ا لفراغ الرئاسي يتواصل منذ 25 أيار/ مايو الماضي من دون أن تلوح أي بوادر حلحلة على هذا الخط، فيما الحكومة تعيش بمساكنة قسرية، وكل مرة تتجاوز خلافات مكوناتها، والتمديد حاصل قبل نهاية الشهر الجاري تجنباً للفراغ الكامل، خاصة بعد لقاء روما بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وتهديد الحريري بسحب مرشحيه إذا جرت الانتخابات من دون وجود رئيس للجمهورية. فكيف هي الأجواء سياسياً في ظل الضغوط الأمنية المتزايدة وتهديد المنظمات الإرهابية بالوصول الى منفذ بحري كما أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي؟
<الأفكار> استضافت في مكاتبها نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري وحاورته في هذه الملفات المتراكمة، بالإضافة الى مسألة عدم تقديم ترشيحه للانتخابات النيابية بدءاً من السؤال:
ــ الفراغ الرئاسي يتمادى منذ أكثر من 150 يوماً، ودولتك تبشر بأن لا رئيس في سنة 2014. فما هي المعطيات لتقول هذا الكلام؟
- موضوع الرئاسة من الممكن أن يكون سهلاً وصعباً في آن، يكون سهلاً إذا كانت القيادات اللبنانية حريصة على بلدها ولا تخضع لارتباطات خارجية بحيث يتم التوافق فيما بينها على انتخاب رئيس، لاسيما وأن هذه المرحلة التي نمر بها ليست مريحة، بل ستظل خلال فترة الرئاسة أو في جزء منها تتأثر بالصراع الإقليمي الذي لم تتبلور نتائجه بعد، ولذلك فالحريص على مصلحة البلد يجب أن يكون حريصاً على كل المؤسسات ويعمد الى تسهيل انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.
ــ هل يعني ذلك فك الارتباط بين انتخابات الرئاسة والصراع الإقليمي؟ فهل هذا ممكن؟
- هذا ما أقوله بالضبط.
ــ والجانب الصعب؟
- تثبت الأيام أن القيادات اللبنانية مرتبطة بالخارج ما يلزمها عدم اتخاذ القرار الوطني المستقل الذي تكمن فيه مصلحة البلد، ولذلك فنحن مضطرون أن ننتظر نتائج الأوضاع الإقليمية.
لا رئيس عام 2014
ــ وماذا لو طالت؟
- هذا ما أحسبه، ولذلك قلت انني لا أرى رئيساً في العام 2014.
ــ وماذا لو استمر الصراع الإقليمي عام 2015؟
- لا جواب نهائياً عندي لأن هذا الملف يعتمد على مسألتين: الأولى صحوة الضمير الوطنية، والثانية الوصول الى قرار إقليمي بانتخاب رئيس مع المفاوضات الجارية في المنطقة التي تكون أحياناً ميسرة وأحياناً أخرى متعسرة كما يحدث اليوم بالضبط، وبالتالي عندما تكون ميسرة تمر ملفات يتفق عليها ولو بشكل جزئي تماماً كما حصل في العراق عندما اتفق الإيرانيون والسعوديون لأسباب ما على إزاحة رئيس الحكومة نوري المالكي والإتيان بحيدر العبادي بدلاً منه، وبالتالي من الممكن أن يحدث الشيء نفسه في لبنان، لكن اليوم عاد هذا الصراع الى ما يسمى المربع الأول بسبب أحداث اليمن وصدور حكم الإعدام بحق الناشط السعودي نمر النمر.
ــ هل تعتقد أن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل سيعود من إيران بشيء ما على هذا الخط؟
- لا... فهذا موضوع أكبر من طاقته، ولقد ذهب في موضوع محدد يتعلق بتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة الإيرانية من خلال الهبة التي سبق وأعلنت عنها إيران، رغم أن هذا الموضوع مدار خلاف داخلي نظراً للعقوبات المفروضة من الغرب على إيران، لكن البعض يفسر الأمر بأنه هبة خارج إطار البيع والشراء، إلا أن هذا الموضوع في النهاية خاضع لقرار مجلس الوزراء. فالوزير مقبل ذهب لاستطلاع نوعية الأسلحة وأهميتها، وسيعود ليعرض الأمر على مجلس الوزراء، لكن بمعزل عن نوعية الأسلحة سيكون هناك نقاش صعب داخل مجلس الوزراء لجهة قبول الهبة أو عدم قبولها.
