ممثل الشركات الموزّعة للمحروقات في لبنان فؤاد أبو شقرا: اذا ارتفع سعر الدولار فوق الـ 8000 وتغير سعر النفط عالمياً فـالله يعين المواطن
[caption id="attachment_83967" align="alignleft" width="377"] غسان الأمين: المؤسسات الضامنة لن تستطيع الاستمرار اذا رفع الدعم.[/caption]
يبدو للأسف أن قرار رفع الدعم او كما يشاع (الترشيد) قد اتخذ، والدولة في ظل انعدام توفر الدولار من جهة، وفي ظل استمرار التهريب وتقاعس الدولة غير المبرر إن كان لناحية تأمين متطلبات المواطن الأساسية او لجهة تمنعها عن ضبط الحدود من جهة ثانية، قد وجدت نفسها أمام خيار أقل ما يمكنه وصفه بالتعسفي تجاه المواطن.
فهل فعلاً سيتم رفع الدعم عن الدواء وعن المعجنات من كعك ومناقيش التي لطالما عرفت بلقمة الفقير؟ وما مصير أسعار الدواجن؟
الأمين والترشيد!
بداية مع نقيب الصيادلة غسان الأمين الذي طمأن المواطنين بأن أدوية الامراض المزمنة والمستعصية لن يتغير سعرها وسيكون هناك ترشيد لسعر تلك التي تؤخذ من دون وصفة طبية، وتحدث عن ترشيد الدعم، مشيراً الى أنه في الاجتماع الأخير للجنة الوزارية، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب ووزيري الصحة حمد حسن والدفاع زينة عكر والمعنيين من نقابات معنية والمؤسسات الضامنة، طرحت لائحة من الأدوية التي تؤمن الأمن الدوائي للمواطن وتحاول تخفيف الدعم عن الأدوية غير الأساسية كالمسكنات.
*-هناك خوف وقلق لدى مرضى السرطان من رفع سعر الادوية المعالجة، فهل من تطمين لهم من قبلكم؟ وماذا عن أدوية الأمراض المزمنة الأخرى؟
- بالنسبة إلى الامراض المستعصية كالسرطان لن يتم رفع الدعم عنها وسيبقى سعرها على سعر صرف الدولار الرسمي أي 1515 وبالتالي لن يزيد سعرها. أما الأمراض المزمنة كالسكري والقلب والكوليسترول فهي ايضاً ستبقى مسعرة على السعر الرسمي لكن ستنخفض قيمة الدعم من 85 الى 80 في المئة، وبالتالي اسعارها ستبقى كما هي. المواطن لا يمكنه الاستغناء عن هذه الادوية والجهات الضامنة لن تستطيع تحمل الفرق لأن ميزانيتها بالليرة اللبنانية.
*- هناك أنواع أخرى من الادوية قد تكون بذات أهمية ادوية الامراض المستعصية او المزمنة ، كالمسكنات وغيرها، فماذا عن احتمال رفع الدعم عنها؟
- هناك الادوية التي تعالج الامراض الحادة كالمضادات الحيوية والمسكنات ولا يتناولها المريض الا مرة في السنة، تم الاتفاق على أن تبقى مدعومة 80 في المئة، وتسعر على دولار 3900.
*- ولكن أساساً وقبل فكرة تخفيض الدعم أسعار هذا النوع من الادوية مرتفع بالاجمال لاسيما المضادات الحيوية فما سبب ذلك؟
- في لبنان فاتورة الدواء مرتفعة لسببين الاول اننا نعتمد على الدواء الأصلي (Brand ) اكثر من الدواء البديل (Generic)، والسبب الثاني كثرة استهلاك الأدوية. وهناك قسم آخر من الادوية التي تعطى من دون وصفة طبية، كالمسكنات وعددها كبير لكن قيمتها المادية اقل، فهي تشكل 15 في المئة من الفاتورة الدوائية. بالنسبة لهذه الادوية، هناك خياران: اما أن تسعر كأدوية الامراض الحادة وإما أن يرفع عنها الدعم نهائياً، وهنا إذا اعتمد الخيار الاول ستنخفض فاتورة الدعم 225 مليون دولار،أما إذا اعتمد الخيار الثاني فستنخفض 300 مليون دولار، مع العلم أن فاتورة الدعم تبلغ بالاجمال مليار دولار.
وتابع امين قائلاً: نحن في انتظار أن يأخذ مجلس الوزراء ومصرف لبنان القرار في كل هذه الاقتراحات، فإن تمت الموافقة نكون خرجنا من مأزق كبير وإلا سنذهب الى مكان صعب جداً لن يتمكن المريض عندها من شراء دوائه وستكون هناك ردات فعل اجتماعية سيئة قد تصل إلى الاعتداءات. بالاضافة الى ان المؤسسات الضامنة التي تغطي 63 في المئة من الشعب اللبناني و تغطي 80 في المئة من سعر الدواء لن تستطيع الاستمرار.
