تفاصيل الخبر

قـــــرار مشتــــرك بيـــــن بكــــركي وقيــــادة حــــزب الله بإبقــــاء الحــــوار قائمـــــاً بينهمــــا... منعــــاً للفتنـــــة!

24/03/2017
قـــــرار مشتــــرك بيـــــن بكــــركي وقيــــادة حــــزب الله  بإبقــــاء الحــــوار قائمـــــاً بينهمــــا... منعــــاً للفتنـــــة!

قـــــرار مشتــــرك بيـــــن بكــــركي وقيــــادة حــــزب الله بإبقــــاء الحــــوار قائمـــــاً بينهمــــا... منعــــاً للفتنـــــة!

الراعي-وفد-حزب-الله--Bالذين راهنوا على تجدد الخلاف بين البطريرك الراعي الماروني مار بشارة بطرس الراعي وحزب الله على خلفية كلام البطريرك حول سلاح حزب الله وانعدام المساواة بين المواطنين نتيجة هذا السلاح، خسروا هذه المرة الرهان، فلا بكركي استثمرت كلام سيدها لمزيد من القطيعة، ولا الحزب دخل في جدال مباشر مكتفياً بما صدر من تعليقات عن جمهوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي. والذين دخلوا على خط <تهدئة الخواطر> لاحظوا أن البطريرك الراعي استغرب ردود الفعل الأولية على كلامه، لأنها ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها الى موضوع سلاح حزب الله مستعملاً العبارات نفسها أو ما يشابهها لأنه <يوصّف> واقعاً من دون أن تشكل تعابيره إساءة لأحد، فالكل يعلم أن السلاح موجود في أيدي أنصار حزب الله بكميات وأنواع مختلفة، في حين أنه غير متوافر في أيدي اللبنانيين الآخرين، وهذا الواقع أحدث خللاً في العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، إضافة الى أن موضوع السلاح هو مصدر خلاف بين اللبنانيين ولا اتفاق موحداً عليه.

ويبدو أن <استغراب> البطريرك وصلت تردداته الى الضاحية الجنوبية، فأتى الإيعاز الى <الجمهور> المنتقد على صفحات <الفايسبوك> و<تويتر> بوجوب <ضبط النفس> خصوصاً أن قيادة الحزب تعاطت بـ<لامبالاة> لاعتبارات عدة توردها مصادر قريبة من حزب الله، أبرزها عدم الرغبة في الدخول في أي جدال مع البطريرك الماروني منعاً لاستغلال النقاش الهادئ والموضوعي على نحو سلبي، وقيادة المقاومة حريصة على بقاء العلاقات قائمة مع بكركي في هذا الظرف بالذات الذي يتطلب تضامن جميع اللبنانيين، روحيين وسياسيين وعاديين، مع المقاومة في قتالها ضد الإرهاب الذي يشكل خطراً مباشراً على المسيحيين كما على المسلمين، فضلاً عن التضامن مع مقاتليها على تخوم البلدات المسيحية في وجه أي تمدد إرهابي متوقع في أي لحظة. أما الاعتبار الثاني فهو يرتبط مباشرة بالتقدير الذي يكنه حزب الله لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تثق به قيادة المقاومة ثقة لا حدود لها، ولا تريد بالتالي أن يؤدي اي جدال مع البطريرك الى ملامسة خصوصية العلاقة مع الرئيس الذي أطلق في الآونة الأخيرة مواقف جعلت قيادة المقاومة تسجلها بارتياح وتقدير. وثمة من يتحدث عن اعتبار ثالث <لجم> ردة فعل الحزب على كلام البطريرك، وهو اقتناع قيادة المقاومة بأن ثمة من يعمل على إحداث <فتنة> بين الحزب وبكركي لإحراج المقاومة وتصويرها أنها ضد غالبية المسيحيين ورمزهم الديني الأبرز البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وفي اعتقاد بعض المتابعين أن ثمة من أراد من خلال الحملة التي انطلقت ثم جرى خنقها في المهد، تعكير العلاقات بين بكركي وبعبدا التي تشهد حالياً ارتياحاً كبيراً من خلال اللقاءات المتتالية بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والبطريرك الراعي.

البطريرك: اقرأوا كلامي جيداً

 

في أي حال، تشير المصادر المتابعة لمواقف بكركي وسيدها، أن ما قاله البطريرك خلال وجوده في القاهرة لم يُقرأ بكامله لدى الذين <اهتاجوا> عبر <الفايسبوك> والمواقع الأخرى، خصوصاً الفقرة التي تحدث فيها عن <أن هناك من يعتبر أنه لولا حزب الله لكان تنظيم <داعش> قد وصل الى جونيه>، فلو اطلعوا على هذه الفقرة لأدركوا - حسب المصادر نفسها - أن التجني على مقام البطريرك الماروني في هذا الملف بالذات، ليس في محله وهو بات من <لزوم ما لا يلزم>. وتنقل هذه المصادر أنه مع بداية الجدل ولو بنسبة قليلة، سارع معنيون بالحوار مع البطريرك الى سحب الكثير من التعليقات التي تناولت كلام البطريرك بسلبية، كما أعادت التذكير بوجود لجنة مشتركة بين بكركي والحزب برئاسة السيد ابراهيم السيد الذي كان قد أعلن من صرح بكركي في شهر تشرين الأول/ اكتوبر الماضي ثبات الحزب على ترشيح العماد عون والالتزام بانتخابه مهما حصل. وانطلاقاً من مهام اللجنة، فإن الذين التقوا البطريرك الماروني شعروا أكثر من أي وقت مضى بعدم اعطاء كلام البطريرك عن المقاومة أي أبعاد اقليمية أو دولية، أو ربط هذا الكلام باستحقاق الانتخابات النيابية أو الاتصالات الجارية للاتفاق على مناخ سياسي هادئ في البلاد يساعد على تحقيق المرجو راهناً. وتضيف المصادر نفسها أن كلام البطريرك الراعي لم يتغير بل تغيرت القراءة له، ذلك أن بكركي كانت دائماً ولا تزال مع نزع الاسلحة غير الشرعية من دون أن توجد خصومة بينها وبين الاحزاب اللبنانية على الاطلاق، لأن بكركي ترى في السلاح دعوة الى العنف الذي لا يؤدي إلا الى العنف، وهذا ضد مبادئ البطريركية المارونية <أباً عن جِد>.

وتوقعت مصادر معنية حصول لقاء بين البطريرك ومقربين من قيادة المقاومة، يمهّد للقاء آخر مع وفد مباشر للتدليل على أن حديث البطريرك لم يترك أي مفاعيل، وأن ما قيل في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعكس وجهة نظر قيادة الحزب التي تقدر ما فعله البطريرك الراعي الذي نقل العلاقة مع الحزب وسوريا وايران الى مرحلة متقدمة بأشواط عما كانت عليه في عهد سلفه البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الذي كان قد أبقى العلاقة محدودة مع هذا الفريق الممانع.