تفاصيل الخبر

كــل هـمـــوم الـعـــرب فــي الـبـيـــت الأبـيـــض بـيــن الـــرئـيـس ”تـــرامـب“ والأمـيـــر مـحـمـــد بــن سـلـمــــان

24/03/2017
كــل هـمـــوم الـعـــرب فــي الـبـيـــت الأبـيـــض بـيــن  الـــرئـيـس ”تـــرامـب“ والأمـيـــر مـحـمـــد بــن سـلـمــــان

كــل هـمـــوم الـعـــرب فــي الـبـيـــت الأبـيـــض بـيــن الـــرئـيـس ”تـــرامـب“ والأمـيـــر مـحـمـــد بــن سـلـمــــان

 

 

ترامب-محمد-بن-سلمان-1----a الاتصــــال التليفـــــوني الــــذي أجـــــراه رئـــــيس الولايــــــات المتحدة الجديد <دونالد ترامب> في الأسبوع الماضي بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مع ما استغرقته المكالمة من وقت طويل، كان التمهيد الفعلي للزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للبيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي.

وتأتي هذه الزيارة التي قوبلت بأعــلى درجــــات الــترحيب من البيت الأبيض والمجتمع الأميركي، في وقت يتصـــاعد فيــــه التوتــــر بـــين الولايات المتحدة وإيران، وتضاعف أنشطة إيـــران المزعزعـــة لاستقــرار المنطقة، وكان بيان البيت الأبيض عن هذه الزيـــارة لاعطائهـــا الأهمية الاستراتيجيـــة، ذهابـــاً مــن توقيـــع اتفاقية اقتصادية بقيمة تتجاوز المئتي مليار دولار.

وأشار البيان الصادر عن البيت الأبيض الى ان الرئيس <ترامب> والأمير محمد بن سلمان أكدا على دعمهما لإقامة شراكة استراتيجية قويـــــة ودائمـــــــة مبنيــــــة عـــــلى أساس المصالح المشتركة، والالتزام والاستقـــــرار في منطقـــــة الشـــــرق الأوســـط، فيمـــــا وجـــه الـــــرئيس <ترامب> والأمير محمد بن سلمان فريقيهما لاستكشاف خطوات اضافية لتعزيز التعاون بين المملكة السعودية والولايات المتحدة في مجالات مختلفة عسكرية وسياسية واقتصاديـــة وثقافيـــة واجتماعيـــة، ولتعزيز ورفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. كما يعتزم مسؤولو البلدين التشاور حــــول خطــــوات اضافيــــة لتعميق العلاقــــات التجاريــــــة وتشجيــــع الاستثمـــار وتوسيع التعــــاون في مجال الطاقة.

وحسب بيان البيت الأبيض نفسه اتفق الطرفان خلال الاجتماع على تعزيــز التعــاون بينهما في المجالات الاقتصاديـــة والتجاريــــة لتحقيــــق النمو والازدهار في البلدين ولنمو الاقتصاد العالمي حيث قدم الرئيس <ترامب> دعمه لوضع برنامج طموح ومشترك بين البلدين يحتوي على مبـــادرات فريــدة في مجــال الطاقــة والصناعــــــة والبنيـــــــة التحتيـــــــة والتكنولوجيا، وذلك بقيمة تتجاوز المئتي مليار دولار، وهي عبارة عن استثمارات مباشرة وغير مباشرة في غضون السنوات الأربع المقبلة، كمـــــا قـــــدم الرئيس دعمـــــه أيضاً لاستثمارات الولايات المتحدة في السوق السعودية وتسهيل التجارة الثنائية وهذا من شأنه ايجاد فرص كبيرة لكلا الطرفين. كذلك اتفق الطرفان على مواصلة المشاورات حول تعزيز نمو الاقتصاد العالمي، والحد من امدادات وتقلبات أسواق النفط. كما اطلع الرئيس <ترامب> على <الرؤية السعودية 2030>. ووافق أيضاً على الاستفادة من الفرص الجديدة التي أوجدتها رؤية المدينة الجديدة.

 

في وجه إيران والارهاب!

 

وحـــول زعزعـــة الاستقـــرار في منطقة الشرق الأوسط التي تسببها إيران أشار الرئيس <ترامب> والأمير محمد بن سلمان الى أهمية مواجهة أنشطة إيران الداعية الى زعزعة استقرار المنطقة مع الاستمرار في تقييم وتنفيذ الخطة الشاملة المشتركة بشـــأن الاتفــــاق النووي الإيراني بدقة.