مشكلة فقدان الأدوية!
*- المواطن بات يعاني من مشكلة فقدان بعض الادوية فما سبب ذلك؟
- عندما لوحوا برفع الدعم عن الدواء منذ شهرين تهافت اللبنانيون الى شراء الادوية وتم تخزين الكثير منها في المنازل، بالاضافة الى موضوع تهريبها، لأن الدواء في لبنان الأرخص في المنطقة وهذا ما ادى الى فقدان بعض الادوية، لكن وزارة الصحة استطاعت ان تضع حداً لهذا الموضوع ودهمت مستودعات ووكلاء وصيدليات، انما هذه الأزمة انحسرت الآن، لكن بعض الادوية ما زالت مفقودة لأن المعاملات مع مصرف لبنان لاستيرادها تستغرق بين شهر وشهرين، حتى تتم الموافقة. وأرى أن الحل الانسب الان هو ترشيد الدعم حتى نؤمن للمواطن أمنه الدوائي كي لا يحرم من دوائه الاساسي، مشيراً إلى وجوب إلغاء وصفة الـ "nf" أن يمنع على الصيدلي أن يعطي للمريض دواء بديلاً بسعر أرخص، فإلغاؤها سيؤدي إلى خفض الفاتورة الدوائية
جبارة وعدم الهلع!
وبدوره نقيب مستوردي الادوية كريم جبارة أشار الى انه لا يجوز ان يستخدم الحديث عن رفع الدعم لخلق حال من الخوف لدى اللبنانيين، اذ لم يتغير شيء في موضوع توافر الدواء او عدمه في الصيدليات. ولا داعي للخوف، فالخطة التي قدمتها وزارة الصحة لا ترفع الدعم بل ترشده وتوفر ايضاً على مصرف لبنان، من جهة أخرى لا تحمل العبء على المواطن او الجهات الضامنة ولا تنقل العبء من مصرف لبنان الى القطاع الصحي.
[caption id="attachment_83969" align="alignleft" width="323"] كريم جبارة: خطة الحكومة تهدف الى ترشيد الدعم وخفض الفاتورة[/caption]
*-اشرت الى وجود خطة معينة قدمتها وزارة الصحة فما هو محتواها؟.
- إن الخطة تهدف الى ترشيد الدعم وخفض الفاتورة عن مصرف لبنان والحفاظ على القطاع الصحي وعدم تحميل المواطن والجهات الضامنة أعباء لا يمكن أن يتحملوها وهنا أؤكد بأن 65 في المئة من الادوية أي تلك المتعلقة بالأمراض المستعصية والمزمنة لن يرتفع سعرها بل على العكس بعضها سينخفض سعره لان وزارة الصحة ستطبق في بداية السنة قراراً بتسعير جديد للادوية وقد ترتفع بعض الادوية بنسبة 6 في المئة اي شيء بسيط.
*- بالنسبة للادوية التي سيرتفع سعرها، ألا يستعملها المواطن بشكل مستمر ومنتظم؟
- حكماً ان الادوية التي من الممكن أن يرتفع سعرها، لا تستعمل دائماً بطريقة منتظمة كالادوية التي تعطى من دون وصفة طبية، وعلى الرغم من ذلك تحرص وزارة الصحة على أن يكون لهذه الادوية بديل أرخص حتى يتمكن المواطن من شرائها.
*- هناك هلع وخوف عند المواطن، فهل من تطمين من قبلكم؟.
-لا داعي للهلع والمعادلة التي تم اعتمادها هي ألا نحمل المواطن والجهات الضامنة الاعباء.
فالخطة مدروسة بشكل يجعل تأثيرها ايجابياً، واللجنة الوزارية المؤلفة من وزارة الصحة ومصرف لبنان ورئاسة مجلس الوزراء ومجموعة من النقابات يتحمل كل فريق منها بعض الاعباء للوصول الى نتيجة ترضي مختلف الافرقاء والجميع مقتنع بأنه لا يمكننا الاستمرار كما كنا سابقاً، وعلى كل جهة تقديم تضحيات في مكان ما للمحافظة على النظام الصحي.وهناك إجراءات مطلوبة للتخفيف من استعمال الدواء ما سيؤدي الى ترشيد الاستعمال وسيعلن عنها لاحقاً، وهذه الإجراءات لا تطال المواطن ولا القطاع الصحي على ان لا تتحول المشكلة من مكان الى آخر. كما أن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أصدر قراراً يقضي بأن يسلم المستورد الصيدلي حاجته الشهرية ويسلم الصيدلي بدوره المريض حاجته الشهرية، ما يساعد على ضبط عملية بيع الدواء وبالتالي يمنع تخزينه وتهريبه.
