أوكرانيا تبقى الحدث بعدما أعادت سعير الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو بسبب استفتاء أهالي شبه جزيرة القرم الذي أسفر عن طلب الانضمام الى روسيا. فالمشكلة ليس في مبدأ الاستفتاء الذي هو حق مشروع من حقوق الانسان، بل في أن هذا الاستفتاء جرى يوم الأحد الأسبق تحت وطأة الدبابات الروسية. وهذا ما أثار حفيظة كل من البيت الأبيض ودول الاتحاد الأوروبي.
ومن المفارقات داخل أوكرانيا أن رئيس وزراء أوكرانيا <آرسيني ياتسينيوك> الذي حل في القرار مكان الرئيس الأوكراني المعزول <فيكتور يانوكوفيتش> أعلن في سياق لملمة الوضع الاقتصادي المنهار فرض ضريبة خاصة على أغنياء البلاد، وأنه سيبدأ من نفسه قبل الآخرين. وفرض الضريبة يتناول كل مدخول سنوي يزيد عن 614 ألف <هريفنا> (عملة البلد) وهذا يساوي 47 ألف يورو، أو 65 ألف دولار، ويتناول هذا الاجراء طبقة من الأغنياء تمثل 16 بالمئة من أهل أوكرانيا.
ومما قاله رئيس الوزراء الأوكراني إن ثروات الأغنياء يجب أن يشاركوا فيها أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة، وان العدالة الاجتماعية آن أوانها. وقد هاجمت الجريدة الأوكرانية <ايكو فيمتشينا برافدا> هذا الاجراء، وحذرت من أن يؤدي الى هروب الرساميل.
والاقتصاد الأوكراني يعاني من كارثة مالية واقتصادية إذ يبلغ مقدار الدين العام 75 مليار دولار. وأوكرانيا موعودة الآن بمليارات الدولارات من أميركا والاتحاد الأوروبي، والوعد لا يعني أن الفاتورة قد دفعت.
ومن المفارقات أن شراسة الأزمة الأوكرانية لم تمنع المجتمع المدني من مواصلة تقاليده الاجتماعية وقامت <انستازيا ايفانوما> صاحبة ماركة <نال لونا> بعرض ثلاثين زياً جديداً في عرض جمع مئات الحضور، داخل صالون للموسيقى، وكان في الأساس قصراً لأمير أوكراني قديم. وضم العرض ثلاثين عارضة وعشرات الصحافيات والصحافيين المتخصصين في الموضة والأزياء، وكأن العاصمة <كييف> شبيهة في هذا الموضوع بالعاصمة الفرنسية باريس، أو العاصمة الايطالية روما.