تفاصيل الخبر

كل الآباء مع مصاب الشيخ محمد بن راشد!  

23/09/2015
كل الآباء مع مصاب الشيخ محمد بن راشد!   

كل الآباء مع مصاب الشيخ محمد بن راشد!  

بقلم وليد عوض

 راشد  ما أوجع على القلوب مشهد حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات رئيس وزرائها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يحتضن ولده الأكبر الشيخ راشد بن محمد آل مكتوم، بعدما فارق الدنيا يوم السبت الماضي عن عمر 34 عاماً، عام الزهور بالنسبة لبني البشر. وبفجيعة رحيل الابن الأكبر لحاكم دبي، وحامل اسم جده الشيخ راشد مؤسس دولة دبي، تشارك كل حكام الخليج، لأن الشيخ محمد واحد منهم، وفارس من فرسان مسيرتهم.

   وأنا أسمع بالشيخ محمد (66 سنة) حاكم دبي، ولم تتح لي حتى الآن فرصة مقابلته. لكنني تعرفت الى والده زمان السبعينات وأنا أزور دبي مع الصحافي الكبير الراحل سليم اللوزي. كان الشيخ راشد، مؤسس الإمارة، من البساطة والتواضع بمكان، ولم يكن يختلف في ملبسه ونهجه عن سائر أبناء دبي. عباءة حريرية عادية، وغطرة بسيطة، ونعل مثل نعال باقي أهل المنطقة. وقد اختار ميناء دبي ليبني فيه مقراً ويدير من هناك تجارة دبي، دون أبهة ولا تكلف ولا مراسم أميرية.

   وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أول من أمسك بسماعة الهاتف وطلب حاكم دبي ليبلغه مؤاساته في هذا المصاب الجلل، وهبت العائلة الإماراتية يوم السبت الماضي للمشاركة في وداع زين الشباب الشيخ راشد في الصلاة على جثمان الفقيد الغالي في مسجد زعبيل، حيث ووري الثرى في مقبرة أم هرير عند منطقة الفهيدي في بر دبي، وفي مقدمة المعزين كان هناك ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، بعدما كان رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد قد تولى نعي الفقيد الشاب وأعلن الحداد ثلاثة أيام في أبو ظبي ودولة الإمارات، وتوقف بث البرامج من قناة دبي والاكتفاء بتلاوة القرآن الكريم.

   والى جانب الرباط العائلي الذي يشد إمارتي أبو ظبي ودبي، وتتكاتفان في مواجهة كل الأحداث، لا ينسى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد تلك المكرمة التي أقدم عليها الشيخ محمد بن راشد، عندما استبدل اسم برج دبي الكبير باسم برج خليفة بن زايد. وولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة كان باسم الشيخ خليفة على تنسيق دائم مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في إرسال القوات الإماراتية المشتركة الى <عاصفة الحزم> في اليمن، وسقط للاماراتيين فيها عدد من الشهداء، تحت علم دولة الإمارات.

   وزين الشباب الراحل في دبي الشيخ راشد بن محمد مثل والده حاكم دبي تفوق بالفروسية ورياضة ركوب الخيل وحقق فيها أرقاماً قياسية، كما كان يطل على اسطبل خيول والده في لندن ويعاينها عن كثب، ولاسيما في المباريات التي تحصد الجوائز.

   ولبنان جزء من مصاب إمارة دبي. ففي هذه الإمارة عشرات ألوف اللبنانيين. وما الجامعة الأميركية التي يتولى رئاستها فيها وزير التربية الياس بوصعب إلا عينة من هذا الحضور اللبناني العلمي والتربوي، وما اختيار الرئيس تمام سلام للوزير بوصعب دون غيره من الوزراء لمشاركته رحلة العزاء والمؤاساة يوم السبت الماضي، إلا لمعرفته بالصداقة التي تربطه بالشيخ محمد بن راشد، وبالجسر التربوي الذي يربط لبنان بإمارة دبي.

   وفي احصاءات الأمم المتحدة لتحويلات لبنانيي الخارج الى أهاليهم ومصالحهم في لبنان أن لبنانيي دولة الإمارات يحولون الى لبنان كل سنة لا أقل من ملياري دولار، مقابل 4 مليارات دولار من لبنانيي السعودية، وملياري دولار من باقي لبنانيي المغتربات.

   ولأن فجيعة الأبوة لا تقف عند الشيخ محمد بن راشد وحده بل يشاركه فيها كل أب، فإن أسرة <الأفكار> تتقدم من حاكم دبي ونائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وزرائها بأصدق المؤاساة سائلة للوالد المفجوع الصبر الجميل، وللفقيد الغالي السكنى في جنات الخلد.