تفاصيل الخبر

«لارشيه» استهل لقاءاته بخلوة مطوّلة مع العماد قهوجي وتداول بـ3 أسماء للرئاسة... وترك الخيار للبنانيين!

30/10/2015
«لارشيه» استهل لقاءاته بخلوة مطوّلة مع العماد قهوجي  وتداول بـ3 أسماء للرئاسة... وترك الخيار للبنانيين!

«لارشيه» استهل لقاءاته بخلوة مطوّلة مع العماد قهوجي وتداول بـ3 أسماء للرئاسة... وترك الخيار للبنانيين!

لارشيه-قهوجيلم تكن مصادفة أن يبدأ رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي <جيرار لارشيه> زيارته الرسمية للبنان بلقاء مطوّل مع قائد الجيش العماد جان قهوجي في قصر الصنوبر في أعقاب الاحتفال الذي أُقيم تكريماً للعسكريين الفرنسيين الذين قضوا في تفجير مقرّ القوة الفرنسية المعروف باسم <دراكار> التي شاركت في القوة المتعددة الجنسية التي حلت في بيروت بعد الاحتلال الاسرائيلي للعاصمة في العام 1982. فالرئيس <لارشيه> الذي أتى الى بيروت بدلاً عن الرئيس الفرنسي <فرنسوا هولاند> الذي أرجأ رحلته التي كانت مقررة هذا الشهر الى العاصمة اللبنانية، لم يشأ أن تقتصر محادثاته على المسؤولين اللبنانيين وعدد من القيادات السياسية، إضافة الى افتتاحه <معرض الكتاب الفرنسي> في مجمع <البيال> بل أراد أن يلتقي قائد الجيش ليستمع منه مباشرة الى تقييمه للأوضاع الأمنية في لبنان ومسار المواجهة مع التنظيمات التكفيرية على الحدود اللبنانية ــ السورية لاسيما في جرود عرسال، إضافة الى الوضع الأمني في المناطق اللبنانية كافة، كما أراد أن <يتعرف> الى القائد العسكري الذي يرد اسمه في كل لائحة تُرفع الى المسؤولين الفرنسيين في شأن <المرشحين الجديين> لرئاسة الجمهورية، والذين تسنى لهم أن يكونوا في قصر الصنوبر ذلك النهار أدركوا حجم الاهتمام الذي أولاه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي للعماد قهوجي وهو يعرض وجهة نظره من المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية على مسمع من السفير الفرنسي الجديد في لبنان <ايمانويل بون>، واستمر الحديث بين الرجلين الى ما بعد خروجهما من مكتب السفير <بون> وصولاً الى الدرج الكبير عند مدخل قصر الصنوبر الذي شهد ولادة لبنان الكبير صيف عام 1920!

   ولاحظ من كان في قصر الصنوبر ذلك النهار أيضاً ان الرئيس <لارشيه>، الذي كان يُفترض أن يلتقي المشاركين في تكريم العسكريين الفرنسيين ضحية التفجير، تعذّر عليه ذلك لأن اللقاء مع قائد الجيش <أخذ كل الوقت> وكان على الضيف الفرنسي أن يغادر الى السرايا الكبير للقاء رئيس الحكومة تمام سلام، فكان اتفاق ان يتجدد اللقاء في باريس في أول زيارة عمل يقوم بها العماد قهوجي للعاصمة الفرنسية للبحث في التعاون العسكري اللبناني ــ الفرنسي الذي يشهد هذه الأيام فصولاً جديدة مع الوعود المرتقبة لارسال دفعات جديدة من العتاد الفرنسي المموّل من هبة الـ3 مليارات دولار التي قدمتها المملكة السعودية لتطوير العتاد العسكري للجيش اللبناني. وعندما سُئل الرئيس <لارشيه> عما دار بينه وبين العماد قهوجي ردّ باقتضاب قبل أن يستقل السيارة المصفحة التي وُضعت بتصرفه خلال وجوده في بيروت: <تمنيت له التوفيق>... ونظر الى السفير <بون> الواقف الى جانبه وابتسم الرجلان وكأنهما <فهما> على بعضهما البعض ماذا أراد <لارشيه> أن يقول في كلماته المقتضبة...

   ورأت مصادر ديبلوماسية معنية ان خلوة <لارشيه> ــ قهوجي تناولت، الى الشق السياسي، سبل مساندة الجيش اللبناني بالعتاد، وتدريب العسكريين اللبنانيين على أيدي ضباط اختصاصيين فرنسيين قدم بعضهم الى لبنان فيما استقبل آخرون الضباط اللبنانيين في فرنسا، إضافة الى التعاون في مجال تبادل الخبرات والمعلومات وغيرها من المواضيع التي ناقشها بالتفصيل وزير الداخلية الفرنسي <برنار كازنوف> الذي زار بيروت بداية هذا الأسبوع.