ــ كيف ترى الأمر من جهتك؟
- أتصور أن الأمر صعب خاصة وأن آلية مجلس الوزراء المعتمدة لجهة التوافق ستصعّب قبول الهبة أكثر مما تسهلها، لأن هناك حق <الفيتو> لكل وزير، وبالتالي فالتصويت غير وارد طالما أن أي وزير سيعترض على الموضوع سيوقفه. وأنا سبق وقلت ان ايران إذا أرادت مساعدة لبنان بشكل أفضل فيمكنها أن تخفف من إعطاء السلاح لفريق من اللبنانيين كأنها تساعد الجيش اللبناني.
ــ في هذه الحالة لا يعود هناك من جهة قوية تقف في وجه الإرهابيين، لا الجيش ولا المقاومة. أليس كذلك؟
- أنا أحترم المقاومة وما قامت به من إنجازات، لكن الدور الذي تقوم به اليوم لا يساعد على حل المشاكل في لبنان بما في ذلك مشكلة الإرهاب.
ــ بالأمس سمعنا خطاباً تصعيدياً من وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن. فهل سيؤثر ذلك على عمل مجلس الوزراء والتضامن الوزاري الذي يعيش بالمساكنة القسرية؟
- يمكن تسميته بالخطاب التصعيدي، لكن أنا أقول إن الخطاب يعبر عن خيبة أمل الوزير المشنوق الذي كان يعتبر قبل أن يتبوأ موقع وزارة الداخلية من الصقور في 14 آذار وتيار <المستقبل>. ولكن بعدما أصبح وزيراً للداخلية أعلن انه وزير لكل لبنان وانفتح على كل الأطراف بما في ذلك مع حزب الله، لا بل لم يتجرأ أحد من الوزراء السابقين على أن يجمع في مقر الداخلية كل المسؤولين الأمنيين مع مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، بما معناه أنه اعتبره جزءاً من الأمن اللبناني وصدرت أصوات عديدة من 14 آذار تعترض على ذلك، وقيل إن الوزير المشنوق يفتح على الأطراف الأخرى لغايات شخصية، لكنني أعرف الوزير المشنوق وتربطني به صداقة قديمة منذ معرفتي بالرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 1992، وقد بحثت معه الموضوع فشرح وجهة نظره وقال إنه وزير داخلية لكل لبنان ويعمل على أمن كل اللبنانيين، ويعرف أن الأمن لا يؤمن مئة بالمئة كما الحال في انكلترا مثلاً، بل يمكن الحصول على أعلى نسبة ممكنة من الأمن وبالتالي انفتح على الجميع ووعد الجميع، لكن يبدو أن الكلام شيء والفعل شيء آخر، وبالتالي عبّر في خطابه عن هذه الخيبة بعدما شعر أنه يطبق الأمن في جزء من البلد وليس في البلد كله.
ــ هنا يرد طرف 8 آذار ويقول إن الأمن الفالت من وجود خلايا إرهابية الى استهداف الجيش يحصل في مناطق محسوبة على تيار <المستقبل> وليس على حزب الله، أليس الأمر صحيحاً؟
- إذا عدنا الى خطاب الوزير المشنوق في ندوة البلديات، فإننا نراه موجهاً الى فريق من اللبنانيين يخلون بالأمن وتحديداً الى التطرف الإسلامي، وقال كلاماً جريئاً جداً بهذا الخصوص، وبالتالي كلامه موجه الى كل من يخل بالأمن بما في ذلك التطرف السني.
الحريري خارج إطار المنافسة
ــ هل ما قاله هو نتيجة التنافس من أجل رئاسة الحكومة بينه وبين الوزير اشرف ريفي كما قيل؟
- تربطني صداقة بالاثنين معاً لكن أقولها بصراحة، فمع وجود سعد الحريري أطال الله عمره، لا يمكن للاثنين معاً أن يكونا ضمن السباق الرئاسي. وأعتقد أنهما يعرفان هذا الشيء وأن سعد الحريري هو السني الأول في لبنان وهو إذا أراد المركز فلا أحد ينافسه، وإذا لم يرد فهو من يختار.
