تفاصيل الخبر

كلمة السر السورية في معركة الرئاسة اللبنانية متروكة للسيد حسن نصر الله رداء رئاسة الجمهورية بعد 25 أيار للرئيس سلام وباقي الوزراء!

11/04/2014
كلمة السر السورية في معركة الرئاسة اللبنانية متروكة للسيد حسن نصر الله رداء رئاسة الجمهورية بعد 25 أيار للرئيس سلام وباقي الوزراء!

كلمة السر السورية في معركة الرئاسة اللبنانية متروكة للسيد حسن نصر الله رداء رئاسة الجمهورية بعد 25 أيار للرئيس سلام وباقي الوزراء!

1 إذن... فالحرب السورية مستمرة لمدة عام. هكذا استوحينا من كلام الرئيس السوري بشار الأسد بأن إنهاء هذه الحرب يحتاج الى عام كامل. وهذا ما نقله عن لسانه رئيس الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية غير الحكومية <سيرغي ستيباشين> في رسالة وجهها الى الرئيس الروسي <فلاديمير بوتين>، وقال أيضاً: <أنا لست مثل الرئيس الأوكراني السابق <فيكتور يانوكوفيتش> لا أفر ولا أترك بلدي ولن أتخلى عن السلطة>. وهذا يعني أنه سيخوض في حزيران (يونيو) المقبل معركة رئاسة الجمهورية في سوريا.

    إنه كلام الكنة السورية حتى تسمع الجارة التي هي لبنان، ويتزامن هذا الكلام مع حديث خص به أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الزميلة <السفير>، أعلن فيه <ان مرحلة اسقاط النظام في سوريا انتهت. يستطيعون أن يعملوا حرب استنزاف طالما هناك دول لا تزال تموّل وتسلّح وتحرّض وتدفع في هذا الاتجاه، ولكن ليس في الأفق ما يُظهر بأن المعارضة قادرة على القيام بحرب كبيرة>.

    والطباخون للمعركة الرئاسية في لبنان يجب أن يأخذوا هذه الكلمات بعين الاعتبار، ويتنبهوا الى ما يكمن بين السطور، بحيث يدركون أن العامل السوري لن يغيب عن المعركة الرئاسية في لبنان، حتى لو حققت المعارضة السورية انتصارات في الشمال مثل بلدة <كسب> المحاذية للحدود التركية. وهذا يشير بطبيعة الحال الى جبهتين في المعركة الرئاسية اللبنانية: جبهة النظام السوري التي تنعكس ظلالها على قوى 8 آذار، وجبهة المعارضة السورية التي ترخي ظلالها على قوى 14 آذار.

   وأول المدعوين للتنبه الى هذه المتغيرات السياسية هو رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي وضع حلفاءه في قوى 14 آذار أمام خيار صعب. فروح التضامن التي تحلت بها قوى 14 آذار لن تسمع بتقديم مرشح رئاسي آخر في وجه <الحكيم>، مثل الرئيس أمين الجميّل وبطرس حرب وروبير غانم، إلا إذا أعلن <الحكيم> انسحابه من المعركة، وهذا لا يجوز أن يدخل في الحسبان. والاتجاه الثاني لقوى 14 آذار هو أن يتبنى قادة هذا المحور ترشيح الدكتور جعجع،

ويخوضوا به المعركة مع ما يشوبها من عقبات وسلبيات.

   فالمرشح القوي الذي عناه البطريرك بشارة الراعي، ليس القوي في زنده، بل القوي في أخلاقياته الوطنية، وهذا ما عبّر عنه سيد بكركي وهو يتوجه الى جنيف. والأخلاقيات الوطنية هنا أن يكون الدكتور جعجع على خط تماس مع كل أطياف لبنان، دون استثناء. وهذا الأمر غير متوفر. فلا آل كرامي في طرابلس جاهزون للموافقة على سمير جعجع كرئيس للبلاد، ولا الزعيم الشمالي سليمان فرنجية جاهز لمثل هذه المباركة، ولا الزعيم وليد جنبلاط موافق على رئيس متهم بالتطرف السياسي، وهكذا سيكون نواب زغرتا الثلاثة، ونواب طرابلس الثلاثة الرئيس نجيب ميقاتي ومحمد الصفدي وأحمد كرامي، خارج دائرة التصويت لرئاسة <الحكيم>.

