حوالينا لا علينا. فقد اشتعلت الأحداث في الشرق الأوسط نتيجة للصدام الذي نشب فجأة بين تركيا وهولندا. وخلاف الدولتين لا بد أن يترك رذاذه في المنطقة العربية.

وبلغ من حمى الصدام بين الدولتين ان منعت تركيا سفيرها في <لاهاي> من العودة الى عمله الديبلوماسي، وقال <نعمان فورتوعوش> نائب رئيس الوزراء التركي ان بلاده قررت تعليق العلاقات الرفيعة المستوى والاجتماعات المخطط لها مع هولندا حتى تصحح الأخيرة ما قامت به خلافاً للقوانين الدولية، وتشمل التدابير منع شركات الطيران الهولندية من الهبوط في المطارات التركية، دون أن يشمل هذا التدبير المواطنين الهولنديين الذين يحبون أن يقضوا الاجازة في تركيا.

ومما قاله نائب رئيس الوزراء في مجلس الوزراء الأخير ان تركيا ستعيد النظر في اتفاقية الهجرة مع هولندا، كما اقترح رئيس الوزراء الدانيماركي <لارسن لوك راسموسن> على نظيره التركي <بن علي يلدريم> ارجاء زيارة للدانيمارك كانت مقررة للأخير بعد هذا التصادم التركي ــ الهولندي نتيجة لمنع وزيرين تركيين من دخول الأراضي الهولندية للاتصال بالجالية التركية هناك قبل أسبوع من الانتخابات النيابية في هولندا. حيث تدل المؤشرات على نيل الحزب الليبرالي في هولندا نسبة 16 بالمئة من الأصوات في استطلاعات الرأي، وهذا هو الحزب الحاكم الذي يرئسه رئيس الحكومة <راسموسن>.

والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا، لا ترى ضرورة لاشعال الصدام بين تركيا وهولندا، على أساس أنهما بلدان تابعان للحلف الأطلسي، وان تهدئة الموقف بينهما أفضل من تركه يتدهور، ويصل الى حد القطيعة.

والدول العربية مثل المملكة السعودية ومصر والسودان، ذوات مصلحة في هدوء تركي أطلسي، كما ان لبنان الذي يعتمد على محكمة <لاهاي> في هولندا، وينتظر حكمها في مصرع رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري خلال حزيران (يونيو) المقبل، لا يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي في هذا التجاذب الحاصل بين دولتين صديقتين، وتتوقع أوساط المراقبين أن يكون للرئيس اللبناني ميشال عون لقاء مع أمين عام هيئة الأمم <أنطونيو غوتيريس> خلال القمة العربية على ساحل البحر الميت في الأردن لتناول هذا الموضوع!