تفاصيل الخبر

  لا تحرك فرنسياً قبل تقييم الفاتيكان لمهمة ”مامبرتي“ ولا انتخابات رئاسية... قبل الخريف المقبل!  

12/06/2015
   لا تحرك فرنسياً قبل تقييم الفاتيكان لمهمة  ”مامبرتي“ ولا انتخابات رئاسية... قبل الخريف المقبل!   

  لا تحرك فرنسياً قبل تقييم الفاتيكان لمهمة ”مامبرتي“ ولا انتخابات رئاسية... قبل الخريف المقبل!  

سلام-جيرو    <سننتظر تقييم الفاتيكان لزيارة الكاردينال <دومينيك مامبرتي> للبنان، وبعد ذلك نحدد إطار تحركنا المقبل>.

   هذه الجملة التي رددها مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفير <جان فرانسوا جيرو> لخصت عملياً نتائج زيارته لبيروت الأسبوع الماضي التي كانت مزدوجة الأهداف: الأول ترؤس اجتماع السفراء الفرنسيين في دول الخليج والعراق والأردن ومصر واليمن وسوريا واسرائيل والقنصل العام في القدس، والثاني إجراء مشاورات مع عدد من القيادات اللبنانية لتقييم المسار المعطّل للاستحقاق الرئاسي الذي حمل السفير <جيرو> <همه> لأشهر عدة بتكليف من الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> قبل أن يعينه سفيراً لبلاده في المغرب...

   بالنسبة الى الهدف الأول من الزيارة فإن المعلومات التي توافرت قليلة لأن اللقاءات مع السفراء الفرنسيين تبقى في إطار من السرية المطلقة، لكن الأكيد ان كل سفير قدم تقريراً عن الواقع السياسي في البلد الذي يقيم فيه، بمن فيهم السفير <باتريس باولي> الذي شرح في تقريره المعطيات حول الاستحقاق الرئاسي والتطورات الأمنية ودور المؤسسات العسكرية والأمنية في المحافظة على الحد الأدنى من الاستقرار في البلاد. وتقول مصادر ديبلوماسية ان نقاشاً مستفيضاً تطرق إليه السفراء تناول خصوصاً ظاهرة الارهاب وتناميها في عدد من الدول العربية إضافة الى مستقبل البلدان التي تشهد مواجهات عسكرية تتنقل من منطقة الى أخرى. وعكست تقارير السفراء في دول الخليج <قلقاً> لدى هذه الدول من أن تُستهدف بعمليات ارهابية كالتي حصلت مؤخراً في السعودية وذلك بسبب مواقفها من التنظيمات الارهابية التي تتحرك بسهولة في سوريا والعراق على رغم الوعود التي أطلقتها <دول التحالف> بالعمل للقضاء على تمدد الارهابيين على أكثر من محور.

لا مبادرة في انتظار تقييم <مامبرتي>

   أما في الشق اللبناني من الزيارة، فقد حرص فيه السفير <جيرو> على عدم اعتماد أسلوب الزيارات السابقة، فاكتفى بزيارة الرئيسين نبيه بري وتمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل، في حين فتح أبواب قصر الصنوبر للقاء عدد من المسؤولين الحزبيين في جلسة عمل تلاها عشاء جمع وزير العمل سجعان قزي ممثلاً حزب الكتائب، والوزير وائل أبو فاعور ممثلاً النائب وليد جنبلاط، والنائب آلان عون باسم <التيار الوطني الحر>، والنائب مروان حمادة باسم <اللقاء الديموقراطي>، والسيد نادر الحريري ممثلاً تيار <المستقبل>، وبيار أبو صعب ممثلاً <القوات اللبنانية>، والسيد محمود بري ممثلاً حركة <أمل>. وسبق هذا اللقاء ــ العشاء، لقاء عقده <جيرو> مع مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله النائب السابق عمار الموسوي حضره السفير <باولي>.

   ومن حصيلة اللقاءات التي عقدها السفير <جيرو> في بيروت كانت هناك خلاصات عدة أبرزها الآتي:

   ــ أولاً: لم يحمل معه الديبلوماسي الفرنسي أي مبادرة أو صيغة تحرك أو أفكاراً، بل أراد تقييم التطورات مع من التقاهم من المسؤولين الحزبيين لاسيما وان لا جديد حصل منذ زيارته الأخيرة لبيروت قبل أسابيع.

