تفاصيل الخبر

كورونا "شماعة" لتشريد الحيوانات الأليفة في هذه الظروف العصيبة؟  

16/04/2020
كورونا "شماعة" لتشريد الحيوانات الأليفة في هذه الظروف العصيبة؟   

كورونا "شماعة" لتشريد الحيوانات الأليفة في هذه الظروف العصيبة؟  

بقلم عبير انطون

[caption id="attachment_76974" align="alignleft" width="305"] رانيا مع ابنها كيفن وابنتها كريستي - ماريا يتوسطهم Peanut[/caption]

على رغم طمأنة عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية "ماريا فان كيرخوف" خلال   مؤتمر صحفي بالقول "لا نعتقد أن الحيوانات الأليفة تلعب أي دور في نقل العدوى، لكننا نعتقد أنه قد يكون من الممكن أن تنتقل إليها العدوى من شخص مصاب"، وعلى الرغم  أيضا من اعلان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة "مايك ريان" "إن للحيوانات حقوقها وتستحق أن تعامل بعطف واحترام، إنها ضحايا مثلنا"، وعلى الرغم أيضا وأيضا من إعلان  نقابة الأطباء البيطريين في لبنان في بيان لها بعد اجتماع عقدته في مقرها بحضور النقيب الدكتور إيهاب شعبان واللجنة العلمية في النقابة والخبراء البيطريين "أنه لم يسجل أي انتقال للفيروس من الحيوانات الأليفة إلى الإنسان، وذلك بناء على تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الطب البيطري العالمي"، بقيت الشكوك والاسئلة تحوم حول موضوع الحيوانات وبخاصة الاليفة منها ونقلها لفيروس "كورونا المستجد"، وهي مخاوف في رأيي الاختصاصيين لا مبرر لها، كما لا مبرر اطلاقا لتشريد هذه الكائنات الحية الممتلئة طاقة وحيوية والتي تشكل مبعثا للحب والتفاؤل والطمأنينة ودعما اساسيا للكثيرين خاصة في اوقات الحجر هذه، فنراها تشرّد وتلقى بعيدا عن اصحابها وكأنها اصل الوباء.

فما هو الدور الذي تلعبه الجمعيات الصديقة للحيوان في مثل هذه الظروف؟ وما شكل التوعية التي تقوم بها؟ ماذا تقول مؤسسة ورئيسة جمعية APAF (Animals Pride and Freedom) السيدة ثريا معوض لـ"الأفكار" في هذا الصدد؟ وما الرسالة التي توصلها  ايضا الممثلة ومقدمة البرامج رانيا سلوان التي تلعب دور الخالة لـ"ثريا" في "عروس بيروت"و التي عادت الى بيتها في لبنان وفي قلبها غصة بسبب ترك كلبها في تركيا حيث كانت تصور؟

من "اباف" ومع السيدة ثريا معوض كانت نقطة الانطلاق بدءا من السؤال عن دور الجمعية  في هذه المرحلة.

نحن كجمعية، تقول معوض، بدأنا منذ اليوم الاول بالتوعية وابتعدنا عن الخوف والتهويل. لا شك بأن انتشار الـ"كوفيد 19" ولّد نوعا من القلق عند الناس، خاصة انه في بداية الأمر لم يكن الأطباء قد صرحوا بعد باي امر حول الـ"كورونا" والحيوانات. تناولنا الموضوع عبر الاذاعات والتلفزيونات وكنا في برنامج الاعلامي جوني الصديق لنقول ان ليس هناك بعد اي تبرير او برهان علمي او طبي عن اصابة الحيوانات بهذا الفيروس ونقله الى الانسان او بين بعضها البعض، وان وجدت حالة اصابة لحيوان ما، كما سمعنا عن بعض الكلاب او القطط او انثى النمر في احدى الحدائق الاميركية، فإن هذه حالات نادرة جدا قد لا تتجاوز الواحد بالمليون، وتنتقل من الانسان المصاب الى الحيوان وليس العكس. وفي لبنان لم تسجّل بعد اي حالة في هذا الاطار، ونحن على تواصل دائم مع الاطباء البيطريين ومع نقيبهم الدكتور ايهاب شعبان لان الموضوع ولّد هلعا فتطرق الاطباء البيطريون الى الامر على صفحاتهم حتى يبددوا اي قلق بشكل علمي ودقيق، وتمت استضافتهم على اكثر من شاشة تلفزيونية للحديث

