تفاصيل الخبر

كلام يزبك عن ”المارونية السياسية“ وورثتها احتاج الى ايضاحات من حزب الله حصرت مفاعيله!

08/04/2016
كلام يزبك عن ”المارونية السياسية“ وورثتها احتاج الى ايضاحات من حزب الله حصرت مفاعيله!

كلام يزبك عن ”المارونية السياسية“ وورثتها احتاج الى ايضاحات من حزب الله حصرت مفاعيله!

 

الشيخ-محمد-يزبك1لم يشأ رئيس <تكتل التغيير والاصلاح> العماد ميشال عون التوقف طويلاً عند ما أعلنه رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك الأسبوع الماضي لجهة عدم القبول بالعودة الى <المارونية السياسية، كما لن نقبل بتسمية سياسية أخرى رديفة>. صحيح ان هذا الكلام الذي جاء خلال مناسبة اجتماعية في البقاع فاجأ من في الرابية والفريق القريب من العماد عون، إلا ان <الجنرال> لم يرد أن يعطي لهذا الكلام أي <بُعد> يمكن أن يؤدي الى <تباعد> بين الحليفين الأساسيين لأنه يدرك ان موقف الشيخ يزبك هو شخصي أولاً، ولأن عون لم يسع يوماً حتى بعد تحالفه مع رئيس <القوات اللبنانية> الدكتور سمير جعجع الى ممارسة <المارونية السياسية> وفق التوصيف الذي كان سائداً قبل اتفاق الطائف.

غير ان مثل هذا الكلام، في التوقيت الذي قيل فيه، يحتاج، في نظر الفريق القريب من العماد عون ايضاحات من الحزب الحليف أولاً ومن العماد عون ثانياً منعاً لأي سوء تفسير أو قراءة غير دقيقة له، لاسيما وأن بعض <الغيارى> سارعوا في وضع كلام الشيخ يزبك، وهو الوكيل الشرعي العام للإمام <الخامنئي> في لبنان، في سياق <اعتراض> فريق من المسؤولين في حزب الله على التقارب الذي نشأ بين <التيار الوطني الحر> و<القوات اللبنانية> منذ أشهر والذي تجاوز ورقة التفاهم الى اتفاق حول الاستحقاق الرئاسي مع دعم رئيس <القوات اللبنانية> لترشيح العماد عون بُعيد لقاء معراب الشهير... خصوصاً ان <المعترضين> يتحفظون على التقارب بين عون وجعجع نظراً لمواقف رئيس <القوات اللبنانية> المناهضة لحزب الله ولمواقف أمينه العام السيد حسن نصر الله، إضافة الى <التباعد الطبيعي> بين القاعدة <القواتية> وقاعدة حزب الله التي لم <يهضم> بعضها تحالف عون ــ جعجع، وإن كان البعض الآخر <تفهمه>.

 

<مخاوف المعترضين>...

 

وفي هذا السياق، تتحدث مصادر مطلعة على موقف <المعترضين> داخل حزب الله على تقارب <حليفهم> العماد عون من <خصمهم> السياسي سمير جعجع، عن مخاوف لدى هؤلاء المعترضين من أن يكون وراء العلاقات المتينة بين الرابية ومعراب، محاولة لتجديد حالة الاستنهاض للعصبية المسيحية التي كانت قائمة في السابق والتي كانت موضع اعتراض شديد من الأحزاب اليسارية والاسلامية على اختلاف ميولها. وهذه المخاوف التي قد يكون الشيخ يزبك قد عكسها في كلامه، لا تستهدف حسب المعترضين، العماد عون شخصياً، بل فريق <القوات اللبنانية> عموماً ورئيسها خصوصاً الذي قد يستعمل تقاربه من العماد عون لتحقيق <مكاسب> على الساحة اللبنانية ما كان ليحصل عليها لو استمر على خلاف سياسي مع <التيار الوطني الحر> وزعيمه العماد عون، وأول هذه المكاسب سيكون في الانتخابات البلدية التي تخوضها <القوات> بالتحالف مع <التيار الوطني الحر> في كل البلدات والقرى في حين كان الأمر مختلفاً في دورة 2010، ويضيف <المعترضون> ــ ويعتبر الشيخ يزبك أبرزهم ــ ان التقارب العوني ــ القواتي لم يؤدِ الى أي تغيير في موقف <القوات> من حزب الله ومن أمينه العام، في وقت كان يفترض أن يساهم، بشكل أو بآخر، في التخفيف من حدة المواقف <القواتية> حيال <الحزب> من دون أن يعني ذلك الوصول الى قاعدة <حليف حليفك حليفي>، لكن على الأقل تتغير نسبياً <الروح العدائية> التي تسود مفردات <القوات اللبنانية> رئيساً ونوباً وقاعدة، تجاه حزب الله.

 

... وخيارات <الجنرال>

 

وإذا كانت مواقف الشيخ يزبد قد استأثرت باهتمام العاملين على <مراقبة مسار العلاقة بين حزب الله و<التيار الوطني الحر>، فإن العماد عون أبلغ زواره في الأسبوع الماضي انه لا يعتبر نفسه معنياً بكلام الشيخ يزبك وبالتالي لن يدخل في <جدال> معه لأن وراء الدفع الى تبادل التعليقات محاولة تقوم بها جهات معروفة لدى عون للإيقاع بين <الحزب> و<التيار> وهذا أمر لن يحصل، لأن قيادة حزب الله، ولاسيما السيد حسن نصر الله، تدرك ان أداء العماد عون لم يكن يوماً أداء طائفياً بالمعنى الضيق والسلبي للكلمة، لأن حرصه على تحقيق <التوازن الوطني> يهدف الى حماية الشراكة المسيحية ــ الاسلامية على أسس العدالة السياسية والاجتماعية، وبالتالي فإن توصيف <المارونية السياسية> الذي أشار إليه الشيخ يزبك لا ينطبق على <الجنرال> الذي يطالب بـ<الميثاقية> لإدراكه بأن أي خلل في هذا الاتجاه لن ينعكس على المسيحيين فقط بل سيمتد لاحقاً الى غيرهم من المكونات اللبنانية. وعليه فإن دفاع عون عن حقوق المسيحيين إنما هو دفاع عن حقوق كل الطوائف لاسيما وأن أي إضعاف لطائفة سيقود لاحقاً الى اضعاف غيرها من الطوائف والمذاهب، وهذه ظاهرة غير صحية يمكن أن تضاف الى عمليات ضرب الكيان اللبناني وصيغة العيش المشترك.

ويؤكد العماد عون في هذا السياق انه عندما تحالف مع <القوات اللبنانية> لم يُدرج هذا التحالف في سياق عدائي تجاه أي طرف لبناني، بل بالعكس أراد أن يجعل من الوحدة المسيحية في التوجهات والخيارات مقدمة الى توافق وطني لأن <المارونية السياسية> في مفهوم العماد عون تختلف تماماً عن التوصيفات التي أُعطيت لها في السابق لأن ما يحصل تحت عنوان <تسلط المارونية السياسية> أساء الى المسيحيين خصوصاً والى اللبنانيين عموماً، والعماد عون يتعلم من تجارب الماضي وعِبره.

وأشارت مصادر متابعة الى ان مواقف الشيخ يزبك حول <المارونيـــــــــــــــــة السياسية> وورثتها، لن تتفاعل وهي لم تؤثر على العلاقة بين <التيار الوطني الحـــــــــــــــــــــــــر> وحزب الله وإن كان الأمر تطلب بعض الايضاحات التي لا تزال ثمة حاجة الى المزيد منها منعاً لأي التباس!