بوفاة المرحوم الأستاذ وليد عوض، تخسر الصحافة اللبنانية والعربية قلماً رائداً من أقلامها، أضاء صفحات مجلة <الحوادث> ومن بعدها مجلة <الأفكار> بحصاد نصف قرن من التحقيقات الهادفة والمقالات المعبرة والتوجهات والرؤى الحكيمة.

لقد شكل المرحوم الأستاذ وليد عوض مدرسة قائمة بحد ذاتها في الصحافة، وكـــــانت مجلـــــة <الأفكـــار> بصفحاتهـــــــــــــا الغنيــــــــــــــــــة ومواضيعهـــــــــــــا الشيقـــــــــــــة ورصانتهـــــــــــــــا المشهــــــودة، ساحتـــــه ومجــــال عملــــــــــه وعلاقاته وصداقاته، التي خرجت عشرات الصحافيين والكتّاب على مدى العقود الماضية. مارس وليد عوض المهنة بتفان واندفاع واتقان قل نظيرها، واستطاع بصبره وجهده الدؤوب مكابدة الصعاب ومشقات العمل الصحافي، وحافظ على انتظام صدور المجلة، بحلتها المعهودة وشمولية مواضيعها وتميز توجهاتها، رغم تقلب الظروف وصعوبة الاستمرار.

عاصـــــــر وليــــــد عــــوض كبار السياسيين والمثقفين والفنانيـــــــن فـــــــي الحقبـــــــة الذهبيــــــــــة للبــــنان، فـــــــي ستينـــــــــات وسبعينات القرن الماضي، وكان في طليعة حاملــــــي همــــــوم الـــــوطن وقضاياه والمدافعين عنها بقلمـــــــه الحـــــــر المستقــــــل، ومناصراً لقضايا العرب، وفي مقدمتها قضية فلسطين وشعبها، دون كلل أو ملل.

رحم الله وليد عوض الذي غادرنا وفي قلبه غصة على الصحافة المكتوبة، التي كانت من أولوياته الحفاظ عليها ومنع اندثارها في حمأة هجمة الصحافة الالكترونية على عالمنا هذه الأيام.