[caption id="attachment_76971" align="alignleft" width="231"] اوقفوا تسميمنا... لا ننقل سوى الحب[/caption]

والطمأنة، خاصة ان الطبيب البيطري وحده المخول في النهاية بالحديث في هذا الشأن.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تضيف معوض، فأنني آسف فعلا لمن استغلوا الظرف وكانوا بانتظار رمي قططهم وكلابهم والتخلص منها، فوجدوا في "كورونا" فرصة سانحة،  واضحت هذه العذر او الشماعة التي يلقى الامر على عاتقها.

وتشرح أكثر:

كجمعية، نحن نصر بشكل دائم على التوعية عبر صفحتنا، بطريقة بسيطة وسلسة وبدون اي تعقيد، وقد وضعنا صورا وشعارات وكلاما على لسان الكلاب والقطط انفسهم وكأنهم يعبّرون عن حالهم، فضلا عن ان كل الاعضاء المتطوعين معنا او المساندين لجمعيتنا نشروا على صفحتنا صورهم الجميلة مع حيواناتهم مؤكدين بانهم لا يتخلون عنها بأي شكل.

نحاول في "أباف" ان نبرز صوراً حلوة، ان نعطي الجانب الايجابي، الـ"بوزيتيف مايند" تجاه الحيوانات واهميتها لنا. وفي ظروف الحجر التي نمر بها بالذات، باتت هذه الحيوانات مصدر الحب والترفيه في البيت ما يجعل اصحابها يتعلقون بها اكثر.

عريضة...

 

لقد حاولنا ان نتحرك لعدم رمي القطط والكلاب وتشريدها على الـ"ميديا" ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى التلفزيون، تقول معوض، وفي "ام تي في" طلبنا التوقيع على عريضة

 https://www.change.org/  وهي صرخة موحدة يطلقها محبو الحيوانات لحسن معاملتها في هذه الظروف الصعبة.

أما أكثر ما يقلق معوض حاليا، فانها تعبّر عنه بصراحة لـ"الأفكار":

كجمعية ليس عندنا "فوندز" او "تمويل" خاصة في هذه الظروف القاهرة حيث يتعذر التبرع او المساعدة، فنأوي يوميا كلبين او ثلاثة "مكبوبة " على الطرقات، وهي كلاب مدربة نظيفة وكانت تعيش في منزل أصحابها، فنخلصها ونحاول ان نجد لها بيوتا. للاسف انتقلنا الى مرحلة لا استطيع وصفها سوى بـ"الاجرام" حيث حالات التسميم الهائل او التخدير لقتلها او اطلاق النار عليها،

[caption id="attachment_76972" align="alignleft" width="159"] ثريا معوض بات عندي (هيومن فوبيا)[/caption]

وهذه ليست كلابا شاردة بل مستغنى عنها.

وبالكثير من الغضب تكمل معوض:

اتأسف فعلا ان الشعب اللبناني غير مثقف في هذا المجال، وهو إن بقي من دون تفكير اولوي لحماية بيئته وحيواناته فانه لن يدرك درجة المواطنة الصالحة التي نطالب بها جميعا. من هنا تبدأ الثورة قبل كل شيء. في الخارج، تجدون النجار والحداد وعامل النظافة يهتمون بالبيئة ولا يؤذونها، لا يؤذون النملة، لا يرمون العلكة في سلة المهملات قبل ان يلفوها بورقة حتى لا يبتعلها عصفور وتعلق في حلقه. ان اردنا الكلام عن ثورة فلنبدأ من هنا. حاليا أنا خائبة الأمل. بات عندي الـ"هيومن فوبيا" بعكس الـ"انيمال فوبيا" التي يشعر بها البعض. الانسان تجرد من كل انسانية. وقد تناولنا ذلك في صفحة الجمعية اننا بتنا نخاف من الانسان على الحيوان وليس العكس، فهذا المسكين يحاول ان يحمي نفسه في البيئة التي شوهها الانسان بعقله وجسده وافعاله.

