تفاصيل الخبر

قرفت من هذا الوضع وأفكر جديـــــاً فــي.... الـهـجـــــــرة!

18/09/2015
قرفت من هذا الوضع وأفكر جديـــــاً فــي.... الـهـجـــــــرة!

قرفت من هذا الوضع وأفكر جديـــــاً فــي.... الـهـجـــــــرة!

 

بقلم عبير انطون

1 <بنت الجبل> راجعة.. هي النسخة الثالثة من التحفة الفنية للمسرحي القدير روميو لحود والناس تطالب بها بعد. هذه المرة ستكون سلوى، بطلتها الأساسية، في ألين ابنتها، تسكنها، تحركها، وتستعيد اجمل ايام العز والمجد من خلالها بعد ان قدمتها في العامين 1977 و1988 على مسرحي <الإليزيه> وكازينو لبنان. التمارين على قدمٍ وساق، والافتتاح التشريني قريب. الين سعيدة بالعودة الى المسرح بعدما طارت في صولات وجولات خارجية بين فرنسا وايطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبين ربوع المهرجانات اللبنانية من الاشرفية الى قرطبا، وبياقوت والحازمية ومهرجان <مشكال> في بيروت وغيرها الكثير.

الا أنّ نجاح ألين العارم لا يخفي حسرة لديها، ولا يمحو من بالها فكرة فاجأتنا بها، على الرغم من العمل الكثير الزاهر. فما الذي اعترفت به لـ<الافكار>، وما الجديد في جعبتها؟

الحوار الصريح كالعادة معها حمل لنا بعض الأجوبة <المكحّلة بالمرارة >. ومع هذا السؤال انطلق الحديث:

ــ كنت نجمة المهرجانات اللبنانية لهذا الصيف ساحلاً وجبلاً، الى أي مدى أنتِ سعيدة بتجاوب الناس معك، وهل يحفزّك الأمر على إنتاج أغانٍ جديدة خاصة بك؟

- لن يسعفني الكلام في وصف ما عشته في مهرجانات هذا العام وتفاعل الجمهور معي من مختلف الفئات العمرية. في كل المهرجانات شعرت بالحماس والزخم، ولا يمكنني ان أصنف واحداً تميز اكثر من الآخر، الا أن لمهرجان الحازمية، المنطقة التي أسكنها مذاقاً خاصاً بالنسبة الي، نظراً لتأثيرها العاطفي عليّ. كبر قلبي بالحشود والعدد الهائل من الحضور. أما بالنسبة لإنتاج أغان خاصة بي أكثر، فيحفزني بالطبع ما شاهدته على إنتاج المزيد منها وهناك واحدة جديدة ستسمعونها قريباً.

  ــ من أي نوع ستكون، وماذا عن الحانها وكلماتها؟

- كتبها ولحنها الاستاذ روميو لحود بعنوان <عيني عليك>، وهي أغنية ايقاعية شعبية رائعة. في المهرجانات تجاوبت معي مختلف الاعمار وكنت سعيدة بترداد أغنياتي الخاصة من قبل الجيل الشاب الذي يستمع اليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي و<اليوتيوب> وغيرها. ومن كانوا أكثر تقدماً بالعمر، ولا يعرفون الكلمات، كانوا يصفقون ويرقصون على الايقاعات الحلوة. الغناء في المهرجانات يختلف عنه في المسرح، فيكون التفاعل المباشر أكبر، وأنا من الفنانات اللواتي يجعلن الجمهور مشاركاً فاعلاً في الأغاني فيرددها معي وأستمع اليه بدوري، بشكل خاص في الأغاني الحماسية والوطنية.

الهجرة.. واردة!

