تفاصيل الخبر

لا رئــــيـس جـمـهـوريــــــــة قـبــــــل عــــــام 2017 ولا انـفــــــراج لأزمــــــة الـنـازحـيــــــــن  

21/04/2016
لا  رئــــيـس جـمـهـوريــــــــة قـبــــــل عــــــام 2017  ولا انـفــــــراج لأزمــــــة الـنـازحـيــــــــن   

لا رئــــيـس جـمـهـوريــــــــة قـبــــــل عــــــام 2017 ولا انـفــــــراج لأزمــــــة الـنـازحـيــــــــن  

بقلم وليد عوض

salman1

خلال زيارته لمخيم النازحين السوريين في دلهمية البقاع كشف الرئيس الفرنسي <فرانسوا هولاند> عن المستور الآتي: فقد أعلن ان بلاده تعتزم استضافة ثلاثة آلاف لاجئ سوري خلال العامين 2016 و2017، وستقدم الى لبنان 50 مليون يورو اعتباراً من العام الحالي من أصل مئة مليون يورو خلال السنوات الثلاث.

وإضافة الى ذلك وكهدية للنازحين السوريين أعلن الرئيس الفرنسي استضافة عائلة من النازحين السوريين تصحبه في الطائرة الخاصة المسافرة من مطار رياق العسكري الى مطار <بورجيه> في باريس.. وقد قال مبتسماً ان العائلة شكرت الرئيس الفرنسي على هذه المكرمة، وإن كانت تفضل أن تذهب الى ألمانيا حيث لها بعض الأقارب، فوعدها بتلبية هذا الطلب ولكن بعدما تتعلم اللغة الألمانية فلا تضطر للتحدث بلغة الاشارات كالخرسان.

من هذه المشاهد نستنتج الآتي:

1 ــ إن أزمة النازحات والنازحين السوريين ستطول الى أكثر من عام 2017، وهو عام انتهاء الولاية الرئاسية لبشار الأسد.

2 ــ ان فتح أبواب فرنسا لثلاثة آلاف نازح سوري دليل على ان الحرب السورية لن تضع أوزارها بسهولة، وان لسنة 2017 ما بعدها.

3 ــ لم يركز الرئيس <هولاند> على محادثات جنيف بين النظام السوري والمعارضة، وإلا لكان رأى فيها باب الخلاص من الأزمة السورية التي زهقت أرواح مئات الألوف من الناس، وأكثرهم نساء وأطفال، وخلّفت عشرات آلاف الجرحى والمصابين والمعاقين.

أي انتظرنا من الرئيس <هولاند> وهو ينزل ضيفاً على لبنان أن يدعم الكتلة الأوروبية لمفاوضات جنيف، ويعمل على تيسير كل السبل الكفيلة بفتح طريق العودة أمام النازحات والنازحين السوريين لكنه لم يفعل.

وكان <هولاند> في زيارته لمخيم <الدلهمية> في البقاع مثل سفيرة النوايا الحسنة <انجيلينا جولي> ــ شد الله عافيتها ــ لم يتصرف كرئيس أوروبي صاحب قرار.

بري-هولاندونأتي الى اجتماع قصر الصنوبر التاريخي الذي جمع الزعماء الروحيين في لبنان من كل أطيافهم.

من مشهد الدرج التاريخي لقصر الصنوبر أحب <هولاند> ان يسترجع الاحتفال التاريخي على الدرج نفسه بولادة دولة لبنان الكبير: كان الجنرال <غورو> يقف في المكان نفسه الذي وقف فيه <هولاند> والى يمينه البطريرك الياس الحويك والى يساره مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا. ومكان البطريرك الحويك وقف البطريرك بشارة الراعي، ومكان الشيخ مصطفى نجا وقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وقد أراد <هولاند> أن يذكر اللبنانيين انه ليس من المعقول أن تحل الذكرى المئوية لولادة دولة لبنان الكبير من قصر الصنوبر، يوم الثلاثين من آب (أغسطس) 2020 وليس في لبنان رئيس جمهورية، بل يمكن التأكيد ان الرئيس الجديد هو الذي سيترأس هذا الاحتفال.

و<هولاند> في التعاطي مع الملف اللبناني يكاد يكون وحيداً في التحالف الأوروبي ــ الأميركي، وقد يكون أقرب الى الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين> منه الى الرئيس الأميركي <باراك أوباما> أو رئيس وزراء انكلترا <دايفيد كاميرون>. وتجربة <هولاند> مع الاثنين لا تدعو الى الاطمئنان، فقد انسحبا من مسؤولية الاطاحة بالعقيد القذافي وتركا فرنسا <نيقولا ساركوزي> تتحمل وحدها وزر ما حصل في ليبيا، واغتيال العقيد معمر القذافي بأبشع الصور، وكان المنطق أن يبقى على قيد الحياة ويحال الى المحاكم فينفجر نبع الأسرار. ولكن من مصلحة <ساركوزي> أن يتم تغييب القذافي حتى يغيب دور <ساركوزي> في تقاضي مئات ملايين الدولارات من القذافي لانفاقها على معركته الرئاسية في فرنسا.