انني اتساءل واسأل الناس: هل في اي بلد في العالم طاله الـ"كوفيد 19"جرى اذى لاي حيوان او تسميم او قتل او تخدير بهدف القتل او العنف كما جرى عندنا؟ هل تخلوا عن حيواناتهم الاليفة في البيوت؟ ابدا. لم يحدث ذلك في العالم كله، ولنتعلم من اقرب جيراننا تركيا وقبرص واليونان...

 

طلبات للتبني...

في المقلب الآخر، تشير معوض انه مع الحجر والاقفال التام، فان الكثيرين من الناس في الخارج خاصة الذين يعيشون بمفردهم توجهوا الى ملاجىء وبيوت ايواء حتى يتبنوا اما قطا اما كلبا يكون انيسهم في وحدتهم.

وحتى في لبنان، تؤكد رئيسة الجمعية ان "كثيرين يتواصلون معنا بهدف التبني" ويسعون الى ان يكون عندهم حيوان اليف في البيت، خاصة وان الحيوانات هذه يمكن ان تشكل علاجا  لمن يشعرون بالوحدة او يعانون من الكآبة او للمتقدمين بالسن او الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، ويمكنكم ان تسألوا الاطباء النفسيين في هذا الامر... لكن المشكلة الاكبر تكمن حاليا في الكلاب الكبيرة الحجم حيث يتجه الكثيرون الى التخلص منها بسبب الحجر وضيق الامكنة.

كذلك فان الضيقة المادية لتشريدها او التخلّص منها تشكل عاملا أساسيا كما سبق وأشرت، اذ ما عاد اصحابها قادرين على مراجعة

[caption id="attachment_76973" align="alignleft" width="316"] رانيا سلوان وكلبها[/caption]

الاطباء واعطائها اللقاحات الضرورية او رعايتها من حيث الاكل المناسب وحمامها ونظافتها الخ.

وتضاف الى ذلك مشكلة اخرى بعد، فمع الحجر المنزلي، ومراعاة التوقيت الذي يمكن لصاحب الحيوان ان يخرج به، باتت الامور مقيدة نوعا ما، لكن الحل موجود ضمن التدابير المتاحة، ذلك ان الطبيعة في هذه الايام هي لنا وحدنا ويمكن ان نقصدها متى امكن ذلك، على ان نراعي معها امورا وقواعد بسيطة لدى العودة، كأن تنظف قوائمه بالصابون البلدي والشامبو او الخل الابيض عبر مغطس ماء توضع فيه لمرات عدة وتجفف بعيدا عن الـ"كلوركس" وماء الـ"جافيل" التي تتسبب بالتشققات الجلدية والحساسية وقد استخدمها كثيرون في هذا الاطار من غير لزوم لها، فضلا عن تنظيف وجه الحيوان وفمه جيدا من دون اي تخوف او قلق.

وفي هذا السياق لا يغفل عن بال معوض الاشارة الى ما تعتبره بالغ الاهمية بالنسبة للقطط بشكل خاص الا وهو وجوب ان نبقيها في المنزل من دون ان نخرج بها كثيرا، اما في حال اصابة صاحبها او احد افراد الاسرة بالـ"كوفيد 19" فانه يجب عدم الاقتراب منها لان ذلك قد يشكل خطرا كبيرا عليها وقد يكون الامر" قاتولي" بالنسبة لها، ومن الضروري في هذه الحال ان يوكل المصاب بالفيروس بها الى احدى العيادات البيطرية طوال مدة حجره حتى يتعافى فلا يؤذيها.

وتجدر الاشارة في هذا السياق الى ان معهد "فريدريش لوفلر" المعني برصد الأوبئة الحيوانية على مستوى ألمانيا دعا الى تجنب العطس والسعال في وجه الحيوانات المنزلية وكذلك عدم السماح لها بلعق وجوه البشر.

