تفاصيل الخبر

«كواليس المدينة» على شاشة «الجديد» دقت ساعة الفساد...  درامياً!

08/04/2016
«كواليس المدينة» على شاشة «الجديد»  دقت ساعة الفساد...  درامياً!

«كواليس المدينة» على شاشة «الجديد» دقت ساعة الفساد...  درامياً!

 

بقلم عبير انطون

صورة-1-كواليس-المدينة  

كيف تعيش مدينتنا؟ من هم ابطالها، من هم فاسدوها، وماذا عن <الأثرياء الجدد>؟ هل من سألهم يوماً: <من اين لهم هذا؟> وان سأل احدهم وتجرّأ، فماذا يحل به؟ الى متى تبقى <اوكار الفساد> معششة وما الذي يمنع المحاسبة؟ أين القضاء والامن والتفتيش والاعلام من كل ما يجري؟ اين الناس مما يحل بهم؟ من هي رنا حيدر رمز الفساد وتبييض الاموال؟ وهل يمكن للدراما ان تفعل فعلها ام تكتفي بالعرض والاشارة؟

مغامرة جديدة تخوضها الاعلامية غادة عيد في كتابة لنص مسلسل <كواليس المدينة> مع معالجة درامية لبلال شحادات، تحت مظلة شركة <الصدى للانتاج الفني> (عماد جمعة صهر مالك <قناة الجديد> تحسين خياط) وابطال الدراما اللبنانية من كارمن لبس وعمار شلق ومجدي مشموشي وغبريال يمين ويوسف حداد وطلال الجردي ووسام حنا، مع الجميلتين سارة ابي كنعان وميرفا القاضي واسماء لامعة اخرى.. فماذا في <كواليس المدينة>؟

غادة عيد: من قلب الواقع!

  

الاعلامية غادة عيد تكشف اوراقها لـ<الافكار> وسألناها عما إذا كان مسلسل <كواليس المدينة> <سيفش خلقها> اكثر من برنامجها <الفساد> التي ناضلت مدة 14 عاماً فيه، فأجابتنا سريعاً بفخر وخفر: <مع بث الحلقات الاولى، وقبلها الملخص المصوّر الصغير عن المسلسل، ومن بعدهما المؤتمر الصحافي مع اهل الاعلام والصحافة دمعت عيناي.. بكيت.. برأيي، لو لم يصل المسلسل الى اية <هزة ضمير> فإنه <فشة خلق>. من كنت استضيفهم في برنامجي <الفساد> كانوا يترددون في البداية لكنهم يعترفون براحة كبيرة بعد البوح بقضيتهم على الشاشة، علماً ان بعضهم كان على يقين مسبق بأن ما من حل او محاسبة لمشكلتهم في بلد يتآكله الفساد. اعتقد ان المسلسل سوف يلاقي ردة فعل اكبر من البرنامج، وهذا أمر طبيعي من حيث نسبة المشاهدة التي ترتفع دائماً على حساب الثاني، فالدراما تضرب على الوتر الحساس لدى الناس، ولها الاولوية من حيث نسب الاحصاءات اذا ما صدقت هذه.

صورة-1-كواليس-المدينة--كارمن--لبســ ماذا عن حبكة المسلسل ومواضيعه، هل جميعها مستمدة من جوارير <الفساد> وملفاته الساخنة؟

- هي من وحيه، تجيب غادة، من جوه العام، ومما عرفت فصوله بعض المحاكم اللبنانية كنت في بعضها شاهدة عيان عليها. الملفات محبوكة على خلفية قصص ثلاث تدور في فلك الفساد، بطلها قاضٍ فاسد، وهي قضايا تناولتها في برنامجي ما عدا واحدة بقيت طي الكتمان. هو المجتمع اللبناني بتفاصيله كافة، يصور حياة الاثرياء الجدد مع ظلم بعض القضاة وبذخ حياتهم الخاصة بعيدا عن اي ميزان للعيش المعتدل، فضلاً عن صورة لضابط فاسد يعمل على قضية مخدرات وهو يتاجر بها، وأتطرق الى مسألة اللواط، كما اطرق ايضاً باب فئة <المعترين> الذين لا سند او <دعم> لهم في <مملكة الفساد>، وهنا اتناول قصة جرت أحداثها فعلاً ولا يعرفها الا من هم في السلك القضائي بحيث بقياحد المتهمين قابعاً ظلماً في السجن طوال خمس سنوات في توقيف تعسفي، فقط لان الطرف الآخر في هذه القضية هو قاض.

