تفاصيل الخبر

”لافرنتييف“: واشنطن اعترضت على دعوة لبنان والعراق بذريعــة ان إيـــران ”تسيطــر عليهمــا وتصــادر قرارهمــا“!

27/06/2019
”لافرنتييف“: واشنطن اعترضت على دعوة لبنان والعراق  بذريعــة ان إيـــران ”تسيطــر عليهمــا وتصــادر قرارهمــا“!

”لافرنتييف“: واشنطن اعترضت على دعوة لبنان والعراق بذريعــة ان إيـــران ”تسيطــر عليهمــا وتصــادر قرارهمــا“!

 

 

أن ينقل موفد الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> الى سوريا <الكسندر لافرنتييف> دعوة الى لبنان للمشاركة في المسار التفاوضي لحل الأزمة السورية المقرر عقد المرحلة المقبلة منه في مدينة استانا، لم يكن مفاجأة بالنسبة الى السلطات اللبنانية لأنه سبق للرئيس <بوتين> ان أبدى رغبة في ذلك خلال لقاء القمة الذي جمعه مع الرئيس ميشال عون في موسكو قبل أشهر وتكرست الدعوة خلال الاجتماع السابق في استانا حين قرر المجتمعون توجيه الدعوة الى لبنان والعراق للمشاركة كمراقبين في اللقاء المقبل. لكن المفاجأة التي <صدمت> المسؤولين اللبنانيين، كانت في ابلاغ الموفد الروسي محدثيه الرسميين وفي مقدمهم الرئيس عون، ان الولايات المتحدة الأميركية اعترضت على دعوة لبنان والعراق الى استانا بحجة انهما يدوران في الفلك الإيراني ويخضعان لنفوذ طهران وهما غير معنيين بما يدور من بحث في هذا المسار التفاوضي الذي يفترض أن يخرج بآلية دستورية لحل سياسي للأزمة في سوريا في فترة لا تتجاوز نهاية السنة الجارية، لا بل أكثر من ذلك فقد كشف <لافرنتييف> للمسؤولين اللبنانيين، وفقاً لمعلومات <الأفكار>، ان واشنطن تعتبر ان القرار الأخير في كل من لبنان والعراق، هو لايران ما يعني ان سيادة كل من الدولتين اللبنانية والعراقية غير كاملة نتيجة <السيطرة الإيرانية عليها>، ولا حاجة بالتالي لدعوتهما!

 

وجود لبنان والعراق في استانا ضروري

إلا ان الرد الروسي لم يتأخر، حسب <لافرنتييف> الذي أبلغ محدثيه من الرسميين اللبنانيين الذين بدا عليهم الذهول، ان بلاده رفضت الذريعة الأميركية، وان المسؤولين الروس أبلغوا الجانب الأميركي ان موسكو تعتبر مشاركة كل من لبنان والعراق في مسار استانا التفاوضي، ضرورة لكون المشاركين في هذا المسار يبحثون في كيفية إنهاء الحرب في سوريا وفي مستقبلها السياسي ولا بد للدول المجاورة لسوريا ان تكون على اطلاع بما يجري حولها لاسيما إذا ما تم التوصل الى قرارات واجراءات تحتاج الى موافقة كل من لبنان والعراق والأردن حيث الامتدادات الطبيعية لسوريا من حكم الجغرافيا! لذلك كانت الدعوة الروسية مقرونة برغبة <القيصر> <بوتين> بأن يشارك البلدان، ولاسيما لبنان، في اجتماع استانا في نهاية شهر تموز (يوليو) المقبل، وينضمان الى المجموعة العربية التي تضم الأردن ومصر والسعودية، فيتكوّن إذذاك الحضور العربي المطلوب في مقابل مجموعة الدول الأخرى التي تشارك في مسار استانا التفاوضي.