حصاد الرحلة <الهولاندية>

 

ويعود <هولاند> الى فرنسا بعدما عرّج على كل من مصر والأردن ضمن مخطط مكافحة الارهاب واحتواء مشكلة النازحين السوريين. يجلس الى مكتبه في قصر <الإليزيه> مستخلصاً رحلته الى لبنان:

1 ــ لا خيال ولا شبح لرئيس لبناني جديد في العام 2016.

2 ــ صرف مبلغ مئة مليون يورو على ثلاث سنوات دعماً للنزوح السوري منها  50 مليون يورو تدفع فوراً.

3 ــ فتح جسور تواصل وحوار مع كل من الرياض وطهران، لأن عقدة الشغور الرئاسي تكمن هنا. وهو يرى ان العلاقات بين واشنطن وطهران أفضل مما هي عليه بين باريس والعاصمة الإيرانية، وفي متناول <أوباما> ان يحصل من إيران في موضوع رئاسة لبنان أفضل مما يحصل عليه <هولاند> الذي يتابع دعوة الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي، فيما طهران ليست من هذا الرأي وتترك أمر الرئيس الأسد ملكاً للشعب السوري.. دستورياً.

ويوم الأربعاء أمس الأول غط في مطار الرياض رئيس الولايات المتحدة <باراك أوباما> ومعه ملف متابعة التصدي لتنظيم <داعش> والارهاب التكفيري، خصوصاً وأن للسعودية دورها الفعّال في هذا الباب وصارت على دراية بكيفية تصفية الارهابيين، وهذا ما دفع الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ليقول ان قمة الرياض بين الملك سلمان و<أوباما> تهدف أولاً الى توثيق العلاقات القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية.

ويأتي لقاء مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس <أوباما> بتوجيه من الملك سلمان استكمالاً للمباحثات التي جرت في واشنطن و<كامب دايفيد> في أيار (مايو) 2015، والتي توجت بتأكيد الجانبين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية والعمل معاً من أجل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها. ولم تسلم القمة السعودية ــ الخليجية الأميركية يوم الأربعاء أمس الأول في الرياض من إدانة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، بدءاً من البحرين واليمن والعراق وسوريا وليبيا. ولم يكن هناك مؤشر حول حضور الملف اللبناني، على أساس ان حينه لم يأت. فالكل منشغل عن هذا الملف بقضايا تمس أمنه السياسي والاقتصادي. و<أوباما> يغادر البيت الأبيض أواخر العام الحالي، ولم يعد لديه متسع من الوقت لإيلاء قضية الشغور الرئاسي اللبناني الأهمية المطلوبة، والباقي من الوقت عنده هو لتفويت فرص الوصول الى البيت الأبيض على الملياردير الجمهوري جنبلاط-هولاند<دونالد ترامب> وحشد التأييد ومجاميع المندوبين للمرشحة الديموقراطية <هيلاري كلينتون>.

و<دايفيد كاميرون> مشغول بالاستفتاء على بقاء أو عدم بقاء انكلترا في منظومة الاتحاد الأوروبي، وهو الاستفتاء المقرر يوم 23 حزيران (يونيو) المقبل. صحيح ان <كاميرون> أميل الى البقاء في الاتحاد الأوروبي، وتدعمه في ذلك مستشارة ألمانيا <أنجيلا ميركل>، إلا ان اليمين الجامح في انكلترا هو مع خروجها من هذا الاتحاد المكلف مالياً، وعند انكلترا المقومات المالية التي تكفيها إذا انفصلت عن الاتحاد!

لم يبـــــق في الميــــــدان إلا حديدان أي <فرانسوا هولاند> لأن لقب سيد قصـــــــر <الإليزيــــــــه> لن يسقط عنه قبل ربيــــــع 2017 .

يترك <هولاند> لبنان وهو غارق في متاهاته الداخلية، بدءاً من فضائح الانترنت، والخلافات بين الزعيم وليد جنبلاط ووزير الداخلية نهاد المشنوق حول المخصصات السرية في مديرية الأمن الداخلي، ويقولها المشنوق بالفم الملآن من منبر عشاء بيروتي: طويلة على رقبة كل من يتطاول على مدير عام الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص.