تفاصيل الخبر

كتاب إلى دولة الرئيس المكلف!

03/01/2020
كتاب إلى دولة الرئيس المكلف!

كتاب إلى دولة الرئيس المكلف!

بقلم هشام جابر

وأخيراً قررتم تأليف حكومة من الاختصاصيين أو النخب، تحترمها وأفرادها كافة الأحزاب والتيارات والدول. وأين تجدون هؤلاء؟ تجدونهم في كل طائفة. وأنما الأهم، هل يكفي أن يحوز الرجل أو المرأة شهادات عالية لكي يصبح او تصبح جديراً لمنصب وزير؟

طبعاً لا. هنالك الأخلاق، والضمير، والشجاعة، والسجل العدلي الناصع، وما عرف عنه وعنها، وما اتفق عليه، والأهم من ذلك عدم تسميتهم أو تزكيتهم من امراء طوائفهم... فهنالك العشرات من حملة الدكتوراه يقبعون تحت أدراج القصور ويداومون في قاعات الإنتظار.

نحن نتفهم وأنتم تتفهمون حقيقة خشية بعض القوى السياسية من العداء والحصار والطعن بالضهر، فامنحوهم حق الخيار لا الاختيار واعرضوا عليهم أسماءً يملكون حق حذفها وشطبها واحرصوا على أن لا تكون بينها أسماء استفزازية.

دولة الرئيس،

هنالك العشرات ركبوا موجة الحراك الشعبي واستقلوا وتسلقوا قطاره وظهروا على الشاشات مدعين تمثيله، هؤلاء لا يقبل بهم الحراك ولا الشعب الصامت... وهنالك فئة تقتات من السفارات وتدعي تمثيل المجتمع المدني!! أقل ما يقال عنها انها عبوات مفخخة... فانتبهوا بالله عليكم.

دولة الرئيس،

انكم تدخلون حقل الغام... الغام صغيرة يزرعها السياسيون وأخرى تزرعها الدول فانتبهوا أن لا تتعثروا بأي منها.

دولة الرئيس،

لا تطيعوا الفاسدين والمبتزين، فالشعب يريد حكومة انقاذ، مستقلة، نظيفة، شفافة،اعضاؤها غير مرتبطين بتوزيرهم ولا مدينون لأمراء طوائفهم بأي شيء... فالشعب يريد وزير مالية يختصر النفقات الى الحد الأدنى ويرفع الموارد الى الحد الأقصى من حق الدولة وليس من جيوب الفقراء ويوقف مزراب الهدر والنهب...

وزير صحة يؤمن الدواء من أقاصي الأرض بأفضل الأسعار ولا يقبل ان يقف مواطن دقيقة واحدة امام المستشفى...

الشعب يريد وزير زراعة يتعهد بزرع مليون شجرة في ستة أشهر ولا يترك حقلاً يابساً ويمنع استيراد تفاحة او خيارة او حبة بندورة...

وزير دفاع يعمل على إعادة الخدمة العسكرية والتخطيط لاستراتيجية دفاعية نواتها الجيش وقبول الهبات من الدولة الصديقة واحياء صندوق تسليح الجيش ووو...

وزير داخلية يعيد آلاف العناصر المنقولة لخدمة السياسيين ويعيد تأهيلهم ويعيد تنظيم الوصاية على البلديات واحياء اللامركزية الإدارية، والبحث يطول...

وزير بيئة يجعل الماء عذباً والهواء نقياً ويحول النفايات الى ثروة...

ولا يتسع المقال لعمل كل وزارة... اذ يتمنى الشعب على الحكومة الجديدة احياء المؤسسات التي ارساها الراحل فؤاد شهاب بما فيها التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية، كما اقفال المجالس الطفيلية الخارجة عن المحاسبة بالشمع الأحمر وتصفية رصيدها وهي مجالس الجيوب على اختلاف أنواعها والوانها المذهبية.

وماذا بعد، هل نتحدث عن العدل والقضاء واستعادة الأموال المسروقة والعقارات المنهوبة براً ونهراً وبحراً؟

وهل ان حكومة تخضع لأمراء الطوائف تفي بالغرض؟ أم نبقى في وضع المراوحة فيما النزيف مستمر؟

لكم الخيار يا دولة الرئيس وإلا فلن تمسوا على خير ولن تصبحوا على وطن...

وكل عام وأنتم بخير.