ــ وهل كلامه يفجر الحكومة خاصة وأنها تعيش بالمساكنة القسرية؟
- لا أعتقد ذلك، لأن الحكومة حاجة للبنان ولجميع الأطراف حالياً. والأمر سيقف عند حد الردود والسجالات والاتهامات وإبداء الانزعاج من كلامه ولن يتجاوز ذلك الى تطيير الحكومة.
ــ بماذا تفسر انتقال ترشيح الوزير المشنوق من الدائرة الثانية الى الدائرة الثالثة؟
- الدائرة الثانية حامية انتخابياً لأنها تضم التوازن الانتخابي ما بين 8 و14 آذار وكذلك التوازن الشيعي والسني بالإضافة الى وجود أصوات أرمنية مهمة، ولذلك فشارع نهاد المشنوق الطبيعي هو الدائرة الثالثة، ولذلك نقل ترشيحه كما أعتقد.
ــ هل من الممكن أنه ترك الدائرة الثانية للمرشح فؤاد المخزومي بعدما التقى مع الرئيس الحريري في جدة؟
- هناك مرشح لتيار <المستقبل> في الدائرة الثانية هو بشير عيتاني، لكن إذا كان هناك اتفاق بين المخزومي والرئيس الحريري فلا علم لي بذلك.
ــ طالما أن الجميع ترشحوا: لماذا لم تترشح؟ هل لأنك كنت تعرف أن التمديد حاصل؟
- هناك تهمة موجهة ضدي وأنا فرح بها وهي انني بعيد النظر ولم أترشح لأنني كنت أعرف ان التمديد حاصل، فلتبقَ هذه التهمة أفضل من غيرها، فأنا أساساً لم أترشح في المرة الأولى قبل التمديد ولم أترشح اليوم، وهذا موقفي الثابت.
ــ الملاحظ أن ابنك نبيل ترشح في المرة الأولى ولم يترشح اليوم. فكيف تفسر ذلك؟
- ترشيح ابني كان مجرد رسالة بأننا لا نزال في الساحة لا أكثر من ذلك. ولو كنت أعرف أن الانتخابات ستجري، لما كان ترشح، وهو الآن يدرس المحاماة في أميركا وعمره 27 سنة.
التمديد مصلحة وطنية
ــ يقال إن جلسة 29 الجاري ستشهد تمديداً للمجلس النيابي بعد تأجيل موعد انتخابات الرئاسة التي ستكون بدون نصاب. فهل من معطيات لديكم بهذا الشأن؟
- أعتقد أن التمديد لا أحد يخجل به ويعمد الى تمريره خلسة، بل ستحدد جلسة علنية له.. وأتصور أن كثيرين وأنا واحد منهم مقتنعون بأهمية التمديد وطنياً ومسيحياً.
ــ الشارع المسيحي معارض للتمديد من خلال غالبية أحزابه. أليس كذلك؟
- الشارع دائماً يريد الانتخابات والتغيير وهذا أمر طبيعي وصحي يعبر عن الحرية والديموقراطية، لكن الزعامات التي تدرك مصلحة البلد لا تتخذ المواقف التي تقوي شعبيتها، بل المواقف التي تكون لمصلحة الوطن كله، وأتصور أن هناك أسباباً وطنية تحول دون إجراء الانتخابات في ظل غياب رئيس للجمهورية بغض النظر عما صدر عن وزارة الداخلية والقادة الأمنيين عن صعوبة إجراء الانتخابات أمنياً، إذ لو كان الأمن في أوجه لا يجوز إجراء الانتخابات في غياب الرئيس، إذا مضت أربعة أشهر من دون رئيس ولا يمكن لنا كنواب مسيحيين أن نسمح لأنفسنا بأن ننتخب رئيساً للمجلس النيابي إذا جرت الانتخابات، في وقت نجد أن بعض النواب الشيعة عطلوا انتخابات الرئاسة.
وأضاف مكاري:
- أنا أقول ذلك ليس من باب الرد على المقاطعين، بل من خلال الحرص على موقع المسيحيين الأول. أضف الى ذلك أن الحكومة تعتبر مستقيلة عند إجراء الانتخابات، فهل تجري استشارات نيابية ملزمة مع الكرسي في بعبدا، أو مع 24 وزيراً هم حكماً أصبحوا مستقلين بحكم إجراء الانتخابات؟ ومن سيصدر المراسيم في غياب الرئيس؟ فرئاسة الجمهورية هي رأس السلطة ولا يجوز تغييبها عن هذه الاستحقاقات. وسبق للرئيس الحريري أن قال إنه لن يشارك في أي انتخابات إذا لم يتم انتخاب رئيس.
