تفاصيل الخبر

”كورونا“ مالىء الدنيا وشاغل الناس في لبنان والعالم...

12/03/2020
”كورونا“ مالىء الدنيا وشاغل الناس في لبنان والعالم...

”كورونا“ مالىء الدنيا وشاغل الناس في لبنان والعالم...

 

بقلم وردية بطرس

 

الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور متى متى:  لحين ايجاد علاج لفيروس ”كورونا“ تبقى الوقاية أفضل ما يمكن القيام به!

<كورونا> أيضاً وأيضاً... مالىء الدنيا وشاغل الناس الذي يهدد دولاً ومجتمعات، فالحديث عن هذا الفيروس لم يزل يتصاعد وينتشر ويزداد خطورة، في ظل عجز مراكز الأبحاث ومنظمة الصحة العالمية عن ايجاد علاج له او لقاح يحمي الناس منه. ومع انتشار الفيروس تبقى الوقاية هي الأساس لحين ايجاد العلاج، لهذا توصي منظمة الصحة العالمية بالارشادات التالية: غسل اليدين جيداً اذ بامكان الصابون قتل الفيروسات. تغطية الفم والأنف عند العطس او السعال وغسل اليدين بعدها لمنع انتشار الفيروس. تجنّب لمس العينين والأنف والفم في حال ملامسة اليد لسطح يُرجح وجود الفيروس عليه اذ يمكن ان ينتقل الفيروس الى الجسم بهذه الطريقة. عدم الاقتراب من المصابين بالسعال او العطس او الحمى اذ يمكن ان ينشروا جسيمات صغيرة تحتوي على الفيروس في الهواء ويُفضّل الابتعاد عنهم لمسافة متر واحد.

الدكتور متى متى ومعاودة المرض بعد الشفاء!

فهل يُصاب الشخص بالفيروس بعدما يمتثل الى الشفاء؟ وكيف يحمي الناس أنفسهم من فيروس <كورونا> المستجد سواء في مكان العمل او السفر؟ وغيرها من الأسئلة طرحتها <الأفكار> على الاختصاصي في الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتور متى متى ونسأله:

ــ لماذا يعاود المرض بعد الشفاء؟

- هذا صحيح، اذ نلاحظ ان بعض الناس يشفون منه ومن ثم يعاودهم، ولكن السبب ليس واضحاً بعد، ولكن نعرف انه ربما الـ<Anti-core> التي يفرزها الجسم ليست فعّالة مئة بالمئة، اذ نعلم أنّ هناك بعض الأمراض مثل الحميرة يُصاب بها الانسان مرة واحدة ولا تُعاود ولكن هناك بعض الأمراض تعاود مرات عديدة مثل الكريب، ويتبين انّ <كورونا> المستجد من هذه الأنواع التي تصيب الشخص أكثر من مرة.

ــ وهل تنتقل العدوى من شخص شُفي من <كورونا> الى أشخاص غير مصابين؟

- اجمالاً عندما يُشفى الشخص لا يعود الفيروس ينتشر ولا يعدي الآخرين. وهناك حالات قليلة تأتي فيها نتيجة الفحص ايجابية بعدما كانت سلبية، وهذا ربما له علاقة بدقة الفحص، اذ عندما يُشفى الشخص من الفيروس فلن يعدي الآخرين، ولكن يبقى علينا ان نحدد بأي وقت بالضبط شُفي الشخص من <كورونا>.

ــ نلاحظ ان الاصابة لدى الأولاد ليست مثل الكبار اذ ان الفيروس يسبب الوفاة لدى الكبار أكثر؟

- الدراسات تظهر لنا ان الأولاد يشفون أكثر من الأشخاص المصابين بالأمراض، اذ كما تعلمين ان الأشخاص المصابين بالأمراض يعانون في هذا الخصوص، بينما الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة فتكون نسبة المشاكل الصحية لديهم أقل ونسبة الوفاة أقل أيضاً... ولكن يجب ان يعلم الجميع ان هذا الفيروس اكتُشف منذ ثلاثة أشهر فقط وبالتالي ليست لدينا أجوبة عن كل الأسئلة التي يطرحها الناس، اذ الكل لديه تساؤلات ولكن في الوقت الحالي ليست هناك اجوبة، ففي الطب يحتاج الأمر لدراسات كثيرة لمعرفة الأسباب وايجاد الأجوبة وهذا يتطلب بعض الوقت لأنه تم اكتشاف الفيروس حديثاً، اذ يحتاج الأمر للوقت لحين نشر الدراسات العلمية.

