تفاصيل الخبر

لبنان.. بلد يهوى الرقص على حافة الصراعات الإقليمية!

26/09/2019
لبنان.. بلد يهوى الرقص  على حافة الصراعات الإقليمية!

لبنان.. بلد يهوى الرقص على حافة الصراعات الإقليمية!

بقلم علي الحسيني

ينظر اللبنانيون بعين القلق لمجمل الصراعات والتطورات القائمة في المنطقة لاسيما بما يتعلق بالنزاع القائم بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وبين ايران وحلفائها من جهة أخرى وعلى رأسهم حزب الله. ففي هذا القلق الكثير من الهواجس الأمنية والإقتصادية والخوف من انعكاس ما يجري في المنطقة على الداخل اللبناني وآخرها الإستهدافات التي طالت المنشآت النفطية لشركة <أرامكو> بطائرات مسيرة وصواريخ كروز، وتحميل إيران مسؤولية هذا الهجوم، والتلويح بالرد عليها، وما يمكن أن ينتج عنه من تداعيات متعددة الجوانب على الداخل اللبناني.

صمت محلي وتصعيد دولي!

في ظل التصعيد القائم في المنطقة وما ينتج عنه من استهدافات متكررة لدول الخليج ولاسيما المصالح السعودية والتلويح باحتمال حدوث تطورات بشكل كبير، ثمة هواجس داخلية لبنانية من إنعكاسات دراماتيكية يُمكن أن تؤدي إلى زعزعة الأمن بشقيه الأمني والإقتصادي ودائماً هناك خشية من الدور الذي يلعبه حزب الله في هذا المجال خصوصاً بعدما استحضر بعض من قوى ما كان يُسمى بـ<14 أذار> خطاب الأمين العام لـحزب الله حسن نصر الله، عندما وضع في خطابه <العاشورائي> نفسه بتصرف المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، وتأكيده على أن أي ضربة عسكرية تتعرض لها إيران، ستؤدي إلى إشعال المنطقة برمتها، وإلى إبادة دول وشعوب. وإزاء هذه المعطيات الخطيرة محلياً وإقليمياً، لا تزال الدولة بكل قياداتها، ملتزمة الصمت تجاه إمكانية توريط لبنان في حرب إقليمية، وهنا يأخذ هذا البعض غياب أي موقف لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي الحليف الأساسي لـحزب الله.

في مقابل كل هذه التحليلات والمخاوف الناتجة عن تصاعد الأزمة إقليمياً، ثمة موقف موحد داخل حزب الله يؤكد أن أي حرب لبنانية لن تكون إلا في مواجهة العدو الإسرائيلي، هذا في حال أقدم الأخير على ارتكاب عمل ما من شأنه أن يؤدي إلى إشعال الجبهة الجنوبية، لكن عدا عن ذلك، هناك مواقف تصل إلى حد الجزم بأن لبنان سيبقى بمنأى عن الصراعات القائمة في المنطقة خصوصاً وأن لبنان بعيداً إلى حد ما خلال الفترة الحالية عن إهتمامات الدول كون الإهتمام الأبرز موجه نحو البترول وتحديداً بعد الضربة القوية التي استهدفت أهم المنشآت السعودية. ويبقى الخطير في هذا الإستهداف، هو ما كشفت عنه تقارير إعلامية أميركية بأن الولايات المتحدة حددت مواقع في إيران أطلقت منها الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز التي استهدفت منشآت النفط السعودية يوم السبت الماضي. وتحدث مسؤولون كبار عن أن المواقع حُددت في جنوب إيران، في الطرف الشمالي للخليج. وأضاف المسؤولون أن الدفاعات الجوية السعودية لم توقف الطائرات بدون طيار والصواريخ لأنها كانت موجهة جنوباً لمنع هجمات قادمة من اليمن. وفي الوقت عينه نفت طهران تورطها في تلك الهجمات. ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الهجوم بأنه رد فعل من الشعب اليمني، وأن من حق اليمن الدفاع عن نفسها من الهجمات التي تتعرض لها.

