقارية، إضافة الى ان السكان هم من اللبنانيين أيضاً. وفي تقدير المصدر اللبناني ان لبنانية هذه الأراضي واضحة خصوصاً ان مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تقع على مثلث الحدود اللبنانية ــ السورية ــ الفلسطينية في الجنوب الشرقي للبنان على سفوح جبل الشيخ بمحاذاة الجولان السوري المحتل. ويبلغ طول مزارع شبعا من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي حوالى 25 كلم، ومعدل عرضها حوالى 8 كلم حيث تصل مساحتها الى حوالى 200 كلم2. أما تلال كفرشوبا فهي عبارة عن مروج وتلال وأراض زراعية تشكل الخراج الطبيعي لبلدة كفرشوبا وكان يستثمرها أصحابها بشكل طبيعي قبل الاحتلال الاسرائيلي من خلال زراعتها بمختلف أنواع الحبوب. كما تقع قرية النخيلة جنوب غرب مزارع شبعا وهي قرية لبنانية حدودها العقارية معروفة ومثبتة في دوائر المساحة اللبنانية. وتتوزع الملكيات الكبرى في مزارع شبعا على 64 عائلة، كما تشترك كل من الأوقاف الاسلامية والمسيحية في ملكية هذه المزارع.

من هنا، يؤكد المصدر اللبناني أن مشاركة لبنان في الجولة الـ13 من مفاوضات <الاستانا> تصبح ملحة خصوصاً ان البحث قد يتناول موضوع الحدود السورية وقد يدخل في تفاصيل مرتبطة بالوضع الديموغرافي السوري في المرحلة المقبلة مع تأكيد بيان الدول الضامنة في الجولة الـ12 على <سيادة سوريا ووحدة أراضيها والأمن القومي لدول الجوار>.