 

ــ لاحظنا ذلك في وصلتك من ضمن مهرجان <وان ليبانون> الذي أسسته تانيا قسيس وتشاركين فيه بشكل دائم. الى أي مدى افرحكم بث جميع التلفزيونات اللبنانية لحفلة <وان ليبانون> لهذا العام بتوقيت موحد لمناسبة عيد الجيش؟

- غمرنا الفرح، ذلك ان هدف <وان ليبانون> ورسالته هما اتحاد اللبنانيين من كل الشرائح والاديان والالوان كما الفنانين المشاركين في الحفل السنوي، وقد نقل ذلك عبر شاشات التلفزة، ما يعني ان الرسالة وصلت وأصبنا الهدف.

ــ هل شاركت في التظاهرات في ساحات وسط البلد مؤخراً، وما هو موقفك منها؟

- لا، لم أشارك. في هذا الشأن سأكون بغاية الصراحة ولو ان هذه في أيامنا مكلفة ولا يتقبلها الآخرون. أنا مع التظاهرة ومطالبها، لكنني أطرح تساؤلات حول شكل التحرك الذي اتخذته. لا أؤمن بأن أي أمر في بلدنا قد يصوّب، وهناك دائماً أشخاص يدخلون لتشويه الهدف الاساسي وحرفه عن مساره. لقد قرفت من هذا الوضع بشكلٍ بت أفكر فيه جدياً بالهجرة.

ــ الهجرة مرة واحدة؟

- نعم، لقد أضحت واحدة من أهدافي، خاصة في الفترة الاخيرة. باتت تراودني بشكل كبير، وبدون تردد. في السابق، أنا التي أعيش تقريباً في الطائرة وأتنقل من بلد لآخر، كنت أعد الساعات لحين عودتي الى لبنان حتى لو أنني أزور أجمل البلدان وأرقاها. مؤخراً، لم أعد املك هذا الشعور، أجد نفسي حزينة جداً على بلدي من نواحٍ مختلفة وعلى نفسي ايضاً. أنا مثل الكثير غيري من الشباب، نملك طاقات ولا نحظى بفرصة إبرازها كما نريد، وكأن قدر الشباب اللبناني أن يهاجر حتى تعرف قيمته. هذه الطبقة السياسية باتت <تلعّي النفس> حتى انني مضربة عن سماع نشرات الاخبار، وللأسف الشعب ما بيده حيلة.

ــ حتى مع النجاح الذي تعرفينه؟

- الاهم من النجاح هو الاستمرارية. امامنا مستقبل غير واضح، كل الاتكال فيه يقع على عاتق الفرد نفسه، لتأمين أبسط حاجاته وحقوقه. أنا أشكر محبة الناس لي وأقدّرها وأعتبرها فعلاً لا قولاً نعمة لا تقدّر بثمن، لكنني في المقابل أطلب من بلدي ان يقدّرني ويقدر غيري ويضمن حياتنا كمواطنين وليس كفنانين بالدرجة الأولى.

ــ نعود الى <بنت الجبل> المسرحية التي تستعاد بالنسخة الثالثة مع المسرحي الكبير عمك روميو لحود، ما التغييرات التي سنشهدها في النسخة الجديدة؟

 - أدخلت التعديلات الى بعض الحوارات مع تغييرات في الإخراج، وأضيفت شخصيات جديدة. طاقم الممثلين مختلف بالكامل في ما عدا الفنانة ماغي بدوي التي شاركت في النسخة الثانية لـ<بنت الجبل>. يش2ارك في المسرحية الفنان بديع أبو شقرا الذي أقدّره جداً، فضلا ًعن غبريال يمين، ولودي قزي وعصام مرعي ووجوه عديدة ممتازة. بالطبع هناك توزيع جديد للأغنيات وأضيفت أخرى. انها بشكل عام روح جديدة. المضمون والخطوط الأساسية لهذه التحفة الفنية لم يمس بها، ومن المهم جداً ان يتعرف الجيل الجديد على هذا العمل الذي عرف نجاحاً كبيراً.

مسرح روميو لحود..

 

ــ متى سيكون الافتتاح وأين؟

- التمرينات تسير على قدمٍ وساق وهي ستتكثف مع اقتراب الافتتاح الذي قد يكون مبدئياً في تشرين الاول/ أكتوبر على مسرح < theatre des arts> في جونية بناية <نايف وماري>، المسرح الذي اشتراه روميو لحود وجدده منذ حوالى السنة.