بطرس وارتفاع أسعار الدواجن
[caption id="attachment_83970" align="alignleft" width="166"] وليم بطرس: النقابة ترفع الصوت لإبقاء الدعم على الاعلاف[/caption]أكد أمين سر النقابة اللبنانية للدواجن وليم بطرس، ان نقابة مربي الدواجن لم تتبلغ من المعنيين أي معلومات عن أي تعديلات قد تطال آلية الدعم المتعلقة بقطاع الدواجن. فالنقابة وانطلاقاً من حرصها على اللبنانيين ترفع الصوت مطالبة بإبقاء الدعم على الاعلاف بعد ان أثبت جدواه في ضبط الأسعار والحفاظ على المزارعين، وهنا أؤكد ان ذلك ظهر جلياً من خلال الانخفاض الذي سجلته الاسعار بعد معاودة المزارع المقفلة العمل والإنتاج.
*- في حال تم رفع الدعم كم سيبلغ سعر كيلو الدجاج؟
- ان سعر كيلوغرام الفروج الحي في المزرعة اليوم بات 6000 ليرة، وهنا اتخوف من ان يؤدي رفع الدعم الى ارتفاع هائل في الاسعار، بحيث يمكن ان يصل سعر الفروج المذبوح الى 25000 ليرة.
إبراهيم والامتناع عن التسليم!
وماذا عن رفع الدعم عن سعر الطحين الذي يدخل في صناعات أخرى غير الخبز، كالكعك والمناقيش..... وهل فعلاً سيسلم وفقاً لسعر دولار السوق السوداء؟
في هذا السياق أكد نقيب أصحاب الأفران علي ابراهيم أن المطاحن تسلّم الطحين الموحّد المدعوم فقط والذي يستخدم في صناعة الخبز اللبناني، أما الطحين الذي يدخل في صناعات أخرى، كالكعك والخبز الأسمر والمناقيش فهي امتنعت عن تسليمه لأنه سيتم بيعه وفق سعر
[caption id="attachment_83966" align="alignleft" width="188"] علي إبراهيم: الخبز اللبناني فقط سيحافظ على سعره[/caption]الدولار. وأكد ان هذا الطحين لا علاقة له بالطحين المدعوم من الدولة.
وتابع إبراهيم قائلاً: إن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه اتخذ هذا القرار منذ أيام وبدأ تنفيذه اليوم، وكنت قد طلبت منه في اتصال هاتفي اعطاءنا بعض الوقت لدرس الأمر لكن لم نلق تجاوباً، مما يعني حكماً ان الخبز اللبناني فقط سيحافظ على سعره.
*-كم سيبلغ الارتفاع المرتقب بأسعار المعجنات وغيرها (كعك... مناقيش...) ؟
- ان ذلك مرتبط بسعر التسليم ومرتبط أيضاً بسعر المحروقات، وهذه الأخيرة أي المحروقات لا أعتقد انه سيتم رفع الدعم عنها بل أعتقد انه سيتم وضع رسوم على البنزين وليس المازوت لأن هذا الأمر يطاول كل شيء.
أبو شقرا والترشيد!
[caption id="attachment_83968" align="alignleft" width="188"] فؤاد ابو شقرا:مصرف لبنان يغطي 85 بالمئة من قيمة المحروقات بالدولار وقد تصبح النسبة 70 أو 60 بالمئة[/caption]
وبما ان معظم الارتفاع بالأسعار مرتبط برفع الدعم عن المحروقات ، فما هو موقف فؤاد أبو شقرا ممثل الشركات الموزّعة للمحروقات في لبنان؟
أبو شقرا شدد على انه لن يتم رفع الدعم عن المحروقات بل يتم دراسة ترشيد وتخفيف هذا الدعم، وأكد بأن هذا الموضوع يقرره مصرف لبنان والحكومة. فمصرف لبنان يغطي 85 بالمئة من قيمة المحروقات بالدولار وقد تصبح النسبة 70 أو 60 بالمئة، وانخفاض هذه النسبة بعد الدرس سيؤدي إلى ارتفاع سعر صفيحة البنزين.
*- هناك تسريبات بأن ارتفاع السعر في ظل الترشيد سيكون بمعدل 15 و20 الف للصفيحة الواحدة فما صحة ذلك؟
في هذا الخصوص سأكتفي بالقول الآتي :اذا ارتفع سعر الدولار عن الـ 8000 وتغير سعر النفط عالمياً فـالله يعين المواطن.