ــ يعتبر البعض ان هذا الفيروس يشبه الفيروس الذي يسبب الكريب ولكنه يؤدي الى الوفاة الا انه من جهة أخرى يُشار الى انه ليس قاتلاً كما فعل فيروس <سارس> وغيره، فما رأيك؟

- هناك أمران: أولاً نسبة الوفيات عند الأشخاص. ثانياً: ما هي نسبة الأشخاص الذين يُصابون بفيروس <كورونا> المستجد؟ وهنا المشكلة اذ نقول انه اذا أصيبت أعداد كبيرة بفيروس <كورونا> المستجد فعندها يصبح هذا الفيروس وباءً عالمياً، ولكن لغاية الآن لم يحصل ذلك، ولكن المشكلة هي انه اذا حصل ذلك فان نسبة الوفيات ستزداد بصورة تصاعدية، ولهذا يجب ان نتخذ الاحتياطات بدون هلع ولكن بجدية أيضاً لأنه بالنهاية هذا فيروس جديد وهناك احتمال كبير بأن تُصاب به أعداد كبيرة من الناس، ومع تزايد أعداد المصابين سترتفع نسبة الوفيات، ولهذا اذا تساهلنا مع الأمر فستكون هناك وفيات أكثر لأن الناس لن يتخذوا الاحتياطات ولن يتقيدوا بالارشادات الصحية، ولكن من جهة أخرى اذا أصيب الشخص بالهلع بشكل كبير فستحدث معه مشاكل أخرى هو بغنى عنها.

مقاومة الفيروسات!

ــ بالنسبة للأشخاص الذين يُشفون من الـ<كورونا> فهل يعود ذلك الى مناعة الجسم الذي يقاوم الفيروس؟

- <كورونا> هو فيروس وجسم الانسان يقاوم كل الفيروسات، لذا تجدين اشخاصاً يشفون من الفيروس حتى انه هناك أشخاص مناعتهم ضعيفة ولكنهم يشفون ولكن ذلك حسب كمية الفيروس التي دخلت الى أجسامهم الا انهم يشفون، ولكن لا نعرف لماذا، اذ ليس لدى الأطباء الجواب عن هذا السؤال الذي يطرحه الاعلام اليوم: لماذا هناك أشخاص يشفون من فيروس <كورونا> المستجد؟ فمثلاً احياناً نعطي الدواء نفسه لمريضين واحد يُشفى والآخر لا يُشفى مع العلم ان كليهما مصابان بالحالة نفسها ولكن لا نعرف ماذا يحصل بالمعطيات، اذ ان الأولاد يشفون أكثر من الكبار، والأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة يشفون أكثر من المرضى، ولكن أيضاً هناك أشخاص بأعمار شابة وبصحة جيدة لكنهم يموتون جراء اصابتهم بفيروس <كورونا> المستجد، فيما هناك اشخاص متقدمون بالسن ومصابون بالأمراض ولكنهم يشفون من هذا الفيروس.

ــ الخطير بفيروس <كورونا> المستجد ان الأعراض لا تظهر وبالتالي ينتشر الفيروس بين الناس بشكل لافت، فما هو الحل لتفادي هذا الانتشار؟

- الحل هو غسل اليدين، وعدم الاختلاط مع الناس خصوصاً اذا تحوّل المرض الى وباء عالمي، وأعتقد انه اذا ارتفعت نسبة الاصابات فيمكن ان يكون هناك توجه لعدم الوجود في التجمعات كما حصل في بلدان أخرى انتشر فيها الفيروس.

 

اقفال المدارس لحماية الأولاد وأهمية الوقاية!

ــ وهل ان اقفال المدارس والجامعات في لبنان قد يساعد بالحد من انتشار الفيروس؟

- طبعاً هذا أمر جيد ويساعد في هذا الخصوص، ولكن في لبنان لدينا عادات قد تزيد الوضع سوءاً ومنها زيارة المريض اذ لا يخشون من انتقال العدوى وهذا يزيد الأمر سوءاً اذ يجب تفادي زيارة مرضى مصابين بفيروس <كورونا>، ناهيك عن تبادل القبل والعناق بين الناس عندما يلتقون ببعضهم البعض مما يؤدي الى انتشار الفيروسات.