وفي النهاية، تطلق معوض نداءً عبر مجلتنا: ادعو الاطباء البيطريين إلى تخفيض اسعار معايناتهم او تدخلهم الجراحي احيانا، وان "يقسطوا" على دفعات تكاليف اللقاحات للحيوانات مع تقديم التسهيلات في ظل هذه الضيقة المادية، فيشعرون معنا من هذه الناحية ولا يكون "كلو بزنس وكسب مصاري وكسر راس" لهؤلاء الاشخاص الطيبين الذين يهتمون بالحيوانات ويدعون لحمايتها.

رانيا والـ"بومرينيان"...

 

من جهتها، تخبرنا الممثلة ومقدمة البرامج المحبوبة رانيا سلوان والتي ننتظرها في الجزء الجديد من المسلسل الناجح "عروس بيروت" عن علاقتها بكلبها "بينات"، وكنا تعرفنا الى هذه العلاقة لما تكلمت رانيا بعد رحلة عودتها من تركيا مع طاقم الممثلين الذين كانوا فترة الحجر هناك عن مدى حزنها لانها عادت من دونه.

 تخبرنا رانيا:

بعد ان فقدت كلبتي السابقة التي ربيتها في كنفي مدة 15 عاما، ولشدة ما حزنت عليها قلت في نفسي لن اعيد يوما الكرة، الا ان ولديّ راحا يلحان علي للحصول على كلب من جديد، ووقع الاختيار على "بومرينيان"... وكالعادة تحمس له ولديّ في البداية ثم تركا لي عناء الاهتمام به وتمشيته وزيارة الطبيب البيطري، فتعلقت به وصرنا "عشرة عمر"... له عندنا سنتان واصبح فعلا لا قولا فردا من العائلة. انا ام، والعاطفة التي امنحه ويمنحني اياها كبيرة، واعتبر ان عندي ابني "كيفن" وابنتي "كريستي ماريا" و"بيناتس" كلبنا الصغير الذي يمدنا بكل البهجة، كما انه يسافر معي ويقوم بالزيارات معي، والجميع باتوا يعرفوه.

لم يظهر "بينات" مع رانيا في اي مسلسل او لقطة منه لانها وكما تشرح السبب "لا يمكن اصطحابه الى مواقع التصوير لانه صغير الحجم والكلاب الصغيرة هي التي غالبا ما تنبح بشكل متواصل". في الحجر في تركيا التي قصدناها لتصوير الجزء الجديد من "عروس بيروت"، وعلى الرغم من اننا كنا جميعا "نؤنس" بعضنا البعض الا انه كان رفيقي الدائم والبلسم الكبير في رحلتي.

حزنت جدا لانني لم استطع ان أعود به من تركيا الى لبنان، تقول رانيا، لكنني تفهمت الموضوع وهو ان ربما كمية المعقمات التي نتعرض لها قد تعرضه للأذى، وهذا ما جعل الأمر اكثر قبولا لدي، وقد تركته في تركيا بعهدة الممثل النبيل الاخلاق علاء الزعبي الذي يلعب دور "طلال" في المسلسل وزوجته الرائعة، وهما يرسلان الي صوره يوميا لاطمئن عنه.

تؤكد رانيا ان الحيوانات هي من يجب ان تخشى من الانسان، والسنة الماضية اصبت بالزكام فكان ان نقلته اليه وبدأ بالعطاس.

وبعدما قامت بابحاثها واستشاراتها الطبية، تدعو رانيا اصحاب هذه الحيوانات الى عدم الاستغناء عنها او رميها في الطرقات متسائلة: كيف لهم ان يفعلوا بها ذلك؟ يكفي الالتزام   بالقواعد الصحية المطلوبة بالنسبة للانسان والحيوان على السواء، داعية الجميع من ناحية اخرى الى تمرير هذه الفترة العصيبة بالالتزام بالحجر المنزلي لعل هذه السحابة السوداء تمر وبأقل الاضرار الممكنة.