ــ هل عادت حماسة العمل لدى روميو بعد فترة كان فيها متعباً من الجو العام الذي يسود البلد؟

- هو متحمس جداً، وعادت له القوة التي لطالما عرف بها. المعروف عن روميو لحود انه مهندس مسرح، ومحترف في تصميمه وهذا شغف كبير لديه، فضلاً عن ان الناس طلبت منه إعادة مسرحية <بنت الجبل> وعودته الى الساحة. كنا سنتعاون في مسرحية <طريق الشمس> التي لم أقدمها سابقاً ( مع الفنانة ميكاييلا) الا أنني كنت مرتبطة بأعمال وأسفار وحماسنا اليوم كبير، ونعد الناس بعمل رائع.

ــ أين أصبح مسلسل <شريعة الغاب> مع منصور الرحباني الحفيد، وكنتم قد أنهيتم تصويره. متى سنراه على الشاشات؟

- لقد أنهينا التصوير والمونتاج إلا ان التأخير يأتينا من شركة <أروز بروداكشن> المنتجة لصاحبها ماثيو عقاد. للصراحة لست أعلم أسباب التأخير، وأتمنى ان يجيّر السؤال اليه علماً انه يقيم الآن في كندا. المسلسل رائع ليس لأنني اشتركت في كتابته مع منصور الرحباني، إنما لأنه ينقل الواقع الذي يعيشه الشعب اللبناني اليوم ونتناول فيه ظاهرة الخطف، والتركيبات في المجتمعات المخملية إلخ.. نحن متفائلون به وهناك أكثر من جهة أبدت اهتمامها بعرضه.

مع أحمد السقا

 

ــ عادةً تعرض مسلسلاتك على شاشة <تلفزيون المستقبل> ولو ان بعض الفنانين يشتكون من كيفية ترويج المسلسلات على هذه الشاشة. أين تتمنين ان يعرض المسلسل؟

- لا يمكنني إنكار ان مسلسلات عديدة لي عرضت على شاشة <المستقبل> وآخرها <ذهاب وعودة> مع الفنان المصري أحمد السقا وهو نال نسبة متابعة عالية في شهر رمضان الفضيل. يؤسفنا ان مشاهدة الاخبار او المسلسلات تنحصر في محطتين اثنتين عند اللبنانيين، ويأتي الأمر لا شعورياً، من دون سبق إصرار منهم، فقط لأنهم معتادون على هذه الشاشة دون غيرها.

ــ كيف كان التعاون مع النجم المصري احمد السقا في مسلسل <ذهاب وعودة>؟

- رائع، لعبت في المسلسل دوراً مركباً لفتاة فلسطينية عميلة للمخابرات تساعد البطل في البحث عن ابنه، وقد عرض لي مسلسل آخر في رمضان بعنوان <درب الياسمين> على شاشة <المنار>، في شخصية لديها عقد نفسيّة من الماضي وهي عميلة للـ<موساد> الإسرائيلي.

ــ نقول إذاً ان الين لحود حققت معادلة <ميم - ميم> <المستقبل> و<المنار>، الشاشتين المتنافرتين..

- همي الدائم هو ان أجمع اللبنانيين على الفن وكل ما هو جميل. بالنسبة للتعاون مع احمد السقا في مسلسل <ذهاب وعودة> أستطيع الجزم بأنه رائع، لا بل أعتبره من أمتع التجارب التي زادت من خبرتي. احمد السقا نجم محترف، يقرأ نصه بإمعان ويدخل في الجو العام لكل الشخصيات، فيركّز على حركة الكاميرا ويسأل المخرج كيف يأخذ لقطته ومن اية زاوية حتى يعطي كامل إحساسه. كان يدعوني لتحضير نصنا جانباً، ويسألني عن الطريقة التي سأؤدي بها، كي نمنح بأفضل طريقة الاحساس المطلوب للمشهد، حتى ولو لم تكن الكاميرا مسلّطة عليه. عظيم هذا الممثل على الصعيد الانساني قبل الصعيد الفني ويكفي تواضعه الجم. لقد اتصل بي من مصر بعد عرض المسلسل وهنأني على نجاحي بالدور مبدياً إعجابه بأدائي وتحدثنا في مشاريع جديدة تحضّر.