ــ البعض هنا ذكر أن المسيحيين قاطعوا الانتخابات عام 1992 وجرت في غياب قادتهم وأحزابهم. فماذا تقول؟
- الظروف اليوم مختلفة عما كانت عليه عام 1992 ولا يمكن المقارنة، ومن يقوم بالمقارنة سيكون غائباً عن الحاضر والتاريخ.
لقاء روما وهمّ الرئاسة
ــ وهل لقاء روما بين الرئيس الحريري والبطريرك مار بشارة الراعي كفيل بتأمين التغطية المسيحية للتمديد؟
- هناك هدف يجمع صاحب الغبطة والرئيس الحريري، وهو ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي، وصاحب الغبطة يعرف من الذي يعطل، لكنني وفق معلوماتي وقناعاتي أرى أن فريقنا السياسي يجب أن يتقدم خطوة الى الأمام من أجل تسهيل انتخابات الرئاسة.
ــ هل يعني ذلك انسحاب الدكتور سمير جعجع؟
- بالضبط، لأنه مقتنع بأنه في حال انسحب الدكتور جعجع تصبح إمكانية الضغط على العماد ميشال عون أسهل، فهذه نظرية، وأنا أعتقد أنها صعبة التطبيق ليس بمعنى عدم انسحاب سمير جعجع لأنه سبق وأبدى أكثر من مرة مرونة في هذا الموضوع وقال إنه حاضر للانسحاب إذا حصل اتفاق، لكن الجنرال عون طالما أن هناك من يؤيده ويناصره وبما أنه يعتبر انه صاحب الحظوة المسيحية الأكبر فهو لن ينسحب حتى لو انسحب الدكتور جعجع.
ــ وماذا لو انسحب الدكتور سمير جعجع وطرحت أسماء مثل الرئيس أمين الجميل والوزير بطرس حرب؟
- الأمر ذاته، رغم أن الرجلين وفاقيان بطبيعتهما، والمشكلة هي النصاب الذي يجب أن يتأمّن.
ــ هل يعني ذلك أنه لم ترد أسماء في لقاء روما؟
- لا علم لي بالأسماء. وأنا أعتقد أن هناك الكثير من الأسماء التوافقية في لبنان، ومن الممكن أن يكون أصحابها خارج إطار 8 و14 آذار ومن الممكن أن يكونوا أيضاً من 8 ومن 14 آذار أيضاً..
ــ البعض قال فَـلْتنلْ 8 آذار الرئاسة الأولى وتحصل 14 آذار على الرئاسة الثانية. فهل هذا وارد؟
- هذا طرح قدّمه النائب سليمان فرنجية... لكن يبقى السؤال عمن يأخذ رئاسة المجلس؟!
ــ من يدعمه: حزب الله وحركة <أمل>؟
- إذاً في هذه الحالة هناك رئاستان لقوى 8 آذار مقابل رئاسة واحدة لقوى 14 آذار.
ــ ألا يعتبر الرئيس بري توافقياً؟
- إن الرئيس بري يتعامل مع الجميع بسواسية ولا يجوز أن أظلمه وأنا أشهد على ذلك، لكن لا أستطيع أن أقول إنه ليس طرفاً سياسياً، خاصة أنه من أركان 8 آذار واجتماع عين التينة حصل عنده، ولذلك فالأنسب للبلد من ضمن هذا التقسيم أن تكون رئاسة المجلس لقوى 8 آذار ورئاسة الحكومة لقوى 14 آذار ورئاسة الجمهورية لشخص توافقي رغم أن هناك توافقيين من 8 و14 آذار، وفي الوسط أيضاً. وإذا كان هناك سني من 8 آذار ويعبر عن الطائفة السنية، فلا مانع من أن يترأس الحكومة والأمر ذاته بالنسبة للباقي.
ــ أين هو؟ وهل يستطيع أحد أن يتحرك خارج إطار موافقة الحريري؟
- أي رئيس للحكومة لا يتفاهم مع سعد الحريري لا يسلك طريقه.