وتقول مصادر مطلعة على زيارة الموفد الروسي، ان موسكو حريصة على وجود لبنان في استانا نهاية الشهر المقبل ليقول كلمته في المواضيع التي ستُطرح لأن الاتحاد الروسي ليس في وارد <فرض> أي حل على الدول المجاورة لسوريا، ويهمه بالتالي أن يبدي رأيه في الأفكار المطروحة بالنظر الى خبرة الديبلوماسية اللبنانية في هذا المجال. إضافة الى ان ملف النازحين السوريين الى البلدان المجاورة لسوريا وفي مقدمها لبنان الذي يستقبل نحو مليون و600 ألف نازح سوري، سوف يفتح انطلاقاً من المبادرة الروسية التي أطلقها الرئيس <بوتين> بعد محادثاته في <هلسنكي> مع الرئيس الفلسطيني، وبالتالي فإن أي حل سوف يُعتمد في أي وقت يجب أن يأخذ في الاعتبار رأي الدولة اللبنانية التي تتمسك بإعادة النازحين السوريين الى بلادهم لأن ذلك من حقهم الشرعي والقانوني من جهة، وللحد من التداعيات السلبية التي سببها النزوح على القطاعات اللبنانية كافة التي مُنيت بخسائر كبيرة خلال الأعوام الثمانية الماضية منذ اندلاع الحرب في سوريا في العام 2011.

واشنطن ودول عربية عرقلت عودة النازحين!

وبقدر ما فوجئ المسؤولون اللبنانيون بالموفد الروسي يخبرهم عن اعتراض الولايات المتحدة الأميركية على دعوة لبنان والعراق الى مسار استانا بصفة مراقب، فوجئوا أيضاً بما أبلغهم إياه <لافرنتييف> بأن مبادرة موسكو لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم التي أطلقت بعد قمة <هلسنكي> بين الرئيسين <بوتين> و<دونالد ترامب>، جوبهت بعراقيل عدة وضعتها واشنطن ودول عربية وغربية على حد سواء، لمنع تنفيذ هذه المبادرة من خلال اختلاق أسباب مادية وأمنية تحول دون عودة النازحين على الرغم من استعادة الحكومة السورية معظم المحافظات باستثناء ادلب وأجزاء من الشمال المحاذي لتركيا، علماً ان هذه المبادرة لها خلفيات انسانية وليست سياسية وبالتالي لا ترى موسكو أي موجب لربطها بالحل السياسي للأزمة السورية الذي قد يأخذ وقتاً للتوصل الى اتفاق على أسسه، ومن ثم المباشرة بتنفيذه. وروى <لافرنتييف> كيف ان العراقيل وضعت في وجه المبادرة الروسية من الدول الكبرى التي تكتلت من أجل تحقيق هذا الهدف. ومن أبرز هذه العراقيل، التي شاركت في وضعها دول عربية، وتحديداً خليجية، الامتناع عن تمويل هذه العودة لاسيما لجهة المساهمة في إعادة إعمار المناطق المتضررة في سوريا، وتقديم المساعدات العينية الى العائدين ليثبتوا في أرضهم وتتوافر لهم عوامل البقاء من رعاية

اجتماعية وصحية، إضافة الى فرص العمل للشباب منهم في ورشة إعادة الإعمار المرتقب أن تنطلق بزخم بعد الوصول الى حل سياسي للأزمة السورية.