انعكاس المواجهات السعودية الإيرانية.. والأميركية!

مما لا شك فيه بأن لبنان بلد يتأثر بما يجري حوله في المنطقة وهو إلى جانب انه ساحة صدى وليس ساحة صراع، لكن موقعه الجغرافي بالإضافة الى تكوينه السياسي والديموغرافي يجعلانه على الدوام محل اهتمام دولي خصوصاً بالنسبة إلى كل من السعودية وإيران. الاولى ترى في هذا البلد الصغير بمساحته والكبير بمشاكله نقطة هامة لتثبيت التركيبة العربية في المنطقة وإبقائه ضمن المحور العربي تحت راية الجامعة العربية. أما بالنسبة إلى إيران فهي ترى فيه جزءاً من مشروعها المقاوم ضد إسرائيل والغرب وقاعدة متقدمة للمواجهة في منطقة الشرق الأوسط، هذا بالإضافة إلى التركيبة المذهبية والعقائدية التي تجمع بين إيران وشيعة لبنان. أما في العمق فيظهر جلياً أن الصراع السعودي ــ الإيراني قد انعكس بشكل كبير على لبنان بشقه المسلم تحديداً منذ اندلاع الحرب في سوريا، فقد بدا واضحاً ان الشيعة بغالبيتهم قد انحاذوا الى جانب النظام السوري بشكل تلقائي تبعاً للعلاقة العضوية التي تجمع حزب الله وحركة <أمل>> بإيران والنظام السوري، في وقف معظم السنة إلى جانب الثورة في سوريا أيضاً تبعاً للموقف الذي اتخذته المملكة العربية السعودية آنذاك. من هنا لا يرى البعض غرابة في أي انقسام سياسي لبناني يُمكن أن يطفو على سطح الأحداث، في حال حصلت أي مواجهة بين السعودية وإيران.

والسؤال الأبرز الذي يُطرح في ظل هذا الصراع القائم في المنطقة، يتعلق بمدى تأثر لبنان بالعقوبات التي تفرضها أميركا على إيران. المؤكد ان العقوبات الحالية على إيران وأيضاً على حزب الله، تبقى أشد مما سبقها، لكن في المقابل فإن الدول الأوروبية المجتمعة لا يبدو أنها موافقة على ممارسة الرئيس الأميركي <دونالد ترامب> لفرض هذه العقوبات أقله حتى اليوم، وهو الأمر الذي أوجد انقساماً داخل الهيئات الأميركية والأوروبية حيال كيفية التصرف مع إيران خصوصاً وأن الموقف الأوروبي المعارض لـ<ترامب> والمؤيد إلى حد ما لإيران أحدث ثغرة كبيرة في مدى تأثير هذه العقوبات على الوضع في إيران، وكذلك الامر بالنسبة إلى <الحزب> حيث ما زالت الوفود الأوروبية وتحديداً الألمانية، تحجز لنفسها أمكنة على أجندة لقاءات <الحزب> سواء في الضاحية الجنوبية، أو داخل المؤسسات الرسمية التي يوجد في معظمها سواء في مجلسي الوزراء والنواب، أو في الإدارات العامة.

علوش: لبنان ساحة تنافس!

لا يعود التدخل الإقليمي في لبنان إلى السنوات القليلة الماضية فقط، بل هو ممتد منذ عدة عقود. لكنه ظهر بشكل جلي في الحرب الأهلية اللبنانية التي تدخل فيها أكثر من طرف خارجي، علاوة على الأطراف الداخلية، وما خلفته هذه الحرب من محاولات الأقطاب الإقليمية بالاستمرار في توجيه القرار الداخلي اللبناني، رغم مقاومة الكثير من التنظيمات السياسية اللبنانية لهذه الإملاءات الخارجية التي ترغب في جعل بلدهم مساحة مُثلى لاستعراض القوى. وتمثل السعودية وإيران أكبر مثال لهذا الصراع الإقليمي المتجسد في لبنان، فليس جديداً تأكيد تبعية حزب الله، القوة السياسية ذات الثقل العسكري في لبنان لإيران، وليس من المبالغة الإشارة إلى التقرب الكبير للرئيس سعد الحريري من السعودية التي يحمل جنسيتها، خاصة وأنه يتبنى خطاباتها المنتقدة بشدة لحزب الله ولإيران بشكل كامل، بل أكثر من ذلك، فهو يُكرر بين الحين والآخر بأن تركيبة ما داخل حزب الله، هي التي اغتالت والده الرئيس رفيق الحريري عام 2005.