ــ بما ان احداث المواضيع واقعية، فهل ستُسمى الشخصيات بالاسماء الحقيقية؟ وماذا عن <بنك المدينة> الذي قيل ان الكاتبة فتحت ملفه في مسلسلها، هل تتناوله فعلاً؟

- تؤكد غادة عيد لنا ان لا تسمية للشخصيات بأسمائها الحقيقية، الا ان كل من سيشاهد العمل من هؤلاء الفاسدين <دغري رح يعرف حالو> وأتحداه ان يرفع دعوى ويقول: <هيدا انا>، فلن يكون في صالحه ان يفتح معركة، لذلك لا اتوقع رفع دعاوى قضائية على المسلسل (كان رئيس مجلس ادارة الشركة المنتجة عماد جمعة قد صرح ان العمل تعرض لضغوط كثيرة بهدف ايقافه لكن الشركة المنتجة تجاهلتها).

 وتزيد غادة قائلة:

- من يتجرّأ فليتفضل.. دعوى قدح وذم؟ ما من اسم مباشر، وليس ذلك من باب الخوف، وفي برنامجي سابقاً سميت الاشخاص باسمائهم. كذلك فإن الشخصيات الواقعية هذه ليست سوى نماذج، فاذا صورت مديراً فاسداً فإن عشرات المدراء بالادارات هم على منواله، الامر عينه بالنسبة لمجتمع السيدات اللواتي يعشن البذخ المفرط باموال غير مشروعة، فبمعاش مليون ليرة نرى زوجة موظف تصرف ما لا يقل عن الثلاثين مليوناً من دون ان يسأل احدنا: <من أين لها هذا>؟

اما بشأن <بنك المدينة> ومديرته رنا قليلات، تؤكد عيد ان المسلسل لا يتناولها مباشرة. في قصتي هناك رنا حيدر التي تُعتبر من ابرز اوجه الفساد لناحية <شرائها> للقضاة والسياسيين وتبييض الاموال وتحريك الناس كـ<حجارة الشطرنج>، ضاربة بعرض الحائط القيم والاخلاق.

 

الغسيل.. وسخ!

صورة-5-كواليس-المدينة-سارة--المدينة 

لا تستبعد عيد ان يُعرض <كواليس المدينة> على شاشة اخرى غير <الجديد> من ضمن <الاعادة>، فالمسلسل درامي في النهاية ويمكن لغير <الجديد> ان تعرضه، فالقصص بنت بيئتنا جميعاً.

 وحول اختيار الممثلين، لا تنكر المؤلفة انها تخيلتهم وهي تمسك بقلمها للكتابة: <عمار شلق في دور الضابط الشريف.. كارمن لبس بدور رنا حيدر.. كنت حتى ارى نادين الراسي في دور الصحافية التي تكشف الملفات الا ان اسباباً تعود لارتباط نادين وضرورة بدء التصوير من قبل شركة الانتاج في شباط الماضي حالت دون مشاركتها، فجُيّر الدور الى سارة ابي كنعان التي لعبته بشكل موفق>..

 وتبتسم مؤلفة <كواليس المدينة> حين نسألها: <ستسمعين من ينتقدك بنشر غسيلنا على سطوح الدراما اللبنانية>، فتجيبنا: <.. اكيد.. عأساس غسيلنا كتير نظيف؟!>. هذا هو مجتمعنا وهذه هي تفاصيله في السياسة والسجون والجامعات والقضاء والامن، الا انني في المسلسل لا ابرز النماذج السيئة فقط، فهناك الضباط والقضاة والصحافيون الشرفاء الذين يتابعون ملفاتهم حتى خواتيمها، الا ان السلطة تعيق عملهم ولطالما سحبت الملفات من بين أيديهم.. فضلاً عن ذلك، فإنني أبرز دور المرأة اللبنانية المشرق من خلال سيدة تصارع لاجل حياة كريمة مع اولادها، متمسكة بشرفها على الرغم من كل الأزمات التي تلم بها، كذلك فإن العبر تبقى في النهايات المرجوة.

ــ وماذا عن سياسيينا؟ هل أتيت على تسميتهم؟

- لم ينجوا مني.. هناك القائد والزعيم اللذان يديران اللعبة من فوق وبصماتهما واضحة، سيعرفهما الشعب اللبناني من خلال القضايا المطروحة مباشرة.. هي ثلاثية السلطة - القانون - والناس في كل شيء..

وعن سؤال قد يطرحه البعض حول اختيار مخرج سوري لعمل يغوص في <الكواليس اللبنانية>، ردت عيد إن الصدفة لعبت دورها، وللمخرج اسامة الحمد حس انساني وتميز كبير على الصعيد الدرامي، فضلاً عن ان والدته لبنانية وقد عاشت عائلته فترات طويلة في بلدنا، ثم ان المجتمعين اللبناني والسوري متقاربان جداً من حيث الظلم والفساد وصراعات السلطة والمال، فضلاً عن انه لا يمكننا اغفال التقدم <بأشواط> الذي بلغه العاملون في الدراما السورية مع احترامي للجهد اللبناني طبعاً في هذا المجال.