ــ وغيره من المسلسلات الرمضانية، ماذا تابعتِ؟

- تابعت مسلسل <تشيللو> ولم أترك حلقة واحدة منه، وجدته رائعاً.

 ــ ألا يشتبك العمل في الغناء وفي التمثيل والمسرح، بدل التركيز في مجال واحد؟

- أبداً. منذ بدأت مسيرتي الفنية انطلقت فيها جميعها. لقد درست التمثيل والإخراج الذي يمكث الآن في ثلاجة الانتظار الى ان يحين دوره، وكنت أتابع دروسي الموسيقية في الوقت عينه. أنا اليوم أعطي وقتاً كبيراً للكتابة التي هي جزء من دراستي ايضاً.

3 ــ ماذا تكتبين؟

 - أكتب مسلسلاً جديداً وفيلماً جديداً ايضاً. يدور المسلسل حول قصة حب تكتنفها بالوقت عينه قصة مرض. التفاصيل متشعبة وجميلة فيها العذاب والمعاناة وفيها أوقات جميلة جداً. لم أقرر العنوان النهائي بعد. وبالنسبة للابطال فلقد رسمت صورة لكل شخصية والممثل الذي يمكن ان يؤديها، أي انها مفصلة على القياس. وقد يضم المسلسل وجوهاً تمثيلية عربية مصرية وسورية وليس لبنانية فقط. اما الفيلم فيمكن اعتباره منذ الآن فيلماً مجنوناً، او رائداً في مجاله وغاية في الجرأة. لن ابوح بأي تفصيل عنه بناء على طلب شركة إنتاج مهمة طلبت إحاطته بالكتمان وقد يكون بدوره عربياً شاملاً من حيث المشاركين فيه.

ــ كان والدك ناهي بصدد تحضير مسلسل عن والدتك الفنانة الكبيرة سلوى القطريب. أين اصبح المشروع؟

- وضعناه جانباً الآن. نريده ان يكون بأفضل شكل وان يعمل على أدق التفاصيل فيه، مع التعمق في الجوانب التي أردنا تسليط الضوء عليها في سلوى الانسانة والفنانة وقد يكون فيلماً وليس مسلسلاً.

<ديو> مع <فريديريك لينير>

ــ شاركت في برنامج <ذا فويس> بنسخته الفرنسية، ماذا أعطتك هذه التجربة التي لامك الكثيرون على خوضها وأنتِ نجمة محبوبة في بلدك؟

- لقد أغنتني جداً. قضيت السنة الماضية في حفلات ما بين ايطاليا وفرنسا وانكلترا والولايات المتحدة الاميركية. هناك العديد من الأغنيات التي سعدت بها وبينها أغنية <plus la> للمغني والملحن <فريديرك لينير> والذي أعد لـ<ديو> معه قريباً.

وأضافت:

 - كذلك هناك اتصالات تردني من نيويورك ولوس انجلوس فضلاً عن وكالة في باريس تهتم بأعمال قد اشترك فيها، إلا ان ارتباطاتي بالمسرح الآن قد تؤجل بعض المشاريع. لقد فتح لي البرنامج ابواباً عديدة وباتت الناس خارج لبنان تعرف باسمي وأنا أؤمن بأن الفرصة الكبرى ستأتي ان كان لي نصيب فيها

ــ هل من كلمة اخيرة. .

- أنا بنت الجبل الجديدة وآمل ان توافوني الى هذا العمل المكتمل العناصر والإنتاج. أصبحنا جميعنا بحاجة لأوقات سعيدة.