ثغرات سمير جعجع!

   ولمثل هذه الأوزان حسابها في المعركة الرئاسية، ولا شيء يمكن أن يقلب المشهد رأساً على عقب لصالح الدكتور سمير جعجع، لأن المعجزات في هذا المجال بعيدة عن الحصول.

   قد يكون سمير جعجع اليوم، بأفكاره السياسية الجديدة، مختلفاً عن سمير جعجع الذي خاض حرب الجبل وقاد الحرب ضد العماد ميشال عون في منتصف الثمانينات، إلا أن المرشح الرئاسي هو في سجله السابق لا في سجله الجديد، وسيجد الرئيس سعد الحريري زعيم تيار <المستقبل> صعوبة في فرض اسم الدكتور جعجع كمرشح رئاسي، لأن للشارع كلمته في هذا المعترك، ولغة العواطف لا تكفي.

   وما ينطبق على <الحكيم> ينطبق كذلك على <العماد>. فحظوظ العماد ميشال عون للرئاسة ليست مضمونة، حتى لو قال لنا ممثله في الحكومة وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب ضمن هذا العدد إن فرص نجاح العماد عون أوسع من فرص الدكتور جعجع، وانعطاف العماد عون على قوى 14 آذار، بدءاً من الرئيس سعد الحريري، لم يقابله انعطاف من الدكتور جعجع على قوى 8 آذار، ولم يستطع أن يخترقها. ولذلك، وكما قلنا في العدد الماضي، فالبحث جار عن الرجل الثالث، أي لا يكون محسوباً على قوى 14 آذار، ولا على قوى 8 آذار، وأن لا يكون خصماً لأي من الفريقين. فعلى من تنطبق هذه المواصفات؟

2

   الأسماء على طاولة التداول. هناك مثلاً حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة، وإن كان بعض المشرعين يشترطون لخوضه المعركة الرئاسية أن يتعدل الدستور، فيما يرى بعض آخر من المشرعين أن الرجل لا تنطبق عليه ما ينطبق على موظفي الفئة الأولى الذين على المرشح الرئاسي منهم أن يستقيل من الوظيفة قبل شهرين من تاريخ الاستحقاق الرئاسي.

   وهناك المرشح الرئاسي وزير الداخلية السابق زياد بارود، قطب المجتمع المدني، ولكن مروحته السياسية لم تفرد أجنحتها على كل الأطياف السياسية والوطنية في لبنان، والاسم النظيف وحده لا يكفي لكسب المعركة، خصوصاً إذا دخلت على الخط تأثيرات اقليمية ودولية. وكان على زياد بارود أن يفتح خطوطاً مع السعودية ومع إيران ومع دول الاتحاد الأوروبي ومع واشنطن وموسكو، ليعزز اطلالته الرئاسية.

الناخبون الكبار.. محلياً!

   والنائب روبير غانم هو أيضاً من الأسماء القريبة من القلب، بحكم رئاسته للجنة الادارة والعدل، وانتاجه العديد من مشاريع القوانين، وبحكم سلوكه السياسي البعيد عن التطرف، إلا أن ما ينطبق على زياد بارود ينطبق عليه من حيث عدم انتشار مروحته السياسية في دول المنطقة.