ــ وما هو تقييمك لما يحصل في لبنان وهل يمكن السيطرة على انتشار الفيروس؟

- كما تعلمين ان الفيروس انتشر في مختلف البلدان، وقد تفشى المرض في لبنان، ويجب الا نُدخل السياسة في هذا الموضوع، بل يجب ان نتحدث عن الجانب الطبي، اذ ربما هناك أشخاص يستغلون الأمر لأهداف سياسية، ولكن هذا الفيروس انتشر في عدد كبير من بلدان العالم، وبالتالي يجب ان نتحضّر اذا تفشى الفيروس في لبنان ويجب ان نستعد لذلك، كما لا يجب ان نلقي باللوم والمسؤولية على وزارة الصحة والأطباء فقط اذا تفشى الفيروس لأنه اذا وضعت وزارة الصحة الناس في الحجر الصحي ولكن بالمقابل لا يلتزم الناس بالتعليمات فعلى من تقع المسؤولية؟ اذاً الناس يتحملون المسؤولية أيضاً، ولا يجب القاء اللوم على وزارة الصحة فقط لأنه بالامكانيات المتوافرة لديها فهي تقوم بعمل جيد، ويجب ان نبدأ بالمريض اي يجب توعية الناس حول الالتزام بالارشادات الصحية، وان يكون هناك تثقيف طبي في البلد، ويجب ان يعي الناس ان تبادل القبل والعناق يزيد من انتقال العدوى وبالتالي يجب التوقف عن هذه العادات في هذه الفترة منعاً لانتشار الفيروس أكثر.

ــ وكيف يجب ان يحمي الناس أنفسهم من الفيروس في مكان العمل او بالنسبة للعاملين في القطاع الصحي؟

- اذا كان الشخص مريضاً فيجب الا يذهب الى العمل، وطبعاً غسل اليدين أمر أساسي في هذا الموضوع، والامتناع عن تقبيل الناس والعناق، وحتى بالمستشفى عندما يكون المريض في الحجر الصحي يجب ان يتوخى العاملون في المستشفى الحذر عندما يدخلون الى الحجر الصحي وهناك ضرورة لاتباع التعليمات، اذاً حتى العاملون في القطاع الصحي يجب ان ينتبهوا كثيراً، ففي كل بلدان العالم نرى انه حتى العاملون في القطاع الصحي قد انتقلت العدوى اليهم ولهذا يجب أخذ الحيطة والحذر.

التقيّد بالارشادات أثناء السفر!

 

ــ بالنسبة للأشخاص الذين يسافرون كيف يحمون أنفسهم اثناء السفر وأيضاً بعدما يعودون الى بلدهم؟

- حسب البلدان التي يتوجه اليها الشخص، وكم هي نسبة انتشار الفيروس في البلد الذي يتوجه اليه، اذ لا يجب ان يسافر الناس الى البلدان التي ينتشر فيها فيروس <كورونا> الا في الحالات القصوى. أما اذا سافر الشخص الى بلد لا ينتشر فيه الفيروس فعليه ان يغسل يديه جيداً وبشكل دائم، فيما القناع لا يُوضع الا اذا كانت هناك حالة اصابة، كما يجب الابتعاد عن الأشخاص المصابين بالفيروس. وعندما يعود الى بلده وذلك حسب البلد الذي كان مسافراًإليه فعليه ان يتنبّه للأمر عما اذا كان يشعر بأي عارض، اي اذا أتى أشخاص من أماكن موبوءة فطبعاً يجب ان يلازموا منازلهم لحماية الآخرين من انتقال العدوى اليهم في حال كانوا قد أُصيبوا بالفيروس.

ــ اللبناني بطبعه يحافظ على نظافة اليدين ويستعمل المعقّم بشكل كبير، واليوم مع تزايد حالات الـ<كورونا> بات هناك قلق لدى الناس بحيث يستعملون المطهر الى حد الوسواس...

- أولاً يجب ان يدرك الناس ان فيروس <كورونا> المستجد ينتقل في الهواء وبالتنفس، مما يعني انه اذا كان الشخص قد نظف بيته جيداً وأيضاً على الصعيد الشخصي فعندما يلتقي بأحدهم ويقبّله فلن يستفيد من كل النظافة. نحن لا نريد ان يشعر الناس بالهلع، ولكن أيضاً لا يجب ان يتساهلوا مع الموضوع لأنه دقيق ويجب أخذ الحيطة والحذر. وعندما تصدر قرارات طبية سواء عن وزارة الصحة او الجمعيات الطبية او من الأطباء فيجب ان يلتزم الناس بها، كما يجب على الشخص الا يعتبر نفسه مدركاً أكثر من كل السلطات الطبية لأنه يجب ان نتعاون جميعاً ونعمل سوياً لمواجهة هذا الفيروس.