في هذا السياق، يعتبر القيادي في تيار <المستقبل> النائب السابق مصطفى علوش أن لبنان ساحة تنافس بين إيران والسعودية، فالإيرانيون يعتبرون لبنان محطة فخر لهم، من خلال <حزب الله> وأنهم يواجهون إسرائيل، وبالتأكيد أنهم ليسوا مستعدين أن يتخلوا عن هذه المحطة، خاصة وأن طهران تعتبر نفسها تتعرض لخطر جدي في سورية وحتى في العراق. ولفت إلى أنه إذا كان هذا التنافس لمصلحة لبنان، فلما لا وليكن الخير من هنا وهناك. وذكر بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كان جاء إلى بيروت ليعرض التعاون الاقتصادي على الأطراف اللبنانية، دون أن يحصل على جواب حاسم، باعتبار أن المسؤولين اللبنانيين أبلغوه أنهم سيدرسون العرض الإيراني، لكن ظريف يعرف جيداً أنه يستحيل أن يدخل لبنان في الحلف الإيراني لأنه سيخسر كل أصدقائه.

وأشار إلى أن الدعم المالي الإيراني لـحزب الله تضاءل كثيراً، لافتاً إلى أن إيران ستخفف من ضغوطاتها على لبنان في ظل أوضاعها الحالية، لأنها لم تعد مرتاحة في سوريا، وباعتقادي أن طهران بحاجة إلى رضا بيروت. وشدد على أن الموفد السعودي نزار العلولا كان أكد للمسؤولين اللبنانيين أن بلاده لن تترك لبنان للعربدة الإيرانية كما كانت في السابق، وأن السعودية ستبقى إلى جانب لبنان.

 

تقرير يُبريء إيران من استهداف <آرامكو>!

في تقرير للخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط <ميشائيل لودرز>، يُظهر أن الهجوم على المنشآت النفطية السعودية قد أضر بإيران كثيراً. لذا يقول إنه ليس من المرجح جداً أن تقف القيادة الإيرانية وراء الهجوم، كما ادعى وزير الخارجية الأميركي <مايك بومبيو>. ومن غير المرجح جداً أن تكون إيران على علاقة مباشرة بهذا الهجوم، لكن من الواضح أن الوضع الأمني ازداد تصعيداً بفعل الهجوم خصوصاً مع إعلان الرئيس روحاني أن لقاء الرئيس الأميركي <ترامب> على هامش اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك غير وارد. ويُضيف <لودرز>: بالطبع الهجوم يشكل إحراجاً كبيراً بالنسبة للسعودية، إذ إنها أهم مشتر للسلاح الأميركي، فهي تشتري 10 بالمئة من صادرات السلاح الأميركي. وبعشر طائرات مسيرة فقط سهلة التصنيع أو الشراء ــ من الحوثيين أو من غيرهم ــ يتم إصابة قلب صناعة النفط السعودية. هذا الأمر إحراج للسعودية وترسانتها من السلاح التي لم تفلح في صد الهجمات بالطائرات المسيرة.