   يبقى وزير الخارجية السابق جان عبيد الممسك بهذه المروحة، وصاحب الصداقات الواسعة في المنطقة، والبعيد عن الخصومات، فهو بأحسن توافق وانفتاح مع الزعيم الشمالي سليمان فرنجية، وهو كنائب سابق لطرابلس صاحب حظوة سياسية خاصة في عاصمة الشمال، ناهيك عن الصداقة التي تربطه بالرئيس نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط، والبطريرك بشارة الراعي، وعدم خصومة مع حزب الله. وهذا لا يعني أن الرجل كسب المعركة منذ الآن، بل لا بد له من متابعة السعي، وإن كان سعيه حتى الآن يجري طي الكتمان، حتى أنه عزوف حتى الآن عن الادلاء بأي حديث صحفي، فالصمت أحياناً زين والسكوت سلامة، ولاسيما في مثل هذه الظروف، والكواليس أهم من المنابر!

    ولكن من هو الناخب المحلي الأكبر؟

   أولاً هناك الحلف الثنائي بين الرئيس نبيه بري وحزب الله، وتداول اسم المرشح الرئاسي لا بد منه قبل تسويقه في المحافل الأخرى، ولا يمكن لأي مرشح رئاسي أن يطل بقامته، مهما كانت أهمية هذه القامة، إذا لم يمر من تحت مظلة الرئيس بري والسيد حسن نصر الله الذي يملك كلمة السر السورية. وهناك الحلف الثنائي الآخر بين الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط الذي كان والده الزعيم الشهيد كمال جنبلاط يسمى بصانع الرؤساء. أوليس هو الذي أجرى في دارته عند منطقة المصيطبة امتحاناً لكل من المرشحين سليمان فرنجية والياس سركيس عام 1970، وكان صاحب الصوت النيابي المرجح لكفة سليمان فرنجية بعدما استطاع  عبر الرئيس صائب سلام أن يكسب الى جانبه الرئيس كميل شمعون في اجتماع فندق <الفاندوم>؟!

ورقة الحريري وسلام

   ولا تنسوا دور الرئيس سعد الحريري ومعه الرئيس تمام سلام. فالزخم السني يتمثل بهذين الاثنين، وكان الرئيس صائب سلام، طيب الله ثراه، هو المعوّل عليه في انتخاب رئيسين: الأول اللواء فؤاد ش

3

هاب بعدما اجتمع به المبعوث الأميركي <روبرت مورفي> في دارة آل الخالدي صيف 1958. والثاني وزير الاقتصاد سليمان فرنجية قطب الكتلة المؤلفة منه ومن الرئيسين كامل الأسعد وصائب سلام والنائب عبد اللطيف الزين.

   والرئيس تمام سلام لم يكشف حتى الآن أوراقه في معركة رئاسة الجمهورية، لأن هذه الأوراق موصولة بأوراق الرئيس سعد الحريري، ولكن تبقى له الكلمة المؤثرة في المعركة، خصوصاً إذا انقضت مهلة الاستحقاق الرئاسي، دون انتخاب رئيس جديد، وتحول مجلس الوزراء الذي يرئسه الى سلطة رئيس جمهورية.

   والاستحقاق الرئاسي وصلت تعقيداته الى جنيف حيث انعقد اجتماع داخل قصر الأمم المتحدة بين البطريرك بشارة الراعي ضيف الدولة السويسرية والمبعوث العربي والدولي الأخضر الابراهيمي، وكان ثالثهما ملف رئاسة الجمهورية في لبنان. وأسرار ما دار بين الرجلين بقيت طي الكتمان وإن كان الترجيح جرى لمصلحة المرشح التوافقي، أو الرجل الثالث بعد العماد عون والدكتور سمير جعجع.

   ولا تنسوا الجنرال الذي كان يعول عليه <نابوليون بونابارت> في معاركه وهو الجنرال زمان، فهذا الجنرال المعوّل عليه محلياً واقليمياً ودولياً هو الناخب الأكبر في هذه المرحلة، ذهاباً من قول <فولتير>: <الوقت هو السيد الأكبر لأنه يتكفل بحل جميع المشاكل>!