   ــ ثانياً: كرر <جيرو> ما سبق أن أعلنه بأن على الأطراف اللبنانيين التحرك لإنجاز الاستحقاق الرئاسي لأن الاتكال على الخارج لن يعطي نتائج عملية وايجابية في المدى المنظور، علماً انه قال ان أي اتفاق داخلي سيحظى بدعم دولي واقليمي.

   ــ ثالثاً: عبّر <جيرو> عن رغبة بلاده في الاستمرار بالتحرك لمساعدة اللبنانيين على إنجاز الملف الرئاسي في أسرع وقت ممكن، لكنه قال ان باريس ستنتظر تقييم الموفد البابوي الكاردينال <مامبرتي> للقاءات التي عقدها في بيروت ليصار بعد ذلك الى التحرك استناداً الى حصيلة جولة الكاردينال وردود فعل الدوائر الفاتيكانية عليها.

   ــ رابعاً: لفت <جيرو> محدثيه الى ان باريس لم تبحث مع طهران منذ فترة طويلة الملف الرئاسي اللبناني وانه انقطع عن زيارتها منذ أن تبلّغ من المسؤولين الإيرانيين ان الاستحقاق الرئاسي <يبحث مع اللبنانيين مباشرة>. إلا ان ذلك لا يلغي امكانية معاودة التواصل مع إيران في ضوء الخطوات التالية التي ستعتمد بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والفاتيكان. وفي هذا السياق لم يؤكد <جيرو>، كما لم ينفِ احتمال عودته في تموز (يوليو) المقبل الى بيروت لاستئناف التحرك الفرنسي صوب الاستحقاق الرئاسي، مشيراً الى ان مثل هذا الأمر لن يتقرر إلا بعد التشاور مع الكرسي الرسولي لتنسيق العمل في المرحلة المقبلة التي لن تشهد <عزفاً منفرداً> من باريس أو أي دولة أخرى، بل ستكون فرصة لجهد مشترك يمكن أن يثمر ايجابياً مع مطلع الخريف المقبل، لأن فصل الصيف لن يشهد أي تطورات حاسمة في الملف الرئاسي، في حين يتوقع أن يكون <حاسماً> في الشق الأمني والعسكري. ونقل أحد الذين التقوا <جيرو> عنه قوله ان الصيف سيمر على لبنان من دون رئيس جمهورية!

التعطيل الحكومي... ولقاء الرابية

   ــ خامساً: عبّر السفير <جيرو> عن أسفه للتطور السلبي الذي حصل على صعيد عمل حكومة الرئيس تمام سلام، و<نصح> بعدم تعطيلها لأن السلطة التنفيذية هي الوحيدة الباقية من دون تعطيل في لبنان بعد بدء السنة الثانية على الشغور الرئاسي، واستمرار تعطيل جلسات مجلس النواب. وفي هذا السياق، قال <جيرو> انه أتى الى بيروت وفي رأس أولوياته البحث في الاستحقاق الرئاسي... لكنه واجه التعطيل الحكومي ما جعله يعطي وقتاً إضافياً للحديث عن <مخاطر> هذا الأمر داعياً الى تفاديه.

   ــ سادساً: أبدى السفير <جيرو> اهتماماً لمعرفة ما إذا كان اللقاء الذي جمع العماد ميشال عون بالدكتور سمير جعجع ستكون له تداعيات ايجابية على الاستحقاق الرئاسي، أم انه سيبقى في إطار توحيد المواقف من قضايا سياسية لا خلاف جذرياً حيالها. وقد حرص خلال عشاء السفير <باولي> على سؤال ممثلي الحزبين المعنيين، <التيار الوطني الحر> و<القوات اللبنانية> عما إذا كان لقاء الرابية سيتم تفعيله في مجالات عدة أم ان <اعلان النوايا> سيبقى في إطار <نوايا> فقط.

   يذكر ان اجتماع السفراء الفرنسيين في بيروت تم بمبادرة من وزير الخارجية الفرنسية <لوران فابيوس>، وهو الثاني من نوعه إذ سبق أن ترأس الوزير <كلود شيسون> اجتماعاً مماثلاً في العام 1982 في مقر السفارة الفرنسية في مار تقلا الحازمية، خلال فترة عمل السفير <بول مارك هنري> في لبنان.