ويُسأل: هل طعن الحوثيون، وبشكل واعٍ، إيران في الظهر؟ فيُجيب: لا أتصور ذلك. لا نعرف بالضبط ما يدور في رأس الحوثيين. إنهم مقاتلون مؤدلجون جداً على درجة عالية من التصميم، لا يخضعون بأي طريقة لسيطرة طهران. ربما نفذوا هذا الهجوم كما يقولون. وفي هذه الحالة لم يسدوا معروفاً لإيران، إذ إن الإيرانيين الآن هم من يقفوا في قفص الاتهام لا الحوثيون. وهذا له تبعات خطيرة على الأمن والسلام في المنطقة. لكن في كل الأحوال، من المثير للاهتمام جداً أن السلطات في الرياض متحفظة جداً وعلى الأرجح تتشاور الآن مع الأميركيين في كيفية الرد. وأستبعد أن يخطر على بال السعوديين الهجوم على إيران، بيد أنه ستكون هناك بالتأكيد إجراءات عقابية من نوع آخر.

 

إيران والعودة إلى قفص الإتهام!

هو الاعتداء الثالث خلال خمسة أشهر فقط، على منشآت نفطية سعودية، عبر طائرات <درون> قيل إنها تحمل بصمات إيرانية. في الهجوم الأخير، ثمة استهداف غير مسبوق على خطوط الطاقة وعلى أحد أهم معامل النفط. حلفاء السعودية في لبنان يؤكدون وجهة نظر تقوم على أن إيران الدولة لا تقوم بعمل عسكري، وعادة ما ترمي المهام لأطرافها وميليشياتها الذين يوجدون في العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن. ويقولون إن من سبق أذرع النظام الإيراني في محاولة استهداف منشآت النفط كان <حزب الله الحجاز> وكذلك حاول تنظيم <القاعدة>، وأيضاً <داعش>، لكن تكتيكات الحرب الأخيرة واستخدام <الدرون> أعطى زخماً للتنظيمات والميليشيات بمغامرات غير محسوبة العواقب.

ويُشير هؤلاء إلى ان ما سبقت استهداف حقل <بقيق> وحقل <خريص> النفطيين، حالة التصعيد في الخليج، وإيران طرفها في كل منحى، وجانب أميركي، وحولهما بعض من الأوروبيين الذين أرادوا إعادة وضع العناوين الجديدة لاتفاق نووي، وكذلك إغاثة الإيرانيين، بينما يظل الخليج ودوله في مستوى الترقب، وهم من يرفعون دائماً للإيرانيين طلباً بسيطاً يتمثل في حسن الجوار. ويُضيف: ما قبل الاستهدافين، على خريص وبقيق، اللذين تسببا في تقليص إمداد السوق بأكثر من 50 بالمئة من إنتاجهما من النفط والغاز، كانت ملامح أخرى، وبخاصة من بداية هذا العام، فتصاعدت حدة المواجهات غير المباشرة: اختطاف ناقلات نفط، استهداف أخرى، ومواجهة عبر الطائرات المسيرة، واستهداف أنابيب نفط.

قاووق: معادلات جديدة بعد <أرامكو>!

 

في ظل اشتداد الصراع الإيراني السعودي وفي عز الأزمات التي يُعاني منها لبنان من جراء الأحداث العاصفة التي تمر فيها المنطقة، أطل عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق برأي اعتبر فيه أن المنطقة دخلت بعد ضربات <أرامكو> في معادلات وتحولات جديدة وكبيرة ليست لصالح أميركا وأدواتها في المنطقة، فالنظام السعودي أصيب بخيبة مُرة وإذلال وبخيبة أمل، أن كل مئات المليارات التي دفعها لأجل السلاح والحماية الأميركية، لم تجدِ نفعاً، وأصيبت معه الإدارة الأميركية بإحراج وذهول، وأصيب العدو الإسرائيلي بالذعر والقلق جراء ما شاهده من شدة وقسوة ودقة الضربات لـ<أرامكو>، حيث بدأ يتحسس رقبته، ويخاف من أن تتكرر ضربات <أرامكو> على أهداف إسرائيلية.

