تفاصيل الخبر

قــمـــــــة الــفــاجــعـــــــــة الــعــربــيــــــــــــة!

10/05/2019
قــمـــــــة الــفــاجــعـــــــــة الــعــربــيــــــــــــة!

قــمـــــــة الــفــاجــعـــــــــة الــعــربــيــــــــــــة!

 

 

بقلم الدكتور محمود فاعور

جامعة الدول العربيــة منظمــة إقليميــــة تعمــــل عـــلى تـــوثيق الصــــلات بــين الـــــــــدول الأعضـــــاء وتنسيـــق خططها السياسية والإقتصادية والإجـتماعـيـــــــــة والثـقـافـيـــــــــــــة والأمنيـــــة، مـــن أجــــل تحقيــــــق التعاون الجماعي وحماية الأمن القومي العربي، وحفظ إستقلال الـــــــدول الأعضـــــاء وسيادتهـــــا، وتعزيــــــز العمــــل المشـــــترك فــــي مختلف المجالات.

تأسست جامعة الدول العربية فــــي  22 آذار (مـــــارس) 1945 إستجابة للرأي العام العربي في جميع الأقطار العربية. وبالرغم من أن الدول العربية الموقعة على الميثاق، وقت صدوره، كانت سبـــع دول بينهــــا الجمهوريـــة اللبنانيــــة، أصبـــح عددهـــــا الآن إثنتين وعشرين دولة ــ وإن الميثاق نص في ذلك الوقت على أنه يهدف إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة، وصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقيق أمانيها وآمالها.

ومنــذ ذلك التاريــخ تــــوالت القمم العربية على مدى ثلاثين عامــــــاً، هــــي فــــي  فحــواهـــــا ومضمونها مضيعة للوقت وهدر للأموال لتأمين نفقات مظاهر الفخامـــــــة الفارغـــــة والحفـــــاوة والتكريم وتبجيل الواحد للآخر فيما الأمــــة العربيـــة في مخاطر محدقة.

يحضــــــر رؤســـــــاء ويتغيــــب رؤســاء ويغفـــو بعضهـــم فــــي  الجلسة السنوية الوحيدة للقمة، في الوقت الذي يلقي فيه رئيس أو ملك خطابــــاً <لا يسمـــن ولا يغني من جوع> ويخرج رئيس آخر من الاجتماع ليرتاح من عناء ساعة قضاها في شرود.

خسرنـــا فلسطــين والجـــولان والإسكنــدرون والجـزر الثـــلاث والبقيــــــة تــــــــأتي... وأعطينــــــا صـــــــاغرين ثــــــــرواتنا لــــــدول الإستعمار طلباً للحماية وتأميناً لعروش ومراكز سلطة بدل أن ننهض بهذه الأموال بشعوبنا ونحسن أحوالهــــا ونرسم لهـــــا مستقبلاً أفضل.

ينتهي يوم الخطابات ويعود كـــــل رئيس دولـــــة إلى دولتـــــه مُنتفخ الأوداج تصاحبه حملات إعلامية تركز على أدائه الباهر ومقابلاته المتعددة والتي تداول فيهـــا مــع المسؤولــــين الآخريـــن أمور الأمة وهمومها... و<تعود حليمة إلى عادتها القديمة>... الوعــــــود والعهـــــــود وتأمـــــــين المصالح الشخصية والعائلية والمالية وتستمر حملة التهريج والإنتصار...

إنها قمم الخيبات والنزاعات المقنعة التي تخفي صراعات إقليميــة ومذهبيـــة تنحرف عــــن غاياتها القومية العربية، وهي تشكل تعبيراً عن إنهيار هيكل القوميـــــة العربيــــــة والتراجــــع المخيف أمام سائر أعداء العرب بقمة 12 رئيساً وغياب العديد من الرؤساء والملوك...

الرؤساء في حالة من العجز والتراجعات <فكما تكونوا يولى عليكم>... الأمة العربية غارقة فــــي  سبــات عميق تستفيق بين فترة وأخرى وتحاول أن تقوم بعمل ما لا يلبث أن يذهب مع الريــــح أو أن يصـــاب بالفشـــل والإحباط، وأكبر دليل على ذلك ما سمي بـ<الربيع العربي> الذي يقطر دماً ويأساً.

البيـــان الختامي الذي صـــدر عن قمة تونس وما فيه من مزاعم وأوهـــام بالإضافـــة إلى صــــور بعض الزعمـــاء العـــرب نائمــــين هنيئـاً فــــي  تلك القمـة... كل هـــذا يذكرنا بقول المتنبي:

يــا أُمـــــةً ضحكت من جهلهــــا الأُمم!