ولم يغب الصراع الاسرائيلي ــ الفلسطيني عن محادثات المضيف والضيــــف، إذ أعــــــرب الــــرئيس الأميركي <ترامب> عن رغبته القوية في تحقيق تسوية عادلة للصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي ومواصلة المشاورات بين البلدين للمساعدة في التوصل الى حل دائم، كما أشاد الرئيس الأميركي بالتعاون المستمر بين بلاده والمملكة السعودية في مجال مكافحة الارهاب ومواجهة تنظيم <داعش> الذي يشكل خطراً على جميع الدول.

وعن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأميركي <ترامب> وضيفه السعودي الكبير قال أحد مستشاري الأمير محمد بن سلمان انه كان لقاء ناجحاً للغاية، وشدد على ان اللقاء الذي جمع الرئيس <ترامب> بالأمير محمد بن سلمان كان نقطة تحول تاريخية في العلاقات بين البلدين بعدما كانت قد مرت بفترة من التباعد في الرؤية حول الكثير من الملفات.

لكن البيان ما لبث أن استدرك قائلاً: <لقد أعاد لقاء اليوم الى مساره الصالح وهو يشكل نقلة كبيرة للعلاقات بين البلدين، في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك كله عائد الى الفهم الدقيق للرئيس <ترامب>الى أهمية العلاقات السعودية ــ الأميركية واستيعابه ورؤيته الواضحة لمشاكل المنطقة>.

وشرح بيان البيت الأبيض ما جرى في مناقشات الرجلين حول قرارات الرئيس <ترامب> بمنع رعايا ست دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة وان ولي ولي العهد السعودي تابع الموضوع منذ البداية وان بلاده لا ترى في هذا الاجراء أي استهداف للدول الاسلامية أو الدين الاسلامي، بل ترى فيه قراراً سيادياً لمنع دخول الارهابيين الى الولايات المتحدة، وان الرئيس <ترامب> أبدى احترامه الكبير للدين الاسلامي باعتباره احدى الديانات السماوية التي جاءت بمبادئ انسانية عظيمة تم اختطافها من قبل الجماعات المتطرفة.

ورأى الأمير السعودي حسب قول المستشار السعودي ان المعلومات السعودية تفيد فعلاً ان هناك مخططاً ضد الولايات المتحدة تم الاعداد له في تلك الدول الست بشكل سري من هذه الجماعات مستغلة بذلك ما يظنونه ضعفاً أمنياً فيها للقيام بعمليات ضد الولايات المتحدة وأبدى تأييده وتفهمه لهذا الاجراء الاحترازي المهم والعاجل لحماية الولايات المتحدة من العمليات الارهابية المتوقعة.

ترامب-محمد-بن-سلمان-2------a 

السلاح النووي

وبحسب رأي المستشار السعودي ان لقاء الجانبين تناول الكثير من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومن ذلك استثمارات كبيرة من الجانب السعودي في الولايات المتحدة وفتح فرص للشركات الأميركية التجارية بشكل كبير واستثنائي للدخول في اسواق السعودية، وما كان ذلك ليتم، حسب قول المستشار لولا جهود الرئيس <ترامب> في تحسين بيئة الاستثمار في أميركا.

وعن الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران قال إنه سيء وخطير للغاية على المنطقة، ويشكل صدمة للعارفين بسياسة هذه المنطقة، ولن يؤدي إلا لتأخير النظام الإيراني الراديكالي لفترة من الزمن من انتاج السلاح النووي، وان هذا الاتفاق قد يؤدي الى استمرار تسلح خطير بين دول المنطقة التي لن تقبل بوجود أية قدرة عسكرية نووية لدولة إيران.

وأفاد المستشار السعودي ان وجهات نظر الرئيس الأميركي والضيف السعودي الكبير كانت متطابقة حول خطورة التحركات الإيرانية التوسعية في المنطقة، وان إيران تحاول أن تكسب شرعيتها في العالم الاسلامي عبر دعم المنظمات الارهابية بهدف وصولها الى قبلة المسلمين في مكة المكرمة، مما يمنحها الشرعية التي تفتقدها في العالم الاسلامي، ومع أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم أجمع.

وشدد على ان إيران تدعم المنظمات الارهابية مثل حزب الله و<القاعدة> و<داعش> وغيرها، وتقف في وجه أي اتفاق لحل المشكلة الفلسطينية.

إذن.. كانت قضية فلسطين وملف الاتفاق النووي واستثمــــــارات السعوديـــــين في الولايــــــات المتحــــــدة، واستثمـــــارات الأميركــان في السعودية والحــرب ضد الارهاب، مع الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض.

ورحلات الخارج أحياناً أفضل ضمانة لقضايا الداخل، وهكذا بدأت الحكاية مع الاجتماع الشهير للرئيس <فرانكلين روزفلت> والملك عبد العزيز آل سعود سنة 1945 في قنال السويس.