ورأى قاووق أن المحور الأميركي في المنطقة بات اليوم يسير في مسار التراجع، فقد اعترفوا بفشلهم في العراق واليمن وسوريا وغزة ولبنان وأمام إيران، وكل يوم يحصدون هزيمة جديدة، ومحور المقاومة يراكم الانجازات والانتصارات. واعتبر أنه ما دامت السعودية تراهن على أميركا، فستمنى بالمزيد من الخسائر والهزائم.

السعودية تُظهر بصمات إيران في الإعتداء!

 

من جهتها كانت عرضت وزارة الدفاع السعودية ما قالت إنها أدلة على دور إيراني في الهجوم على المنشآت النفطية السعودية السبت الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد تركي المالكي إن البيانات المتوافرة تظهر استحالة انطلاق الهجوم من اليمن، وذلك رداً على إعلان جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن الهجوم. وأوضح أن التحقيقات أشارت إلى أن الهجوم على <أرامكو> جاء من جهة الشمال، وأنه كان <بلا شك> برعاية إيران، واستخدمت فيه أسلحة وتكنولوجيا إيرانية، حسب قوله. وأضاف أن نطاق حركة الطائرات المسيرة المهاجمة كان من الشمال إلى الجنوب، لكنه أشار إلى استمرار التحقيقات لتحديد مكان انطلاق الهجوم بدقة.

وقال: المتحدث إن الهجوم ــ الذي استهدف معملي <أرامكو> في بقيق وخريص- نفذ باستخدام 18 طائرة مسيرة وسبعة صواريخ كروز، منها ثلاثة صواريخ لم تصب أهدافها، مذكراً أن الهجوم نفذ بقدرات نوعية، وأن الطائرات المهاجمة استخدمت نظام تموضع متقدماً، فضلاً عن الصواريخ الموجهة بدقة. وأضاف: أن من بين الأسلحة المستخدمة في الهجوم طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز <دلتا وينغ>، وصواريخ إيرانية من طراز <يا علي>. ورأى المتحدث السعودي أن الهجوم على <أرامكو> كان <ممنهجاً> لتدمير البنية التحتية السعودية، كما وصفه بأنه هجوم على الاقتصاد العالمي والتجارة العالمية، داعياً المجتمع الدولي إلى وضع حد لدعم إيران للمجموعات الإرهابية.

 

الخلاصة... أين يقف لبنان؟

 

يكثر الحديث اليوم عن إحتمال إنعكاس التوتر السعودي ـ الإيراني على الساحة اللبنانية لاسيما بعد حادثة الإعتداء على منشآت النفط السعودية وذلك بالتزامن مع الضغوطات الأميركية على كل من ايران وحزب الله. في هذا السياق تؤكد مصادر سياسية أن أميركا ليست مهتمة بالتصعيد مع إيران، لكن في المقابل هي ستتعامل مع أي تهديد لمصالحها ومصالح حلفائها بشكل جدي وحازم، وهذا بالطبع يعتبر إلى حد بعيد بمثابة رسالة طمأنة إلى بيروت، نظراً إلى المخاوف التي كان قد ارتفع منسوبها سابقاً، خصوصاً بعد أن كان أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قد تحدث عن أن أي إجراء يهدد أي فصيل مقاوم في المنطقة لن يبقى دون رد، ولن يتم الاكتفاء بالإدانة والتنديد. وتشدد المصادر على انه من المستبعد أن يكون لبنان احدى ساحات المواجهة الأميركية الإيرانية أو الإيرانية ــ السعودية، فالجميع يعلم أن للبنان وضعاً خاصاً معطوفاً على تكويناته السياسية والمذهبية والطائفية وكل دولة في المنطقة، لها في هذا البلد حصة تخشى عليها أو ربما تخاف فقدانها. والأبرز من هذا وذاك، فإن جميع الدول تعلم أن في لبنان ما يُقارب المليون ونصف المليون نازح سوري، فأي شكل سوف تأخذ المواجهات في هذا البلد في حال اندلعت الشرارة فيه؟