ــ يقول العماد عون انه الأقوى مسيحياً ويمكن أن يؤمن أصواتاً أكثر من الدكتور سمير جعجع ويستطيع الفوز إذا أيده النائب وليد جنبلاط... لماذا لا يعطى الفرصة؟
- من قال لك إنه يحوز على غالبية الأصوات؟ فالإثنان لا يستطيعان تأمين الأكثرية.
ــ ألا تنتخب 8 آذار كلها العماد عون؟
- هل أنت أكيد أن الرئيس بري ينتخبه؟
ــ طبعاً فهو حليف حليفه، أليس كذلك؟
- لم يقل الرئيس بري ولو لمرة واحدة انه يؤيد شخصاً محدداً، وكتلة التنمية والتحرير لم تتحدث لا سلباً ولا إيجاباً في موضوع تأييدها لهذا المرشح أو ذاك، والنائب جنبلاط لديه مرشحه وهو النائب هنري حلو. وهنا يمكن للعماد عون أن يكون ناخباً كبيراً بدل أن يكون مرشحاً مكابراً.
ــ هل صحيح أن وليد بك طرح أن يكون العماد عون رئيساً لفترة انتقالية مدتها سنتان؟
- لا أعتقد أن هذا الطرح صحيح، ولا يمكن للنائب جنبلاط أن يطرح هذه الفكرة التي تحمل تحدياً للطوائف المسيحية لاسيما المارونية منها.
جنبلاط و<النصرة> و15 ألف إرهابي
ــ على ذكر النائب جنبلاط، كيف قرأت تصريحه عن أن <جبهة النصرة> ليست إرهابية؟
- <داعش> بالنسبة إليه إرهابية، لأنها منتشرة في كل البلدان ولديها أهداف توسعية، لكن <جبهة النصرة> محصورة في سوريا ومن أهدافها إزالة الحكم القائم في سوريا، وبالتالي فهي ضد النظام وهذا ما يجمع بينها وبين جنبلاط.
ــ صحيح، لكنها على لوائح الإرهاب العالمية وشاركت في خطف العسكريين. أليس كذلك؟
- صحيح، أنا أفسر قوله عنها، ولا أؤيد كلامه. وبالنسبة لي <النصرة> لا تختلف عن <داعش>، إنما أفسر قول جنبلاط الذي يمكن أن تكون لديه أسباب شخصية حتى قال ذلك.
ــ هل تعتقد أن <داعش> خطر داهم على لبنان؟
- هي خطر على الجميع في كل زمان ومكان، وأعتقد أن هناك مليوناً ونصف مليون لاجئ سوري، وإذا افترضنا أن هناك نسبة واحد في المئة منهم ينتمون الى المنظمات الإرهابية فهذا معناه أن هناك 15 ألف إرهابي يشكلون خطراً داهماً على البلد، لكنني أعتقد في الوقت ذاته أن ما يقف حاجزاً أمام طموحات هذه المنظمات هو عدم وجود بيئة حاضنة لها لا في عكار ولا في طرابلس، وهذا لا يمنع وجود أفراد قلائل متعاطفين معهم، والدليل أن مأتم الشهيد جمال الهاشم شهد تظاهرة وطنية من كل الطوائف، جعلتنا نعتز بالشعب اللبناني المظلوم بقياداته حتى والد الشهيد عبّر عن وطنية مميزة.
ــ ألا تلتقي مع تأكيد قائد الجيش العماد جان قهوجي عندما أشار إلى خلايا إرهابية نائمة في أكثر من مكان، ونيات بالوصول الى منفذ بحري على المتوسط؟
- هذا طموح المنظمات الإرهابية ولكن هناك فارقاً بين الطموح وإمكانية التحقيق، وأنا أعتقد أن ما قاله العماد قهوجي كلام صحيح إنما إمكانية تنفيذه غير متوافرة اعتماداً على وعي الناس وعدم وجود بيئة حاضنة، وعلى موقف الجيش الذي يقوم بواجباته على أكمل وجه.
ــ هل يبقى الجيش متماسكاً إذا استمر مسلسل الانشقاق عنه والتحريض ضده؟
- هناك فارق بين انشقاق الجيش وانقسامه، وبين فرار بضعة عناصر، وبالتالي أجزم بأن إمكانية انقسام الجيش غير موجودة أبداً، وقد سبق وحصلت انقسامات خلال الحرب وهذه ليست قاعدة، ومع ذلك يبقى الجيش متماسكاً.