 

صورة-كواليس-المدينة---التصوير--والتحضيراتشكرا للواء إبراهيم

 

 ونسأل عيد عن أسباب شكرها المباشر للواء عباس ابراهيم فتقول:

- اخذ اللواء ابراهيم علماً بالعمل طبعاً، كذلك فإن مكتب الرقابة في الأمن العام لم يجد ما يخدش الآداب او ما يخل بها.. وفي اتصالي بحضرة اللواء، اكدت له ان لا تسميات مباشرة او اسماء حقيقية. وفي ايامنا هذه حيث الهواء والانترنت مفتوحان، فمن باستطاعته ان يمنع من؟ لقد سبق لبرنامج <الفساد> ان دخل مملكة القضاء التي تُعتبر من المقدسات وقد اقتحمناها بالاسماء. الرموز في القضاء والامن وغيرها ليست آلهة، واللواء ابراهيم شخص متفهم جداً، ويدرك تماماً ان لهذا العمل الدرامي بعداً اجتماعياً وطنياً وانسانياً بهدف الاصلاح الاجتماعي - السياسي..

وعما تأمله من متابعة عالية للمسلسل تؤكد عيد: <خبرتي في الحياة وفي المهنة، والنضوج في التعاطي مع الناس، واحساسي بقضاياهم، كلّها جعلتني اكتب هذا العمل الذي يمكن ان يكمل بعد حلقاته الثلاثين الاولى بجزء ثانٍ او ثالث.. اتمنى ان يوفى حقه، ولا أتوقع ان يتجرّأ احد على وقفه. انا ادخل عالماً جديداً من خلال الدراما ولا أنوي التفلسف على غيري، لكن من خلاله اتمنى ان تغوص الدراما اللبنانية بشكل اعمق في المواضيع الانسانية الاجتماعية الحقيقية، فلبنان يبقى الارض الاكثر خصوبة لها.. واحياناً، اتعجب كيف نلجأ الى الاقتباس.. وآمل ان تصل الدراما اللبنانية مع  <كواليس المدينة> الى مكان آخر، فنكون اضفنا جديداً من حيث الشكل والمضمون.

كارمن وعمار وسارة: حان الوقت..

مشاركة كارمن لبس في <كواليس المدينة> جاءت من دون ادنى تردد:

- بالطبع لن اتردّد، فالامر يتعلق بهويتنا اللبنانية، وحان الوقت ان نرفع جميعنا الصوت ضد مكامن الفساد التي تحيط بنا من كل الاتجاهات. لا يخفي المسلسل الجوانب المشرقة ايضاً، وانا ادعوكم الى المتابعة لان الحبكة ذكية والعمل مشغول بطريقة جيدة. وعن شخصيتها في المسلسل، شخصية <رنا> المسيطرة، تشرح كارمن انها امرأة تدوس على اي شيء من اجل السلطة والمال، وقد شكّلت شبكة علاقات واسعة مع اهل السلطة بفضل صفقات واموال مشبوهة. هي نموذج من تلك اللواتي ارتفعن من صورة-كواليس-المدينة-عمار-شلق--بين-كارمن-لبس-والان-الزغبيالضعة الى الرفعة، من واقع متواضع الى غنى فاحش عن طريق الاحتيال والنفوذ.

من ناحيته، يعتبر عمار شلق او <الضابط> الذي يقف في مواجهة رنا، ان دوره كضابط <مثالي> في زمن صعب، يكمن في مواجهة التحديات وسط تدهور في كل شيء، ووسط واقع مرير تحكمه المحسوبيات وينسجه السياسيون واصحاب السلطة فتُخرق جدران بيته وعائلته.. يقول عمار: <المسلسل في خلاصته محاولة للاضاءة على الفساد المستشري والذي على الفنان قبل غيره الاشارة الى مكامن الفساد ومواجهتها.. ففي الفساد ظلم للناس ما عدا فئة قليلة تمسك بمفاصل البلد وتلعب بخيوطه>. اما على المستوى الدرامي، فأمل شلق ان يشكّل هذا الانتاج اللبناني خرقاً مهماً ضمن الشاشات العربية.

 من جهتها سارة ابي كنعان او <علا> الصحافية الواعية والواعدة، فهي تملك موقعاً الكترونياً اخبارياً ولا تسعى الى غير الحقيقة من خلال الاستقصاء.

 تقول سارة الحائزة السنة الماضية على جائزة <الموركس دور>:

- دوري جميل لانه ينقل ما اؤمن به شخصياً. من منا لم يتعرض للفساد ولم يكن يتمنى ان يكشف ما تعرض له؟ <علا> لا تستسلم على الرغم من جميع الضغوطات التي تتعرض لها، تواجه الفساد الذي سيجعل كل مشاهد يرى على الشاشة ما يعنيه مباشرة، ما يمسه في يومياته ويحمل أوجاعه الى الشاشة بواقعية وتشويق وليس من برج عاجي..