 

لا مبادرة... وتداول بأسماء 3 مرشحين للرئاسة

   وفيما كانت أصداء خلوة الرئيس <لارشيه> مع العماد قهوجي تتردد في الأوساط السياسية، كانت جولاته على الرسميين ولقاءاته مع السياسيين اللبنانيين، وبينهم وفد من حزب الله، توفر معطيات جديدة حول أهداف زيارته لبيروت والتي لم يحمل فيها أية مبادرة، إلا انه استمع الى وجهات النظر المختلفة، وسأل عن أسماء ثلاثة مرشحين للرئاسة يتم التداول بها في المحافل الفرنسية من دون أن يعني ذلك أي التزام مسبق من الجانب الفرنسي، لأن الرئيس <لارشيه> كان واضحاً في القول <ان القرار يجب ان يكون للبنانيين وليس لفرنسا أو طهران أو الرياض>، ولذلك حرص الضيف الفرنسي على ابلاغ مستقبليه بعدم <اضاعة البوصلة>، لأن فرنسا تسعى لمساعدة اللبنانيين والوقوف الى جانبهم لأنهم أصحاب القرار بذلك، خصوصاً ان القضية اللبنانية لم تعد في مقدمة الاهتمامات الدولية كما حصل في الطائف والدوحة، وإذا أمسك اللبنانيون بأمورهم وقرروا هم مصيرهم بأنفسهم <تبقى لنا المساعدة لايجاد الظروف الدولية الملائمة حتى لا يخرج مصير اللبنانيين من بين أيديهم>!

   وتنقل شخصيات لبنانية التقت الرئيس <لارشيه> خلال وجوده في بيروت، ان الهم الاقتصادي عاشه الضيف الفرنسي من خلال ما سمعه من محدثيه اللبنانيين ومنهم أهل اقتصاد، ومن السفير الفرنسي نفسه الذي بات ملماً بتفاصيل كثيرة للأزمة اللبنانية لاسيما الوضع الاقتصادي الذي لم يسجل أي نمو هذه السنة، فضلاً عن ان التراجع الاقتصادي قابله اتفاق مستجد لرعاية النازحين السوريين <الذين استقبلهم اللبنانيون كما لم يستقبلهم أي بلد آخر>! ويضيف هؤلاء ان الرئيس <لارشيه> أبلغهم ان الرئيس <هولاند> سيعلن قريباً عن برنامج فرنسي لمساعدة لبنان في رعاية النازحين بالتزامن مع تحرك سيقوم به مع الايرانيين وسواهم للمساهمة في ايجاد حل للاستحقاق الرئاسي المجمّد، وذلك بهدف تأمين <الأجواء المناسبة> لدى معظم أصدقاء لبنان للشروع في البرنامج المقترح. والجديد الذي أعلنه <لارشيه> لمحدثيه اللبنانيين انه سيتوجه الى طهران للقاء الرئيس <حسن روحاني> وعدد من المسؤولين الايرانيين والتحدث معهم في الملف اللبناني كما تكوّن لديه خلال لقاءاته وسيدعو الى العمل للمحافظة على نموذج التعايش الذي يمثله لبنان في منطقة الشرق الأوسط. لكن اللافت ان <لارشيه> في كل أحاديثه لم يأتِ على ذكر الزيارة المرتقبة للرئيس <هولاند> لبيروت، والاشارة الوحيدة حول هذا الموضوع كانت عندما قال: <سيأتي الرئيس <هولاند> الى لبنان عندما يرى ذلك مفيداً>. وهذا الأمر لم يجعل <لارشيه> ينسى اعلام المسؤولين والسياسيين اللبنانيين الذين التقاهم ان بلاده تجري مشاورات مع دول صديقة في المنطقة ومع كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لوضع ملف لبنان على جدول أعمال اللقاءات الدولية جنباً الى جنب مع الملف السوري، والخروج من أزمة الشغور الرئاسي والتعطيل الذي يصيب مؤسسات الدولة اللبنانية. وفي الانتظار فإن <باريس> تدعم الحوار الذي يرعاه الرئيس بري وترى ان لا بديل في مرحلة الانتظار الاقليمية التي يمكن أن تطول، من المحافظة على الاستقرار اللبناني و<عدم التفريط بالحكومة الحالية>. وفي هذا السياق حرص الرئيس <لارشيه> على ابلاغ الرئيس سلام تمنيات بلاده بأن يواصل تحمّل المسؤولية رغم الظروف الضاغطة وأيده في ان البديل هو <انهيار> البلد!

   وكانت لافتة تلك المقارنة التي أقامها <لارشيه> بين مخاوف انهيار الدولة اللبنانية وانعكاس ذلك على وضع أوروبا التي ستنهار جوانب عدة فيها... حتماً!