تفاصيل الخبر

قلق رسمي بعد تجدد التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان بالتزامن  مع إقامة جدار الكتروني تحت الأرض على طول الحدود!

28/02/2020
قلق رسمي بعد تجدد التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان بالتزامن  مع إقامة جدار الكتروني تحت الأرض على طول الحدود!

قلق رسمي بعد تجدد التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان بالتزامن  مع إقامة جدار الكتروني تحت الأرض على طول الحدود!

لم تمضِ بضعة أيام على طلب قائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال <ستيفان دل كول> من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استئناف اجتماعات اللجنة الثلاثية التي تضم ضباطاً لبنانيين ودوليين واسرائيليين والتي أنشأت بموجب قرار الأمن الدولي الرقم 1701، حتى كانت اسرائيل تجدد تهديداتها بقصف بيروت ومناطق عدة في الجنوب بحجة خرق حزب الله القرار 1701، علماً انه لم تسجل أي حادثة خرق على طول الحدود الجنوبية اللبنانية. وبدا من التهديدات الاسرائيلية ان ثمة منحى جديداً في التعاطي الاسرائيلي مع الوضع في الجنوب اللبناني، على رغم <التطمينات> التي نقلها الجنرال <دل كول> الى المسؤولين اللبنانيين بأن الجانب الاسرائيلي ملتزم القرار 1701.

التهديدات الاسرائيلية المتجددة كانت محور نقاش بين مسؤولين لبنانيين ودوليين في ضوء الكلام الذي صدر عن قائد اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي الجـــــــــــــــنرال <أمير برعام> والذي عممته وسائل الإعلام الاسرائيلية على نطاق واسع خلافاً لما يحصل عادة في كلام المسؤولين العسكريين الاسرائيليين، والذي هدد فيه الجنرال الاسرائيـــــــــــــــــلي بضرب بيروت والقرى الجنوبية التي يستخدمها حزب الله، وكذلك سوف يشمل القصف الاسرائيلي إيران، حسب قوله، وعلى رغم ان <برعام> لم يذكر ماهية خرق حزب الله للقرار 1701 ولا زمانه ومكانه، إلا انه لجأ الى التعميــــــــــــــــــــم حتى قال إن النشاطات العسكرية لحزب الله تجددت في القرى الحدودية مثل الخيام وبنت جبيل وعيتا الشعب، داعياً الحكومة اللبنانية الى العمل <لمنع حزب الله من خرق القرار 1701>، لافتاً الى ان الحزب <لا يحمي لبنان ولا يفكر في لبنان بل ما يفعله هو تنفيذ الأوامر الآتية من إيران>!

واعتبرت مصادر رسمية لبنانية ان كلام <برعام> له وقعه وتأثيره على مجرى الأحداث، لاسيما وان الجنرال الاسرائيلي يعتبر المسؤول الأول في هيئة رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي عن الجبهة الشمالية، وهو ربط ما يجري في الجنوب مع الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها لبنان مشيراً الى انه رغم هذه الصعوبات فإن حزب الله <يواصل جهوده لاقتناء السلاح بهدف المساس بالجبهة الداخلية الاسرائيلية، كما يواصل الانتشار جنوب نهر الليطاني لمهاجمة بلدات وطرق داخل الأراضي الاسرائيلية>. وفي تقدير هذه المصادر ان كلام <برعام> يأتي لتغطية حالة خوف تسود سكان المستعمرات الاسرائيلية منذ مدة، لاسيما بعد الاعتداءات الاسرائيلية التي حصلت في الضاحية الجنوبية من بيروت في الصيف الماضي، وتلك التي تحصل على تقطع على الحدود الجنوبية، علماً أن هذه الاعتداءات تتزامن مع مواقف اسرائيلية تهاجم المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم الرئيس عون الذي تقول اسرائيل انه <يغطي> حزب الله في كل مواقفه.

بناء جدار الكتروني تحت الأرض!

إلا ان القلق الاسرائيلي على سكان المستعمرات قبالة القرى والبلدات اللبنانية، تُرجم من خلال مباشرة الاسرائيليين قبل أسابيع ببناء جدار الكتروني تحت الأرض يساعد على كشف أنفاق يمكن أن يحفرها حزب الله على طول الحدود الجنوبية بغية تدميرها. وقالت مصادر عسكرية مطلعة لـ<الأفكار> ان هذا الاجراء الذي لجأت إليه اسرائيل جاء بعد تدمير أنفاق سبق أن اكتُشفت على الحدود الجنوبية تصل الأراضي اللبنانية بالأراضي المحتلة، من دون أن تتوافر بعد معلومات دقيقة عن تاريخ حفر الانفاق وأسبابه. وعلى رغم ان لا دلائل على وجود أنفاق جديدة على الحدود، فإن اسرائيل شرعت بإقامة بنية تحتية تكنولوجية تكون بمثابة خطوة استباقية لمحاولة حفر أنفاق جديدة. وفي المعلومات ان إقامة هذه البنية الالكترونية سوف يستمر عدة شهور بالتنسيق مع السلطات المحلية في المستعمرات الحدودية التي أحيطت علماً بالعمل العسكري المستجد والذي يعتمد تكنولوجيا حديثة تلاءم ملامح الأرض على الحدود بحيث يتم رصد أي عمل تحت الأرض في خطوة وقائية تكشف أي نشاط تحت الأرض ليصار الى احباطه وتعطيله.