إلا ان الموفد الرئاسي الروسي أبلغ المسؤولين اللبنانيين، ان هذه العراقيل، التي شاركت في جزء منها منظمات الأمم المتحدة التي تعنى بالمساعدات الانسانية، لن تثني الرئيس <بوتين> عن الاستمرار في مساعيه مع الدول الكبرى لتذليل العقبات، خصوصاً ان الدول التي تستضيف النازحين، وفي مقدمها لبنان الذي استضاف أكبر عدد من هؤلاء (مليون و500 ألف على الأقل) متمسكة بالمبادرة الروسية وتريد لها النجاح لأنها تخفف عبئاً ثقيلاً عن كاهلها خصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها. وفي هذا السياق، شجع الموفد الرئاسي الروسي، لبنان على المضي في تنظيم رحلات عودة آمنة للنازحين بالتزامن مع الحراك الروسي في هذا الاتجاه لاسيما وان لبنان عين ممثليه في اللجنة اللبنانية ــ الروسية المشتركة لتنفيذ المبادرة الروسية، وهو ــ أي لبنان ــ أوكل الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مهمة متابعة تنظيم قوافل العائدين بالتنسيق مع الجانب السوري الذي رحب بتقديم المساعدة اللازمة لذلك، وهو ما تم بالفعل إذ بلغ عدد النازحين العائدين بالتنسيق مع الأمن العام ما يزيد عن مئة ألف نازح لم ترد منهم أي إشارات بعد العودة تفيد بأنهم تعرضوا لمضايقات أو اعتداءات أو أكرهوا على القيام بعمل ما لا يريدون القيام به!

 

ضمانات روسية وسورية للعائدين!

 

ولم يشأ الموفد الرئاسي الروسي الدخول في ما يعرف بـ<التباينات> اللبنانية في مقاربة أزمة النزوح، لأنه يدرك انها قديمة العهد وليست جديدة، ويكفي موسكو ان الترحيب والتفاعل اللبناني مع المبادرة الروسية قد ترك صداه الايجابي وبالتالي لا يجب النظر الى الكوب من نصفه الفارغ، بل من نصفه الملآن، خصوصاً ان <المعترضين> على تنظيم العودة، يربطون بينها وبين الحل السياسي، وهو ربط غير واقعي ــ حسب الروس ــ مثله مثل الربط مع الانتخابات الرئاسية السورية، وخصوصاً ان الجانب السوري التزم علانية بالترحيب بالعودة، وآخر المرحبين كان وزير الخارجية الروسية وليد المعلم الذي قال إن بلاده ترحب وتسهل العودة وتقدم كل الضمانات المطلوبة منها لـ<طمأنة> العائدين الى أرض وطنهم للمساهمة في إعادة اعماره من جديد. ويذكر في هذا الصدد ما كان صدر عن مسؤولين روس من ان ضباط الارتباط الروس مع الجانب السوري يشرفون مباشرة على العائدين ويتابعون حاجاتهم ويعملون على تلبيتها، لاسيما الحاجات الصحية والتربوية والحياتية.

وحرص الموفد الروسي على ابلاغ المسؤولين اللبنانيين ان الحرب الروسية ضد الارهاب في سوريا مستمرة، وثمة اجراءات جديدة ستظهر الى العلن خلال الأسابيع المقبلة بهدف القضاء على الارهابيين في آخر الجيوب في ادلب، لكن التحرك الروسي في هذا الاتجاه <تفرمل> جزئياً للإفساح في المجال أمام الاتصالات التي جرت مع أكثر من طرف دولي لإيجاد حل لوضع الارهابيين في ادلب الذين اتخذوا من المدنيين في تلك المحافظة متاريس بشرية لمنع أي عمل عسكري يضعهم خارج ادلب أو <يصفيهم> نهائياً. ولا يخفي <لافرنتييف> ان هؤلاء الارهابيين ما زالوا يحظون بدعم خارجي ويسمي بالاسم واشنطن بالوقوف وراء <صمود> الارهابيين في ادلب، كما يغمز من قناة تركيا، ويؤكد ان كل الخطوط الحمر المرفوعة حالياً سوف تنهار الخط تلو الآخر، وتعود ادلب الى كنف الدولة السورية مثل غيرها من المناطق التي استعادت الحكومة السورية سيادتها عليها. وعندما يُسأل <لافرنتييف> عن موعد تقريبي لإنهاء الوضع الشاذ في ادلب يجيب بثقة انه لم يعد بعيداً.