ولفتت المصادر الى ان الاسرائيليين يبنون حالياً جداراً تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة بهدف كشف الأنفاق التي حفرتها حركة <حماس> و<الجهاد الاسلامي> ليصار من خلالها الى اختراق الحدود الى البلدات الاسرائيلية لتنفيذ عمليات عسكرية فيها. ويبدو ان تجربة جدار قطاع غزة سوف تعتمد على الحدود اللبنانية، مع الإقرار بأن الأرض على الحدود صخرية وصعبة، وحين حُفرت الأنفاق السابقة التي فجرتها القوات الاسرائيلية بعد اكتشافها، تطلب ذلك فترات عمل كثيرة وجهوداً مضنية، لاسيما وان أحد الأنفاق بلغ طوله 1200 متر وهو امتد 70 متراً في عمق إحدى البلدات الاسرائيلية، وقد تم تدمير هذا النفق

كما حصل مع غيره من الأنفاق التي اكتشفت قبل أشهر.

وكانت وكالات الأنباء العالمية قد نقلت عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي <أفيخاي أدرعي> ان نشر البنية التحتية الالكترونية يعتبر عنصراً اضافياً في الجهود الواسعة لحماية الحدود، وتتزامن إقامة هذا الجدار مع جهود استخباراتية وتقنية وهندسية لكشف أي محاولات لحفر الأنفاق على الحدود الشمالية سواء كانت جهوداً مكشوفة أو سرية.

ووفق المعلومات المتوافرة، فإن العمل في البنية التحتية التكنولوجية على الحدود بدأ في مستعمرة مسكفعام قبالة بلدة العديسة اللبنانية على أن يتوسع بعد ذلك ويشمل الحدود. وقد حرص الجانب الاسرائيلي الى ابلاغ قيادة القوات الدولية ان أعمال الحفر ومدّ الشبكة الالكترونية ستجري كلها على الجانب الاسرائيلي المقابل للحدود ولن تتخطى الأعمال الحدود اللبنانية.

 

رغبة باعتداء على لبنان؟

ويأتي هذا التطور الميداني وسط تزايد المعلومات حول وجود رغبة لدى القيادة الاسرائيلية بالقيام باعتداء يستهدف الأراضي اللبنانية لمواجهة حزب الله واختبار قدراته العسكرية من جهة، وتأمين الاستقرار للمستوطنات الاسرائيلية الحدودية من جهة اخرى، لكن مصادر اعلامية اسرائيلية ومنها صحيفة <يديعوت أحرونوت> كشفت من خلال مراسلها العسكري عن وجود نقص في الفرقة الاسرائيلية التي يفترض أن تواجه حزب الله بما يمثله من قدرات وخبرات، الأمر الذي يمكن أن يعرض هذه الفرقة للحصار من قبل مقاتلي الحزب إذا ما حصل أي تقدم ميداني على الأرض. وهذا التخوف برر ــ حسب المراسل الاسرائيلي ــ الاجراءات الاحترازية التي تقوم بها اسرائيل لحماية الجبهة الداخلية نتيجة تعاظم قدرات حزب الله الهجومية الصاروخية المختلفة. وفي السياق نفسه، كشف الاسرائيليون ان خيار اقتحام الجليل يشكل أحد الأوراق الدفاعية والردعية لحزب الله في الدفاع عن لبنان، فبعد المناورات التي أجراها الجيش الاسرائيلي خلال الأسابيع الماضية والتغيير في التضاريس الذي أحدثه مقابل الحدود مع لبنان، أتت عملية مدّ التجهيزات الالكترونية تحت سطح الأرض. واللافت ان اسرائيل لم تترك هذا العمل سرياً كما كانت تفعل دائماً، لكنها لجأت الى تسريب المعلومات عنه لتوجيه أكثر من رسالة في الداخل الاسرائيلي والخارج، ولاسيما في اتجاه حزب الله لابلاغه، بصورة غير مباشرة، انها باتت تملك وسائل وقائية إذا ما قرر الحزب العودة الى خيار حفر الأنفاق أو أي عملية أخرى يمكن أن تستهدف المستعمرات الاسرائيلية. أما الى الداخل فالرسالة موجهة الى الاسرائيليين لـ<طمأنتهم> ومحاولة رفع مستوى الشعور بالأمن لديهم بالأدلة الملموسة، لاسيما وأن التهديدات التي أطلقت ضد الأميركيين بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال <قاسم سليماني> ونائب رئيس الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، يمكن أن تشمل في أي لحظة الاسرائيليين أيضاً.

في أي حال، ينظر المسؤولون اللبنانيون بدقة واهتمام الى ردود الفعل الاسرائيلية سواء كانت من خلال التهديدات المتواصلة ضد لبنان، أو من خلال الاجراءات الميدانية التي تقيمها على الحدود الجنوبية. وهذا الحذر اللبناني أبلغ الى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان السيد <يان كوبيتش> والى قائد القوات الدولية <اليونيفيل> الجنرال <ستيفان دل كول> قبل أسبوعين، إلا ان الأخير أعطى تطمينات بأن الاسرائيليين أبلغوه ان أعمال الحفريات التي يقومون بها على الحدود هي وقائية ولا نية لدى اسرائيل بمهاجمة لبنان شرط تقيد <الطرف الآخر> ــ أي حزب الله ــ بضبط النفس وعدم القيام بأي أعمال عسكرية تستهدف الجيش الاسرائيلي الذي يسيّر دوريات على الحدود أو سكان المستعمرات الحدودية، مع حرص متزامن على معاودة اللجنة الثلاثية التي تضم ضباطاً لبنانيين ودوليين واسرائيليين عقد اجتماعاتها الشهرية في مقر القيادة الدولية وكلما دعت الحاجة، خصوصاً ان هذه الاجتماعات حققت حتى الآن نتائج مطمئنة أثمرت استقراراً على طول الحدود... حتى اشعار آخر!